منتدى الآصالةوالتاريخ حريب بيحان
ينتهي : 30-04-2025
عدد مرات النقر : 1,282
عدد  مرات الظهور : 29,314,840

عدد مرات النقر : 4,127
عدد  مرات الظهور : 73,335,197
عدد  مرات الظهور : 69,051,166
قناة حريب بيحان " يوتيوب "
عدد مرات النقر : 2,309
عدد  مرات الظهور : 73,335,999مركز تحميل منتديات حريب بيحان
ينتهي : 19-12-2025
عدد مرات النقر : 3,947
عدد  مرات الظهور : 69,551,926
آخر 10 مشاركات
تحدي المليوووون رد ،، (الكاتـب : - المشاركات : 2050 - المشاهدات : 123540 - الوقت: 07:27 PM - التاريخ: 04-25-2024)           »          صـبـــاحكم سكــر // مســـاؤكم ورد معطر (الكاتـب : - المشاركات : 2386 - المشاهدات : 169674 - الوقت: 06:40 AM - التاريخ: 04-24-2024)           »          تعزية للاخ يمني بوفاة اخيه (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 6 - المشاهدات : 108 - الوقت: 09:46 PM - التاريخ: 04-22-2024)           »          قراءة في سورة البقرة (الكاتـب : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 70 - الوقت: 05:34 AM - التاريخ: 04-20-2024)           »          الاذكار اليوميه في الصباح والمساء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 542 - المشاهدات : 33707 - الوقت: 08:30 PM - التاريخ: 04-19-2024)           »          عيدكم مبارك ،، (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1 - المشاهدات : 84 - الوقت: 08:45 AM - التاريخ: 04-10-2024)           »          ماذا ستكتب على جدران (منتديات حريب بيحان) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3179 - المشاهدات : 233703 - الوقت: 05:26 PM - التاريخ: 04-08-2024)           »          ورد يومي صفحه من القرآن الكريم (الكاتـب : - المشاركات : 93 - المشاهدات : 984 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-23-2024)           »          شهرمبارك كل عام وأنتم بخير (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3 - المشاهدات : 80 - الوقت: 04:06 AM - التاريخ: 03-18-2024)           »          تدمير دبابة ميركافا الإسرائيلية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 141 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-17-2024)


الإهداءات




من مأرب إلى طشقند


الرد على الموضوع
 
LinkBack خيارات الموضوع
قديم 12-30-2012, 12:36 PM   #11



الصورة الشخصية لـ اليمامه
اليمامه غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1093
 تاريخ التسجيل :  Oct 2012
 أخر زيارة : 04-21-2024 (03:14 AM)
 المشاركات : 13,748 [ + ]
 تقييم العضوية :  6179
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 158
تم شكره 482 مرة في 369 مشاركة
الإفتراضي



يعطيك العافيه ع القصه



 


الرد باقتباس
قديم 12-30-2012, 08:55 PM   #12


الصورة الشخصية لـ ابو ريان
ابو ريان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 195
 تاريخ التسجيل :  Nov 2011
 أخر زيارة : 06-13-2014 (10:40 PM)
 المشاركات : 1,149 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي



الله يحفظك
منتظرين باقي القصة على أحر من الجمر
لا تتأخر يا منعاااااااه



 


الرد باقتباس
قديم 12-31-2012, 01:42 AM   #13


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طشقند



( 8 )
تنفس الشباب القابعين في صناديق السيارات الصعداء ، عندما تراءت لهم من بعيد معالم مدينة الغيظة مركز محافظة المهره . . ، فقد كانت الرحلة طويلة ومضنية ، وبمشاهدتهم للمدينة استعادوا قواهم ، وشحذوا عزائمهم من خلال القفز من صناديق السيارات بحركة سريعة ، وخفة ملحوظة بمجرد أن قرر المشائخ التوقف للتشاور حول مايجب عليهم عمله قبل الدخول إلى المدينة .
قال أحد المشائخ _ بصيغة تجمع بين طلب الرأي والمشورة ، وبين توجيه الأمر المطلوب تنفيذه _ موجها كلامه للجميع :
_يفضل أن نقيم مخيمآ هنا خارج المدينة ، ثم نتواصل مع مسؤولي المحافظة ، ونلتقي بهم خارج المدينة .
استحسن الفكرة شيخ آخر وأيدها باعتبار أن عددهم الكبير ، وكونهم جميعا مسلحين ربما يسبب بعض الحرج لمسؤولي المحافظة ، ويقلل من تعاونهم معهم ، ويشتت جهود الأشراف أنفسهم لضمان اللقاء والتشاور وتبادل الرأي .
كان كلام الشيخين كافيآ وكفيلآ بأن يندفع عدد من الشباب تلقائيا لإنزال الخيام من السيارات ، وتثبيت أعمدتها وأوتادها في شكل دائري ومنسق . . ، فيما شرع آخرون في إنزال خزانات المياه ، وإعداد الأماكن الخاصة بإشعال النار . . . ، وماهي إلا لحظات حتى ظهرت المنطقة وكأنها مسكونة منذ فترة طويلة .
وصل محافظ المهرة والقائد ومدير الأمن ، ومعهم عدد من مشائخ قبائل المهرة . . . وتحدث إليهم المحافظ موضحا استعداده ومعه مسؤولي ومشائخ وأعيان ووجهاء المحافظة للتعاون معهم في سبيل الوصول إلى الجاني ، وإلقاء القبض عليه ، وتقديمه إلى العدالة .
كان مشائخ الأشراف _ ومعهم تلك المجموعة المعتمد عليها في عملية البحث والتحري السري_ يدركون جيدا أهمية اللقاء والتنسيق المسبق مع مسؤولي أجهزة الدولة وممثليها في كل مكان يصلون إليه . . ، وبالمقابل فقد كان جميع المسؤولين الذين تم اللقاء بهم يظهرون لهم نيتهم في مساعدتهم ، بل ويقدمون بالفعل أي مساعدة تطلب منهم إيمانا بعدالة قضية الأشراف الذين كانوا بارعين في سرد قضية مقتل أصحابهم قبل طلب أي مساعدة .
تم الاتفاق بين المحافظ ومن معه ، وبين الأشراف ومن معهم في نهاية اللقاء على تشكيل لجنة من الطرفين تتولى عملية البحث والتحري بشكل سري معتبرين أن الجاني ربما يكون داخل المهرة ، مع علمهم المسبق أن تحرك عدد كبير من الأشراف والمسؤولين لن يتم بالسرية المطلوبة اتخاذها. . ،
وعندما كان كل طرف يسجل أعضاءه في اللجنة كانت مجموعة من شباب الأشراف توزع أكواب الشاي والقهوة على المحافظ ومرافقيه باعتبارهم ضيوفا على مخيمهم الذي أقيم قبل عدة ساعات .
لم يلاحظ أحد أن ستة أشخاص من الأشراف قد تحركوا فور وصول المحافظ ومن معه إلى المخيم على سيارة باتجاه مدينة المهرة ، وكأن أمر اللقاء بالمسؤولين لايعنيهم ، مع أن تحركهم هذا قد تم بناء على إتفاق وتشاور مع المشائخ .
ترجل علي بن سالم من السيارة طالبا من الآخرين أن ينتظروه فيها أمام فندق صغير يبدو عليه من الخارج أنه كان منزلا وتم تحويله إلى فندق . . . ، ودلف إلى بهو الفندق الصغير المؤدي مباشرة إلى السلم ، وسأل أحد عمال الفندق الذي كان واقفا في البهو وكأنه موظف الاستعلامات ، أو كأنه العامل الوحيد :
_ هل لديكم سكن في هذا الفندق ؟!
بادله عامل الفندق بسؤال مماثل ، وقال :
_ هل أنت لوحدك ؟!
_ لا . معي خمسة أشخاص ، ونريد غرفة واحدة فقط !
نظر عامل الفندق إلى صندوق المفاتيح المعلق في البهو بطريقة بدائية ، وكأنه يتذكر غرف الفندق التي لا شك أن عددها لايحتاج لمثل هذا التفكير وقال :
_نعم ، موجودة في الدور الثاني ،
وأشار بإصبعه إلى الأعلى .
قال علي بن سالم :
_ هل فيها هاتف مستقل؟!
_ هل هو ضروري ؟!
_نعم ، ضروري جدأ ، ولن نستأجرها إلا إذا كان فيها هاتف .
_حسنا . ساعة فقط ، وسيقوم المهندس بإيصال خط الهاتف إليها . اعتبر علي بن سالم أن كل شئ يسير على ما يرام ، وأشار لعامل الفندق بما يوحي أنه سيذهب هو وأصحابه إلى السوق ، وأن علية سرعة إعداد الغرفة وتوصيل الهاتف . . ، ثم استدار نحو باب الفندق للخروج ، بينما صاح العامل مشيرا إلى عدم الاتفاق . . حين قال :
_وكم ستدفع إيجار الغرفة ؟
قال علي بن سالم ، وهو مستمر في المغادرة :
_لاتهتم بمثل هذا الأمر ، سندفع المبلغ الذي تريد .
تحركت السيارة في شوارع المدينة ، والسوق القديم . . ، وأفراد المجموعة يركزون نظراتهم في كل مكان يمرون به للبحث عن سيارة أصحابهم المجني عليهما ، ثم يعودون لتفحص وجوه وملابس المارة. . . ، رغم أنهم لايعرفون حتى الآن شكل الجاني أو صورته . . . يتوقفون عند معارض السيارات . . . ، وعندما لا يشاهدوا السيارة التي يبحثون عنها يكلفوا أحدهم بسؤال صاحب المعرض عما إذا كان قد رأى سيارة أصحابهم ؟ ، أوعرضت عليه لشرائها ؟ وكانت إجابات كل من سألوه لاتفيدهم بشيء مما جعلهم يشعرون بالضيق واليأس .
أمام أحد معارض السيارات انفرجت أساريرهم ، عندما كان خالد بن حمد واقفا يهمس لهم وهو مستند إلى صندوق السيارة ويشير إلى المعرض الذي خرج منه للتو حيث قال :
_ أخبرني صاحب المعرض هذا أن السيارة عرضت عليه لشرائها ، وأنه رفض أن يشتريها لأن صاحبها لم يكن لديه أي أوراق تثبت ملكيته للسيارة .
اعتبرت المجموعة هذا الخبر بداية خيط مناسب للسير خلفه ، فيما كان في حقيقة الأمر الخيط الوحيد حتى الآن الذي تمكنوا من الحصول عليه . . .
وحتي يتم فحصه بصورة أدق .
فقد توجه ناصر بن زايد وعلي بن سالم من جديد إلى صاحب المعرض الذي أخبر عنه خالد . . ، وظلوا يتهامسون معه ، ويوجهون له المزيد من الأسئلة . جعلتهم يعودون بحصيلة جيدة فضلوا تأجيل الحديث عنها لأصحابهم إلى حين وصولهم الفندق .
عادت المجموعة إلى الفندق المتواضع ، وصعدوا إلى الغرفة رقم 3 في الدور الثاني ، وتركزت أنظارهم جميعا فور دخولهم على جهاز الهاتف الذي تم تركيبه بالفعل ، والذي لم يجعلهم يلاحظو ا أن عداد وتجهيز الغرفة لم يكن في المستوى المطلوب بالنظر إلى الأسرة القديمة المهترئة ، والبطانيات والأغطية التي قد عفا عليها الزمن ، وتجاوزت عمرها الافتراضي للاستهلاك والنظافة .
سحب علي بن سالم أحد الأسرة إلى جانب طاولة خشبية قرب النافذة الوحيدة المطلة على الشارع . . . ولم ينس أن يلقي نظرة من النافذة على سيارتهم وهي واقفة أمام مدخل الفندق ، رغم أنه كان قد نبه عامل الفندق عند دخولهم بأن يجعلها تحت الملاحظة من جانبه .
فهم أفراد المجموعة ضرورة الإنتباه والتحلق حول الطاولة الخشبية ، والاستماع لما سيطرح للرأي ولتشاور ، وقد بدت على ملامحهم الرغبة في معرفة خلاصة الحديث الذي دار بين أصحابهم وصاحب المعرض ، وفجأة قال ناصر بن زايد موجها حديثه للجميع :
_أرى أنه يجب علينا أولا أن نغير ملابسنا ، وأن نظهر مثل سكان المدينة حتى لانلفت النظر إلينا .
استحسن الجميع الفكرة ، وطلب بعضهم الخروج إلى السوق لشراء الملابس المطلوبة . . ، فيما أخرج ناصر بن زايد فوطة وقميصآ وحزامآ أسود عريض ، ولف الفوطة على نصفه الأسفل ، ثم أسدل القميص عليها فبدا بهذه الملابس اللماعة وكأنه بالفعل من سكان المدينة ، ثم جلس على أحد الأسرة المقابلة ، وبدأ يشرح لهم بتفصيل دقيق أهم ما دار في حديث صاحب المعرض . . ، والذي أوضح أن هناك تجار سيارات يأتون من محافظات أخرى ، وليس لديهم معارض ثابتة في محافظة المهره ، وغالبا ما يبحثون عن السيارات التي تكون مربحة لهم فيما لو عادوا لبيعها في المحافظات البعيدة من الحدود والموانئ . . ، ثم ذكر لهم أن سيارة أصحابهم التي أوردوا أوصافها قد عرضت من قبل شخص تنطبق عليه أوصاف الجاني ، وكان معه أحد تجار السيارات المتنقلين ، وطلبا منه أن يكتب المبايعة فيما بينهم . . ، وأنه عندما طلب من الجاني ما يثبت ملكيته للسيارة من أوراق ووثائق .
أفاد بأنها غير موجودة لديه في ذلك الوقت لأنه مقيم في دولة الإمارات ، وقد حضر إلى اليمن دون أن يصطحبها معه . . ، رغم أن الجاني قد عرض عليه مبلغا من المال ، رغم إصرار تاجر السيارات المتنقل على تحرير الوثيقة موضحا أنه كمشتري لن يحمله أي مسؤولية .
قاطع أحد أفراد المجموعة ناصر وسأله بتلهف :
_ هل أخبركم عن اسم التاجر ؟ ومن أي محافظة ؟
توقف ناصر عن الحديث برهة قصيرة ، ونظر إلى علي بن سالم الذي هز رأسه في إشارة لناصر بأن يواصل حديثه . فقال :
_ نعم . التاجر اسمه حسين مظفر ، من محافظة البيضاء ، وقد قال لنا صاحب المعرض أنه لا يعرف عنهما شيئا أكثر من هذا ، لانهما غادرا المعرض بعد أن رفض أن يكتب وثيقة البيع بينهما . ، مضيفا أن شخصين آخرين _ أحدهما ضابط في الأمن_ كانا معهما .
قال جرادان بن علي موجها كلامه للجميع :
_ما رأيكم من أين نبدأ ؟
ثم واصل حديثه دون أن يستمع لرأي أحد . حين قال :
_ أرى أنه يجب أن نتحرك الآن فورا ، لأن الوقت يمر بسرعة ، وأصحابنا في المطرح ينتظرون أي خبر منا ، واللجنة الرسمية التي تم تشكيلها من أصحابنا وبعض مسؤولي الدولة سوف تباشر عملها ، ولا نريد أن يعرفوا شيئا عنما نقوم به .
وقف علي بن سالم وأخرج ورقة وقلمأ ، وقال مخاطبا جرادان وهو يبتسم :
_ رأي صائب ، ولكن يجب أولا أن نتحرك وفق خطة مرسومة ، ووفق معلومات يتم جمعها مسبقا .
طلب علي بن سالم منهم جميعا أن يكتبوا في مذكرات صغيرة يتم الاحتفاظ بها بشكل دائم ، وتدون فيها كل المعلومات والملاحظات . .
ثم بدأ عليهم وهم يكتبون : رقم هاتف الفندق الذي يقيمون فيه .
رقم هاتف غرفة العمليات . أرقام هواتف الجهات الأمنية والحكومية في المحافظة . أرقام هواتف أصحاب معارض السيارات . . ، رفع تقرير تفصيلي عن ما تم حتى الآن ، وإرساله للمشائخ في المطرح . الاتصال بغرفة العمليات في مأرب للبحث عن من يمكنه البحث والتحري ؛ وأخيرا يجب البحث في أكثر من محافظة فكل الاحتمالات واردة .
توقف علي بن سالم عن الحديث برهة قصيرة عندما بدرت إلى ذهنه فكرة جديدة ، ربما أنه استنتجها من خبرته في العمل الأمني . حين قال :
_ يجب أن نحصل كذلك على كشوفات نزلاء الفنادق واللوكندات خلال الأيام الماضية ، ولا شك أن مشتري السيارة والجاني كانا أو لا يزالا في أحد الفنادق هنا في محافظة المهره .
قال صالح بن سالم :
_ لكن كيف يمكن الحصول عليها ؟ !
قال علي بن سالم وهو يخرج مذكرة الهاتف من جيبه ، ويبحث عن رقم هاتف معين :
_ سوف يتم الحصول عليها فيما بعد . . ، قال ذلك . ثم أخذ سماعة الهاتف ، وطلب استعلامات الفندق _ وفيما أفراد المجموعة ينظرون إليه لمعرفة الطريقة التي سيتبعها للحصول على كشوفات الفنادق _ قال لموظف الاستعلامات :
_ هل لديكم خط هاتف دولي للاتصال إلى خارج اليمن ؟
_ . . . . . . . . . . . . . . . . ؛
_ حسنا إذن سجل هذا الرقم لديك ، وأوصلني به الآن في دولة الإمارات العربية المتحدة .
كان علي بن سالم مستعدا لتوضيح ماهية الاتصال الهاتفي الذي طلبه ، والرد على جميع التساؤلات التي بدت بوضوح على وجوه أفراد المجموعة . . لولا أن الهاتف لم يمهله حين رن ، وتحدث موظف الاستعلامات قائلا:
_ معك الإمارات العربية المتحدة .
تبادل علي بن سالم التحية مع المتحدث على الطرف الآخر ، وبدأ يشرح له قضية مقتل أصحابهم من قبل شخص لايعرفون عنه إلا أن اسمه صالح علي ، وأنه كان مقيم في دولة الإمارات منذ فترة طويلة ، وأنهم لا يعرفون من أي محافظة هو بالتحديد . . ، ثم طلب منه أن يتحرك إلى إمارة دبي للبحث والتحري هناك ، وموافاتهم بأي معلومات يحصل عليها . . مضيفا أنه ربما يكون الجاني قد غادر اليمن عائدا إلى الإمارات بعد ارتكابه لجريمته .
انتهت المكالمة مع الإمارات ، وبدأ أفراد المجموعة يوزعون المهام والمسؤوليات فيما بينهم . . ، حيث تم الاتفاق على ضرورة بقاء شخص في غرفة الفندق بصورة مستمرة ، لأنها أصبحت بالنسبة لهم غرفة العمليات التي يجب أن تصب فيها كل المعلومات والمستجدات فيها ، والهاتف الذي فيها سوف يتحول إلى خط ساخن بعد أن تم تعميمه إلى جميع غرف العمليات في مأرب وصنعاء . . ، وحتى إلى الإمارات العربية المتحدة .
شخص آخر من أفراد المجموعة سوف يتحرك إلى مطرح أصحابهم خارج مدينة الغيضة ، ليعطيهم صورة تفصيلية عما تم التوصل إليه حتى الآن . . ، فيما غادر علي بن سالم ، ومعه أحد أفراد المجموعة للحصول على معلومات وسجلات الفنادق خلال الأسبوعين الماضيين . دون أن يوضح الطريقة التي سوف يحصل بها على هذه السجلات .
كان الوقت قد قارب عودة الجميع إلى غرفة العمليات بالفندق بعد أن غيروا جميعا ملابسهم ليظهروا وكأنهم من سكان محافظة المهره . ،
وبينما كان علي بن سالم وناصر بن زايد يتفحصان سجلات الفنادق وغالب بن عوض يشرح لهم آخر الأ خبار التي حصل عليها من أصحابهم في المطرح . . . صاح ناصر بن زايد فجأة عندما وقع نظرة على اسم شخص في أحد سجلات فندق بلقيس . . ، ثم أتبع ذلك مندهشا بأنه عثر على ثلاثة أسماء ، وليس اسما واحدا فقط ، وبدأ يقرأ عليهم وهم يستمعون بانتباه . حيث قال :
_ حسين مظفر ، واحمد مظفر ، وعارف مظفر .
قرر أفراد المجموعة التحرك بأسرع مايمكن إلى الفندق الذي وردت الأسماء في سجلاته ، وباستثناء الشخص المناوب في غرفة العمليات . فقد تحركوا جميعا . . ، وأمام مدخل الفندق دخل اثنان فقط إلى الاستعلامات وبقي الآخرون في السيارة . . ، وبمجرد دخولهم قال أحدهم :
_ السلام عليكم .
_ مرحبا . وعليكم السلام .
_ لوتكرمت يا أخي . نريد أن نسأل عن أشخاص كنا قد بعنا لهم سيارة ، ودفعوا جزء من ثمنها ولا يزال لديهم جزء من الثمن . . ، وقد أخبرونا أنهم سيكونون لديكم .
_ من هم ؟!
_ آل مظفر .
لم يكلف موظف الاستعلامات نفسه عناء البحث في دفاتره وسجلاته ، وإنما قال على الفور :
_ نعم . كانوا عندنا ، وقد غادروا الفندق قبل عدة أيام .
أحدثت إجابة الموظف صدمة قوية لدى أحدهما ، فيما تمكن الآخر من ضبط نفسه والسيطرة على حديثه . فقال :
_كيف يعدوننا باللقاء هنا ثم يسافروا ؟! لكن هل سافروا جميعأ ؟!
بدا موظف الاستعلامات وكأنه تذكر شيئا ما ، وسارع إلى تخفيف حالة الغضب المصطنة التي ظهرت على السائل وقال :
_ بالفعل لا يزال أحدهم مقيم لدينا ، فيما الاثنان الآخران غادرا .
_ هل هو حسين الذي لا يزال هنا ؟!
_لا . حسين وعارف سافرا ، واحمد هو الذي لايزال مقيم لدينا.
انفرجت أسارير الرجلين من جديد ، وقال أحدهما :
_ هل هوموجود الأن ؟
_ لا . لقد خرج في الصباح ولم يعد حتى الآن ، ولكن المؤكد أنه سوف يعود في الليل .
أضاف موظف الفندق بعد أن توقف عن الحديث لحظات :
_ هل تودون إعلامه عند عودته بأنكم قد أتيتم للبحث عنه ؟
أدركا خطورة العبارة التي أوردها موظف الفندق على مسار عملية البحث والتحري ، وبادر أحدهما إلى القول :
_لا . لا . شكرا لك ، كنا نريد حسين مظفر باعتبار أن السيارة سلمت له ، وهو الملزم بتسديد بقية المبلغ .
قرر أفراد المجموعة بعد خروج رفيقيهما من الفندق ضرورة بقاء أحدهم في الجهة المقابلة لمدخل الفندق ليراقب حركة الدخول والخروج من والى الفندق . . ، بينما تحرك الآخرون إلى إدارة البحث الجنائي بالمحافظة . .
لقد كانوا حريصين بشكل دائم ومستمر على أن تكون جميع إجراءاتهم وتصرفاتهم متوافقة مع الأنظمة والقوانين المعمول بها .
في إدارة البحث الجنائي قابلوا أحد الضباط ، الذي كان مناوبا في ذلك الوقت ، وأعطوه نبذة مختصرة عن قضية أصحابهم . . ، ثم طلبوا منه أن يرافقهم للبحث عن احمد مظفر ، واستدعائه باعتباره أحد الثلاثة الذين باع الجاني سيارة المجني عليهما لهم . . ، وفي الطريق عرجوا ومعهم ضابط البحث الجنائي على مكتب رئيس النيابة على وصول أحمد مظفر إلى إدارة البحث الجنائي . .
وصلوا جميعا إلى أمام الفندق . ، وفوجئ ضابط البحث بظهور رفيقهم الذي وضعوه للمراقبة ، وكأنه انبعث من الأرض ، وقال لهم :
_ لقد وصل الشخص المطلوب ، ودخل الفندق .
_ وكيف عرفته ؟!
_لقد اتصل من الاستعلامات إلى محافظة البيضاء ، وبالإضافة إلى أن ملابسه وهيئته ولهجته تشير إلى أنه الشخص المطلوب .
دخل ضابط البحث الجنائي إلى الفندق يتبعه اثنان فقط من أفراد المجموعة . . ، وسأل عن غرفة الشخص المطلوب ، وطلب أن يتحدث معه على انفراد . . ، وماهي إلا لحظات حتى ظهر عليهم في بهو الفندق واحمد مظفر يسير إلى جانبه ،واتجهوا جميعا إلى إدارة البحث الجنائي . .
، وبحضور اثنين من أفراد المجموعة فتح الضابط دفتر التحقيقات ، وسلمه للجندي الذي يجلس مقابلا لجانب المكتب . . ، وبدأ يسأل احمد مظفر . . ، وأحد أفراد المجموعة يسجل في مذكرته ، فيما كان زميله يختلس النظر إلى ما يكتبه الجندي .
استمرت عملية الاستجواب حوالي ثلاث ساعات ، كان أفراد المجموعة خلالها يشاركون أحيانا بطرح بعض الأسئلة ، أو يعطون مؤشرا لسؤال يرون ضرورة طرحه . . ، وقد كانت النتائج إجمالا إيجابية وجيدة . . ،
ودون أن يعلم احمد مظفر الذي يتم استجوابه عن الموضوع شيئا سوى أن السيارة التي اشتراها حسين مظفر مسروقة ، وأن هؤلاء المدعين أمامه هم أصحاب السيارة . . . ، وقد ساعد ذلك بالفعل على أن يدلي لهم بعلومات هامة ومفيدة ، مركزا خلال حديثه على التأكيد المستمر بأن صاحبه اشترى السيارة وهو لا يعلم انها مسروقة . ، غير أن أبرز ما ورد في حديثه ، ويهمهم بالفعل هو أن حسين مظفر بعد أن اشترى السيارة من الجاني سلمها لعارف مظفر ليسافر بها عن طريق البر . . ، بينما اتجه هو بعد ذلك جوا إلى صنعاء . . . ، تبادل الاثنان من الأشراف النظرات ورغم أن أحدهما لم يفصح عما كان يدور في ذهنه . إلا أنهما اتفقا _ بدون حديث _ على أن الجاني يكون قد غادر المهره أيضا بنفس الطريقة التي غادر حسين مظفر ، وانطلاقا من ذلك فقد قرروا سرعة التحرك إلى مكتب الطيران والمطار لفحص قوائم المغادرين . . ، وقبل مغادرتهم طلبوا من الضابط_ ان يحدثوه على انفراد_ وأن يتحفظ على احمد مظفر ، وأن يزودهم بنسخة من أقواله . . ، ووافق الضابط على طلبهم وطمأنهم ، بل انه لم يشعر بالضيق أو الإزعاج عندما رجع أحدهم من خارج إدارة البحث ليطلب منه وعلى انفراد أيضا أن لا يسمح لأحد بزيارته أو اللقاء به إلا إذا كان يعرفه جيدا ، ويعرف الوصول إليه في أي وقت .
غادر الاثنان إدارة البحث ، وركبا السيارة ، فيما كان أصحابهم متلهفين لإخبارهم عما دار داخل إدارة البحث ، فلم يخبروهم بشيء . . ، ولم يكرر أحد سؤالهم حول ذلك ، وبالذات عندما لاحظوا حرصهم على التحرك بسرعة وعلامات القلق الممزوج بالأمل بادية عليهم . . ،
بل إن سؤال ناصربن زايد لرفيقه جعلهم يصمتون تماما ، لأن موضوع السؤال جديد . حيث قال ناصر :
_ ياترى أين يوجد مكتب الطيران؟ وهل هو في المطار أم في المدينة ؟!
_ سوف نسأل عليه عند وصولنا المطار .
توقفت السيارة أمام مدخل مطار الغيضة ، ودلف الاثنان إلى الداخل ، وتمكن أحدهما_ بعدأن عرف بنفسه ، وأبرز بطاقته العسكرية _ أن يجعل الموظف يطلعه على سجلات المغادرين من المطار في الأيام التي حددها له . . ، ثم أشار إلى الكراسي المتراصة أمام مكتبه ، ودعاهما للجلوس عليها ، والبحث بهدوء عن الاسم الذي يريدانه .
كان علي بن سالم يمر بإصبعه على السجل ، ويردد هامسا :
_صالح علي . . صالح علي . . صالح . . . . ، بينما اكتفى زميله بمراقبته بعينيه على الأسماء المدونة في السجل لعله تجاوز الاسم المطلوب دون أن يشعر . . ،
وجدا اسم حسين مظفر ، وأما اسم الجاني صالح علي فلم يكن له وجود مطلقا . . ، وأعادوا عملية البحث في السجل أكثر من مرة . . . . . ، ولكن دون جدوى .
كانت الصدمة عليهم قوية جدآ ، وزادت من حالة اليأس لديهم .
خرجوا من مكتب الطيران بعد أن شكروا الموظف على تعاونه معهم ، وكان حالهم أمام أصحابهم يغني عن سؤالهم ، ولم يتحدث أحد خلال رحلة العودة إلى الفندق .
كان الصمت هو سيد الموقف عندما تحلقوا حول طاولة غرفة العمليات في غرفة الفندق رقم 3 . . ، وبدأ المناوب في غرفة العمليات يبدد هالة الوجوم التي تملكتهم عندما أخذ يسرد عليهم المعلومات والمستجدات التي حصل عليها في غيابهم ، والتي منها اتصالات هاتفية من مأرب ، والإمارات ، وصنعاء . . ، وأسماء أشخاص ومعلومات وردت من خلال نتائج أعمال اللجنة الحكومية . . ، وبعض التحريات التي قام بها بعض أصحابهم بصورة فردية . . . ، على أن أهم ماتم الحصول عليه هو التأكد بأن الجاني من جزيرة سقطرى ، وليس من المناطق أو المحافظات التي أشارت إليها بعض المعلومات السابقة . . ، ومع أنه لم يتم فحص هذه المعلومات حتى الآن ، إلا أنها أحدثت تغييرا في اتجاه أعمال البحث والتحري . . ، وقرر الأشراف ومن معهم من عبيدة ، وبعد التواصل مع اللجنة المصغرة المكلفة بالبحث والتحري أن يتم إرسال مجموعة أخرى إلى جزيرة سقطرى يرأسها ناصر محمد ، وتضم كلا من : سالم علي ، صالح عجيان ، سالم بن سعود ، ناجي بن علي ، وعلي بن عبود. .
، ولأن جزيرة سقطرى كانت _ سابقا _ تتبع محافظة عدن ، فقد تحركت المجموعة إلى عدن ، وهناك كان عليهم الانتظار لمدة ثلاثة أيام حتي يحين موعد الرحلة الجوية ، وحتى يتمكنوا من الحصول على الوثائق التي تساعدهم على تنفيذ مهمتهم في الجزيرة ،>>



 


الرد باقتباس
قديم 01-01-2013, 05:14 AM   #14


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طشقند



( 9 )
في غرفة العمليات بالفندق كأن أفراد المجموعة يتبادلون النظرات فيما بينهم ، ويغلب عليهم الصمت الذي قطعه أحدهم عندما ناول علي بن سالم وناصر بن زايد أوراق التحقيق مع احمد مظفر . ، وأخذ الاتنان يفحصانها ويدققان فيها نقطة . نقطة . . ، وضغط علي بن سالم بإصبعه على إحدى أوراق التحقيق . وقال مخاطبا الجميع :
_ هذه نقطة مهمة . . ، وأخذ يقرأ من أقوال احمد مظفر : ( ( كان مع صالح علي شخص يعمل مهندس ساعات ، ولديه محل في السوق لإصلاح الساعات ، وقد حضرمعه عند بيع السيارة ) ) .
عرف الجميع ماهو المطلوب منهم فورا ، وخرجوا باستثناء الشخص المناوب . . ، وبدأوا في البحث عن محلات بيع وإصلاح الساعات وبقدر ماكانت نتيجة البحث إيجابية ، فقد كانت مخيبة لآمالهم من جديد ، حيث اتضح لهم أن الشخص الوسيط الذي يبحثون عنه قد غادر محافظة المهره قبل وصولهم مباشرة . . ، ومع هذا فقد استمرت عملية البحث والتحري وجمع المعلومات على أمل الحصول على مايمكن أن يوصلهم إلى خيوط وأدلة جديدة تساعدهم في التحليل والمقارنة ، والوصول إلى هدفهم . . ، وكان هذا ماتحقق لهم بالفعل فقد توصلوا إلى تحديد منطقة الشخص الوسيط ، وعرفوا اسمه كاملا . . ، ثم تمكنوا بعد ذلك من الاتصال بمسؤول أمني في منطقته التي تقع في محافظة ذمار ، وأكد لهم هذا المسؤول صحة المعلومات التي توصلوا إليها حول اسم الشخص ومنطقته ، ولكن المشكلة أن هذا الشخص لم يصل إلى منطقته حتى الآن .
بدأت الأسئلة والاحتمالات تتوارد إلى أذهانهم حول سبب مغادرته بعد إتمام عملية البيع للسيارة مباشرة ! ، وسبب عدم وصوله حتى الآن إلى منطقته ! . ، مع تعقيدات الأسئلة والألغاز المحيرة ، قرروا استمرار عملية البحث والتحري عن أي أشخاص يعرفهم هذا الوسيط ، أو يعرفونه في محافظة المهره . . ، وبالفعل أوصلتهم عملية البحث إلى إلقاء القبض على شخص من أصحاب الوسيط . . ، وبحضور مندوب من البحث الجنائي في غرفة العمليات في الفندق ، تم فتح محضر التحقيق معه . . ، وكان أهم ما أورده في التحقيق هو أن الوسيط الذي يدعى عبدالله حسين قد التقى بالجاني صالح علي بحضوره ، وأنه لا يعرف أوصاف الجاني بشكل محدد ودقيق ، مضيفا أن حضوره اقتصر على شراء ناظور مقرب كان بحوزة الجاني .
تبادل أفراد المجموعة النظرات فيما بينهم في إشارة سريعة إلى أن الناظور هو الخاص بصاحبهم المجني عليه صالح بن عبدالله . . ،
ودون أن يوضحوا للرجل الجالس أمامهم أو لضابط البحث شيئا من ذلك ، حيث تجاوزوا هذه النقطة لسبب ما ، وسألوا الرجل عن المنزل الذي كان صاحبه عبدالله حسين يقيم فيه . ، فدلهم عليه . . ، ثم طلبوا منه _ بواسطة ضابط البحث _ أن يبقى داخل مدينة الغيضة ، وفي مكان يحدده لهم مسبفا ، وعدم مغادرة المدينة التي كان ينوي بالفعل مغادرتها ، لو لا أن تم القبض عليه من قبلهم .
ودع أفراد المجموعة ضابط البحث ، وشكروه على حضوره معهم ، ثم تحركوا بعد ذلك لمعرفة المنزل الذي يقيم في الوسيط عبدالله حسين . . ، وهناك أمام المنزل وضعوا فيما بينهم خطة محكمة لوضع المنزل تحت رقابتهم العينية والمباشرة . . ، كان البرنامج يحدد الشخص المناوب ، والمكان الذي يجب أن يكون المراقب فيه بما يضمن له رؤية المكان بشكل كامل دون أن يلاحظه أحد .
كانت عملية الرقابة للمنزل مضنية للغاية ، ولو لا الالتزام الأدبي الذي ساد عملهم ، وإحساسهم بأهمية استمرار الرقابة على المنزل . لكانوا قد اتجهوا للبحث عن طرق ووسائل أخرى تدلهم على الجاني . . ، ولم تذهب جهودهم سدى بالفعل حين اشتبهوا في أحد زوار المنزل ، فتم إلقاء القبض عليه وإيداعه في الحجز رهن التحقيق الذي أسفر بعد ست ساعات متواصلة _ وبحضورهم_ عن اعترافه بأن الجاني صالح علي بعد أن باع سيارة المجني عليهما في الغيضة ، طلب منه أن يبحث له عن سيارة خاصة ليستأجرها لوحده ، وأبدى استعداده لدفع أي مبلغ مقابل الإيجار . . ، وأضاف أنه قد تحرك بناء على هذا إلى منطقة ( ( حي السادة ) ) في مدينة الغيضة ، وأحضر للجاني سيارة ( صالون ) تابعة لشخص من سكان الحي يدعى سالمين .
رغم أن المعلومات التي توفرت من خلال هذا الشخص لم تحدد الجهة التي اتجه إليها الجاني ، لعدم معرفته بذلك حسب قوله . . ، فقد كانت النتيجة حتى الآن بالنسبة لأفراد المجموعة ممتازه جدا ، أعادت بصيص الأمل إلى أنفسهم ، وزادت من عزيمتهم للسير وراء الخيوط الجديدة التي تكشفت لهم .



 


الرد باقتباس
قديم 01-01-2013, 05:20 AM   #15


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طشقند



‏( 10 )
كان صاحب السيارة الصالون
_ سالمين _ هو بداية الخيط الجديد الذي يجب على أفراد المجموعة من الأشراف البحث عنه . . ، ولم تكن عملية البحث عنه صعبة أو معقدة ، فقد كان يعود بعد كل رحلة بسيارته إلى
( حي السادة ) للبحث عن مستأجر جديد . . ، وبسهولة أيضا تم استدعاؤه إلى إدارة البحث الجنائي . . ، وفوجئ عند دخوله إلى غرفة التحقيق بالشخص الذي استأجر سيارته للجاني ، وأدرك من خلال نظرات ذلك الرجل إليه بأن القضية مهمة للغاية . . ، ومن خلال أول سؤال وجه إليه عن الجاني صالح علي ورحلته معه ، اعترف مباشرة بأنه استأجر سيارته من الغيضة إلى سيئون بمبلغ عشرين ألف ريال . . وأن هذا الرجل ( وأشار إلى الجالس أمامه ) هو الذي أحضره إلى الجاني من السوق .
كانت صراحة سالمين ، وانطلاقه في الحديث كفيلة بأن تدفع أفراد المجموعة إلى تركه يلتقط أنفاسه ، ثم طمأنوه وأوضحوا له أسباب ودوافع استدعائه . . ، وكان هذا أيضأ هو رأي ضابط البحث الجنائي ومقترحه عندما سحب كرسيا ، ودعى سالمين للجلوس عليه ، ثم طلب منه أن يتحدث بالتفصيل عن رحلته مع الجاني من الغيضة إلى سيئون . .
فقال :
_ بعد أن اتفقت معه على الإيجار طلب مني التحرك في نفس اللحظة ، وقد وجدنا شخص يدعى أبو خليل وكان يبحث عن سيارة للسفر إلى سيئون . . ، وباعتبار أن الجاني قد استأجر السيارة لوحده ، فقد عرضت عليه أن نأخذ أبو خليل معنا إذا لم يكن لديه مانع . . ، وقد وافق الجاني بعد تردد ملحوظ ، وقال أنه لايوجد مانع لديه ما دام السيارة تتسع للجميع .
سأله أحد أفراد المجموعة من الأشراف ما إذا كان قد لاحظ على الجاني أي ارتباك أو قلق خلال الرحلة . . أو ما إذا كان قد دار بينهما أي حديث خلال الرحلة ؟ ، فقال سالمين مواصلا حديثه :
_ لم نتحدث كثيرا ، وكان معظم الحديث يدور بيني وبين أبوخليل ويتركز حول التربية والتعليم حيث يعمل أبوخليل . . وخلال حديثنا كله كان صالح علي صامتا يستمع إلينا دون أي مشاركة .
همس علي بن سالم في أذن ضابط البحث الجنائي احمد علي ، وقال :
_ أبوخليل !
أدرك الضابط ضرورة العثور على أبو خليل بأسرع مايمكن ، باعتباره أحد المشاركين في الرحلة مع الجاني من الغيضة إلى سيئون . . ، ونظر إلى علي بن سالم ، الذي هز رأسه موافقا على رأيه .
طلبوا من سالمين أن يدلهم على عنوان أبوخليل الذي يعمل في مكتب التربية . . ، وتم ذلك بسهولة . . ، وبدون أن يشعر بهم أبو خليل ،أو يعرف شيئا . تأكد لديهم أنه قد عاد من المكلا ، وأنه موجود في منزله في الغيضة . . ،
وعندما كانت الساعة تشير إلى الثانية بعد منتصف الليل ، كان عليهم أن يقاوموا حالة التعب التي ألمت بهم ، إذ كان عليهم العمل في عدة اتجاهات ، كان أهمها التحرك إلى مطرح أصحابهم لنقل آخر المعلومات والمستجدات إليهم . . ، وكان عليهم كذلك سرعة الاتصال بالمجموعة التي تحركت إلى عدن للسفر إلى جزيرة سقطرى على ضوء احتمال أن الجاني قد سافر إليها ، وذلك لإخبارهم بعدم جدوى السفر إلى هناك بعد أن اتضح لهم المؤشر الأولي لخط سير الجاني من خلال المعلومات التي أوردها سالمين .
في نفس الوقت كانت هناك غرفة عمليات أخرى في مأرب ، وفي منزل محمد علي بالتحديد تتابع الاتصال بمحافظة البيضاء للبحث عن السيارة ومشتريها حسين مظفر .
عاد أفراد المجموعة إلى غرفة العمليات بالفندق ، وطلب منهم علي بن سالم التحلق حول الطاولة والاستماع إلى ما سيقوله . . ، وبدأ يطرح عليهم مادار بينه وبين ضابط البحث احمد علي ، ولم يخل كلامه من عبارات الإشادة بالضابط ، واستعداده للتعاون معهم ، وبدون أي مقابل إيمانا منه بعدالة قضيتهم . . ، وأضاف أنه أبدى استعداده كذلك للتحرك معهم إن هم أرادوا ذلك . . ، وطلب علي بن سالم من أفراد المجموعة الإدلاء بآرائهم حول مرافقة ضابط البحث لهم إذا تحركوا خارج المهرة ، موضحا أنه يتفق للمرء أحيانا أن يلقى أناسا لايعرفهم البته ، فإذا هو يهتم بهم من أول نظرة قبل أن يبادلهم كلمة واحدة .
استحسن الجميع الفكرة ، غير أن غالب بن عوض تحدث حول ضرورة التنسيق المسبق مع المسؤولين في البحث الجنائي ، حتى لايكون الضابط عرضة للمساءلة من قبلهم . ، فطمأنه علي بن سالم مشيرا إلى أن ذلك قد تم بالفعل .
بعد أن التحق ضابط البحث الجنائي احمد علي بالمجموعة وأصبح أحد أفرادها . . ، وافق أبوخليل موظف التربية على أن يتحرك معهم في نفس خط السير الذي سلكه مع الجاني صالح علي وسالمين على سيارة الأخير من الغيضة إلى سيئون ، ثم إلى المكلا . . ، تحركوا جميعا على متن السيارة التي تم إعدادها من قبل أصحابهم في المطرح وعليها جميع اللوازم التي يمكن الاحتياج إليها _ الساعة الخامسة صباحا ، وأبو خليل معهم يحدثهم خلال الرحلة عن كل ما لاحظه على الجاني ، متطرقا إلى تصرفاته ، ونظراته ، وأعصابه الهادئة _ التي استغرب أبو خليل بعد أن عرف تفاصيل ماحدث من أفراد المجموعة من الأشراف ، كيف استطاع الجاني أن يحافظ على هدوء أعصابه ، واستدرار شفقته وعطفه هو وسالمين خلال رحلتهم معه ؟ . . ، كان أفراد المجموعة مهتمين بشكل أكبر بالجزء الثاني من رحلة الجاني ، بعد وصوله إلى سيئون . . ، والتي كان أبوخليل _ لحسن حظهم_ شريكه فيها أيضا . ، لذا فقد ظلوا صامتين ، وكلهم آذان صاغية لما يطرحه عليهم أبوخليل ، الذي توقف عن الحديث فجأة ، وركز نظره على رجل يبدو من خلال ملامحه أنه ليس من أفراد المجموعة . . ، كان هذا الرجل مرافقا لهم من منطقة قشن القريبة من الغيضة ، وقد رافقهم بعد ذلك إلى سيئون مما جعل أبوخليل يبدو مترددآ عن الحديث بعض الشيء ، باعتبار أن الرجل غريب عن أفراد المجموعة كما تشير إلى ذلك ملامحه ، وشكله . . ، ولأنه لا يعرف أيضا ماكان يهدف إليه أفراد المجموعة من اصطحابه معهم من قشن إلى سيئون ؟ ، وما هي الحكمة من بقائه معهم حتى هذه اللحظة؟ . . ، ولماذا لا يتحاشى أفراد المجموعة استفساره ، وطلب استرساله في الحديث أمام هذا الرجل الغريب ؟! .
فهم علي بن سالم سبب توقف أبوخليل عن الحديث فجأة من خلال نظراته التي تزامنت مع انقطاع حديثه ، فقال له مطمئنا ، وهو يضرب بيده على كتف الرجل الغريب :
_ تحدث . هذا هو احمد حسين ، وأخوه عبدالله حسين هو الوسيط الذي تم بيع السيارة عبره . ، وهو يعمل في مديرية قشن ، وقد وافق مشكورا على مرافقتنا في الرحلة ، والتعاون معنا باعتبار أنه يعرف الجاني ، وقد التقى به مع أخيه عبدالله حسين . . ، ثم تنحى علي بن سالم جانبا وهمس في أذن أبوخليل _ حتى لايسمع الرجل الآخر __ وقال :
_لقد قررنا اصطحابه معنا حتى لايبقى حلقة اتصال بين أخيه والجاني اللذين لا يزالا مختفيين حتى الآن .
كانت عبارة التطمين التي قالها علي بن سالم لأبوخليل كفيلة تدفع هذا الأخير إلى الاستمرار في حديثه بتفاصيل كاملة ودقة متناهية . . حيث قال :
وصلنا إلى سيئون ، وتوقفت بنا سيارة سالمين في الفرزة (محطة وقوف السيارات) ، وتناولنا الشاي معا ، وتولى الجاني دفع الحساب عنا جميعا . . ، ثم بدأ في البحث عن سيارة ليستأجرها من سيئون إلى صنعاء عبر المكلا ، متحاشيا على ما يبدو المرور عبر مأرب رغم أنها أقرب ، وأقل تكلفة . . ،
وفي فرزة سيئون وجد سيارة "هايلوكس" (بيك آب صغيرة) غمارتين ، واتفق مع صاحبها على الإيجار ؛ ثم دعاني وعرض علي السفر معه على نفس السيارة ، بعد أن كان قد عرف خلال رحلتي معه من الغيضة إلى سيئون أن وجهتي هي المكلا بمحافظة حضرموت . . ، ومن جانبي اعتبرتها فرصة لمواصلة الرحلة ، وتوفير إيجار السيارة من سيئون إلى المكلا .
إذا كان لابد أن يظل خيال الإنسان ، وقدرته قاصرين عن إدراك الشكل الحقيقي لمنطقة جغرافية معينة ، أو لشخص محدد ، أو لواقعة وقعت ، أو حادثة حدثت . . عندما يسمع عنها حديثا وصفيا من كل شخص آخر .
كان قد رآها ، أو عاينها ، أو عايشها ، أو قيل له عنها . . . ، فلا شك أن المرء يكتشف قصور مداركه هذا عندما يراها هو ، أو يعاينها ، ويقارن بين صورتها حينئذ ، وتلك الصورة التي تشكلت ، أو ارتسمت في مخيلته بناء على ذلك الوصف لها . . ، ومن هذا المنطلق كان أفراد المجموعة من الأشراف يعايشون مشهدآ سينمائيآ مرسومآ أمامهم بالصوت والصورة . . أبوخليل يتحدث وهم يشاهدون بأعينهم مايتحدث عنه ، فتكتمل الصورة أمامهم :
_ من هنا ركبنا السيارة .
_ من هذا الشارع خرجنا إلى الطريق العام المؤدي إلى المكلا .
_ من هذه المحطة تزودنا بالوقود . . . . وهكذا .
لم يقتصر كلام أبوخليل الذي يرسم المشاهد أمامهم على وصف الطريق والأماكن التي مر بها هو والجاني ، بل تطرق إلى ملاحظاته هو حول الجاني .
ما الذي أثار انتباهه هنا أو هناك ؟
ما الذي كان يتحدث حوله أو علق عليه ؟ . . . وهكذا.
( 10 )
كان صاحب السيارة الصالون
_ سالمين _ هو بداية الخيط الجديد الذي يجب على أفراد المجموعة من الأشراف البحث عنه . . ، ولم تكن عملية البحث عنه صعبة أو معقدة ، فقد كان يعود بعد كل رحلة بسيارته إلى
( حي السادة ) للبحث عن مستأجر جديد . . ، وبسهولة أيضا تم استدعاؤه إلى إدارة البحث الجنائي . . ، وفوجئ عند دخوله إلى غرفة التحقيق بالشخص الذي استأجر سيارته للجاني ، وأدرك من خلال نظرات ذلك الرجل إليه بأن القضية مهمة للغاية . . ، ومن خلال أول سؤال وجه إليه عن الجاني صالح علي ورحلته معه ، اعترف مباشرة بأنه استأجر سيارته من الغيضة إلى سيئون بمبلغ عشرين ألف ريال . . وأن هذا الرجل ( وأشار إلى الجالس أمامه ) هو الذي أحضره إلى الجاني من السوق .
كانت صراحة سالمين ، وانطلاقه في الحديث كفيلة بأن تدفع أفراد المجموعة إلى تركه يلتقط أنفاسه ، ثم طمأنوه وأوضحوا له أسباب ودوافع استدعائه . . ، وكان هذا أيضأ هو رأي ضابط البحث الجنائي ومقترحه عندما سحب كرسيا ، ودعى سالمين للجلوس عليه ، ثم طلب منه أن يتحدث بالتفصيل عن رحلته مع الجاني من الغيضة إلى سيئون . .
فقال :
_ بعد أن اتفقت معه على الإيجار طلب مني التحرك في نفس اللحظة ، وقد وجدنا شخص يدعى أبو خليل وكان يبحث عن سيارة للسفر إلى سيئون . . ، وباعتبار أن الجاني قد استأجر السيارة لوحده ، فقد عرضت عليه أن نأخذ أبو خليل معنا إذا لم يكن لديه مانع . . ، وقد وافق الجاني بعد تردد ملحوظ ، وقال أنه لايوجد مانع لديه ما دام السيارة تتسع للجميع .
سأله أحد أفراد المجموعة من الأشراف ما إذا كان قد لاحظ على الجاني أي ارتباك أو قلق خلال الرحلة . . أو ما إذا كان قد دار بينهما أي حديث خلال الرحلة ؟ ، فقال سالمين مواصلا حديثه :
_ لم نتحدث كثيرا ، وكان معظم الحديث يدور بيني وبين أبوخليل ويتركز حول التربية والتعليم حيث يعمل أبوخليل . . وخلال حديثنا كله كان صالح علي صامتا يستمع إلينا دون أي مشاركة .
همس علي بن سالم في أذن ضابط البحث الجنائي احمد علي ، وقال :
_ أبوخليل !
أدرك الضابط ضرورة العثور على أبو خليل بأسرع مايمكن ، باعتباره أحد المشاركين في الرحلة مع الجاني من الغيضة إلى سيئون . . ، ونظر إلى علي بن سالم ، الذي هز رأسه موافقا على رأيه .
طلبوا من سالمين أن يدلهم على عنوان أبوخليل الذي يعمل في مكتب التربية . . ، وتم ذلك بسهولة . . ، وبدون أن يشعر بهم أبو خليل ،أو يعرف شيئا . تأكد لديهم أنه قد عاد من المكلا ، وأنه موجود في منزله في الغيضة . . ،
وعندما كانت الساعة تشير إلى الثانية بعد منتصف الليل ، كان عليهم أن يقاوموا حالة التعب التي ألمت بهم ، إذ كان عليهم العمل في عدة اتجاهات ، كان أهمها التحرك إلى مطرح أصحابهم لنقل آخر المعلومات والمستجدات إليهم . . ، وكان عليهم كذلك سرعة الاتصال بالمجموعة التي تحركت إلى عدن للسفر إلى جزيرة سقطرى على ضوء احتمال أن الجاني قد سافر إليها ، وذلك لإخبارهم بعدم جدوى السفر إلى هناك بعد أن اتضح لهم المؤشر الأولي لخط سير الجاني من خلال المعلومات التي أوردها سالمين .
في نفس الوقت كانت هناك غرفة عمليات أخرى في مأرب ، وفي منزل محمد علي بالتحديد تتابع الاتصال بمحافظة البيضاء للبحث عن السيارة ومشتريها حسين مظفر .
عاد أفراد المجموعة إلى غرفة العمليات بالفندق ، وطلب منهم علي بن سالم التحلق حول الطاولة والاستماع إلى ما سيقوله . . ، وبدأ يطرح عليهم مادار بينه وبين ضابط البحث احمد علي ، ولم يخل كلامه من عبارات الإشادة بالضابط ، واستعداده للتعاون معهم ، وبدون أي مقابل إيمانا منه بعدالة قضيتهم . . ، وأضاف أنه أبدى استعداده كذلك للتحرك معهم إن هم أرادوا ذلك . . ، وطلب علي بن سالم من أفراد المجموعة الإدلاء بآرائهم حول مرافقة ضابط البحث لهم إذا تحركوا خارج المهرة ، موضحا أنه يتفق للمرء أحيانا أن يلقى أناسا لايعرفهم البته ، فإذا هو يهتم بهم من أول نظرة قبل أن يبادلهم كلمة واحدة .
استحسن الجميع الفكرة ، غير أن غالب بن عوض تحدث حول ضرورة التنسيق المسبق مع المسؤولين في البحث الجنائي ، حتى لايكون الضابط عرضة للمساءلة من قبلهم . ، فطمأنه علي بن سالم مشيرا إلى أن ذلك قد تم بالفعل .
بعد أن التحق ضابط البحث الجنائي احمد علي بالمجموعة وأصبح أحد أفرادها . . ، وافق أبوخليل موظف التربية على أن يتحرك معهم في نفس خط السير الذي سلكه مع الجاني صالح علي وسالمين على سيارة الأخير من الغيضة إلى سيئون ، ثم إلى المكلا . . ، تحركوا جميعا على متن السيارة التي تم إعدادها من قبل أصحابهم في المطرح وعليها جميع اللوازم التي يمكن الاحتياج إليها _ الساعة الخامسة صباحا ، وأبو خليل معهم يحدثهم خلال الرحلة عن كل ما لاحظه على الجاني ، متطرقا إلى تصرفاته ، ونظراته ، وأعصابه الهادئة _ التي استغرب أبو خليل بعد أن عرف تفاصيل ماحدث من أفراد المجموعة من الأشراف ، كيف استطاع الجاني أن يحافظ على هدوء أعصابه ، واستدرار شفقته وعطفه هو وسالمين خلال رحلتهم معه ؟ . . ، كان أفراد المجموعة مهتمين بشكل أكبر بالجزء الثاني من رحلة الجاني ، بعد وصوله إلى سيئون . . ، والتي كان أبوخليل _ لحسن حظهم_ شريكه فيها أيضا . ، لذا فقد ظلوا صامتين ، وكلهم آذان صاغية لما يطرحه عليهم أبوخليل ، الذي توقف عن الحديث فجأة ، وركز نظره على رجل يبدو من خلال ملامحه أنه ليس من أفراد المجموعة . . ، كان هذا الرجل مرافقا لهم من منطقة قشن القريبة من الغيضة ، وقد رافقهم بعد ذلك إلى سيئون مما جعل أبوخليل يبدو مترددآ عن الحديث بعض الشيء ، باعتبار أن الرجل غريب عن أفراد المجموعة كما تشير إلى ذلك ملامحه ، وشكله . . ، ولأنه لا يعرف أيضا ماكان يهدف إليه أفراد المجموعة من اصطحابه معهم من قشن إلى سيئون ؟ ، وما هي الحكمة من بقائه معهم حتى هذه اللحظة؟ . . ، ولماذا لا يتحاشى أفراد المجموعة استفساره ، وطلب استرساله في الحديث أمام هذا الرجل الغريب ؟! .
فهم علي بن سالم سبب توقف أبوخليل عن الحديث فجأة من خلال نظراته التي تزامنت مع انقطاع حديثه ، فقال له مطمئنا ، وهو يضرب بيده على كتف الرجل الغريب :
_ تحدث . هذا هو احمد حسين ، وأخوه عبدالله حسين هو الوسيط الذي تم بيع السيارة عبره . ، وهو يعمل في مديرية قشن ، وقد وافق مشكورا على مرافقتنا في الرحلة ، والتعاون معنا باعتبار أنه يعرف الجاني ، وقد التقى به مع أخيه عبدالله حسين . . ، ثم تنحى علي بن سالم جانبا وهمس في أذن أبوخليل _ حتى لايسمع الرجل الآخر __ وقال :
_لقد قررنا اصطحابه معنا حتى لايبقى حلقة اتصال بين أخيه والجاني اللذين لا يزالا مختفيين حتى الآن .
كانت عبارة التطمين التي قالها علي بن سالم لأبوخليل كفيلة تدفع هذا الأخير إلى الاستمرار في حديثه بتفاصيل كاملة ودقة متناهية . . حيث قال :
وصلنا إلى سيئون ، وتوقفت بنا سيارة سالمين في الفرزة (محطة وقوف السيارات) ، وتناولنا الشاي معا ، وتولى الجاني دفع الحساب عنا جميعا . . ، ثم بدأ في البحث عن سيارة ليستأجرها من سيئون إلى صنعاء عبر المكلا ، متحاشيا على ما يبدو المرور عبر مأرب رغم أنها أقرب ، وأقل تكلفة . . ،
وفي فرزة سيئون وجد سيارة "هايلوكس" (بيك آب صغيرة) غمارتين ، واتفق مع صاحبها على الإيجار ؛ ثم دعاني وعرض علي السفر معه على نفس السيارة ، بعد أن كان قد عرف خلال رحلتي معه من الغيضة إلى سيئون أن وجهتي هي المكلا بمحافظة حضرموت . . ، ومن جانبي اعتبرتها فرصة لمواصلة الرحلة ، وتوفير إيجار السيارة من سيئون إلى المكلا .
إذا كان لابد أن يظل خيال الإنسان ، وقدرته قاصرين عن إدراك الشكل الحقيقي لمنطقة جغرافية معينة ، أو لشخص محدد ، أو لواقعة وقعت ، أو حادثة حدثت . . عندما يسمع عنها حديثا وصفيا من كل شخص آخر .
كان قد رآها ، أو عاينها ، أو عايشها ، أو قيل له عنها . . . ، فلا شك أن المرء يكتشف قصور مداركه هذا عندما يراها هو ، أو يعاينها ، ويقارن بين صورتها حينئذ ، وتلك الصورة التي تشكلت ، أو ارتسمت في مخيلته بناء على ذلك الوصف لها . . ، ومن هذا المنطلق كان أفراد المجموعة من الأشراف يعايشون مشهدآ سينمائيآ مرسومآ أمامهم بالصوت والصورة . . أبوخليل يتحدث وهم يشاهدون بأعينهم مايتحدث عنه ، فتكتمل الصورة أمامهم :
_ من هنا ركبنا السيارة .
_ من هذا الشارع خرجنا إلى الطريق العام المؤدي إلى المكلا .
_ من هذه المحطة تزودنا بالوقود . . . . وهكذا .
لم يقتصر كلام أبوخليل الذي يرسم المشاهد أمامهم على وصف الطريق والأماكن التي مر بها هو والجاني ، بل تطرق إلى ملاحظاته هو حول الجاني .
ما الذي أثار انتباهه هنا أو هناك ؟
ما الذي كان يتحدث حوله أو علق عليه ؟ . . . وهكذا.



 


الرد باقتباس
قديم 01-02-2013, 02:16 AM   #16


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طشقند



‏ ( 11 )
كانت الرحلة من الغيضة إلى المكلا شاقة ومتعبة . . ، الطريق طويلة ، وجزء كبير منها غير معبد . . ، والجميع أعينهم مفتوحة . . ، يسجلون ملاحظة من هنا ، ويلتقطون كلمة من هناك . ، والرحلة ليست للنزهة . . . الرحلة للبحث والتحري ، وكلهم يدركون أن إهمال ملاحظة صغيرة ، أو كلمة عابرة قد يفوت عليهم فرصة اللحاق بالجاني والقبض عليه .
استغرقت الرحلة إلى المكلا مايقرب من اثنتي عشرة ساعة متواصلة ، كانت عزائمهم خلالها أقوى من أن تجعلهم يفكرون في التوقف للراحة ، رغم مابذلوه من جهد ، وما اعتراهم من تعب . ، ولقد كان من حسن حظهم مرة أخرى أن أبا خليل __ لم ينزل عند وصولهم إلى المكلا مباشرة حيث كانت وجهته أصلا . . ، وإنما استمر معهم ، وعرف أن الجاني كان السفر مباشرة إلى صنعاء عن طريق لحج التي يريد المرور بها لأمر هام __ حسب قوله__ قبل الوصول إلى صنعاء . . ، وعرف أبو خليل كذلك أن سائق السيارة الذي يدعى خالد اتفق مع الجاني على إيصاله إلى صنعاء . . ، وأنه طلب منه السماح له بالمرور على منزله بمدينة المكلا حيث يسكن هناك لأخذ ملابس له باعتبار أن الرحلة إلى صنعاء قد تستغرق يومين أو ثلاثة أيام . . ، وأن الجاني وافق على طلب السائق خالد مشترطا عليه أن يتم ذلك بسرعة . . . ، وحتى هذه اللحظة كان أبو خليل لايزال معهما لأن المكان الذي كان يريد النزول فيه يقع في نهاية المدينة على الطريق المؤدي إلى محافظات أبين ولحج حيث يفترض أن تكون وجهتهم .
لاحظ أفراد المجموعة أن أحمد حسين __ شقيق الوسيط الذي باع الجاني السيارة بواسطته ، والذي يرافقهم في هذه الرحلة __ لم يكن مطمئنا لهم بشكل كامل ، ولا يشاركهم في أي حديث إلا إذا أجاب_ وبصورة مقتضبة جدا__ على سؤال يوجهه أحدهم إليه . . ، وكان لايزال يخامرهم الإحساس بأن هذا الرجل يخفي شيئا ما ، أو يحتفظ على معلومات تتعلق بأخيه . ، وربما بالجاني نفسه .
اندهش أبو خليل من تصرفات أفراد المجموعة التي بدرت عنهم فور وصولهم إلى مدينة المكلا ، ودون أي تنسيق مسبق فيما بينهم أو اتفاق ، وكأنهم كانوا يتحاورون فيما بينهم ليس بلغة الإشارات ، وإنما بنظراتهم فقط . . . ، حيث بادروا عند وصولهم إلى المدينة بالسؤال عن إدارة البحث الجنائي بالمحافظة . . . ، وأمام بوابة الإدارة ترجل اثنان من أفراد المجموعة__ أحدهما أحمد علي ضابط البحث الجنائي بالمهرة__ ، وطلبا من أحمد حسين مرافقتهما إلى داخل الإدارة . . ، ومع أنه لم يبد أي اعتراض
. إلا أن علامات القلق والخوف بدت بوضوح على وجهه .
في إدارة البحث الجنائي انفرد أحدهما بالضابط المناوب هناك ، وعرض عليه بعض الأوراق والوثائق ، وأوجز له في وقت قصير القضية التي هم بصدد متابعتها ، وهروب الجاني ، وأعمال البحث والتحري التي قاموا بها حتى الآن ، والجهود التي بذلوها ، والأموال التي أنفقوها هم وأصحابهم الموجودين في محافظة المهرة ، وعلاقة هذا الشخص الموجود معهم بالوسيط والجاني مؤكد أنما هربا معا بعد ارتكاب الجريمة . . ، وأخيرا أهمية التحفظ على أحمد حسين الذي يصر على عدم معرفته بمكانهما ، والتحقيق معه من قبل إدارة البحث الجنائي كجهة رسمية .
اكتفى الظابط بما سمعه ، وحرر أمرا رسميا بتوقيف احمد حسين ، وتكليف من يبدأ التحقيق معه . . ، ثم طلب من أفراد المجموعة ضرورة تزويده بصورة من الوثائق التي معهم حتى تكون الإجراءات المتبعة قانونية .
أدرك أبوخليل ماهية المهمة التي أدياها في إدارة البحث ، عندما عادا إلى السيارة بدون احمد حسين ، وأحدث هذا في نفسه شيئا من القلق لم يتبين سببه .
تحركت السيارة وأبو خليل يحدد لهم اتجاه الشوارع التي يجب أن يسلكوها للوصول إلى ( حي السلام ) بمدينة المكلا . . ، وفي الحي دلفت بهم السيارة في شارع ضيق . . ، وما إن بدأوا السير فيه ، حتى أفزعهم أبوخليل بصوته حين صاح قائلا :
_ الحمد لله . هذه هي السيارة ! ، وأشار بيده إلى سيارة
" هايلوكس" تقف على جانب الشارع الضيق .
توقف أفراد المجموعة ، ونزل اثنان منهم __ فيما بقي أبوخليل في السيارة بناء على مقترح ضابط البحث احمد علي __ وبعد استفسار أحد المارة . . ، كانا بعد برهة قصيرة يطرقان باب المنزل . ، وفتح لهما الباب شاب في مقتبل العمر تشير ملامحه إلى أنه ليس من سكان مدينة المكلا .
وبادره أحدهما بالسؤال :
_ هل أنت صاحب هذه السيارة ؟ ! وأشار إلى السيارة الواقفة على جانب الشارع أمام المنزل .
_ نعم . لماذا ؟!
_ لا تخف . ليس هناك شئ ، وإنما نود أن نستفسرك في موضوع بسيط
_ قال علي بن سالم ذلك وأبرز بطاقته التي تشير إلى أنه أحد منتسبي الأمن .
كان الشاب خالد هادئا وواثقا من نفسه إلى أبعد الحدود ، ولم تظهر عليه أي علامات للخوف أو الفزع . . ، واستأذنهم في أن يرتدي ملابسه ويعود إليهم فورا .
تحرك أفراد المجموعة ، والشاب خالد معهم إلى إدارة أمن محافظة المكلا . . كان لابد من العمل وفق القوانين المعمول بها ، وإشراك الجهات الأمنية والرسمية عند تنفيذ أي عملية قبض أو تحقيق ، ولم يكن ذلك يفوتهم أبدا . . ، في إدارة الأمن لم يجد أفراد المجموعة صعوبة في سرد القضية بإيجاز على الضابط المناوب ، وإقناعه بإعطاء اثنين منهم مكتبآ وأوراقآ رسمية ، والسماح لهما بفتح محضر رسمي مع الشاب خالد ، وبحضوره . . ، لقد كانوا يهدفون من تصرفهم هذا إلى أن يدلي خالد بكل مالديه بصورة رسمية ، ودون أية ضغوط باعتبار أنه أهم شخص
__ حتى الآن__ عرف الجاني صالح علي ، أو سافر معه أكثر من غيره .
لم يكن يدرك أفراد المجموعة من الأشراف يدركون أن خالد ___سائق السيارة الجالس أمامهم ___ليس بحاجة إلى اتخاذ كل هذه الإجراءات الاحترازية ، والحرص ، والحذر ، والبحث عن طرق معقدة لاستخراج المعلومات منه . . ، إذ أنه بدأ يسرد عليهم ، وبتلقائية وشجاعة ملحوظة تفاصيل رحلته مع الجاني من سيئون إلى صنعاء . . ، وأفراد المجموعة أحدهم يسأل ، والثاني يسجل ، والثالث يستمع ، ولم يكن في حديث خالد مايلفت انتباههم على مايبدو حتى الآن ، لأن الرحلة من المكلا إلى لحج ، ثم من لحج إلى صنعاء قد غلب عليها الصمت والهدوء ، ولأنها كانت خلال الليل فلم يتخللها سوى صوت المسجل الذي كان خالد يعبث به طوال الرحلة ، ويقلب فيها محطات الراديو ، وأشرطة الكاسيت دون أن يستقر رأية على أحدها ، وكأنه قد ضاق ذرعا بصمت وهدوء هذا الراكب الذي لم يصادف طوال عمله على السيارة راكبا مملا مثله . . ، على أن أهم ما ورد في كلام خالد ، ويهم أفراد المجموعة هي تلك النصف ساعة التي توقفا فيها ليلا في إحدى القرى القريبة من مدينة الحوطة بمحافظة لحج ، ودخل الجاني خلالها إلى أحد المنازل ، بينما مكث خالد ينتظره في السيارة .
كان بعض أفراد المجموعة يود طرح المزيد من الأسئلة على خالد حول المنزل والقرية ، وسبب التوقف ، وعلاقة الجاني بأصحاب ذلك المنزل . . . ، وإلى آخر ما هنالك من أسئلة وألغاز محيرة . بينما رأى علي بن سالم أن صراحة خالد وشجاعته ، وانطلاقه في الحديث تجعل من الممكن الاستفادة منه بشكل أكبر أمرا واراد ، وأن تكرار تجربة أبي خليل مع خالد __ والتي تعني البدء برحلة جديدة يكون خالد دليلها ، وأحد المشاركين فيها ___ أفضل بكثير من طرح المزيد من الأسئلة هنا . . فبادر محدثا خالد :
_ هل يمكن أن نتحرك معا على سيارتك في نفس خط الرحلة التي قطعها الجاني برفقتك ؟! ومع أن علي بن سالم لم يلحظ أي تردد أو ارتباك في ملامح الشاب خالد . فقد واصل حديثه قائلا :
_ وسوف ندفع لك إيجار السيارة أضعاف مادفعه لك . ابتسم الشاب خالد ، وبدت عليه علامات الموافقة قبل أن يتحدث ، وهز رأسه ، ثم قال:
_ لا يهمني كم ستدفعون لي ! ، ولكن المهم هو أن أوفق في التعاون معكم لأن القضية التي تتابعونها قضية عادلة .
إن مجاهل العالم الملأى بالمفاجآت ليست في القارات ، ولا في البحار ، بل في عقول البشر وقلوبهم .
انفرد أحد أفراد المجموعة بأبي خليل ، وشكره بحرارة على ماقدمه لهم حتى الآن ، ثم دس في يده مبلغا من المال أحدث بينهما حوارا مسموعا ، حين كان كلا منهما يحلف باليمين على قبول المبلغ أو رفضه لينتهي بعد ذلك بقبول جزء من المبلغ المعروض . . ثم سلمت لأبي خليل ورقة صغيرة تضمنت أرقام هواتف وعناوين غرف العمليات في المهرة وصنعاء ومأرب . ، وودعهم عائدا إلى المهرة .>



 


الرد باقتباس
قديم 01-02-2013, 02:31 AM   #17


الصورة الشخصية لـ النقي
النقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 551
 تاريخ التسجيل :  May 2012
 أخر زيارة : 09-29-2022 (01:59 AM)
 المشاركات : 1,745 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
الإفتراضي



شكرا لك اخى ذيب الغدارى ولمجهودك وهذة القصة لها كتاب في المكتبات والتى تبين برجال مارب وذكاءهم واعتقد ان من الف الكتاب هو الفندم جلال علي الرويشان ايام كان مديرا للامن السياسي بمارب
ونرجو منكم نشر كل الصفحات فلك منا خالص الود والتقدير والاحترام



 


الرد باقتباس
قديم 01-03-2013, 12:47 AM   #18


الصورة الشخصية لـ الطارق
الطارق غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 241
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : 09-20-2013 (05:38 PM)
 المشاركات : 8,339 [ + ]
 تقييم العضوية :  40
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة
الإفتراضي



القصة في تفاصيلها تحمل قدراً من الغرابة وفي طياتها شيئاً من الغموض قد يعتقد البعض أن الكاتب بالغ في سرد تفاصيلها أو اختلق بعض أحداثها لكنها الحقيقة بالفعل

ننتظر بقية القصه أخي ذيب الغداري



 


الرد باقتباس
قديم 01-03-2013, 01:31 AM   #19


الصورة الشخصية لـ النقي
النقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 551
 تاريخ التسجيل :  May 2012
 أخر زيارة : 09-29-2022 (01:59 AM)
 المشاركات : 1,745 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
الإفتراضي



نعم اخي الطارق حقيقة 100% وبطلها الشيخ المحنك الامير محمد بن عبدالعزيز الامير امير ابن امير وهو مرجع كبير ويشهد له بالشجاعة وعمل الخير لمناصرة المظلوم ولاننكر فضلة فقد وقف في قضية لنا ولاننسى مابذله هو واصحابه فبيض الله وجييهم كافة وهو الرجل الوحيد بالمحافظة الذي يقف ويقول كلمة الحق ونسال من الله ان يوفقه لكل خير وان لايريه مكروة



 


الرد باقتباس
قديم 01-05-2013, 04:59 AM   #20


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طسقند



( 12 )
تحركت المجموعة على سيارة خالد ، وهو معهم يقود السيارة بحيوية ونشاط ، وروح منفتحة . . ، فمنذو انطلاقهم وخروجهم من مدينة المكلا باتجاه مفرق النقبة . لم يتوقف خالد عن الحديث وتوزيع ابتساماته على أفراد المجموعة فخلق لنفسه في أعماقهم محيطا رحبا أزال حالة الشك والريبة التي تنتابهم عادة عند اللقاء لأول مرة بأي شخص يكون له علاقة بما يبحثون عنه . استمر خالد يحدثهم عن انتقاله بعد قيام الوحدة من منطقته يريم بمحافظة إب ، إلى محافظة حضرموت للبحث عن الرزق ، وإقامته مع أسرته هناك ، وأخذ يصف لهم ما يتمتع به أبناء المكلا من روح طيبة وأخلاق عالية .
خلف منطقة المحفد باتجاه محافظة أبين تعطلت سيارة خالد ، كانت الطريق شبه منقطعة من المسافرين ، ودرجة الحرارة منخفضة نسبيا جعلتهم يتكومون داخل السيارة ، فيما خالد يتفقد مقدمتها ، ولا ينسى أن يبادلهم بعض النكات وهو يتفحص أجزاء السيارة . . ، لم يكن هناك بد من سحب السيارة إلى منطقة (لحمر) حيث توجد هناك ورشة ميكانيكية لأن الخلل الذي اكتشفه خالد لا يحتمل تشغيل السيارة ومواصلة السفر بها .
بعد استكمال إصلاح السيارة ، والتحرك بها من جديد . . ، عاد خالد مرة أخرى ليحدثهم عن بعض رحلاته بالسيارة التي هي مصدر رزقه الوحيد . . ، وكان أفراد المجموعة يستمعون إليه بإعجاب ، عدا علي بن سالم الذي بدا شارد الذهن ، وهو يحاول أن يسبق الأحداث ليستطلع ماهم قادمون عليه . . وتواردت إلى ذهنه عدد من الأسئلة التي كان يتمنى أن يعرف إجاباتها من خالد الذي لم يتوقف عن الحديث منذ خروجهم من المكلا باتجاه محافظة لحج .
لم يترك ضابط البحث الجنائي احمد علي لكليهما الاستمرار في الحديث ،أو التفكير عندما تحدث إليهم بصيغة الأمر ، مذكرا إياهم أنه يجب عليهم
_ بعد تجاوز عاصمة أبين باتجاه محافظة عدن __ التوقف للضيافة في منزله . . ، كان احمد علي يسكن في منطقة الكود الواقعة بين زنجبار وعدن . . ، وكان وصولهم إلى هناك في وقت متأخر من الليل ، ودواعي الضيافة تستلزم تأخرهم لتناول وجبة الغداء . . ، وهذا ماقوبل بالرفض من قبل أفراد المجموعة ، مما دفع الضابط احمد علي إلى أن يقدم لهم اللحم في فجر ذلك اليوم للإفطار . . ، إذ أن كرم الضيافة يستوجب تقديم ذبيحة ، وتأخرهم يتعارض مع ضرورة الإسراع بالتحرك إلى محافظة لحج .
تحركت المجموعة مباشرة بعد تناول طعام الإفطار ، وعبر الطريف الدائري لمدينة عدن اتجهت مباشرة إلى محافظة لحج . . ، وفي ساعات الصباح الأولى كان الإرهاق باديا على الجميع بسبب السفر طوال الليل ، وعدم النوم . . ، ومع هذا فقد ظل الشاب خالد محافظا على حيويته ونشاطه ، وكان هو الدليل الوحيد لتحديد القرية التي قصدها الجاني عند وصوله إلى لحج في رحلته معه .
كانت وجهة نظر ضابط البحث الجنائي أحمد علي صائبة عندما اقترح معرفة القرية ،وتحديد المنزل عن بعد ، وعدم لفت انتباه سكان القرية أو المنزل ، حيث ربما أن الجاني لايزال فيها . . ، وبالتالي فلابد أن درجة الحذر والإحساس لديه عالية جدا . . ، وبالإضافة إلى أن محدودية النطاق الجغرافي للقرية ، وتعارف أهلها فيما بينهم قد يكشفهم ، ويدل الآخرين إلى أنهم يبحثون عن شئ ما .
وافق الجميع على المقترح ، ومن بعيد كانت نظراتهم مركزة على المنزل ، وخالد يشرح لهم المكان الذي وقف فيه حتى دخل الجاني صالح علي إلى المنزل ، وعاد إليه بعد حوالي نصف ساعة . . ، وبدون أن يلتفت خالد ، أو يتحدث بصوت مرتفع . . كان أفراد المجموعة بما فيهم ضابط البحث قد شكلوا في أذهانهم صورة كاملة عن القرية والمنزل ، والطرق والمداخل المؤدية منها واليها . . ، وقرروا بعد ذلك العودة إلى مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج .
ازدادت الأسئلة ، وبدت علامات الحيرة عليهم جميعا . . ، وشغلتهم الرغبة في معرفة المزيد من التفاصيل والمعلومات عما كانوا عليه من السهر والتعب والإعياء . . .
هل لايزال الجاني صالح علي في ذلك المنزل ؟!
ماهي علاقته بأصحاب المنزل إذا كان هو بالفعل من أبناء جزيرة سقطرى ؟!
كيف يمكن جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن أصحاب المنزل دون أن يشعروا بشيء ؟!
هذه الأسئلة . . وغيرها . كانت نتاج الصمت والنظرات الحائرة لأفراد المجموعة وهم عائدون إلى الحوطة . . ، والتي ما إن وصلوا إليها ، حتى بدأوا البحث عن مقرات الجهات الرسمية التي يجب اللجوء إليها أولا . . ، وبعدها سيتم البحث عن غرفة عمليات مأمونة في أحد الفنادق كما كان الحال في المهرة. . كان علي بن سالم معترضا على أن تكون غرفة العمليات في أحد الفنادق ، حين أوضح لهم أن هناك علاقة عمل سابقة ، ومعرفة وطيدة تربطه بأحد مسؤولي الأمن في المحافظة ، ولابد أولا من اللقاء به وأخذ رأيه في كثير من الأمور التي يجب عليهم القيام بها .
كان اللقاء بالمسؤول الأمني في المحافظة مفيدا بالفعل . حيث تعاون معهم بتوفير السكن لهم ، وتخصيص إحدى الغرف فيه كغرفة عمليات ، وتوفير خط هاتفي مباشر . . موضحا لهم أن ذلك أفضل بكثير من السكن في أحد الفنادق ، وأضمن لعملية البحث والتحري وسريتها . . ،
وليس هذا فحسب بل إنه __ بعد أن حدثوه عن القرية والمنزل الذي تردد عليه الجاني صالح علي __ استدعى لهم أحد موظفيه الموثوق بهم من أبناء القرية نفسها ليتعاون معهم ، ويزودهم بالمعلومات التي يريدونها حول أصحاب المنزل وأعمالهم . . ، باعتبار أن أول خطوة كان يجب على المجموعة القيام بها . هي جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن أصحاب المنزل الذي تردد عليه الجاني صالح علي . . ، وكان رأي مسؤول الأمن في المحافظة ، وضابط البحث المرافق لهم هو اتخاذ الإجراءات القانونية ، وبواسطة الجهات الأمنية والنيابة العامة يتم استدعاء أصحاب المنزل ، ومن لهم علاقة بالجاني ، أو يعرفهم ويعرفونه ، والتحقيق معهم مباشرة ضمانا لعدم تفويت أي فرصة للقبض عليه ، وتوفيرا للوقت الذي قد يتسبب إهداره في منح الجاني فرصة للهرب إلى مكان أبعد .
توزع أفراد المجموعة على عدد من الكراسي تم تجميعها من عدة مكاتب إلى غرفة العمليات . . ، بينما جلس ضابط البحث الجنائي أحمد علي على المكتب الوحيد في الغرفة . . . ، وأخرج ورقة وقلمآ ليسجل عليها بعض الملاحظات ، ويراقبه عن قرب جانبي المكتب كل من علي بن سالم وناصر بن زايد . . . وفي هذه اللحظة بدرت إلى ذهن خالدبن حمد فكرة رأى أنها أهم وأولى من المهمة التي هم بصددها ، ولتوضيحها لهم بادر إلى القول :
_ أنتم تعلمون أن أصحابنا الأشراف وعبيدة لايزالون في مطرحهم في محافظة المهره، ولابد من إشعارهم بما تم التوصل إليه هنا . . . ، وإذا لم يعد هناك مبرر لاستمرار المخيم فيجب أن نطرح لهم رأينا هذا الخصوص .
صمت الجميع للتفكير لحظة قصيرة ، بدا بعدها أنهم استحسنوا الفكرة التي طرحها خالدبن حمد . ، حيث أعقب ذلك مباشرة أن قام علي بن سالم بالاتصال بمحافظة المهره ، وتحدث مع أكثر من شخص من أصحابهم ، واستمر حديثه فترة طويلة ، كان خلاها ينصت للأخبار الواردة من هناك باهتمام وتركيز ، وكأن في حديث الطرف الآخر مستجدات إيجابية لصالح القضية . . ، وما إن انتهى علي بن سالم من المكالمة حتى كان الجميع متلهفين لسماع آخر الأخبار التي وصلت من المهره . . ، وكان علي بن سالم يدرك ذلك بوضوح من خلال نظراتهم إليه، ولم يمنحهم فرصة لسؤاله ، حيث تحدث وهو يضع سماعة الهاتف مباشرة قائلا :
_ لقد أعيدت سيارة المجني عليهما إلى المطرح ، وقد تم اللقاء هناك بين مشائخ الأشراف وعبيدة الموجودين في المطرح ، وبين مشائخ آل مظفر الذين وصلوا من البيضاء مع صاحبهم حسين مظفر الذي اشترى السيارة من الجاني ، وخلال اللقاء بين الطرفين ، وبحضور عدد من مشائخ محافظة المهره من بيت كلشات ، تم الاتفاق على حل قضية السيارة حلا عرفيا
_ بناء على مقترح من مشائخ المهره _ وقد وافق أصحابنا على هذا الحل بعد أن اتضح لهم أن حسين مظفر اشترى السيارة دون علمه بوقوع جريمة القتل . . ، وأن سوء النية لدية لم يتجاوز الرغبة في الحصول على السيارة بثمن زهيد جدا ، ودون أن يكلف نفسه عناء السؤال عن سبب انخفاض سعرها بهذا الشكل . . وأضاف علي بن سالم أن الاتفاق بين الطرفين قد تضمن كذلك تحديد موعد _ بعد ثلاثة وخمسين يوما_ لحل قضية السيارة ، وتحكيم أحد مشائخ قبيلة مراد المعروفين ، الذي تم اختياره والتراضي عليه من قبل الطرفين ، وتم توقيع وثيقة بهذا الخصوص تضمنت تبادل الضمانات القبلية المتعارف عليها .<<

بقية القصه على هذا الرابط
http://www.hreeb-bihan.com/vb/showth...t=18110&page=3


 

آخر تعديل بواسطة بيحان ، 01-26-2014 الساعة 04:55 AM

الرد باقتباس
الرد على الموضوع

Bookmarks

الكلمات الدلالية (Tags)
مأرب , من , إلى , طشقند


Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 

قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح



شات تعب قلبي تعب قلبي شات الرياض شات بنات الرياض شات الغلا الغلا شات الود شات خليجي شات الشله الشله شات حفر الباطن حفر الباطن شات الامارات سعودي انحراف شات دردشة دردشة الرياض شات الخليج سعودي انحراف180 مسوق شات صوتي شات عرب توك دردشة عرب توك عرب توك


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 10:23 PM.


.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
.

Search Engine Friendly URLs by vBSEO