منتدى الآصالةوالتاريخ حريب بيحان
ينتهي : 30-04-2025
عدد مرات النقر : 1,284
عدد  مرات الظهور : 29,343,670

عدد مرات النقر : 4,128
عدد  مرات الظهور : 73,364,027
عدد  مرات الظهور : 69,079,996
قناة حريب بيحان " يوتيوب "
عدد مرات النقر : 2,309
عدد  مرات الظهور : 73,364,829مركز تحميل منتديات حريب بيحان
ينتهي : 19-12-2025
عدد مرات النقر : 3,947
عدد  مرات الظهور : 69,580,756
آخر 10 مشاركات
تحدي المليوووون رد ،، (الكاتـب : - المشاركات : 2050 - المشاهدات : 123561 - الوقت: 07:27 PM - التاريخ: 04-25-2024)           »          صـبـــاحكم سكــر // مســـاؤكم ورد معطر (الكاتـب : - المشاركات : 2386 - المشاهدات : 169725 - الوقت: 06:40 AM - التاريخ: 04-24-2024)           »          تعزية للاخ يمني بوفاة اخيه (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 6 - المشاهدات : 109 - الوقت: 09:46 PM - التاريخ: 04-22-2024)           »          قراءة في سورة البقرة (الكاتـب : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 71 - الوقت: 05:34 AM - التاريخ: 04-20-2024)           »          الاذكار اليوميه في الصباح والمساء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 542 - المشاهدات : 33709 - الوقت: 08:30 PM - التاريخ: 04-19-2024)           »          عيدكم مبارك ،، (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1 - المشاهدات : 84 - الوقت: 08:45 AM - التاريخ: 04-10-2024)           »          ماذا ستكتب على جدران (منتديات حريب بيحان) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3179 - المشاهدات : 233748 - الوقت: 05:26 PM - التاريخ: 04-08-2024)           »          ورد يومي صفحه من القرآن الكريم (الكاتـب : - المشاركات : 93 - المشاهدات : 986 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-23-2024)           »          شهرمبارك كل عام وأنتم بخير (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3 - المشاهدات : 80 - الوقت: 04:06 AM - التاريخ: 03-18-2024)           »          تدمير دبابة ميركافا الإسرائيلية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 141 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-17-2024)


الإهداءات




من مأرب إلى طشقند


الرد على الموضوع
 
LinkBack خيارات الموضوع
قديم 01-07-2013, 06:24 PM   #21


الصورة الشخصية لـ الفارس الاصيل
الفارس الاصيل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 258
 تاريخ التسجيل :  Feb 2012
 أخر زيارة : 05-24-2014 (11:12 PM)
 المشاركات : 2,282 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي



ذيب الغداري مشكور ولا هنت بس ياليت لو تسرع بأنزال باقي القصه ترانا على أحر من الجمر للتكمله



تقبل تحياتي وتقديري



 


الرد باقتباس
قديم 01-08-2013, 01:23 AM   #22


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طشقند



‏ ( 13 )
بدأ الضابط الذي هو من قرية (مقيبرة) يتحدث ، والجميع يستمعون إليه بتركيز وانتباه عن صاحب المنزل الذي اتضح لهم أنه موظف في مكتب الإسكان ، وأن أحد أبناء عمه يسكن في المنزل المجاور لمنزله .
موجود في مدينة لحج . . ، وباعتبار أنه بعيد عن المنزل ، ولن يلفت انتباه أحد من أبناء القرية إذا بدأت الإجراءات به . . ، وعلى هذا الأساس قررت المجموعة إلقاء القبض عليه واستجوابه . . ،وبسرعة ملحوظة استكملت الإجراءات القانونية من البحث والنيابة العامة ، وتم القبض عليه . . ، وبدأ التحقيق . . ، حيث قال لهم أن اسمه صالح احمد ، وأنه لا يعرف عن صالح علي شيئا . ، بل أضاف إلى ذلك تأكيده لهم أنه لا يعرف أحدآ بهذا الاسم.
لم يندهش ضابط البحث احمد علي لهذه الردود والانكارات ، وكان هذا ربما يعود إلى خبرته ، وكثرة تعامله مع الكثير من المتهمين والمشتبه بهم . . فبدا هادئا ، فيما بدت الدهشة والغيظ بشكل واضح على أفراد المجموعة .
انفرد ضابط البحث أحمد علي بهم ، وهدأ من غيظهم ، وقال لهم :
_ يجب أن نبحث الآن عن صاحب المنزل الآخر الذي تردد عليه الجاني صالح علي ، ويجب أن يتم إلقاء القبض عليه قبل عودته إلى المنزل حتى لا يكتشف أننا نراقب منزله أو نتتردد عليه . . ، وعزز رأيه هذا بأن أي مراقبة في القرية لابد وأنها ستكون مكشوفة لتعارف سكان القرية بيما بينهم .
كان من المقرر عودة صاحب المنزل من عمله في آخر النهار __ بناء على المعلومات التي وافاهم بها أحد سكان القرية من العاملين في الأمن ____ . . ، وتم وضع خطة محكمة بمشاركة الجهات الرسمية للقبض عليه قبل وصوله إلى المنزل . . ، ونفذت العملية بنجاح . . ، ومع بداية التحقيق اتضح لهم أن صاحب المنزل الثاني محمد عبدالرحمن لايختلف كثيرا عن جاره صالح أحمد ، حيث أنكر هو أيضا أي علاقة له ، أو لأسرته ، أو حتى لمنزله بشخص يدعى صالح علي ، أو أنه يعرف أحدا بهذا الاسم .
تمالك أفراد المجموعة أعصابهم ، وتمكنوا من استخراج أمر رسمي بالتحفظ على الرجلين وإيداعهما السجن ، حتى يتم التحري عنهما بشكل أوسع ، ومواجهتهما بالمعلومات التي يتم الحصول عليها في وقت لاحق .
في اليوم التالي قرر أفراد المجموعة استدعاء أولاد محمد عبدالرحمن واستدعاء أولاد محمد عبدالرحمن واستجوابهم . . ، وتكررت دهشة أفراد المجموعة __ ليس لإنكار من يتم التحقيق معهم في هذه المرة__ لكن لأن أولاد محمد عبدالرحمن اعترفوا مباشرة بأنهم يعرفون صالح علي . . مؤكدين أن آخر مرة أتى فيها إليهم كانت منذ عدة أيام خلال الليل . . ، وأنهم لاحظو أن ساقه كانت مربوطة من أثر جرح غائر ، وأنهم لم يسألوه عن سببه ! . . ، وأنه غادر منزلهم في نفس الليلة .
استمرت عملية جمع المعلومات ، وإعادة التحقيق مع الموقوفين__ الذين ينكر بعضهم ويعترف البعض __ لمدة ثلاة أيام ، ليتم بعدها استصدار أمر من النيابة بتفتيش المنازل التي تردد عليها الجاني .
كانت عملية تفتيش المنازل نقطة تحول هامة ورئيسية في مسار عملية البحث والتحري . . ، وفي اتجاهين __ الأول : مواجهة أصحاب المنازل الذين لايزالون منكرين علاقتهم ، أو معرفتهم بالجاني صالح علي . . ،
والثاني : الكشف ولأول مرة عن اسم جديد للجاني غير اسمه المتعارف عليه حتى الآن لدى أفراد المجموعة وضابط البحث الجنائي المشاركين في عملية المتابعة .
ما إن تمت مواجهة محمد عبدالرحمن بأقوال أفراد أسرته ، وبعض الأوراق والوثائق التي عثر عليها في منزله . ، حتى بدا عليه الارتباك ، ثم أعقبه انهياره . . ، ولم تمر بعد ذلك إلا لحظات استعاد فيها هدوءه ، وبدأ الحديث في غرفة العمليات بحضور أفراد المجموعة وضابط البحث الجنائي ، ومسؤولين من النيابة العامة . . . . حيث قال :
_ أنا من مواليد عام 1954م ، وأعمل موظفآ بمؤسسة الإنشاءات . . ، وأرسلت للعمل بفرع المؤسسة في جزيرة سقطرى في عام 1987م ، وقضيت هناك عامي 1987 و 1988م . . تعرفت خلالها على أعز وأغلى أصدقائي الذين تعرفت عليهم هناك ، وهو صالح علي . . ، والذي كان سفره ، هو وأولاده إلى دولة الإمارات العربية المتحدة __ في بداية عام 1989م __ للحاق بوالده الموجود هناك . صدمة كبيرة بالنسبة لي ، بعد أن تعمقت علاقة الصداقة بيني وبينه ، خلال مدة قضينا فيها أجمل أيامنا . . ، ومنذ مغادرته استمرت العلاقة والتواصل بيننا من خلال تبادل الرسائل البريدية . . ، وحتى عام 1995م عندما عاد هو إلى اليمن مع زوجته وابنتاه بغرض زيارة أهلهم وذويهم . . ، وبمجرد عودته حدثت بينه وبين زوجته مشاكل أدت إلى الطلاق . . ، وقد كنت أنا خلال هذه المشاكل التي واجهها صديقي الملاذ الوحيد بالنسبة له ، وكان يشرح لي كل ما يواجهه ، ويطلب رأيي ومشورتي فيها . . بل إنه جعلني مستودع أسراره الوحيد __ كما يقال __ وبعد طلاق زوجته عاد إلى الإمارات من جديد لمواصلة عمله . . ، لكن يبدو أن مشاكل ومصائب صديقي لاتأتي إليه فرادى ، وإنما تأتي دفعة واحدة . . حيث حدثت بينه وبين والده مشاكل بمجرد وصولة إلى الإمارات جعلته يغادرها ، ويعود من جديد إلى اليمن ، ومعه سيارة ( جيب ___ شيروكي ) أتى بها معه من دولة الإمارات . . ، وقد أوضح لي أنه حصل عليها بطريقة غير مشروعة حاول أحد أفراد المجموعة مقاطعة محمد عبدالرحمن لطلب المزيد من التفاصيل ، فأشر إليه علي بن سالم أن يصمت ويترك الرجل يسترسل في الحديث . . ، فواصل محمد عبدالرحمن حديثه قائلا :
_ مكث صالح علي لدينا في محافظة لحج حوالي أربعة أشهر ، كان خلالها يعيش وكأنه أحد افراد أسرتي . . ، ولم نفترق طوال هذه المدة لحظة واحدة . . ، وكنا نذهب في كثير من الأحيان إلى محافظة عدن لزيارة أحد أصدقائنا هناك .
أطرق محمد عبدالرحمن برأسه إلى الأرض ، وكأنه يستعرض شريط أفكاره لإعادة بعض المواقف التي قضاها مع صديقه صالح علي ، وقال :
_ إن الخطأ شئ رائع لأنه يؤدي إلى الحقيقة ، وأن على المرء إذا هو أراد أن يصل إلى معرفة أي إنسان __ أيا كان هذا الإنسان . . أن يتصرف إزاءه تصرفا فيه كثير من التروي والتعقل والحكمة والحذر ، وإلا فقد يقع في الخطأ ، وقد ينجرف إلى التحيز . . فيصعب عليه كثيرا بعد ذلك أن يصحح ذلك الخطأ ، وأن يزيل ذلك التحيز . . ، لقد كنا في كثير من الأحيان نتصرف بطيش ، وبدون حساب . . ، وبعد فترة قرر صديقي صالح علي بيع السيارة ، وغادرنا معا أنا وهو وصديقنا ياسين __ الذي كنا نزوره دائما في عدن __ إلى محافظة شبوه ، ومنها إلى محافظة مأرب . . ، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أبعرف فيها على هذه المحافظات . . ، وبواسطة شخص من أبناء محافظة مأرب تم بيع السيارة لشخص من محافظة صنعاء . . ، وبقي من ثمن السيارة لدى المشتري . حيث اكتفى صالح علي بأن أخذ رقم هاتفه وعنوانه ليتابعه فيما بعد التسديد بقية الثمن . . . وفي نفس الليلة عدنا من صنعاء إلى لحج . . ، وبعدها كان صالح علي يتواصل مع المشتري ، ويتردد على صنعاء أكثر من مرة . . وكان في كل مرة يسافر فيها إلى صنعاء يقبض جزء من المبلغ المتبقي من ثمن السيارة . . ، وفي آخر زيارة له إلى صنعاء مكث هناك حوالي شهر كامل دون أن يزورنا ، واستلم ماتبقى من ثمن السيارة __ حسب علمي __ ثم اتصل بي بعد ذلك من صنعاء ، وأبلغني بأنه سوف يسافر إلى سوريا .
قال علي بن سالم :
_ لماذا سوريا بالتحديد ؟
قال محمد عبدالرحمن ، وهو يسترخي على الكرسي مدركا أن وقت الحديث سيطول :
_ هذه قصة طويلة فيها فصول ومقاطع كثيرة من الآمال والمخاوف والأحاسيس والانفعالات . كان يرى في نفسه الجرأة على اقتحام مداها اللانهائي ، وعلى التماس معرفة الحياة الحقيقية غمرة من مخاطرها . . . قال محمد عبدالرحمن ذلك ، ثم أخذ يتحدث عن صالح علي وعلاقته بوالده و أسرته وزوجته __ أو بالأصح مطلقته __ ، وبعد ذلك تحدث عن علاقته بمن قال أنها صديقته الفتاة الأوزبكية التي تعرف عليها في دولة الإمارات العربية المتحدة.
قال ضابط البحث الجنائي أحمد علي :
_ ماذا حدث بعد أن سافر إلى سوريا ؟
_ لا أعرف بالتحديد ، لكنه اتصل بي هاتفيا من هناك ، وفهمت منه أنه غادر إلى روسيا مع صديقته الأوزبكية التي كانت تنتظره في سوريا .
توقف محمد عبدالرحمن عن الحديث ، ونظر إلى سقف الغرفة كأنه يتذكر شيئا . . ، ثم قال :
_ بعد فترة غياب في سوريا وروسيا تقرب ثلاثة أشهر وصل إلينا صالح علي فجأة بعد منتصف الليل . . ، وشكا لنا في اليوم التالي أنه قد تعرض لعملية سرقة ونصب __ حسب قوله __ دون أن يوضح لنا من الذي نصب عليه أو سرقة ؟ ، سوى أنه قد اقترض مبلغ أربعمائة دولار أمريكي من امرأة سورية ، وأن صديقته الأوزبكية تنتظره في سوريا لديها ، وأنه قد جاء إلى اليمن لتدبير مبلغ من المال مقابل تذكرتي سفر له ولصديقته الأوزبكية ليسافر إليها ويعودان معا إلى روسيا . . ، وقد طلب مني أن أعطيه مبلغا من المال لهذا الغرض ، كنت أود مساعدته ، لكن ظروفي حينها كانت صعبة للغاية ، ولم يكن لدي إلا سيارة قديمة كانت خاصة بأخي ومعطلة واتفقت مع صالح علي على إصلاح السيارة وبيعها بعد ذلك لأن بيعها بحالتها الراهنة سيقلل من ثمنها . . ، رغم موافقته على المقترح وترحيبه به ؛ إلا أن رغبته في المغادرة كانت واضحة ؛ وبعد مرور حوالي عشرين يوما لم نتمكن من بيع السيارة ، ولم نتمكن من توفير المال اللازم لإصلاحها . . ، ومع انني حاولت كثيرا تلبية طلبه ، فإنه اعتبر عدم قدرتي على ذلك تهربا مني لتنفيذ ما يريد . . ، ومن هنا بدأ الشك لديه ، واختلفنا عندما طلب المغادرة ، وطلبت منه أنا البقاء حتي يتم تدبير المبلغ اللازم ، وكان ما أراد هو ، حيث غادر صباح اليوم التالي ، ومعه مبلغ ثمانية آلاف ريال فقط هي التي تمكنت من اقتراضها له . . ، وقد أخبرنا قبل مغادرته أنه سيسافر إلى صنعاء حيث سيلتقي ببعض أصدقائه من حضرموت ، ثم يسافر معهم إلى عمان عبر محافظة المهرة .
نظر محمد عبدالرحمن من جديد إلى سقف الغرفة ، ثم إلى النافذة الوحيدة فيها ، وسادت لحظات من الصمت ، ثم واصل حديثه قائلا :
_ فجأة وصل إلينا في منتصف الليل ، وساقه مربوطة برباط طبي من أثر جرح __ لم يحدثنا عن سببه__ وقال لنا أنه جاء لوداعنا لأنه مسافر إلى صنعاء ومنها إلى سوريا .
قال علي بن سالم :
_ متى كانت مغادرته ؟
_ لا أتذكر تاريخ مغادرته بالتحديد . . لكن ذلك كان قبل حوالي عشرين يوما .
_ من الذي كان ينتظره في السيارة ؟
_ أنا لم أخرج من المنزل ، ولا أعرف من الذي كان معه .
_ وأين صالح علي الآن ؟
_ اعتقد أنه قد غادر إلى سوريا .
_ كيف غادر إلى سوريا ؟!
_ كان متجهآ إلى صنعاء ، وأعتقد أنه غادر من هناك عن طريق الجو .
قال علي بن سالم ، وهو يقلب أوراقا في يده ويمعن النظر إليها :
_ هل غادر باسمه الحقيقي ؟
_ لا أعرف عن ذلك شئ .
توالت الأسئلة من جميع أفراد المجموعة ، ومن ضابط البحث الجنائي بالمهرة أحمد علي ، ومحمد عبدالرحمن يجيب عنها بإجابات بعضها تلقى استحسانهم ، وبعضها الآخر لا يزال الشك يحيط بها . . ، وبينما كان ثلاثة من أفراد المجموعة يسجلون في مذكراتهم كل مايقوله محمد عبد الرحمن . . ، كان الآخرون يواصلون طرح الأسئلة :
من الذي يسكن معك في المنزل ؟
_ . . . . . . . . . .
من هو الذي يتردد على منزلك ؟
_ . . . . . . . . . .
من أين كان صالح علي يتصل هاتفيا ؟
_ . . . . . . . . . .
_ هل تعرف الأرقام الهاتفية التي كان يتصل بها ؟
_ . . . . . . . . . .
_ من هم أصدقاؤه ومعارفه في سوريا . . . روسيا . . . الإمارات؟
. . . . وهكذا .
لم يكد محمدعبدالرحمن ينتهي من إجاباته . إلا وقد طارت المعلومات والأخبار إلى غرف العمليات في محافظات صنعاء وعدن والمهرة وحضرموت .
انتقلت عملية البحث والتحري إلى مرحلة جديدة . . ، حيث بدأ البحث في المطارات والمنافذ البرية والموانئ . . ، وفحص قوائم المغادرين . . ، وتعميم جميع المعلومات التي أدلى بها من تم التحقيق معهم حتى الآن . . ، وتم التحفظ على بعض المشتبه بهم ،
ووضع بعض المنازل تحت الرقابة الدائمة من قبل البحث الجنائي والنيابة العامة ، وبمشاركة بعض أفراد المجموعة . . . ، ومع أن نتائج البحث في المنافذ والمطارات لم تشر حتى الآن إلى مايمكن اعتباره نتيجه إيجابية تحدد مكان الجاني ، أوتبين طريقة مغادرته البلاد . إلا أن آمال أفراد المجموعة ظلت معلقة بدرجة كبيرة من التفاؤل جعلتهم يواصلون عمليات البحث والتحري . . ، وحتى هذه اللحظة أيضا . كان لايزال ضابط البحث الجنائي بالمهرة أحمد علي ، والشاب خالد صاحب السيارة التي استأجرها الجاني . من العناصر الفعالة والمعتمد عليها كثيرا في تنفيذ عمليات البحث .
تحلقت المجموعة من جديد حول الطاولة في المساء يحاولون التخطيط لما يجب عليهم عمله في اليوم التالي . . وبدرت إلى ذهن علي بن سالم فكرة مؤداها البحث عن الأماكن التي يمكن أن يكون الجاني قد اتصل هاتفيا منها ، وجمع الأرقام الهاتفية التي يعثر عليها ؛ وبدأ تنفيذ الفكرة فورا من قبل أكثر من شخص من أفراد المجموعة ، وفي أكثر من مكان . . ، وفي أحد الأكشاك والذي كان مكتوبا على بابه ((يوجد لدينا هاتف دولي)) كان صاحب الكشك يعرض عليهم أسماء كل من اتصل من محله إلى الخارج ، والأرقام الهاتفية التي اتصل بها خلال الفترة التي حددوها له . . ، وبعد عملية بحث طويلة عثر على رقم هاتفي قال لهم صاحب الكشك أنه في روسيا . . ، وخلال عملية البحث كان يتم الاحتفاظ بكل مايقع تحت أيديهم من أوراق أو وثائق أو صور أو أرقام هاتفية ، وفي مساء كل يوم يتم مناقشتها ودراستها وتحليلها ، والتخطيط لما يجب عليهم عمله بعد ذلك . >>



 


الرد باقتباس
قديم 01-12-2013, 03:07 AM   #23


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طشقند



( 14 )
بعد تفتيش المنازل ، واستكمال التحقيق مع جميع المشتبه بهم . . أدرك أفراد المجموعة أنهم أمام أحد المفاتيح الرئيسة لمعرفة الجاني ، وتحديد اتجاهه ، واللحاق به . . ، وكان ذلك يتمثل في حصولهم على بطاقة هوية مزيفة للجاني باسم صالح أحمد علي محسن .
تم الأتصال فورا بالمجموعة الأخرى التي تنفذ مهمة البحث والتحري في محافظة عدن ، والتي تتكون من ناصر محمد وسالم بن سعود وسالم علي . . وآخرين . ، وتم إبلاغهم بالاسم الجديد ، وأرسلت لهم صورة من البطاقة المزيفة . . وكانت مهمة مجموعة عدن تنحصر في البحث عما إذا كان الجاني قد استخرج جواز سفر بموجب هذه البطاقة . . ، ولم تتأخر مجموعة عدن كثيرا في الرد ، فخلال حوالي ساعة فقط وصلت صورة جواز السفر ، وبنفس الاسم عبر جهاز الفاكس إلى مجموعة لحج .
كانت الأحداث تتوالى سريعا ، والجميع في سباق مع الزمن . . ، حيث لم يعد لديهم وقت للجلوس والتخطيط والتفكير حول مايجب عليهم عمله . . ، وأرسلت المعلومات عن البطاقة وجواز السفر إلى مجموعة ثالثة في صنعاء كانت تتكون من محمد بن عبدالعزيز ومحمد بن علي وعلي بن محمد . . وآخرين . . ، وكانت مهمة مجموعة صنعاء تنحصر في تحديد الجهة التي غادر إليها الجاني على ضوء المعلومات الجديدة .
كانت عملية البحث تبدأ غالبا من السؤال عن أرقام وعناوين وأسماء مسؤولي الجهات التي تستهدفها عملية البحث . . ، ثم الاتصال بعد ذلك بهؤلاء المسؤولين ، وعرض ماتم التوصل إليه حتى الآن عليهم . . ، وبعدها يتم استصدار الأوراق والوثائق ، والمذكرات الرسمية والقانونية ، وحفظ نسخ منها لضمان قانونية الإجراءات بعد ذلك .
في أحد مكاتب مطار صنعاء الدولي . كان محمد عبدالعزيز والمجموعة التي معه صامتين أمام شاشة الكمبيوتر . . ، والضابط _ الذي كلف من قبل مسؤولي المطار بمساعدتهم والتعاون معهم __ يحرك أصابعه بخفة ملحوظة على لوحة المفاتيح ليدرج اسم الشخص المطلوب ، ونظره مركز على الشاشة ، واندهش أفراد المجموعة عندما أخبرهم بالنتيجة التي حصل عليها موضحا لهم أن صاحب هذا الجواز قد غادر اليمن إلى جدة بالمملكة العربية السعودية قبل عدة سنوات .
كان انفعال أحد أفراد المجموعة قويآ عندما اتهم جهاز الكمبيوتر بالغباء . . ، مما جعل الضابط يعاود البحث مرة ثانية ، ويطلب منهم صورة الجواز الذي تم إرساله من محافظة عدن ، وقام بمطابقة رقم الجواز مع ذلك الرقم الذي ظهر على الشاشة فبدا التناقض حينئذ واضحآ بين الرقمين .
التفت إليهم الضابط وهو يبتسم وقال :
_ الجهاز ليس غبيا ، لكن الجاني ذكي جدا فقد استخدم اسم صاحب جواز سفر قديم للحصول على جواز جديد .
طلب محمد عبدالعزيز من الضابط أن يدلهم على طريقة أخرى لمعرفة ما إذا كان الجاني قد غادر البلاد أم لا ؟ وإذا كان الأمر كذلك فهل يمكن تحديد الجهة التي غادر إليها ؟!
بدا الضابط مندهشا من الطلب ، وقال :
_ هل ستلحقون به إلى الخارج ؟!
_ إن شاء الله .
طلب منهم الضابط بعد ذلك أن يرافقوه إلى مكتب آخر ___ يبدو أنه الأرشيف العام لكثرة ماكان يحتوي عليه من أوراق وملفات ___ أخذ الضابط أحد الملفات التي تحتوي على بطاقات الوصول أو المغادرة التي يتم كتابتها بواسطة المسافر نفسه . . ، وأخرج البطاقات ، بعد أن سألهم عن الفترة التي وقعت فيها الجريمة . ، وقال :
_ هذا هو ، وأخذ يقرأ عليهم البيانات المدونة في البطاقة ، ومنها الجهة التي غادر إليها ، والتي قرأها عليهم بصوت مرتفع أكثر من ذي قبل .
قائلا :
_ دمشق في السادس من ديسمبر 1997م .
غادرت مجموعة صنعاء المطار عائدة إلى المدينة . . بعد أن تولى محمد عبدالعزيز تقديم الشكر للضابط باسم المجموعة ، وطلب منه أن يزودهم بصورة من بطاقة المغادرة .
غلب عليهم الصمت وهم عائدون إلى المدينة . . ،وخيمت عليهم هالة من اليأس والقنوط . . بعد أن تأكد لهم بشكل قاطع أن الشخص الذي يبحثون عنه ___هم ومجموعات أخرى من أصحابهم في عدن ولحج والمهرة ___ قد غادر البلاد متوجها إلى سوريا . . قبل أن يصل إلى مسامعهم خبر مقتل أصحابهم ، وقبل أن يتحركوا من مأرب إلى المهرة للبحث عنهم .
كان أول عمل قاموا به بعد عودتهم من المطار هو الاتصال هاتفيا بمجموعتي لحج وعدن ، وإخبارهم بأن على الجميع أن يقطعوا الشك باليقين . . باعتبار أن الجاني قد غادر اليمن إلى سوريا في الموعد المحدد في بطاقة المغادرة .
أغلق محمد عبدالعزيز سماعة الهاتف بعد الاتصال بلحج وعدن ، ثم استلقى على ظهره ، ولم يرغب في الحديث مع أحد . . ، وبدت الدهشه على ملامحه بوضوح ، وكأن على المرء أن يقف حيال بعض الأشياء من وقت إلى آخر وقفة دهشة ! ! >>



 


الرد باقتباس
قديم 01-12-2013, 03:22 AM   #24


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طشقند



( 15 )
كانت مجموعة لحج لاتزال تبحث عن المزيد من المعلومات ، من خلال مواصلة التحقيق مع كل من كان له علاقة بالجاني صالح علي . . وبعد المواجهة بينهم . اتسعت قاعدة المعلومات التي حصلوا عليها . . . حيث أفاد أحد الموقوفين بأنه قد أدلى بشهادته كذبا في فرع الأحوال المدنية بمحافظة لحج مما سهل للجاني الحصول على بطاقة مزيفة . . ، وأفاد آخر بأن الجاني كان خلال بقائه في محافظة لحج يتصل هاتفيا من أحد الأكشاك التي يوجد بها هاتف دولي ، وأنه قد اتصل من ذلك الكشك أكثر من مرة . . ، وتحرك اثنان من أفراد المجموعة إلى الكشك المحدد . . ، وعند وصولهم اتضح لهم أنه لم تشمله عملية البحث السابقة التي شملت مراكز وأكشاك الاتصالات الدولية . . ، وبمجرد وصولهما إلى هناك سأله أحدهم عما إذا كان يوجد لديه خط هاتف دولي ؟ . . فرد بالإيجاب . . ، ثم سأله الآخر إن كان يعرف صالح علي أم لا ؟ . . فرد بالإيجاب أيضآ ، فطلب منه مباشرة أن يحدثه عنه ، ويعطيه الأرقام الهاتفية التي كان صالح علي يتصل بها إلى الخارج . . ، ووجدها صاحب الكشك فرصة مناسبة للإشارة إلى أن هناك مبالغ لاتزال لدى صالح علي ، وهي مقابل اتصالات هاتفية أجراها إلى خارج اليمن .
طلب عضو المجموعة الأرقام الهاتفية والدول التي تقع فيها ، مبديا استعداده لدفع ماتبقى عليه من حساب ، ومدعيا بأنه صديقه وسيكون سعيدا بالتسديد بدل عنه .
كانت ثلاثة أرقام هاتفية __ الأول في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة . . __ والثاني في دمشق بسوريا . . __ والثالث في مدينة بخارى بجمهورية أوز بكستان .
وفي الوقت الذي كان فيه علي بن سالم يرتب الأرقام الهاتفية ، ويسجلها في مذكرته . . ، وصل إليه أحد افراد المجموعة ، وفي يده صورة بطاقة المغادرة التي أرسلت بالفاكس من مجموعة صنعاء . . ، ولولا أنه كان يؤمن أن في قلب كل شتاء ربيع نابض ، ووراء كل ليل فجر باسم . لكان اليأس قد تسرب إلى نفسه ، وحطم ماتبقى من معنوياته . . بعد أن أدرك وهو ينظر إلى البطاقة أن الجاني قد غادر البلاد . . ، ثم قرر أن يفعل شيئا يزيل حالة اليأس التي بدت عليه ، ويبدد تلك الهالة من الصمت التي سادت المكان . . عندما قال موجها كلامه لأفراد المجموعة :
_ يجب أن نبلغ أصحابنا في المهرة برفع المطرح ، وعودة الناس جميعا إلى مأرب . . حيث لم يعد هناك أي مبرر لبقائهم بعد أن تأكدنا من مغادرة الجاني للبلاد .
استحسن الجميع هذا الرأي من خلال صمتهم ، وعدم اعتراضهم ، وتم الاتصال بالمهرة ، ونقلت آخر المعلومات إلى هناك . . ، وقرروا رفع المطرح والعودة إلى مأرب . على أن تظل المجموعات التي في لحج وصنعاء فقط لمتابعة القضية .
لقد كان سر نجاحهم حتى الآن . يتمثل في إيمانهم بأن ماينبغي أن يفعلوه . . ، وما يفعلونه حقا . . هما شئ واحد .
غير أن ماكان يحير بالفعل ، والذي لم يجد له أفراد المجموعة أي تفسير هو حصول الجاني صالح علي على بطاقة الهوية المزيفة باسم صالح احمد علي محسن قبل حوالي ثمانية أشهر من ارتكابه لحادثة القتل .
فهل كان يخطط لهذه الجريمة منذ ثماني أشهر ؟!
أم أنه كان ينوي بأي عمل إجرامي دون تحديد الهدف أو الضحية ؟!
قرر أفراد المجموعة __ بعد التواصل مع أصحابهم في عدن وصنعاء ومأرب _ أن يتم العمل على نقل القضية مع المتهمين الموقوفين من لحج إلى صنعاء . . ، باعتبار أن القضية لاتخص محافظة لحج إلا في جزء من مسلسلها الإجرامي فقط . . ، وبدأ أفراد المجموعة بالمطالبة بترحيل المتهمين وملف القضية إلى صنعاء ولقي الطلب معارضة شديدة من قبل رئيس النيابة الذي كانت حجته هي أن الاختصاص بالنظر في القضية لمحافظة لحج . . ، واستمر الأخذ والرد بين أفراد المجموعة والجهات المختصة حول نقل القضية أو عدم نقلها . . حتى استقر في نهاية الأمر على موافقة هذه الجهات على نقل القضية إلى صنعاء ، وبالذات بعد لقاء أفراد المجموعة باللجنة الأمنية بالمحافظة التي قدرت ضرورة التحفظ على المشتبه بهم لاحتمال أن يبلغ أحدهم الجاني عن عملية البحث عنه . >>



 


الرد باقتباس
قديم 01-13-2013, 07:01 AM   #25


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طشقند



_____________( 16 )_____________
عقد لقاء في صنعاء ، ضم مجموعة صنعاء ، والمجموعة التي تتبعت خط سير الجاني من المهرة ، إلى سيئون ، إلى المكلا ، ثم إلى لحج . . . . والتي كان من أفرادها ضابط البحث الجنائي بالمهرة احمد علي ، والشاب خالد سائق السيارة التي استأجرها الجاني في رحلة الهروب الأخيرة قبل مغادرته البلاد .
غلب الصمت على الجميع خلال اللقاء ، وكأنهم كانوا يفكرون بعقولهم الباطنة فيما يجب عليهم عمله من الآن وصاعدآ .
المعطيات . كثيرة ، ومتعددة ، ومتشعبة ، وكل سؤال ينتهي بعدد كبير من الأسئلة التي ليس لها نهاية .
والبراهين . لاتزال حتى الآن شبه مجهولة ، ومعظمها مبني على التكهن والتخمين .
والنتيجة . لا يعلم إلا الله كيف ستكون في نهاية المطاف ؟ .
الجاني غادر البلاد بالتأكيد . . ، واحتمالات وجوده تتعدى الدولة التي غادر إليها .
هل هو في سوريا . . الإمارات . . روسيا ؟!
هل هو في دولة لا يمكن توقع وجوده فيها ؟!
هل عاد إلى البلاد باسم آخر ؟ وبجواز جديد ، وطريقة مغايرة ؟!
إذا كان قد أفلت من أيديهم في الداخل . . فهل سينجحون في إلقاء القبض عليه وهو خارج البلاد ؟!
في هذه اللحظة كان محمد عبدالعزيز يفكر بطريقة أخرى . . ، حين سأل نفسه :
أين نحن الآن ياترى من نهاية هذه العملية ؟!
هل مامضى إلى الآن من جهود ونفقات . . سوف يؤدي إلى نتيجة إيجابية إذا استمرت عملية البحث ؟! . . . ، ثم توقف قليلا يعمل فكره ، ويسأل نفسه من جديد ، دون أن يسمعه أحد :
وحتى خارج اليمن ؟!!
كان أفراد المجموعتين يدركون جيدا أن السبيل إلى معرفة حدود الممكن هو أن يخاطروا بعض الشيء فيتجاوزوه إلى حدود المستحيل .
قال لنفسه ، وبصوت وصل إلى مسامعهم :
_ نعم . وحتى خارج اليمن ! ! ، ثم قال لهم بعد أن لاحظ اندهاشهم من حديثه فجأة :
_ مارأيكم . هل نستمر في البحث عن الجاني ، ونسافر إلى الخارج للبحث عنه ؟!
رد عليه علي بن سالم مباشرة ، وكأنه قد قرأ أفكاره :
_ ما رأيك أنت ؟!
_ يجب أن نبدأ بالضروري ، ثم ننتقل إلى الممكن ، وسوف نجد أنفسنا فجأة نفعل المستحيل . . يجب أن تستمر عملية البحث ، وأن تسافر مجموعة صغيرة إلى الخارج لمواصلة عملية البحث . . ، ويجب أن لا نيأس ، وأن نثق دائما أن الله معنا لأننا أصحاب حق .
اعتبر الجميع ذلك قرار نهائيآ ، وبدا كل واحد منهم يؤمل في أن يقع عليه الاختيار ضمن المجموعة التي ستسافر إلى الخارج لإكمال المهمة .
قال علي بن سالم موجها حديثه لمحمد عبدالعزيز ، وقاطعا على الآخرين فرصة التنافس :
_ قلت لنا أنه يجب البدء بما هو ضروري . فما هو الذي تراه ضروريآ ؟
كان محمد عبدالعزيز يقلب أوراق الملف ، وكأنه يعيد ترتيبها . . ثم بدأ يطرح عليهم ضرورة إعداد ملف متكامل للقضية ، والتنسيق مع الجهات التي لابد من التنسيق معها قبل السفر ، والتزود منها بالأوراق والوثائق اللازمة .
تشكلت في صنعاء لجنة للتحقيق مع المشتبه بهم . ، وكان علي بن سالم أحد أعضائها ، بالإضافة إلى انضمام ضابط البحث الجنائي بالمهرة إلى عضوية هذه اللجنة . . ، ومن خلال استمرار التحقيق . . كانت في كل مرة ترد معلومات جديدة عن عنوان جديد ، أو اسم شخص لم يسبق الإشارة إليه من قبل . . ، ومع كل معلومات جديدة . كان يتم مراقبة المنازل والأشخاص ، وعلاقة الجاني بكل منزل أو شخص جديد .
لقد كان الأشراف ، حتى هذه اللحظة ، __ ورغم علمهم القطعي أن الجاني قد غادر البلاد__ يعيشون حالة من التساؤل الدائم حول الأسباب والدوافع التي أودت بحياة اثنين من أصحابهم لم يكن لهم ذنب سوى أنهم قالوا فصدقوا ، وقيل لهم فصدقوا ، ومن هنا فقد كان اهتمامهم يتركز دائما حول البحث عما إذا كان هناك آمر دفع الجاني لارتكاب جريمته ، أو شريك ساعده على ارتكابها .
تم توزيع المهام بين أفراد المجموعتين __ بعد أن اندمجوا في مجموعة واحدة
_ حيث تكفل بعضهم بجمع الأوراق والوثائق الرسمية . ، فيما تكفل البعض الآخر بمواصلة البحث والتحري حول كل ماتتوصل إليه لجنة التحقيق .
تمكنت المجموعة بعد عدة أيام من استكمال الأوراق والوثائق كاملة ، ومن عدة جهات . . وزارة الداخلية . . وزارة الخارجية . . الشرطة الدولية (( الانتر بول )) . . ، وغيرها . استعدادآ للسفر إلى خارج اليمن للاستمرار في متابعة الجاني ، والقبض عليه ، وتسليمه للعدالة حتى ينال جزاء ما اقترفت يداه . >>



 


الرد باقتباس
قديم 01-17-2013, 03:36 AM   #26


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طشقند



( 17 )
غادرت المجموعة الجديدة من الأشراف __ والمكونة من محمد عبدالعزيز وناصر بن زايد ، ومحمد بن صالح ، وطالب شقمان ، وعلي بن عبود __ مطار صنعاء الدولي متجهة إلى سوريا__ الجهة التي غادر إليها الجاني__ للبحث عنه في مغامرة جديدة في الخارج .
استقر محمد عبدالعزيز على مقعده في الطائرة ، ومحمد بن صالح بجواره يتحسس بيده حقيبة صغيرة فيها ملف القضية .
كانت رحلة الطائرة من صنعاء إلى عدن ، ثم إلى دمشق . . ، وبالتالي فقد استغرقت وقتا أطول مما كان يعتقده أفراد المجموعة . . ، وفي الطائرة شوهد معظم ركابها إما نائمون ، أو يقرئون الصحف . . ، أو يحاولون قطع الملل الممزوج بالخوف __ الذي يعتري كل من يسافر في رحلة جوية غالبا . لكونه معلقا في السماء . . ، ورغم هذا فقد ظل أفراد المجموعة من الأشراف يتهامسون فيما بينهم ، أو يتبادلون الإشارات من مقاعدهم . . ، وأعينهم مفتوحة ، وحالة الاستعداد النفسي لديهم عالية جدا . .
إذ أن الموضوع الذي هم مقدمون عليه أكبر بكثير من أن تصيبهم عقدة الخوف من ركوب الطائرة ، أو أن يشعروا بالملل من طول الرحلة .
هبطت الطائرة في مطار دمشق ، وأحس محمد عبدالعزيز بدقات قلبه . . ، ثم تبادل الابتسامات مع أفراد المجموعة ، وكأنه يهنئهم بسلامة الوصول . . ، وبدأ أفراد المجموعة يستعدون لمغادرة الطائرة وهي لم تقف بعد .
كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة ظهرا ، وكان الطقس باردا . جعلهم يضمون أيديهم إلى جيوبهم لاتقاء البرد الذي لم يتعودوا عليه . . وهم القادمون من الصحراء .
فور خروجهم من المطار . توجهوا مباشرة إلى الفندق للاستراحة والصلاة ، ثم النوم قليلا __ تماشا مع رغبة محمد عبدالعزيز __ والتجمع بعد ذلك في غرفة واحدة من غرف الفندق ، لتدارس الموقف ، و وضع الخطة الخاصة بانطلاق عملية البحث عن الجاني في العاصمة السورية ( دمشق ) .
قرروا أولا الاتصال بالسفارة اليمنية في دمشق . ، وكانت لديهم بعض الأرقام الهاتفية لمسؤولي السفارة كانوا قد تزودوا بها قبل وصولهم . . ، وكان معهم أيضا رسائل ومذكرات من بعض الجهات الرسمية في صنعاء ، موجهة إلى السفارة . . ، وتم الاتصال أولا بالملحق العسكري __ الذي سبق أن وصل إليه خبر قدومهم __ وطلبوا منه قبل كل شئ مساعدتهم في الحصول على سكن قريب من السفارة . . ، وبعدها سوف يلتقون به في السفارة لتوضيح المهمة التي جاءوا من أجلها .
بعد حوالي نصف ساعة ، وصل إلى الفندق شخص من موظفي السفارة
_ كما أخبرهم الملحق العسكري بالفعل __ وأوصلهم إلى منطقة سكنية قريبة من السفارة . . ، وتم استئجار شقة لهم ، ثم أخبرهم أن عليهم الوصول إلى السفارة في اليوم التالي لمقابلة الملحق العسكري .
كانت الليلة الأولى في دمشق بالنسبة لهم مفعمة بأحسيس مختلفة . . ، وكانت طويلة جدآ . ، مما جعل أحدهم يدعي مازحا أن الزمن يمر خارج اليمن أبطأ بكثير مما يمر داخلها .
استيقظوا جميعا مبكرين ، وتبادلوا بعض النكات وهم يتناولون طعام الإفطار . . ، ثم توجهوا إلى السفارة ومعهم ملف القضية . . ، وفي مكتب الملحق عرف محمد عبدالعزيز بنفسه أولا ، ثم بأفراد المجموعة ، وتحدث عن القضية بإيجاز ، موضحا أن لدى الملحق فكرة كاملة عنها من خلال الاتصالات والمراسلات التي تمت معه قبل وصولهم ، ثم أضاف أنهم قد تأكدوا بأن الجاني غادر إلى سوريا ، وهناك احتمال كبير أنه لا يزال فيها ، وبالتالي فهم بحاجة ملحة إلى تعاون السفارة معهم ، لأنهم لا يعرفون أحد في سوريا . . ناهيك عن صعوبة الاتصال بالجهات الرسمية السورية من قبلهم مباشرة . . .
قطع الملحق الحديث عند هذه النقطة . . وقال :
_ هذا بالفعل ماكنت أود طرحه عليكم ، والتأكيد عليه قبل عمل أي شئ . . لأن أي عمل تقومون به بمفردكم ، وبمعزل عن السفارة ، أو بدون علمها . . سيكون فيه خطورة عليكم ، وسيفشل مهمتكم . . ، وأوضح لهم أنه قد تم إرسال رسالة قبل وصولهم__ بناء على ما وصل من وزارة الخارجية اليمنية ، والانتربول اليمني __ إلى وزارة الخارجية السورية بخصوص قضيتهم .
قطع محمد عبدالعزيز حديث الملحق . . شاكرا له على ماتم فعله حتى الآن ، ومؤكدا له أن ماقدمه لهم أو سيقدمه من مساعدة سوف يكون محل تقديرهم وعرفانهم ، ثم أشار إلى أنهم قد سمعوا __ عن الملحق ، وعن تعاونه المستمر ، ومبادراته الدائمة في أي قضية يكون للسفارة علاقة بها __ من خلال عدد من المسؤولين في صنعاء ، ثم طرح محمد عبدالعزيز سؤالا على الملحق __ وكأنه يريد الدخول في الموضوع مباشرة ، وإنهاء عبارات الثناء والمجاملة__ حين قال :
_ ما الذي ترى أن علينا عملة أولا ؟
قال الملحق ، وهو يقلب بعض الأوراق التي أمامه :
_ سف نعقب على وزارة الخارجية السورية بمذكرة أخرى ، وننتظر الرد ، وعليكم الانتظار وعدم التصرف حتى أخبركم بمضمون ردهم .
نظر أفراد المجموعة جميعا إلى محمد عبدالعزيز ، وكأنهم يستطلعون رأيه ، وأدرك هو ذلك فنهض من كرسيه ، ومد يده لمصافحة الملحق شاكرا له ، وموافقا إياه الرأي . . ، وقبل مغادرتهم الملحق زودهم بعنوان السفارة ، وأرقام الهاتف . . مؤكد لهم أن توجيهات السفير تقضي بأن جميع أعضاء البعثة تحت خدمتهم في أي وقت يريدون . . ، ثم استدعى أحد موظفي السفارة__ وعرفه أفراد المجموعة لأنه الشخص الذي جاء إليهم في الفندق واستأجر له الشقة بمعرفته __ وكلفه بملازمتهم والتحرك معهم . والتواصل معهم بصورة مستمرة . غادر أفراد المجموعة مكتب الملحق بالسفارة عائدين إلى الشقة للتشاور فيما بينهم ، وما إن فتحوا باب الشقة حتى رن جرس الهاتف . . ، وكان المتحدث من اليمن هو صاحبهم محمد بن علي الذي كان يسأل عن أحوالهم وأخبارهم . . ، وما إذا كان هناك نتيجة جديدة حول مهمتهم؟! . . . ،
وغير ذلك من الأسئلة التي ضاق منها طالب شقمان ذرعا ، ولم يجد لنفسه مخرجا إلا أن يسلم سماعة الهاتف لمحمد عبدالعزيز الذي عرف من خلال المكالمة أن عددآ كبيرآ من أصحابهم الأشراف متحلقون حول محمد بن علي وهو يتحدث . . وأن لديهم رغبة ملحة في معرفة ماتوصلوا إليه حتى الآن . . ، وتمكن محمد عبدالعزيز بعد حديث مطول أن يقنعهم بأن الأمور تسير إلى الآن على ما يرام ، وأن عليهم أن لا يقلقوا كثيرا . . ، ثم أضاف أنه سيوافيهم بالجديد أولأ بأول .
جلس أفراد المجموعة يتحاورون فيما بينهم حول نتائج اللقاء بالملحق . . واستقر رأيهم في النهاية على ضرورة التقيد بماطرحة عليهم ، واستمرار متابعةالسفارة حتى يأتي رد وزارة الخارجية السورية . . ، ولم يكن في حسبانهم أن انتظار الرد سوف يستغرق منهم عشرة أيام بكاملها . . ، كانوا خلالها يترددون بشكل يومي على السفارة . . ، وفي كل يومين أو ثلاثة أيام يتم التعقيب برسالة جديدة من السفارة؛ لكن دون جدوى . !
شعر الملحق والقنصل بالحرج من ترددهم على السفارة . . ، وشعروا هم أيضا بالحرج من أنفسهم ، وكانت الأيام العشرة __ التي عاشوها في انتظار الرد _ ثقيلة جدا على نفسياتهم وتصرفاتهم ، باعتبار أن ساعات الانتظار غالبا ماتكن مملة . . فكيف بانتظار عشرة أيام كاملة ؟!
كانوا في كل مساء يرجعون إلى الشقة ، والملل واليأس يكاد يقضي عليهم . ، وكان يزيد من حالتهم سوءآ ، ويضايقهم إلى حد كبير .
كثرة اتصالات أصحابهم من صنعاء ومأرب للسؤال عن الجديد . . ، وقرروا أن يتولى الرد على الهاتف محمد عبدالعزيز دون غيره تمكن ناصر بن زايد بعد ذلك من تخفيف حالة الملل واليأس التي تملكتهم . . عندما خرج ذات ليلة ، وعاد ومعه لعبة الورق التي كانوا يلعبونها كل مساء حتى وقت متأخر من الليل . . ، وأصبحت لعبة الورق هي العمل الوحيد الذي يقومون به خلال انتظار الرد ، وموافقة السفارة على البدء في البحث والتحري عن الجاني ، وخلال لعبة الورق أيضا ، كان علي بن عبود يلجأ في الغالب إلى المغالطة ، وإخفاء بعض الأوراق . . وبالذات عندما يلعب مع محمد بن صالح الذي يتقن اللعبة جيدآ ، وكانوا إذا تدخل محمد عبدالعزيز لفض نزاع أو خلاف حول اللعبة . فهذا يعني التوقف عن اللعب والذهاب إلى النوم .>>



 


الرد باقتباس
قديم 01-17-2013, 03:49 AM   #27


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طشقند



( 18 )
في مساء أحد الأيام ، وبينما كان محمد بن صالح وعلي بن عبود يلعبان الورق . . ، كان محمد عبدالعزيز و طالب شقمان يتبادلان الحديث حول مايجب عليهم عمله للخروج من حالة الملل التي تمر بهم ، وبعد هذه الفترة التي انقضت دون أن يعملوا شيئا . . ، وجاء في حديث طالب ما جعل محمد عبدالعزيز يضرب بيده على الطاولة ، ويقول :
_ وجدتها ! ! .
حاول طالب أن يستوضح منه ماهو الذي وجده ؟ . فلم يمهله محمد عبدالعزيز ، حيث قام مباشرة ، وأخذ الهاتف إلى ركن هادئ في الشقة ، وأشار لطالب أن يجلس بجواره . . ، واتصل باليمن .
استغرق الاتصال عدة دقائق ، كان محمد عبدالعزيز خلالها يسجل في ورقة أمامه كل مايسمعه في الهاتف . . ، ولم يفهم طالب شيئآ ، ولاحظ فقط أن الورقة التي يكتبها محمد تحتوي على بعض الأرقام . . ،
أغلق محمد عبدالعزيز سماعة الهاتف ، ولاحظ اندهاش صاحبه طالب ، ورغبته في معرفة التفاصيل . . ، فعرض عليه الأرقام التي سجلها وكانت جميعا أرقام هاتفية . . وقال :
_ هذه مجموعة من الأرقام الهاتفية التي كان الجاني يستخدمها في اتصالاته إلى خارج اليمن ، والتي وجدت أثناء تفتيش بعض المنازل في لحج .
أدرك طالب أن المتحدث من اليمن كان علي بن سالم ، وأراد أن يستوضح أكثر عن كيف يمكن الاستفادة من هذه الأرقام ؟! .
قال محمد عبدالعزيز ، وهو يدقق النظر في الأرقام :
_ علينا تحديد الأرقام التي كان يتصل بها إلى هنا .
_ وكيف يمكن ذلك ؟!
_ أين أرقام هواتف السفارة ؟
أخذها من طالب ، ثم أخذ يطابق أرقام هواتف السفارة مع الأرقام التي سجلها ، وأخذ يفرزها ويعدها واحد . . اثنان . . . ، ثم تنفس الصعداء حين وجد أن رقمين من مجموع الأرقام التي في يده اتصل بها الجاني إلى دمشق . . ، وكأن أحد هذه الأرقام باسم أبو بسام . . ، انضم إليهما ناصر بن زايد بعد أن أحس أنهما يتحدثان حول القضية . . وأراد محمد عبدالعزيز أن يشركه في الموضوع . . فطلب منه أن يتصل بالأرقام التي في دمشق ، مشددا عليه أن يغلق السماعة فورا إذا رد عليه أحد ، وموضحا له أن الغرض من ذلك هو التأكد ما إذا كانت هذه الأرقام تعمل أم لا ؟! وهل هي موجودة في دمشق أم لا ؟! .
كان ناصر بن زايد يتصل ، ومحمد عبدالعزيز يملي عليه الرقم . . ، ثم يغلق السماعة مشيرا بإبهامه وهو يبتسم . بما يعني أن هناك من يرد عليه .
عادوا جميعا للعب الورق ، وكأنهم قد أمسكو ا بأحد الخيوط الهامة في قضيتهم . . ، وفي الصباح الباكر استيقظوا من النوم قبل أن يطرق الباب عليهم موظف السفارة الذي كلفه الملحق والقنصل بالبقاء معهم ، وتلبية احتياجاتهم .
أغلق محمد بن صالح الباب بعد أن دلف موظف السفارة إلى الداخل ، وتحلقوا جميعا حوله صامتين . . ، وبدأ محمد عبدالعزيز الحديث .
متطرقا إلى الإشكالية التي يواجهونها من عدم رد وزارة الخارجية السورية على السفارة حتى الآن ، ومرور أكثر من اثني عشر يوما دون أن يعملون شيئا .
توقف محمد عبدالعزيز عن الحديث برهة ، وكأنه سيطرح موضوعا أهم . . ، وقال للموظف :
_ بمقدورك أنت أن تتعاون معنا . ، وحتى بدون علم السفارة.
وحين كان موظف السفارة يحاول معرفة المزيد من التفاصيل ، وقد بدت على ملامحه الدهشة . . واصل محمد عبدالعزيز
حديثه قائلا :
_ هل يمكن تحديد عنوان منزل هنا في دمشق من خلال رقم الهاتف ؟
قال موظف السفارة :
_ أعتقد ذلك !
عرض عليه محمد عبدالعزيز الأرقام الهاتفية التي كان الجاني يتصل بها إلى دمشق ، وطلب منه التعاون معهم في سرعة البحث عن هذه الأرقام ، وموافاتهم بعناوين المنازل التي توجد فيها ، على أن يتم ذلك في سرية تامة .
وافق موظف السفارة على طلبهم بسرعة أدهشتهم . . ، ثم أخذ الورقة و وضعها في جيبه ، وغادر الشقة بعد أن وعدهم بالعودة إليهم بالنتيجة المطلوبة في أسرع وقت ممكن .
بعد ظهر اليوم التالي ، وفي زمن قياسي لم يكونوا يتوقعوه . . طرق موظف السفارة الباب ودخل مسرعا ، وعلامات النجاح في مهمته بادية على وجهه . . ، ولم يلبث طويلا حتى أخرج ورقة من جيبه __ أدرك محمد عبدالعزيز أنها نفس الورقة التي أعطاها إياه بالأمس ، وفيها الأرقام الهاتفية__ وقرأ عليهم منها ما أضافه هو أمام كل رقم من الأرقام : عنوان المنزل . . الشارع
. . رقم العمارة . . رقم الشقة . . ،
ثم أوضح لهم
_ عندما سألوه عن أسماء مالكي هذه المنازل __ أنه كان حذرآ جدآ ، ولم يجرؤ على سؤال أحد عن ذلك ، وقد اكتفى بتحديد العناوين .
قال محمد عبدالعزيز :
_ هل يمكن أن تدلنا عليها الآن ؟
_ نعم . يمكن ذلك !
_ حسنآ . سوف نصلي العصر ، ثم نخرج معآ .
قال محمد بن صالح :
_ وماذا بعد تحديد المنازل ؟!
قال محمد عبدالعزيز وهو يبتسم :
_ نحدد المنازل أولا ، وبعدها لكل حادث حديث .
قبل خروجهم من الشقة . سألهم علي بن عبود :
_ كيف يمكن أن نعرف ما إذا كان هناك من يراقبنا ؟!
قرر أفراد المجموعة الخروج على دفعتين . . الدفعة الأولى تغادر الشقة أولا . . ، وتلحق بها الدفعة الثانية . . ، وتجعل بينها وبين الدفعة الأولى فاصل يمكنها من كشف ما إذا كان هناك من يراقب الدفعة الأولى .
سارت الأمور على ما يرام ، ولم يكن هناك ما يلفت الانتباه . . ،
و وصلت المجموعة إلى المكان المحدد حيث توجد المنازل المطلوب التحري حولها .
حتى هذه اللحظة لم يكن محمد عبدالعزيز متفائلا إلى حد كبير بأنهم يسيرون في الاتجاه الصحيح . . ، وبالتالي فقد كان ينبه أفراد المجموعة باستمرار إلى ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر عند تنفيذ أي مهمة . . ، وامام المنازل التي دلهم عليها موظف السفارة كانت هناك بقالة صغيرة توجه إليها محمد عبدالعزيز ومحمد بن صالح ، فيما بقى الآخرون في الجهة المقابلة لها من الشارع .
سأل محمد عبدالعزيز صاحب البقالة عدة أسئلة تجعل هذا الأخير يعرف أنهم غرباء . . فسألهم عن بلدهم . . فرد عليه محمد عبدالعزيز مباشرة :
_من اليمن .
رحب بهم صاحب البقالة . . ، بينما بدا محمد بن صالح ممتعضا من الحديث مع صاحب البقالة بشكل مباشر ، والتعرف بأنفسهم بهذه السرعة وبدون أي تحفظ . . ، ولكنه عرف ماكان يقصده محمد عبدالعزيز من ذلك عندما سمع السؤال التالي لصاحب البقالة حين سأله محمد :
_ هل تعرف شخص يمني يسكن هنا ؟
رد عليه صاحب البقالة بأنه بالفعل قد شاهد شخصآ يمنيآ كان يسكن في منزل أبوشوقي ، أو المنزل المجاور له ولكنه لم يعد يلاحظه منذ مدة .
كان محمد بن صالح في تلك اللحظة يود أن يسجل اسم صاحب المنزل الذي ورد على لسان صاحب البقالة ، ولكنه ضبط أعصابه حتى لا يلفت الانتباه ، وبمجرد مغادرتهم للبقالة قام بتسجيل الاسم . . بينما محمد عبدالعزيز ينظر إليه ، ويعتبر ذلك غير مجد حتى الآن ، لأن الجميع في سوريا يتخاطبون بالكنية ، ونادرا مايتحدث شخص عن الاسم كاملا .
عادوا إلى الشقة في المساء ، والوجوم يسودهم ، وقد اختفت من أعينهم تلك الهالة من التفاؤل التي بدت عليهم عندما عرفوا عناوين المنازل التي كان الجاني يتردد عليها في دمشق . . ، ولم يفكر أحدهم __ كما هي العادة __
في لعب الورق . . ، وأدرك محمد عبدالعزيز حالة اليأس والانطواء التي تملكتهم فأمرهم أن يلعبوا ،
بينما انزوى هو وطالب شقمان جانبا ، والهاتف بجوارهم . . وقال له :
_ علينا أن نتردد كل يوم على السفارة حتى لا يتبادر إلى أذهانهم بأننا نعمل بمعزل عنهم .
ابتسم طالب مشيرا إلى أنه لا يوجد حتى الآن مايمكن أن يكونوا قد قاموا به بمعزل عن أحد ، ثم هز رأسه موافقا على ما طرحه محمد عبدالعزيز . الذي واصل حديثه :
_ يجب أن نستعين بشخص سوري يعرف المدينة والناس ، ويوافينا بكل مانريده ، دون أن يكون لنا أي دور مباشر في البحث والتحري عن الجاني .
قال طالب :
_ يمكن الاستعانة بأحد موظفي السفارة .
_ لا . لا نريد شخصآ من السفارة . . ، ولهذا قلت لك أننا يجب أن نتردد على السفارة يوميآ لمتابعة رد وزارة الخارجية السورية . . ، بالإضافة إلى أننا لن نطلب من السفارة ما يحرجهم أو يؤثر على العلاقات بين البلدين ، ولأن موقف السفارة وموظفيها حساس ، وسوف يكتشف أي تحرك من جانبهم بسهولة .
حتى هذه اللحظة كان طالب شقمان قد تجاوز بخياله وتفكيره ماكان محمد عبدالعزيز يتحدث حوله . . ، وأخذ يفكر في الشخص السوري الذي يمكنهم الاستعانة به . . ، وبينما كان محمد عبدالعزيز مواصلا حديثه . صاح طالب بصوت مرتفع جعله يقطع حديث صاحبه ، عندما قال :
_ مسعود . . . مسعود السوري ! !
انضم إليهما ناصر بن زايد حين سمع صوت طالب . . ، وبعد لحظات انضم إليهم كل من محمدبن صالح وعلي بن عبود تاركين اللعب بالورق ، وبدأوا جميعا يتدارسون الموقف .>>



 


الرد باقتباس
قديم 01-18-2013, 04:21 AM   #28


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طشقند



( 19 )
مسعود السوري . . هكذا يعرفه معظم سكأن مأرب ، حيث مكث بينهم مايقرب من خمس سنوات . . ، ولم يكن تواجده في مكان واحد فقط . بل تجول في جميع القرى . . ، وعرف معظم السكان . . ، وكان ذلك بحكم عمله كمهندس حفار ، وكان مأرب في بداية الثمانينات قد شهدت توجها عاما من الدولة لمساعدة أبناء وادي عبيدة والأشراف على حفر آبار المياه ، وقدمت لهذا الغرض منح مجانية لعدد كبير من المزارعين من أبناء الوادي الذي يوجد أعلاه سد مأرب التاريخي الشهير . ، وفي بقعة تعد من أكثر الأراضي الزراعية في اليمن خصوبة . . .
كان مسعود السوري ، وهو يتنقل في الوادي للعمل على الحفار يحظى باحترام وتقدير كل من يعمل لديهم . . ، وقد ساعده على ذلك تمتعه ببعض الصفات التي تلاقي استحسان وإعجاب أبناء مأرب مثل الشهامة والكرم والصدق ، والوفاء بالوعد .
قال علي بن عبود :
_ ولكن أين سنجد مسعود الآن ؟ ! وكيف يمكن أن نصل إليه ؟!
قال محمد بن صالح :
_ وحتى لو وجدناه . فهل سيوافق على العمل معنا ؟!
كان محمد عبدالعزيز لا يود أن يسمع أسوأ الاحتمالات عن فكرة معينة بمجرد طرحها . . ، وبالذات إذا كانت هي الفكرة الوحيدة المتوفرة لديه . ، لقد كان يؤمن بأن المرء إذا أراد أن يفعل شيئا ، وكان قوي الإرادة وصادقا فإنه يحقق ذلك الشيء مهما كانت صعوبته . . ، كما أنه كان يؤمن إيمانآ مطلقآ بأن إرادة الله فوق كل شئ . . ، وأخذ سماعة الهاتف ، ووجه كلامه للجميع :
_ من هو الذي تعتقدون أنه لا يزال يحتفظ بعنوان مسعود السوري من أصحابنا ؟
كان مسعود قد غادر مأرب منذ حوالي عشر سنوات ، ومع أنه من الصعب العثور على عنوانه لدى من عمل معهم في مأرب . . فقد ظل الجميع يفكرون ، ويوردون أسماء الأشخاص الذين عمل معهم مسعود . . ، ومحمد عبدالعزيز يتصل بهم واحدا تلو الآخر . ، وكل من تم الاتصال بهم يعدونهم بأن يبحثوا عن عنوان مسعود ، وأن يوافوهم به . . . ، وبعد عدة اتصالات كان عنوان مسعود بين أيديهم . . ، لكن المشكلة التي ظهرت لهم بعد حصولهم على العنوان هي أن مسعود يسكن في قرية تقع خارج حلب ، وليس هناك لا رقم هاتف ولا عنوان محدد . نظر محمد عبدالعزيز إلى محمدبن صالح وناصر بن زايد فهما أن عليهما التحرك في نفس اليوم إلى القرية المحددة ، والبحث عن مسعود هناك ، وإحضاره إلى دمشق ، وتحرك الاثنان على الفور باتجاه قرية مسعود .
كانت الرحلة إلى القرية مضنية لكل من ناصر بن زايد ومحمد بن صالح ، وكان أفراد المجموعة خلال غيابهما يبحثون عن الطريقة الأمثل لطرح القضية على مسعود عند وصوله ، وقطع محمد عبدالعزيز النقاش في هذا الموضوع عندما قرر أن يتم بحث ذلك عند وصول مسعود بالفعل ، واستعداده للتعاون معهم .
قبل ظهر اليوم التالي ، وفي رحلة استغرقت حوالي أربع وعشرون ساعة كان ناصر بن زايد ومحمد بن صالح ، ومعهما مسعود يطرقون باب الشقة وعلامات التعب والإرهاق بادية عليهم بوضوح .
كان مسعود لا يزال يعرفهم جميعا بالاسم . . ، وكان لقاؤه بهم وديا للغاية . . ، وبدر إلى ذهنه سؤال لم يجد له إجابة :
ما الذي جاء بهؤلاء جميعا إلى دمشق ؟!
ولماذا أرسلوا اثنين منهم لإحضاره من قريته النائية إلى هنا ؟!
ولماذا رفض الاثنان إخباره بالغرض من مجيئه معهم للقاء بقية أفراد المجموعة ؟!
وزاد من حيرته واستغرابه تلك الحفاوة التي لقيها منهم فور وصوله إليهم تناول كوبآ من الشاي . . ، ولم تدم حيرته طويلا . . ، حيث جلس محمد عبدالعزيز إلى جواره ، والجميع ينظرون إليه . . ، وبدأ يحدثه حول ما مدى استعداده لتقديم خدمة لهم ؟ ، ودون أن يحدد ماهية تلك الخدمة المطلوبة منه .
أندفع مسعود للحديث بسرعة ملحوظة . . مؤكدا لهم أنه يتشرف بخدمتهم ، وأنه مستعد لعمل أي شئ من أجلهم ، قال ذلك ، ثم صمت وكأنه أحس أنهم في مأزق ما ، ويود أن يسمع منهم التفاصيل .
كانت كلمات مسعود ، ومبادرته كفيلة بأن تجعل محمد عبدالعزيز يغير اتجاه الكرسي الذي يجلس عليه ليواجه مسعود ، ويبدأ في شرح تفاصيل قصة بحثهم عن الجاني صالح علي ، ولحاقهم به إلى سوريا ، وتوصلهم إلى معرفة المنازل التي تردد عليها . ، والتي من المحتمل أنه لايزال في أحدها .
خشي مسعود أن يبدو أمامهم مترددا . . فقال على الفور :
_ أين تقع هذه المنازل ؟!
أخرج محمد عبدالعزيز ورقة من جيبه كان قد سجل فيها العناوين . . ، وناوله إياها .
أخذ مسعود الورقة منه ، وقال لهم وهو ينظر إليها :
_ من حسن الحظ أن ابن عمي يسكن في نفس المنطقة . . ، ثم وضع الورقة في جيبه . . ، وطمأنهم بأن المهمة سهلة . . ، وأنه سوف يساعدهم بالفعل . . مؤكدا لهم أن ابن عمه الذي يدعى أبو مصطفى هو أنسب من يمكن تكليفه بهذه المهمة . . ، وأضاف أن ابن عمه هذا رجل متمكن من تحقيق كل مايريده ، وأن له علاقات واسعة مع عدد كبير من المسؤولين والضباط وأصحاب النفوذ في دمشق .
تبادل أفراد المجموعة النظرات . . ، وقال ناصربن زايد موجها كلامه لمسعود :
_ وهل نطرح عليه تفاصيل القضية كاملة ؟
قال مسعود :
نعم .
قال محمد عبدالعزيز :
_ هل أنت واثق منه ؟!
ابتسم مسعود وقال :
_ إذا كنتم تثقون في مسعود . فيجب أن تثقوا في ابن عمه .
ضحك الجميع ، وطلب مسعود من محمد بن صالح وعلي بن عبود أن يذهبا معه على الفور لإحضار ابن عمه أبومصطفى إليهم .
غادر الثلاثة الشقة ، ولم يلبثوا طويلا . . ، حيث عادوا بعد حوالي نصف ساعة ، ومعهم أبو مصطفى الذي دخل إلى الشقة وكأنه يعرفهم من قبل . . ، ولاحظ أفراد المجموعة الفرق بينه وبين صاحبهم مسعود فالرجل ضخم الجثة ، عريض المنكبين ، وتظهر على ملامحه بوضوح علامات قوة الطباع ، ونفوذ الشخصية . . ، وقد طلب منهم __ بمجرد أن أعطاه ابن عمه مسعود صورة موجزة عن سبب إحضاره __ أن يشرحوا له القضية بكاملها ، وماهو المطلوب منه بالتحديد .
كانوا في البداية مترددين من طرح التفاصيل ، ولكن نظرات مسعود إليهم . . جعلت محمد عبدالعزيز ينهض من مكانه ، ويحضر الملف . . ، ويتحدث عن القضية بالتفصيل ، ويعرض عليه الوثائق والأوراق التي تتعلق بكل جزء من أجزاء حديثه .
أبدى أبو مصطفى استعداده للتعاون معهم مباشرة ، وطمأنهم أن بمقدوره تنفيذ مايريدونه منه وبسهولة . . ، ثم طلب منهم الأرقام الهاتفية التي كان الجاني يتصل بها إلى دمشق، وناوله إياها ناصربن زايد بعد أن كتبها من جديد في ورقة أخرى . . ، وفوجيء أفراد المجموعة عندما طلب منهم أبو مصطفى أن يناولوه جهاز الهاتف ليتصل مباشرة إلى تلك الأرقام ! !
وضع محمد عبدالعزيز يده على الهاتف ليمنع أبومصطفى من استخدامه . . ، وقال له وهو يبتسم :
_ لاتتحدث عن القضية بشكل مباشر . ، استفسر فقط عن صالح علي . . ، أو قل : صالح اليمني ويكفي ! ! وإذا سألوك عن سبب ذلك ؟ . فتحدث عن مبالغ مالية موجودة لديه لابن عمك مسعود حين كان يعمل في اليمن قبل عدة سنوات .
بادله أبومصطفى بابتسامة مماثلة . . وقال :
_ يجب أن تكونوا مطمئنين . . ، وأخذ يدير قرص الهاتف ، وهو ينظر إلى الورقة . . ، وفي نفس اللحظة كان يتحدث مع الطرف المقابل :
__ ألو
__ . . . . . . . . . . . . . .
__ مرحبا
__ . . . . . . . . . . . . . .
__ هل صالح اليمني لديكم ؟
__ . . . . . . . . . . . . . . . .
__ أنا أبومصطفى . أريد اللقاء به لأمر هام .
__ . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__ شكرآ لكم .
أغلق أبومصطفى سماعة الهاتف ، وأفراد المجموعة ينظرون إليه متلهفين لسماع ماقيل له عن الجاني . . ، وأدرك هو ذلك من خلال نظراتهم إليه . .
فقال :
__ لقد كان عندهم بالفعل ، لكن منذ فترة مضت ، وقد غادرهم إلى جهة لا يعرفونها __ كما قالوا __ مضيفين أننا يمكن أن نسأل عنه في منزل أبوشوقي ! .
توقف أبو مصطفى عن الحديث عند هذه النقطة . . ، وأخذ الهاتف من جديد ، واتصل مباشرة بمنزل أبو شوقي . . ، وكان ردهم مشابها للرد الذي حصل عليه من منزل أبو بسام . . ، مما جعله يتحدث معهم بنبرة تهديد ووعيد . . موضحا لهم بأن عليهم أن يبحثوا عن صالح علي ، أو أي أخبار مؤكدة عنه . . ، وأن يأتوا إلى منزله في اليوم التالي ومعهم النتيجة المطلوبة .
لقد كان أبو مصطفى في حديثه واثقا من نفسه إلى حد بعيد . . ، وكأنه أحد مأموري الضبط القضائي . . ، بل أن لغة التهديد والوعيد التي بدت من خلال حديثه جعلت أفراد المجموعة ينظرون إليه نظرة قلق ممزوجة بالدهشة !
أغلق سماعة الهاتف . . ، وابتسم وهو ينظر إليهم . . _ وبينما بدا محمد عبدالعزيز وكأنه يحاول أن يكبح جماح أبو مصطفى بعض الشيء ، وأن يخفف من حالة الإندفاع التي لوحظت عليه . . ، خوفا من أن يؤثر ذلك على سير عملية البحث والتحري _ قال لهم أبومصطفى أنه سوف يرتب لوصول أبو شوقي وأولاده إلى منزله __ وكأنه واثق من حدوث ذلك __ وسوف يرتب مكان اللقاء بحيث يتمكن أفراد المجموعة من الاستماع للحديث الذي سيدور بينه وبينهم ، دون أن يراهم أو يحس بهم أبو شوقي وأولاده . . ، واعجب أفراد المجموعة بالفكرة . . مما دفع علي بن عبود إلى أن يصيح بصوت مرتفع ، ويؤشر بيده قائلا :
_ فكرة ممتازة ! ! .
قال ناصر بن زايد موجها حديثه لأفراد المجموعة :
_ وماذا سنفعل من الآن وحتى يوم غد ؟
قال محمد عبدالعزيز :
_ سوف نذهب إلى السفارة ، ونسألهم ما إذا كان قد وصل إليهم رد وزارة الخارجية السورية ؟ . . ، ثم واصل حديثه بعد أن لاحظ اندهاشهم مما قاله لهم . . وقال :
_ أنتم تعرفون أنه يجب أن نستمر في التردد على السفارة حتى لا يتبادر إلى ذهن أحد أننا نعمل بمعزول عنهم .
وضع أبو مصطفى الترتيبات اللازمة للقاء مع كل من أبو بسام وأبو شوقي . . ، واختفى أفراد المجموعة في غرفة تسمح لهم بالاستماع لما يدور من حديث ، دون أن يحس بهم أحد . . ، وكانت المقابلة في الموعد المحدد بالفعل ، وحضر اللقاء مع أبو مصطفى ابن عمه مسعود فقط الذي كان حضوره ضروريا ، لأنه محور القصة الغطائية التي سيناقشها معهم أبو مصطفى . . ، الذي قال لهم مباشرة فور دخولهم إلى شقته ، وبدون أي عبارات استقبال أو ترحيب :
_ هذا ابن عمي مسعود __ وأشار إليه__ كان يعمل في اليمن مهندس حفار . . ، وقد عمل فترة طويلة مع صالح علي الذي كان يسكن لديكم ، واكتشف ابن عمي في النهاية أنه قد تعرض لعملية نصب وابتزاز من قبل صالح علي ، وبحث عنه في اليمن ولم يجده ، وأنهم عرفوا بعد ذلك عن وصوله إلى سوريا ونزوله لديهم . . ، وأن عليهم البحث عنه وإيصاله إليه . . ، وخلال حديثه معهم تطرق أبومصطفى إلى علاقته هو بعدد من أصحاب النفوذ . . ، وأن باستطاعته أن يسبب لهم المتاعب إذا لم يساعدوه في الوصول إلى صالح علي .
وقع حديث أبومصطفى على مسامعهم وقعا قويا . . ، وبدأ أبو بسام يتحدث عن أن الجاني كان يسكن في منزل امرأة بجوار منزل أبو شوقي . . ، وكانت تسكن معه في نفس المنزل زوجته الروسية . . ، ثم ذهب بعد ذلك إلى اليمن بينما بقيت زوجته تنتظر عودته لدى المرأة صاحبة المنزل . . ، وبمجرد عودته من هناك أخذها معه وسافرا إلى روسيا عبر تركيا .
صمت أبو بسام عند هذه النقطة تاركا الحديث لأبي شوقي . الذي قال :
_ ما قاله أبو بسام صحيح . . ، وقد ذهب محمد إبني __ وأشار إلى إبنه الجالس بجواره __ وقطع لهما تذكرتي سفر إلى تركيا ! ! .
همس أفراد المجموعة من الأشراف في مخبئهم ، حتى كاد همسهم أن يسمع ، لولا إشارة من محمد عبدالعزيز بالتزام الصمت .
واصل أبو شوقي حديثه . قائلا :
_ أنا متأكد من أنهما قد سافرا إلى روسيا ! .
_ وكيف عرفت ذلك ؟!
_ لقد اتصلا بي من هناك بعد سفرهم .
_ ماذا كانا يريدان منك ؟
_ أنا الذي طلبت منهما أن يطمئنانا عن وصولهما بسلام .
_ هل لا يزال لديك رقم الهاتف الذي اتصلا منه ؟
_ نعم .
أخذ أبومصطفى رقم الهاتف ، واحتفظ به في جيبه . . ثم اختتم حديثه لهم بصيغة تجمع بين الترغيب و الترهيب ليضمن التزامهما باستمرار البحث عن صالح علي ، وعدم اطلاع أحد على ما دار بينه وبينهم في هذا اللقاء .
ما إن غادر أبو بسام وأبو شوقي شقة أبو مصطفى وعلامات الخوف لا تزال مرتسمة على وجوههم . . ، وأخذ محمد عبدالعزيز رقم الهاتف من أبي مصطفى ، ثم أخرج مذكرته من جيبه ، وقال لمحمد بن صالح الجالس بجواره وبصوت مرتفع :
_ نفس الرقم ! !
قال طالب شقمان ، وهو ينظر نحو محمد عبدالعزيز :
_ أي رقم؟
_ نفس الرقم الذي وجد في مركز الاتصالت بلحج .
غادر أفراد المجموعة شقة أبو مصطفى ، بعد أن اتفقوا معه على اللقاء في صباح اليوم التالي . . ، وفي المساء ، وبينما كان ناصر بن زايد وعلي بن عبود يلعبان الورق . . قال محمد بن صالح لمحمد عبدالعزيز :
_ مارأيك أن نتأكد من رقم الهاتف الموجود في روسيا ؟ وفي نفس الوقت سنعرف ما إذا كانت زوجته الروسية هناك أم أنها معه في مكان آخر ؟!
قال محمد عبدالعزيز :
_ وكيف يمكن ذلك ؟
_ أنا أعرف أن ابن جميلان قد درس في روسيا ، وبالتالي فهو يتحدث اللغة الروسية بشكل جيد . . ، وأرى أن نتصل به إلى مأرب ، ونعطيه الرقم ليتصل إلى روسيا ويسأل عن صالح علي وزوجته . . ، وبعدها يتصل بنا إلى هنا ويخبرنا عن النتيجة .
قال طالب شقمان :
_ فكرة ممتازة . . ، ولكن يجب أن تنبهوه إلى ضرورة الحديث بحذر ، وأن يضع قصة غطائية مناسبة لسبب سؤاله عنهما .
اقتنع محمد عبدالعزيز بالفكرة ، وأخذ سماعة الهاتف واتصل إلى مأرب ، ومحمد بن صالح يملي عليه رقم هاتف ابن جميلان . . ، وتحدث أولا مع والده ، ثم معه ، وشرح له الفكرة والطريقة التي يجب عليه اتباعها عند الحديث ، وأخيرا الاتصال بهم مباشرة فور انتهائة من الاتصال بروسيا .
أغلق السماعة ، وتحلقوا جميعا حول لعبة الورق . . ، وكانت اللعبة اثنين مقابل اثنين ، ومحمد عبدالعزيز يراقب اللعب ، ويحاول أن يكشف أوراق أحد الفريقين لمصلحة الفريق الآخر .
استغرق الرد من ابن جميلان أكثر من ساعة . . إذ كان عليه أن يغادر منزله إلى مركز الاتصالات في المدينة للاتصال إلى خارج اليمن . . ، وبالتالي فما إن رن جرس الهاتف حتى ترك الجميع اللعب واتجهوا نحو الهاتف . . ، وتحدث محمد عبدالعزيز مع ابن جميلان . . ، ولخص لهم
__ بعد انتهاء المحادثة __ أهم ماقاله له حين قال :
_ قالت زوجته الروسية أنه لا يزال هنا في سوريا . !
كان الخبر بالنسبة لهم جديدا ، ولهذا لم يفكر أحد في العودة للعب الورق التي ماكانوا ليلجأوا إليها إلا إذا لم يكن لديهم مايفعلونه ، أو بالأصح إذا لم يكن لديهم ما يفكرون به . . ، وسيطر عليهم القلق بشكل ملحوظ . . ، وكان خبر وجود الجاني في سوريا بدرجة من الأهمية تستدعي منهم الحديث والتفكير كثيرا هذه الليلة .
قال محمد عبدالعزيز :
_ ما رأيكم فيما لو كان الجاني لا يزال هنا بالفعل . كيف يمكن إلقاء القبض عليه ؟ وبمن نستعين لتنفيذ ذلك ؟!
قال أحدهم أن أفضل حل هو إبلاغ الشرطة السورية . . ، واعترض آخر على الفكرة مذكرا إياهم السفارة قد حذرتهم كثيرا من التصرف بمفردهم ، أو الاتصال بالجهات الرسمية في سوريا بدون علم السفارة . . ، وبعد وقت طويل من الأخذ والرد وتبادل الآراء وافقوا جميعا على أن أفضل طريقة __ فيما لو وجدوا الجاني في سوريا __ هي القيام باختطافه إلى داخل السفارة اليمنية ، والاعتصام بداخلها حتى يتم التفاهم بين الحكومتين للسماح لهم بالعودة إلى اليمن وهو معهم . >>



 


الرد باقتباس
قديم 01-21-2013, 03:12 AM   #29


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طشقند



( 20 )
عقد لقاء في اليوم التالي ضم أفراد المجموعة ، وكل من مسعود وابن عمه أبو مصطفى . . ، وكانت المهمة الجديدة للجميع في هذا اليوم هي التأكد من أن صالح علي قد غادر دمشق بالفعل بواسطة الحافلة هو وزوجته ، وبالتذاكر التي قال محمد بن أبو شوقي أنه قطعها لهما من مكتب النقل .
تحركوا جميعا إلى مكتب النقل . . ، وهناك كان الازدحام شديدا . . مسافرون يصلون ، وآخرون يغادرون ، وحافلة تقف هنا ، وأخرى تتحرك من هناك . . ، وبالتالي فقد كان أبومصطفى أفضل من يمكنه الدخول إلى مكتب النقل ، على أن يبقى الآخرون في انتظاره خارج المكتب .
دخل أبو مصطفى المكتب ، وأخبر أحد العاملين هناك أنه جاء ليتأكد ما إذا كان صديقه قد حصل من المكتب على تذكرتي سفر إلى تركيا له هو وزوجته الروسية . . ،
وهمس في أذن الموظف ، وكأنه يحدثه عن سبب سؤاله عن صديقه هذا . ، ثم أعطاه الاسم في ورقة صغيرة و وقف منتظرا بينما الموظف يقلب القسائم المتبقية في دفتر التذاكر .
خرج إليهم أبومصطفى من مكتب النقل ، ولم يحدثهم إلابعد أن ابتعدوا قليلا عن باب المكتب المزدحم بالناس . . حيث أكد لهم أن التذاكر قد قطعت بالفعل باسم صالح علي وزوجته الروسية ، وأن رحلتهم بحسب التذاكر هي من دمشق إلى اسطنبول .
كان أبو مصطفى يعتقد أن المهمة في مكتب النقل تنتهي عند هذا الحد . . ، بينما كان محمد عبدالعزيز يرى أن عملية البحث في المكتب ناقصة ويجب استكمالها . . ، وأوضح رأيه هذا على شكل سؤال وجهه إلى أبي مصطفى . حيث قال :
_ نحن تأكدنا الآن من أن التذاكر قطعت باسمه وباسم زوجته ، لكن ماهو الذي يؤكد أنهما قد استخدما هذه التذاكر بالفعل ؟ وما هو الذي يثبت أنهما الآن في تركيا ؟!
قال أبو مصطفى :
_ وما هو المطلوب الآن ؟!
قال محمد عبدالعزيز موضحا سؤاله :
_ نود الحصول على صورة من سجل المسافرين .
عاد أبو مصطفى إلى مكتب النقل من جديد ، وفي ذهنه ضرورة الحصول على صورة من السجل . . ، وفي المكتب حاول أن يقنع الموظف المختص بالتفرغ له والبحث عن السجل ، ولكنه كان منفعلا في رده بسبب الازدحام الشديد . . ، واضطر أبو مصطفى إلى الخروج من المكتب خالي اليدين . . ، وقال لهم مطمئنا __ بعد أن لاحظ امتعاضهم من عدم حصوله على سجل المسافرين :
_ يجب علينا أن ننتظر حتى تنتهي فترة عمل الموظف الموجود ويستبدل بموظف آخر . . ، والذي سيتم خلال ساعة ونصف من الآن .
قضى أفراد المجموعة وأبو مصطفى الساعة والنصف في تناول طعام الغداء في أحد المطاعم الشعبية القريبة من مكتب النقل . ، ثم عادوا بعد ذلك إلى المكتب ، ودخل أبو مصطفى . . ، ولم يمكث طويلا في الداخل ، حيث عاد إليهم وهو يبتسم ، وفي يده صورة من سجل المسافرين الذي يؤكد بالفعل أن صالح علي قد غادر دمشق هو وزوجته الروسية بالتذاكر التي قطعها لهما ابن أبي شوقي .
عاد أفراد المجموعة إلى الشقة ، وغادرهم أبو مصطفى بعد أن شكروه بصورة مبالغ فيها على تعاونه معهم . . ، وبالتالي فقد اعتبر هو أن مهمته قد انتهت بعد أن اثبت لهم أن الجاني صالح علي قد غادر دمشق متوجها إلى تركيا ، وكان أبو مصطفى قبل مغادرته للشقة قد سلم لهم ورقة كتب عليها عنوان زوجة صالح علي في مدينة بخارى بجمهورية أوز بكستان ، وفيه رقم الشارع ورقم المنزل ، وقد أخذ محمد عبدالعزيز الورقة وسلمها بدوره لمحمد بن صالح الذي كان عليه أن يسجلها في المذكرة ويحتفظ بها .
كان محمد عبدالعزيز في الغالب هو الذي يثير الأسئلة ، وكان في كل مرة يطرح عليهم سؤالا جديدا يفتح أمامهم آفاق واسعة من المهام التي ما يزال عليهم تنفيذها ، وكان السؤال هذه المرة هو :
_ نحن تأكدنا الآن من أنه قد غادر دمشق ، ولكن لم نتأكد بعد ما إذا قد كان قد غادر الحدود السورية إلى تركيا أم لا . ؟
قال محمد عبدالعزيز ذلك ، وطلب من أفراد المجموعة التوجه للنوم والاستعداد للتحرك باكرا في صباح اليوم التالي إلى الحدود السورية التركية للتأكد من هناك ما إذا كان الجاني صالح علي قد غادر سوريا بالفعل أم لا . ؟
وفي صباح اليوم التالي لم يتم التحرك كما كان مقررا إلى الحدود ، حيث قرر محمد عبدالعزيز التوجه أولا إلى السفارة اليمنية قبل مغادرة دمشق ، واندهش أفراد المجموعة لهذا القرار ، وقال له ناصر بن زايد :
_ هل ستخبرهم أننا متحركون إلى الحدود السورية التركية ؟!
_ لا . لن نخبرهم بذلك ، ولكنكم تعرفون أنه من الضروري أن نتردد على السفارة كل يوم حتى نظل على اتصال بهم ، وحتى لا يشك أحد في تحركاتنا .
كانت رحلتهم بالحافلة في اليوم التالي من دمشق إلى حلب ممتعة . . ، وكان مرورهم بأحد السدود قد أثار ذكرياتهم وشوقهم إلى سد مأرب الذي يشتاقون إليه كثيرا . . ، وصلوا إلى حلب ، ومنها مباشرة إلى الحدود . . ، وهناك سألوا عن المنفذ الحدودي المؤدي إلى تركيا . فقيل لهم إنه منفذ ( باب الهوى )، وضحكوا جميعا عندما أشار ناصر بن زايد بيده إلى أن اسم المنفذ يعني صعوبة الإمساك بالهوى ، وبالتالي صعوبة الإمساك بالجاني صالح علي الذي غادر من باب الهوى .
في المنفذ الحدودي كان القلق يسيطر عليهم بشكل واضح ، وقرروا أولا الجلوس في مكان مقابل لمكتب الحدود ومراقبة ودراسة الموقف من بعيد ، وعدم اتخاذ قرار سريع وعاجل في مثل هذا المكان الذي لاشك أنه يعج بعدد كبير من رجال الشرطة والجمارك ، وأن كل ما فيه يقع تحت الرقابة والملاحظة المستمرة . . ، ومع هذا فبعد مرور بعض الوقت وشعورهم بالملل أدركوا أنه لابد من المغامرة بعض الشيء . إذ أنهم هنا بدون مسعود وأبي مصطفى ، وبالتالي فعليهم التصرف لوحدهم .
استعد محمد بن صالح وناصر بن زايد لتنفيذ المهمة ، وقبل ذلك تم الاتفاق على أن يتم تزويد موظف الحدود __ بعدالتنسيق معه __ برقم الجواز فقط ، أو بالاسم فقط ، ويتم طلب رقم الجواز ، وحتى لا يظل في أذهانهم أدني شك في المعلومات التي سيحصلون عليها من مكتب الحدود ، وفي المكتب كان الموظف المناوب متجاوبا معهم ، وأبدى استعداده بأن يوافيهم باسم صاحب الجواز ، ولكن في نهاية ذلك اليوم حين يخف الزحام ، ويأتي موعد مغادرته للمكتب . . ، ولم يكن أمامهم أي خيار آخر سوى الانتظار ، ومع أن الوقت كان يمر ببطء إلا أنهم لم يشعروا بالملل . . ربما لأن المكان كان كثير الحركة ، أو لأن النتيجة التي كانوا بانتظارها تعني لهم الشيء الكثير . . ، وفي آخر ذلك اليوم تم اللقاء مع الموظف الذي وعدهم ، وكانت معلوماته مؤكدة وجيدة بالنسبة لهم . . حيث قال :
_ صاحب رقم هذا الجواز هو صالح محسن ولد احمد علي . وجنسيته يمني ، وقد غادر المنفذ إلى تركيا في السادس من ديسمبر .
همس ناصر بن زايد في أذن صاحبه الذي بجواره يستفسره عن ما يقصده الموظف حين أورد اسم الجاني بقوله : فلان ولد فلان ؟! . . ، ورد عليه صاحبه محمدبن صالح قائلا :
_ هكذا يكتبونها في سجلات المسافرين .
عادوا جميعا إلى دمشق بعد أن قطعوا الشك باليقين وأن الجاني قد غادر إلى تركيا عبر منفذ باب الهوى السوري في اليوم السادس من ديسمبر . . . . ولكن :
أين هو الآن ؟!
هل لا يزال في تركيا ؟!
هل زوجته الروسية معه الآن ؟!
من أين تبدأ الخطوة التالية في عملية البحث عنه ؟!
وهل البحث عنه بعد هذا كله سوف يؤدي إلى نتيجة ؟!
تزاحمت الأسئلة ، وتعقدت الأمور في نظر البعض منهم ، وبالذات حين كانت اتصالات أصحابهم الهاتفية ترد إليهم من مأرب للسؤال عن آخر ما توصلوا إليه . . ، وقرروا النوم والتحرك في صباح اليوم التالي إلى السفارة لمقابلة الملحق العسكري وإطلاعه على النتائج التي تم التوصل إليها ، وطلب رأيه في ما يجب عليهم عمله بعد ذلك .
كان الملحق مندهشا للغاية ، ولا يكاد يصدق ما يسمعه منهم حول مغامرتهم التي قاموا بها خلال الأيام الماضية ، وعمليات البحث التي نفذوها بجهد ذاتي، وبالاستعانة ببعض من تعرفوا عليهم في سوريا __ دون أن يوضحوا اسم أحد __ بدون علم السفارة اليمنية أو الجهات الرسمية في سوريا .
كان الملحق العسكري يجيد اللغة الروسية لأنه قد عمل مدة طويلة ، وبنفس الصفة الدبلوماسية في السفارة اليمنية في موسكو . . ، وبالتالي فقد قال لهم بعد أن طلبوا رأيه :
_ هل لديكم رقم هاتف زوجته الروسية في روسيا ؟
قال محمد عبدالعزيز ، وهو يخرج مفكرة الهاتف ويقلب أوراقها :
_ نعم . هذا هو . . ، وناول الملحق وهو يؤشر بإصبعه على الرقم المطلوب في المفكرة .
قال الملحق بعد أن نظر إلى الرقم :
_ هذا الرقم ليس في روسيا . !
_ نحن متأكدون أنه في روسيا ، وقد اتصلنا إليه وتأكدنا أنه هناك .
ابتسم الملحق العسكري ، وأوضح معنى كلامه . حيث قال :
_ هذا الرقم ليس في جمهورية روسيا الاتحادية ، ولكن كما يبدو أنه في إحدى الجمهوريات التي كان الاتحاد السوفيتي يتكون منها .
قطع محمد عبدالعزيز كلام الملحق . . وقال :
_ نعم . نعم . إنه في أوزبكستان .
أخذ الملحق رقم الهاتف واتصل مباشرة ، وتحدث مع الطرف الآخر باللغة الروسية . . ، ثم أشار إليهم بيده موضحا أنه يتحدث مع زوجة صالح علي الروسية . . ، فبدو مندهشين وغلب عليهم الصمت والذهول بينما الملحق يتحدث في الهاتف بلغة لايفهمون منها شيئآ ، ويسجل في ورقة صغيرة أمامه ، ولاحظوا ارتفاع حدة الحديث بين الملحق وزوجة صالح علي ، وهم يتلهفون لمعرفة مضمون مايدور في حديثه مع زوجة صالح علي حين قال :
_ قالت لي أولا أن صالح علي موجود هنا في سوريا ! ، وأنها تركته في حلب منذ شهرين ، وأنه يتصل بها باستمرار من سوريا .
قال الملحق ذلك . ثم ناولهم الورقة التي كان يكتب فيها ، وقد تضمنت اسم الفتاة واسم المدينة التي تسكن فيها في أوزبكستان . . ، ورغم أن عنوان الفتاة كان مجودلديهم من قبل بواسطة أبي مصطفى . . إلا أنهم أظهروا للملحق إهتمامهم به . . ، وعندما سألهم الملحق حول الذي سيعملونه الآن ؟! قال محمد عبدالعزيز :
_ سوف نفكر في الأمر ، ونتواصل هاتفيا مع أصحابنا في مأرب ونستطلع رأيهم . . ، وسوف نبلغك بالقرار الذي سيتم الاتفاق عليه .>>

بقية القصه على هذا الرابط
http://www.hreeb-bihan.com/vb/showth...t=18110&page=4



 

آخر تعديل بواسطة بيحان ، 01-26-2014 الساعة 04:56 AM

الرد باقتباس
قديم 01-22-2013, 07:28 AM   #30


حـروووف الـقـصـيـد غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1382
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 09-08-2013 (10:52 PM)
 المشاركات : 551 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي



من مارب الى طشقند
يا لبى البدوووو


قصة مثيرة رغم مأساتها
الله يرحم المغدور بهم

تسلم يمينك الذهبيه


 


الرد باقتباس
الرد على الموضوع

Bookmarks

الكلمات الدلالية (Tags)
مأرب , من , إلى , طشقند


Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 

قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح



شات تعب قلبي تعب قلبي شات الرياض شات بنات الرياض شات الغلا الغلا شات الود شات خليجي شات الشله الشله شات حفر الباطن حفر الباطن شات الامارات سعودي انحراف شات دردشة دردشة الرياض شات الخليج سعودي انحراف180 مسوق شات صوتي شات عرب توك دردشة عرب توك عرب توك


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 09:33 AM.


.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
.

Search Engine Friendly URLs by vBSEO