منتدى الآصالةوالتاريخ حريب بيحان
ينتهي : 30-04-2025
عدد مرات النقر : 1,293
عدد  مرات الظهور : 30,247,737

عدد مرات النقر : 4,139
عدد  مرات الظهور : 74,268,094
عدد  مرات الظهور : 69,984,063
قناة حريب بيحان " يوتيوب "
عدد مرات النقر : 2,326
عدد  مرات الظهور : 74,268,896مركز تحميل منتديات حريب بيحان
ينتهي : 19-12-2025
عدد مرات النقر : 3,972
عدد  مرات الظهور : 70,484,823
آخر 10 مشاركات
صـبـــاحكم سكــر // مســـاؤكم ورد معطر (الكاتـب : - المشاركات : 2397 - المشاهدات : 171913 - الوقت: 08:40 AM - التاريخ: 05-10-2024)           »          تغيير المعرفات والطلبات الخاصه للأعضاء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 61 - المشاهدات : 17278 - الوقت: 08:38 AM - التاريخ: 05-10-2024)           »          الحياة تحتاج تقبل لتمشي (الكاتـب : - المشاركات : 0 - المشاهدات : 6 - الوقت: 09:38 PM - التاريخ: 05-09-2024)           »          في صلاة الفجر (الكاتـب : - المشاركات : 0 - المشاهدات : 6 - الوقت: 09:36 PM - التاريخ: 05-09-2024)           »          شوربة الشوفان (الكاتـب : - المشاركات : 0 - المشاهدات : 6 - الوقت: 09:31 PM - التاريخ: 05-09-2024)           »          سلطة الفواكه (الكاتـب : - المشاركات : 0 - المشاهدات : 9 - الوقت: 09:28 PM - التاريخ: 05-09-2024)           »          وش تقول للي ببالك (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1479 - المشاهدات : 64000 - الوقت: 09:25 PM - التاريخ: 05-09-2024)           »          اعترافات الاعضاء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 6945 - المشاهدات : 521398 - الوقت: 09:23 PM - التاريخ: 05-09-2024)           »          منهو غائب -- فالتسأل قلوبنا عنه هنا ؟؟ (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 2971 - المشاهدات : 290546 - الوقت: 09:20 PM - التاريخ: 05-09-2024)           »          ايش تهدي العضو الي بعدك ؟ (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1492 - المشاهدات : 71485 - الوقت: 09:18 PM - التاريخ: 05-09-2024)


الإهداءات




من مأرب إلى طشقند


الرد على الموضوع
 
LinkBack خيارات الموضوع
قديم 01-23-2013, 12:09 AM   #31


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طشقند



( 21 )
تحلق أفراد المجموعة من جديد في سكنهم يتدارسون الموقف ، ومحمد بن صالح يسجل في المفكرة جميع النقاط التي تم الاتفاق عليها . . ، وتلك النقاط التي لا يزال يكتنفها بعض الغموض :
زوجة صالح علي الروسية موجودة الآن في أوزبكستان .
والجاني صالح علي ليس هناك حتى الآن مايشير إلى مكان وجوده .
والاتصالات باليمن جعلت الموقف صعبا للغاية . . بعض أصحابهم ينصحهم بالعودة و وقف عملية البحث . . ، والبعض ينصح بالسفر إلى روسيا واستمرار المتابعة . . ، والبعض الآخر يتحفظ عن الإدلاء برأي محدد ، ويكتفي بعرض خدماته وتنبيههم بضرورة اتخاذ الحيطة والحذر بصورة دائمة .
ضرب طالب شقمان بيده على الطاولة ليقطع حالة الحيرة والتردد التي بدت عليهم . . وقال :
_ أنا أرى أن الجهود التي بذلناها ، والنتائج التي تحققت حتى الآن لا يستهان بها ، وعلينا الاستمرار في متابعة صالح علي إلى النهاية حتى نتمكن من إلقاء القبض عليه .
وافق الجميع على المقترح . . ، وقال ناصر بن زايد :
_ إذا كان ولابد من السفر إلى روسيا . فيجب أن يكون معنا شخص مترجم موثوق به .
صاح طالب شقمان من جديد مقاطعا صاحبه ناصر . . وقال :
_ أحمد شقمان ! !
كان أحمد شقمان قد تخرج من الاتحاد السوفيتي ، وهو يتحدث اللغة الروسية بطلاقة بعد أن أمضى خمس سنوات هناك للدراسة . . ، وهو يعمل في حقول النفط بمأرب .
أخذ محمد عبدالعزيز سماعة الهاتف واتصل إلى مأرب ، وتحدث مع احمد شقمان ، وشرح له بالتفصيل المطلوب منه .
لم يكن أحد من الأشراف أو أصحابهم سيمانع أو يتردد في المشاركة أو الإسهام بأي جهد يطلب منه في سبيل متابعة الجاني والقبض عليه . . ، وبالتالي فقد أبدى احمد شقمان استعداده ، موضحا لهم أنه سوف يتحرك صباح اليوم التالي إلى صنعاء لمعاملة تأشيرة الدخول من السفارة الروسية في صنعاء ، وبعد الحصول عليها سيتوجه مباشرة للالتحاق بأفراد المجموعة في دمشق .
خرج أفراد المجموعة من السكن مبكرين للبحث عن السفارة الأوزبكية في دمشق لا ستخراج تأشيرة الدخول إليها . . ، واستغرقوا وقتا طويلا وهم يبحثون عن السفارة . . ، واكتشفوا __ عندما وقف سائق السيارة التي استأجروها ليسأل عند بوابة إحدى سفارات دول أوروبا الشرقية __ أنه لاتوجد سفارة لجمهورية أوزبكستان ، وأن سفارة روسيا الاتحادية هي التي يمكن أن يحصلوا عن طريقها على تأشيرة الدخول إلى روسيا ، ومن هناك يمكنهم أن يسافروا إلى أوزبكستان .
في السفارة الروسية بدمشق تقدم أفراد المجموعة بطلب الحصول على التأشيرات . . ، ووعدوهم بدراسة الطلب وإفادتهم بالنتيجة في اليوم التالي . . ، ومرت ستة أيام وهم يترددون على السفارة الروسية لاستلام التأشيرات . . . ولكن دون جدوى .
كان أصعب مايواجه أفراد المجموعة دائما هو الانتظار الذي يزيد من معدل اليأس لديهم . . ، ولكن دون انقطاع الأمل ، لأن انقطاع الأمل في تحقيق شئ ما بالنسبة لهم كان يعني البحث عن بدائل أخرى . . ، ولا تزال الاتصالات الهاتفية من اليمن ، وازدياد عدد من ينصحونهم بالعودة من العوامل التي كانت تسبب لهم الشعور بالإحباط .
بعد مرور حوالي أسبوع كانوا جميعا منهكي القوى ، وأفكارهم مشتتة ، وسوء الحظ يحيط بهم من كل جانب . . ، فهم حتى الآن لم يتمكنوا من الحصول على تأشيرات الدخول إلى روسيا . . ، وعيد الفطر يقترب . . ، وقد مرت عليهم هذه الفترة وكأنها عام كامل .
اتصل بهم احمد شقمان من اليمن ، وقال لهم أنه قد تمكن من الحصول على التأشيرة من السفارة الروسية في اليمن ولمدة شهر واحد فقط . . ، ورغم قصر مدة التأشيرة . . إلا أن خبرها أحدث وقعا حسنا عليهم ، وأعاد الأمل إلى نفوسهم بعض الشيء .
طلب محمد عبدالعزيز من الجميع التوجه للنوم ، والاستعداد للتحرك صباح اليوم التالي إلى السفارة اليمنية في دمشق . . ، دون أن يوضح لهم سبب زيارة السفارة . . ، وفيما غادر الجميع للنوم ظل هو يتصل بالهاتف إلى اليمن للبحث عن رقم هاتف السفير اليمني في روسيا . . ، ولم يذهب للنوم إلا بعد أن حصل عليه .
في صباح اليوم التالي طلبوا اللقاء مع السفير والملحق العسكري والقنصل ، وأعطاهم محمد عبدالعزيز سردا تفصيليآ للنتائج التي تمكنوا من تحقيقها حتى الآن ، وعرض عليهم الأوراق والوثائق التي تؤكد صحة ما توصلوا إليه .
لم يصدق السفير ماسمعه منهم ، وبدت عليه الدهشة . . ، ثم أخذ يقلب بعض أوراق الملف وكأنه يود التأكد من صحة ماسمعه . . ، وبعد ذلك بارك جهودهم هنأهم على النتائج التي حققوها . . مؤكدا أن ذلك ماكان سيتحقق لهم لو ظلوا ملتزمين بالقنوات الرسمية فقط .
استغل محمد عبدالعزيز إعجاب وإطراء السفير بجهودهم فطلب منه التعاون معهم في الحصول على تأشيرات الدخول إلى روسيا . . .
أبدى السفير استعداده ، وأصدر توجيهات بتحرير مذكرة إلى السفارة الروسية ، وكلف أحد موظفي السفارة بالتحرك معهم إلى السفارة الروسية في صباح اليوم التالي .
عادوا إلى السكن ، وقضوا تلك الليلة في لعب الورق ، وفي اليوم التالي تحركوا مع موظف السفارة اليمنية إلى السفارة الروسية . . ، وكانت الصدمة عليهم قوية جدا عندما قيل لهم بأن عليهم مراجعة مكتب القنصلية بعد أسبوع ، في الليلة التالية توقفوا عن لعب الورق ، وكأن اللعبة مرتبطة بحالة الأمل أو اليأس التي يعيشونها . . ،
ولاحظ محمد عبدالعزيز أن بعض أفراد المجموعة قد بدأ بالفعل يستسلم لليأس ، وبالذات مع اقتراب عيد الفطر الذي كانوا يتمنون أن يأتي وهم في مأرب . . فأخذ الهاتف وأخرج ورقة من جيبه ، واتصل مباشرة بمنزل السفير اليمني في موسكو . . ، وبينما كان يتحدث مع السفير . كان يكتب في الورقة التي أمامه بعض الأرقام الهاتفية والعناوين ، وأفراد المجموعة يراقبونه وقد بدت على ملامحهم بوادر عودة الأمل من جديد . . ، وما أن انتهى محمد عبدالعزيز من حديثه الهاتفي مع السفير حتى التفت إليهم ، وقال :
_ انفرجت . ! ! . . ، وعندما أدرك من خلال نظراتهم إليه أنهم بحاجة إلى المزيد من التفاصيل حول ما يعتبره انفراج للأزمة التي يمرون بها . . قال لهم :
_ السفير اليمني في موسكو أبدى استعداده للتعاون معنا في الحصول على تأشيرات الدخول إلى روسيا ، وقد طلب منا أن نرسل إليه الأسماء والبيانات الشخصية وصور الجوازات على رقم الفاكس هذا .
ما إن أنهى محمد عبدالعزيز حديثه حتى خرجوا جميعا لإرسال الوثائق المطلوبة إلى موسكو . . ،
ومن أقرب مركز للاتصالات أرسلوها . . ، ثم اتصلوا من نفس المركز بالسفير وأخبرهم أنها قد وصلت إليه ، وأنه سيوافيهم بالرد في اليوم التالي .
عاد أفراد المجموعة إلى السكن ، وقضوا تلك الليلة في اللعب وتبادل النكات حتى وقت متأخر من الليل . . ، وفي اليوم التالي نهضوا جميعا مبكرين ، وقد بدت عليهم الحيوية رغم أنهم لم يناموا بما فيه الكفاية . . ، وما إن رن جرس الهاتف حتى سارعوا جميعا نحوه . . ، وكان المتحدث
__ كما توقعوا __ هو السفير اليمني في موسكو . الذي قال أنه قد أرسل لهم ( دعوة ) من السفارة ، والتي على ضوئها سيتم منحهم تأشيرات الدخول إلى روسيا .
تحرك الجميع إلى مركز الاتصالات الذي اتصلوا منه بالأمس ، وهناك وجدوا أن الدعوة قد وصلت بالفعل . . ، وحين غادروا مركز الاتصالات قرروا الاستعانة بأبي مصطفى واصطحابه معهم لمعاملة تأشيرات الدخول . . ، وقد كانت ثقتهم به في محلها . . حيث خرج من السفارة بعد حوالي ساعة وفي يده تأشيرات الدخول إلى روسيا .
في اليوم التالي وصل إليهم احمد شقمان قادما من اليمن ، ومن خلال تلك الليلة كاملة كانوا يستمعون إليه وهو يحدثهم عن مأرب ، وعن آخر أخبار أصحابهم .
بدأت عملية التجهيز والاستعداد للسفر إلى روسيا بعد أن انضم إليهم احمد شقمان . . ، ولم يمنعهم قدوم عيد الفطر من السفر . . حيث غادروا دمشق متوجهين إلى موسكو في نفس يوم العيد . >>



 


الرد باقتباس
قديم 01-24-2013, 12:00 PM   #32


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طشقند



( 22 )
غادرت الطائرة الروسية مطار دمشق في رحلتها رقم 518 الساعة الرابعة وعشرون دقيقة . . ، وعليها أفراد المجموعة ، واستغرقت الرحلة أربع ساعات سيطر عليهم خلالها الخوف والقلق . ليس من ركوب الطائرة فحسب بل ومن المجهول الذي هم مقدمون عليه .
وصلت الطائرة إلى مطار موسكو الساعة الثامنة والنصف صباحا ، وكان في استقبالهم أحد موظفي السفارة اليمنية في موسكو ، ويدعى أنور __ كما عرفهم هو بنفسه __ وقد كلفه السفير بانتظارهم في المطار منذ الصباح الباكر .
توجه بهم أنور من المطار مباشرة إلى فندق موسكو الذي يقع في الساحة الحمراء ، والذي لم ينل إعجابهم بعض الشيء . . ، وفي الفندق لوحظ على أفراد المجموعة الانقباض ، وغياب روح المرح التي كانت تسودهم من قبل ، وزاد من حالتهم تلك أن الطقس في موسكو كان باردآ جدآ ، والثلوج تتساقط بكثافة . . ، وهم لم يتعودوا على مثل هذا الطقس . . ، وبدا ذلك واضحا عندما أصيب ناصر بن زايد بحساسية شديدة وارتفاع في درجة الحرارة أقعدته على الفراش ، وتم نقله إلى المستشفى للعلاج وإعادته في نهاية اليوم إلى الفندق .
في مساء نفس اليوم وصل إلى الفندق لزيارتهم اثنان من موظفي السفارة ، وفي نفس الليلة أيضا اتصل بهم أحد الطلاب الدارسين في موسكو من أبناء محافظة مأرب . . ، وطلب منه محمد عبدالعزيز أن يبحث لهم عن سكن آخر أفضل من الفندق الذي وصلوا إليه ، ووعدهم بأنه سوف يحجز لهم في فندق أفضل يقع في منطقة الصداقة .
اشتد المرض بناصر بن زايد ، وانشغلوا جميعا بمرضه . . ، ولم يجدوا ما يفعلوه بخصوص القضية التي جاءوا بسببها لأن السفير اليمني بموسكو __ الذي كان لابد من اللقاء به قبل عمل أي شئ __ كان قد غادر موسكو قبل وصولهم بلحظات لقضاء إجازة العيد مع عدد من السفراء العرب خارج العاصمة موسكو . . بالإضافة إلى أن يومي السبت والأحد عطلة رسمية ، وبالتالي فقد كان لزاما عليهم البقاء داخل الفندق .
كان الأكل بالنسبة لهم ومنذ وصولهم إلى موسكو إحدى المشاكل التي واجهوها أيضا . . فالمطاعم بعيدة عن السكن ، وهم يخافون أن يقدم لهم لحم الخنزير دون علمهم . . ، ورغم تطمين احمد شقمان لهم ، وهو الذي يتولى الترجمة . إلا أن هذا الهاجس شكل لديهم دافعا قويا لوضع خطة لإعداد الأكل في إحدى غرف الفندق الذي يسكنون فيه ، وتمكنوا من استعارة غلاية شاي كهربائية من إدارة الفندق . . ، وخرج محمدبن صالح وعلي بن عبود واحمد شقمان لشراء الحاجيات الضرورية مثل السكر والشاي والخبز والجبن . . . ، وكان يتم إعداد الشاي في الغرفة ، ويكلف احمد شقمان بإحضار شطائر الشاورما __ الوجبة الوحيدة القريبة من الفندق __ وكان أفراد المجموعة يؤكدون عليه في كل مرة باعتبار أنه يجيد اللغة الروسية أن يتأكد من اللحم الذي يوضع داخل الشطائر . . ، وبهذه الطريقة كانوا يتناولون جميع الوجبات داخل إحدى غرف الفندق ، وخلال انتظار عودة السفير من الإجازة كانوا قد اتفقوا مع إدارة الفندق على تكليف شخص من لديهم بمعاملة وثائق الإقامة الخاصة بهم بموجب تأشيرات الدخول التي حصلوا عليها من السفارة الروسية في دمشق ، وبعد ثلاثة أيام نهض ناصربن زايد من الفراش ، وقد تحسنت حالته . . ، وقبل أن يتم إشعارهم من قبل إدارة الفندق بإنجاز المعاملة . . ، كانوا قد قرروا أن يذهب ناصربن زايد وثلاثة من أفراد المجموعة إلى السفارة اليمنية في موسكو للسؤال عن السفير . . ، وفي نفس الوقت كانت فرصة لناصر بن زايد أن يخرج ويمشي قليلا بعد المرض الذي ألم به . . ، وبعد ظهر نفس اليوم عادوا إلى الفندق ، ومعهم مواد غذائية مجففة ، وغلاية شاي كهربائية بدلا عن تلك التي استعاروها من إدارة الفندق .
بدأت حالة الملل واليأس تزحف على حياة أفراد المجموعة من جديد . . فالأيام تمر وهم في الفندق لم يعملوا شيئا . . ، والسفير اليمني لا يزال خارج موسكو ، ولابد من اللقاء به أولا . . ، وفي صباح كل يوم كانوا يجرون عدة اتصالات هاتفية إلى السفارة ومنزل السفير للسؤال عنه . . . ولكن دون جدوى . . ، وذات يوم خرج بعض أفراد المجموعة ، وعادوا ومعهم مدفأة كهربائية خففت من البرد وانخفاض درجة الحرارة التي كانوا يعانون منها جميعا .
استمرت الاتصالات بمنزل السفير صباح كل يوم ، وبدون فائدة . . ، وكان بعضهم يتردد على السفارة كذلك بشكل يومي دون أن يعملوا شيئا هناك ، وكأنهم كانوا يترددون على السفارة لمجرد أنه لا يوجد لديهم مايفعلونه غير ذلك . . ، وذات مساء وردهم اتصال هاتفي من إدارة الفندق ، وطلبوا منهم الاستعداد للمغادرة بحجة أن هناك حجز مسبق لمدة خمسة أيام لأحد الوفود الرياضية الزائرة ولجميع غرف الفندق ، وتم منحهم فرصة إلى صباح اليوم التالي لجمع أمتعتهم والمغادرة .
كان ذلك بالنسبة لهم مشكلة أخرى وقعت فجأة ولم يكن بمقدورهم التخطيط المسبق لها . . ، وفي نفس الليلة التي كانوا فيها بصدد مناقشة هذه المشكلة الطارئة . . وصل لزيارتهم اثنان من الطلاب اليمنيين الدارسين في موسكو كانوا قد تعرفوا على احمد شقمان خلال دراسته هناك ، وحين سمعا عن طلب إدارة الفندق طمأنا أفراد المجموعة بأنهما مستعدان لاستضافتهم لديهم إلى أن يتمكنوا من الحصول على سكن مناسب لهم .
ذهب الجميع إلى النوم ، وبقي محمد عبدالعزيز وحيدا يفكر في الظلام لايعرف سببا للأرق الذي ألم به . . ، وفجأة أحس أن هناك من يحاول فتح باب الغرفة من الخارج . . ، فأشعل النور ، ثم صاح بصوت مرتفع يسأل عمن يحاول فتح الباب فلم يرد عليه أحد . . وتملكه الاستعداد الممتزج بالخوف لمواجهة أمر طارئ لم يتبين حتى الآن ماهو . . ، وسأل مرة أخرى وبصوت مرتفع عن الطارق قاصدآ هذه المرة تنبيه أصحابه من نومهم مع السؤال ، وتحقق له ما أراد حين نهض جميع أفراد المجموعة من نومهم وقد تملكهم الفزع . . ، وتقدم محمد عبدالعزيز نحو الباب ليفتحه ويرى من هو هذا الزائر المفزع في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل . . ، وفوجئ بعجوز طاعنة في السن كانت تشير إلى أنها تود الدخول إلى الغرفة لأخذ شئ ما ، وعندما لم يفهم منها محمدعبدالعزيز ماتريد . . استدعى احمد شقمان للتفاهم معها . . ، والذي عاد إليهم مبتسما بعد أن تحدث معها . وقال :
_ هي عاملة النظافة تريد أخذ الزبالة !!
قال محمد عبدالعزيز ، وهو يعود إلى سريره :
_ قاتلها الله . هل هذا الوقت المناسب لأخذ الزبالة ؟!
نهض الجميع في وقت مبكر ، وقاموا بجمع أمتعتهم وحزم حقائبهم ، واستحسنوا بعد ذلك التأخر في الغرفة على أمل أن إدارة الفندق قد عدلت عن قرارها الذي يقضي بمغادرتهم . . ، وفي تمام العاشرة صباحا اتضح لهم أن قرار الفندق لايزال ساري المفعول . . فحملوا أمتعتهم ونزلوا إلى الطابق الأول . . ، وأمام موظف الاستعلامات كان عليهم الانتظار حتى يصعد أحد موظفي الفندق للتأكد من أن جميع محتويات الغرفة موجودة ، وحتى يتم إعداد الفاتورة لنهائية الحساب المتبقي لديهم . . ، وبينما كانوا في انتظار هذه الإجراءات . عاد موظف الفندق الذي كلف بفحص واستلام الغرفة ، وهمس في أذن موظف الاستعلامات ، الذي اتصل هو بدوره لمديرة الفندق ، التي وصلت من مكتبها وهي تصرخ بانفعال شديد وتشير إليهم ، وكأنها تقول انهم لصوص أو مخربون . . ، واحمد شقمان يحاول تهدئتها ، ويقول لأصحابه المتلهفين لمعرفة مايدور :
_ إنها تقول بأن هناك مشكلة !!
رفع ناصربن زايد صوته هو الآخر حين قال لأحمد شقمان :
_ ماهي المشكلة ؟!
جلس الآخرون على الكراسي المتراصة في صالة الاستقبال حتى تتضح لهم الأمور . . ، وقال محمد عبدالعزيز معلقا على الموضوع :
_ مشكلة الشرق الأوسط !!
استغرق حل المشكلة وقتا طويلا من الحوار والأخذ والرد بين احمد شقمان ومديرة الفندق . . ، وكانت المشكلة المشار إليها هي انهم خلال سكنهم في الفندق كسروا كوبين رفضت المديرة أن تأخذ ثمنها لأنها ضمن مجموعة كاملة من الأكواب تتكون من أربع قطع . . ، وحلا للإشكال في النهاية وافق أفراد المجموعة على دفع مبلغ أربعين ألف روبل هي قيمة الأربع القطع ، ولهم أن يأخذوا الكوبين المتبقيين .
بعد حل قضية الأكواب ، وفي أجواء شديدة البرودة . . غادر أفراد المجموعة الفندق يحملون حقائبهم . . التي قال عنها طالب شقمان أنها ثقيلة الوزن قليلة المنفعة .
وصل الجميع إلى سكن الطلاب من زملاء احمد شقمان . . ، الذي ما إن وصل حتى خرج من جديد مع أحد زملائه الطلاب للبحث عن سكن . . بعد أن لاحظ أفراد المجموعة أن سكن الطلاب ضيق ولا يسعهم جميعا ، وإن كانت سعة صدور أصحابه كافية لاتساعهم .
عاد احمد شقمان الساعة الثالثة بعد الظهر ، وقد تملكه اليأس من الحصول على سكن . . ، وحين أخبر أفراد المجموعة بذلك . . قال لهم محمد عبدالعزيز :
_ يجب أن نبحث عن فندق ، وسوف نبقى فيه إلى أن نجد سكن مناسب .
بدأت عملية البحث عن فندق . . ، ولم يكن ذلك صعبا حيث عثر على فندق مناسب بجوار السفارة . . . ، وتم نقل الأمتعة من جديد والتحرك إلى الفندق . . ، وفي المساء تم الاتصال بمنزل السفير ، وقيل لهم أنه لايزال في إجازة العيد خارج العاصمة موسكو .
رغم التعب والتنقل من مكان إلى آخر طوال اليوم .. لم يشعر محمد عبدالعزيز وأفراد المجموعة برغبة في النوم ، وظلو طوال الليل يفكرون في سوء الحظ الذي قابلهم فور وصولهم إلى موسكو . . فالسفير لم يعد حتى الآن من الإجازة ، والانتظار دون عمل شئ . . . ليس في صالحهم مع مرور الوقت . . إخذ محمد عبدالعزيز سماعة الهاتف ، وفيما كان يفحص مفكرة الهاتف وهو يبحث عن رقم هاتف معين . . قال لهم :
_ يجب أن نفعل شيئا . . سوف نتصل بالملحق الثقافي إن رقم هاتفه مسجل لدينا ضمن الأرقام والعناوين التي حصلنا عليها قبل وصولنا إلى موسكو .
تحدث محمد عبدالعزيز مع الملحق الثقافي ، وطلب منه تحديد مهعد للقاء بهم . . ، ووافق الملحق على وصولهم في صباح اليوم التالي إلى مكتبه في السفارة .
نهض الجميع من النوم ، وكان محمد عبدالعزيز منفعلا لأنهم تأخروا والساعة تشير إلى العاشرة صباحا . . بينما كان طالب شقمان يحاول إثبات أن نهوضهم من النوم كان في الوقت المناسب لأن الشمس لم تطلع بعد . !!
تناولوا فطورهم المكون من الجبن والخبز والشاي . . ، ثم توجهوا جميعا إلى السفارة ، وفي مكتب الملحق الثقافي اعتذر لهم أولا عن تأخر السفير الذي يولي قضيتهم اهتماما ملحوظا منذ أن اتصلوا به وهم في سوريا ، وأن عليهم الانتظار وعدم القلق حتى اللقاء بالسفير بعد عودته .
كان اليوم الذي قابلوا الملحق الثقافي هو يوم الجمعة ، وهذا يعني أن يومي السبت والأحد عطلة رسمية . . ، وبالتالي فقد كان الانتظار بالنسبة لهم أمرا لا مفر منه ، وخيار لا يتوفر غيره . . ، وقد دفع ذلك محمد عبدالعزيز إلى أن يوافق الملحق على رأيه بالانتظار ، مضيفا أنه يأمل أن يكون السفير قد عاد في الموعد الذي طلب منهم الملحق الثقافي العودة فيه إلى السفارة وهو يوم الاثنين .
عاد أفراد المجموعة إلى الفندق . . ، وأخبرهم ناصربن زايد أنه يرغب في تناول وجبة دسمة من اللحم ، ومذكرا لهم بفترة المرض التي ألمت به حتى يضمن تجاوبهم مع طلبه . . ، ومن ثم فقد خرج هو واحمد شقمان واشتروا كمية من اللحم ، ثم عادوا لإعدادها في الفندق ، وكانت وجبة دسمة بالفعل جعلت ناصر بن زايد يؤكد لهم __ معلقا__
أن توفير اللحم يوميا سوف يساعد على نجاح مهمتهم .
في نفس الليلة عاودوا الاتصال بمنزل السفير . . ، وكانت مفاجأة سارة بالنسبة لهم حين قال لهم ابنه وضاح __ الذي رد على الهاتف__ أن والده قد عاد من إجازته في الليلة الماضية ، وأنه موجود حاليا في موسكو ، وسوف يتصل بهم فور عودته إلى المنزل . . ، ولم يمض وقت طويل حتى اتصل السفير بهم ، وبدأ في الاعتذار عن تأخره أولا ، ثم حدد لهم موعدا لمقابلته في مكتبه بالسفارة في بداية أيام العمل بعد انتهاء العطلة الأسبوعية ، ولم تكن الثلاثة أيام التي يجب عليهم الانتظار خلالها طويلة بالنسبة لهم . لأن السفير قد عاد من إجازته ، وبالتالي فقد عاد الأمل إليهم من جديد في تنفيذ مهمتهم بمساعدته .
خرج أربعة من أفراد المجموعة ، وفضل محمد عبدالعزيز وطالب شقمان البقاء في الفندق . . ، وتأخرت المجموعة التي خرجت عن العودة مما جعل محمد عبدالعزيز يقلق من تأخرهم ، وبدأت الشكوك والأوهام تساوره هو وطالب حول سبب عدم عودتهم ، وحتى عدم اتصالهم هاتفيا إذا افترض أن ليس هناك ما يدعو للقلق . . ، ولم يكن أفراد المجموعة الذين تأخروا يدكون أنهم قد سببوا لمن تبقى منهم في الفندق القلق والخوف حيث أنهم عادوا حوالى الساعة الرابعة بعد الظهر وكأن شيئا لم يكن ، وعند سؤالهم عن سبب تأخرهم ؟
. . قالوا أنهم كانوا يتجولون في الساحة الحمراء بموسكو ، وأنهم استغلوا شروق الشمس خلال النهار للتجول في الطقس الدافئ .
اعتبر محمد عبدالعزيز أن هذه مخالفة ارتكبت من قبلهم ، والتزموا هم بعدم تكرارها . . ، وفي المساء أخرج ناصربن زايد لعبة الورق من حقيبته . . ، وتحلق الجميع حولها ، وعاد علي بن عبود إلى طريقته المعهودة في لعب الورق ، وهي ضرورة الفوز بأي طريقة .
لقد كانت لعبة الورق مرتبطة بالحالة النفسية لأفراد المجموعة . . فقبل عودة السفير ، وتحديد الموعد معه . لم يفكر أحد باللعب ، وبعد عودة الأمل إليهم وجدوا أن لعب الورق أفضل مايمكن القيام به لقطع الوقت ، والتجمع حول المدفأة لاتقاء البرد الشديد الذي لم يتعودوا عليه من قبل .
في اليوم التالي اتصل بهم الملحق الثقافي ، ودعاهم لتناول طعام الغداء في منزله . . ، وفي الصباح وصل إليهم ابنه ناصر ومعه أحد موظفي السفارة لاصطحابهم إلى المنزل . . بينما كلف علي بن عبود بالبقاء في الفندق خوفا من تعرض أمتعتهم للسرقة أو التفتيش خلال خروجهم جميعا .
في منزل الملحق الثقافي كان هناك عدد من المدعوين معهم . . ، وكان ناصر بن زايد ينظر إلى اللحم وكأنه لا يعرف أحدا سواه . . ، ومثل غيره من أبناء صحراء مأرب . كان ناصر يحب كثيرا أكل اللحم مع الأرز ، وبالذات في البراري عند السفر مع الأفواج السياحية ، وإعداد الطعام على الطريقة البدوية . . ، وكان قد مضى عليه وقتا طويلا لم يصادف فيه مثل هذه الوجبة الدسمة التي وجدها هذا اليوم في منزل الملحق الثقافي الذي هو من أبناء محافظة شبوة المجاورة لمحافظة مأرب . . ، وقد ظل ناصر بن زايد يبحث عن طريقة تمكنه من الحصول على المزيد من اللحم . . فقال لمحمد عبدالعزيز الذي كان بجواره :
_ لايجوز أن يبقى علي بن عبود في الفندق بدون غداء . !
ضحك الجميع بعد أن أخبرهم محمد عبدالعزيز بمغزى حرص ناصر بن زايد على غداء علي بن عبود . . ، وأعطاه الملحق الثقافي مزيدا من اللحم ، فيما وضع كمية من الأرز واللحم في وعاء آخر قال أنها لعلي بن عبود .
عاد أفراد المجموعة إلى الفندق ، وقضوا ليلتهم تلك في محاولة تصور ما سيسفر عنه لقاؤهم في اليوم التالي مع السفير . >>



 


الرد باقتباس
قديم 01-27-2013, 03:32 AM   #33


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طشقند



( 23 )
في اليوم المحدد للقاء مع السفير اليمني في موسكو . . نهض الجميع مبكرين ، وتوجهوا إلى السفارة . . فيما بقي علي بن عبود في الفندق ، وفي مكتب السفير __ الذي استقبلهم بحفاوة بالغة __ أخذ يشرح لهم ماهي الخطوات التي قام بها قبل وصولهم لضمان تنفيذ مهمتهم في اللحاق بالجاني وإلقاء القبض عليه . . ، وبعد أن كرر اعتذاره لهم مرة أخرى ، قال لهم أنه قد أجرى عدة اتصالات مع السفير الأوزبكي في موسكو ، ومع وزير الداخلية الأوزبكي . . ، وأرسل له رسالة رسمية عبر السفارة الأوزبكية في موسكو .
كان السفير وهو يتحدث يدرك أن لديهم مايريدون قوله . . ، وبطريقة دبلوماسية ملحوظة طلب منهم أن يحدثوه عن القضية من بدايتها ، وتحدث محمد عبدالعزيز عن قضية مقتل أصحابهم صالح بن عبدالله ومحسن بن عبود من بدايتها وبالتفصيل . . ، وخلال حديثه كان يعرض على السفير __ عند كل مقطع من مقاطع الحديث __ ورقة أو وثيقة يسحبها من الملف الموجود بين يديه ليدلل بها على صحة وقانونية حديثه .
بدت على السفير علامات الدهشة من إصرار وعزيمة أفراد المجموعة ، ومن النتائج التي حققوها حتى الآن بدافع الإيمان بعدالة قضيتهم . . ، ثم أبدى لهم استعداده للتعاون معهم وبذل كل ما في وسعه لنجاح مهمتهم ، وأضاف السفير أنه مستعد للسفر معهم إن تطلب الأمر ذلك ، ثم طلب منهم أن يمنحوه مهلة لمدة يوم أو يومين حتى يتواصل مع سفير و وزير داخلية أوزبكستان .
قال محمد عبدالعزيز :
_ نأمل ألا يتم الإشارة في المذكرات المرسلة من السفارة إلى أننا أقارب المجني عليهما .
أبدى السفير موافقته على الطلب . . وبدا مندهشا من سبب الطلب ! .
تحدث بعد ذلك طالب شقمان ، وطلب من السفير أن يسال لهم عن أقرب رحلة طيران من اليمن إلى موسكو . . ، فأخذ السفير الهاتف واتصل على ما يبدو أنه مكتب الطيران اليمني في موسكو . . ، ثم قال لهم بعد إكمال المحادثة :
_ إن أقرب رحلة طيران من اليمن ستكون بعد ثمانية أيام . . ، وسوف يصل على نفس الرحلة القنصل اليمني قادما من صنعاء بعد قضاء إجازة العيد هناك ، وسأتصل بكم الليلة وأعطيكم رقم هاتفه في صنعاء إذا كانت لكم حاجة إليه .
خرج أفراد المجموعة من السفارة ، وقد عاد الأمل إليهم من جديد بعد اللقاء بالسفير . . ، وفي المساء اتصل بهم السفير بالفعل __ كما وعدهم __ وأعطاهم رقم القنصل في صنعاء . . ، وبدورهم اتصلوا إلى مأرب وطلبوا من أصحابهم تزويدهم بمبلغ من المال ، وإرساله مع القنصل الذي سيصل إلى موسكو في نهاية الأسبوع ، وزودوهم برقم هاتفه في صنعاء .
لم ينهض أفراد المجموعة من نومهم في اليوم التالي . إلا في وقت متأخر حيث كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة والنصف ظهرا . . ،وعلى عجل تناولوا الفطور والشاي ، ثم خرجوا جميعا عدا ناصر بن زايد الذي بقي في الفندق للمناوبة بدلا عن علي بن عبود الذي بقي في المرة السابقة ، وحين كانوا يتجولون في الساحة الحمراء وسط مدينة موسكو . . لاحظ طالب شقمان غياب صاحبهم محمد بن صالح ، فلا هو مع ناصر بن زايد في الفندق ، ولا هو معهم . . ، وسأل محمد عبدالعزيز عما إذا كان يعرف أين محمد بن صالح ؟! . . ، وزاد من قلقهم أن محمد عبدالعزيز قال أنه لا يعرف عنه شيئا .
قال احمد شقمان :
_ ليس هناك داع للقلق . . فمحمد ذهب لزيارة زميلي باسعد الذي استضافنا في سكنه حين غادرنا الفندق السابق فجأة .
اكتفى أفراد المجموعة بتوضيح احمد شقمان عن سبب غياب محمدبن صالح . . ، ولم يسأل أحد عن سبب هذه الزيارة لأن احمد شقمان كان يبدو متحفظا عن الإدلاء بأي معلومات حول ذلك .
بعد عودتهم إلى الفندق أخبرهم ناصر بن زايد أن كل من محمدبن علي وصالح بن قايد وعلي بن محمد قد اتصلوا من اليمن ، وأفادوا أنهم قد التقوا بالقنصل في صنعاء ، وسلموه المبلغ الذي سيوصله لأفراد المجموعة في موسكو . . ، وفي المساء حاولوا الاتصال بالسفير فلم يجدوه . . ، وفي الصباح قرروا التوجه إلى السفارة عدا محمدبن صالح الذي خالفهم من جديد وتوجه إلى سكن الطالب اليمني باسعد حيث كان بالأمس ، دون أن يوضح لهم أسباب زياراته المتكررة لباسعد . . ، وفي الطريق إلى السفارة اتفق أفراد المجموعة على أن يطلبوا من السفير التعاون معهم في الحصول على تأشيرات الدخول إلى أوزبكستان .
وصلوا إلى السفارة ، ووجدوا أنه من الضروري وجود محمد بن صالح أو جواز سفره لإكمال معاملة التأشيرات . . ، وبالتالي فقد اضطروا إلى التوجه أولا إلى سكن الطالب باسعد حيث يوجد محمد بن صالح . . ، وبمجرد وصولهم إلى السكن اصطحبوا محمد بن صالح معهم ، وقرروا العودة بأسرع مايمكن إلى السفارة . . ، وفي الطريق أخبرهم محمدبن صالح عن سبب زياراته المتكررة إلى سكن باسعد . . حيث قال :
_ لقد أخبرني باسعد أن شخصآ يمنيآ وصل إلى سكنه بينما كان هو خارج السكن ، وهذا الشخص من محافظة المهرة كان يبحث عن باسعد أو أي طالب يمني آخر بغرض مساعدته وإقراضه مبلغا من المال . . مدعيا أنه قدم مؤخرا من سوريا ، وأن جواز سفره قد احتجز عليه فور وصوله إلى موسكو .>>



 


الرد باقتباس
قديم 01-30-2013, 04:02 AM   #34


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طشقند




( 24 )
كانت عبارات : من المهرة . . قادم من سوريا . . ليس معه أي مبلغ . . جواز سفره قد احتجز . . . . إلى آخر ماورد في حديث محمدبن صالح . . كفيلة بأن تجعلهم جميعا يعتقدون أن مثل هذه الأوصاف تنطبق بالفعل على الجاني صالح علي .
وصلوا إلى السفارة ، وفي مكتب السفير بدأوا في الحديث على تأشيرات الدخول إلى أوزبكستان . . ، وأعطى السفير توجيهاته بتحرير مذكرة بذلك . . ، وعندما كان يتم إعداد المذكرة أطلعوا السفير على موضوع صاحب المهرة الذي وصل إلى سكن باسعد أثناء غيابه . . ، وأبدى السفير اهتمامه بالموضوع ، وأخذ سماعة الهاتف واتصل بعدد من الأشخاص ، وكان يسألهم باللغة العربية ما إذا كانوا يعرفوا صاحب المهرة هذا . . ، ثم عاد واتصل من جديد ، وتحدث بلغة لم يفهموها . . وإن كان واضحا أن السفير يتحدث حول نفس الموضوع ، وبعد أن انتهى من المحادثة ، وضع سماعة الهاتف . . وقال لهم :
_ ليس هناك حتى الآن أي معلومات عن هذا الشخص . . ولكن أطمئنوا فسوف أتحرى حوله بنفسي .
طلب منهم السفير بعد ذلك التوجه إلى مكتب أحد موظفي السفارة __ ذكر اسمه __ لإكمال معاملة التأشيرات . . ، وتوجهوا إليه ، وسلم لهم بدوره استمارات طلب تعبئتها من قبلهم . . ، ثم اتصل هاتفيا . . وقال لهم بعد انتهائه من المحادثة :
_ ستكلفكم التأشيرة الواحدة مع تذكرة السفر مبلغ ستمائة وأربعون دولارآ . !
نظر أفراد المجموعة إلى بعضهم ، وفي نظراتهم حيرة وتساؤل . . ، أدرك محمد عبدالعزيز سبب حيرة أصحابه . فقال على الفور :
_ موافقين .
خرجوا جميعا من السفارة ،
وتوقفوا في أحد الأرصفة المؤدية إلى محطة المترو للتشاور ، وتم الاتفاق على التوجه إلى مكتب الملحق الثقافي . . ،
هناك أخبروه بموضوع صاحب المهرة ، واشتباههم في أنه الشخص الذي يبحثون عنه .
أكد لهم الملحق الثقافي بالفعل أن هناك شخص من المهرة بنفس الأوصاف التي أوردوها ، ووعدهم بأن يبذل قصارى جهده للتحري عنه وإبلاغهم .
عاد أفراد المجموعة بعد ذلك إلى السكن ، وتوجه محمد بن صالح و احمد شقمان إلى سكن باسعد وجاءوا به إلى سكنهم . . ، وبعدأ محمد عبدالعزيز يسأله عن الشخص المشتبه به ، والذي أصبح الاشتباه به شبه مؤكد لديهم . . قال باسعد :
_ لقد جاء إلى مبنى الصداقة ، وفي الوقت الذي كنت فيه أنا غير موجود ، ولا أعرف إن كان سيعود إلينا مرة أخرى أم لا ؟! .
اقترح عليهم باسعد أن يخرج هو ومحمد بن صالح واحمد شقمان من جديد للتحري حوله . . ، وبعد خروجهم مباشرة وصل إلى السكن الملحق الثقافي اليمني ، ومكث يتحدث معهم حتى عاد باسعد ومن معه ، وبصحبتهم شخص يمني يدعى حكيم ، وقد حضر ليؤكد لهم بالفعل أن جميع الأوصاف مطابقة لأوصاف الجاني صالح علي ، وكان حكيم أحد الذين التقوا بالشخص المشتبه به عندما جاء إلى مبنى الصداقة ، وقد قال لهم حكيم أيضا أن لديه معلومات مؤكدة أن هذا الشخص سيسافر إلى إحدى المدن الروسية للدراسة هناك في أحد المعاهد الفنية ، وأن جواز سفره احتجز من قبل مكتب الطيران السوري بسبب مبالغ مالية لدية للمكتب .
تم الاتفاق بين الملحق الثقافي وأفراد المجموعة على اللقاء في اليوم التالي للتحرك إلى مكتب الطيران السوري ، والتأكد منهم عن هذا الشخص وهل سافر أم أنه لا يزال في موسكو ؟!
في اليوم التالي نهض أفراد المجموعة ، وهم متذمرون من قلة النوم في الليلة الماضية . . ، وشربوا الشاي على عجل ، ثم وزعوا أنفسهم في مجموعتين محمد بن صالح يتحرك للقاء مع باسعد . . ، ومحمد عبدالعزيز يتحرك للقاء مع الملحق الثقافي حسب الموعد المتفق عليه مساء اليوم السابق .
كان موعد اللقاء بالملحق هو الساعة التاسعة والنصف صباحا . . ، ورغم أن محمد عبدالعزيز والمجموعة التي معه قد غادروا السكن الساعة التاسعة تقريبا ، وقبل شروق الشمس . . إلا أن المسافة بينهم وبين مكتب الملحق تقدر بعشرة كيلو مترآ . . ، وبالتالي فقد كان لزاما عليهم أن يأخذوا سيارة اجرة حتى لا يتأخروا عن الموعد . . ، ولم يكن في حسبانهم أن الحظ سيعاكسهم في تلك اللحظة . فقد فوجئوا بازدحام خطوط السير في الشارع . . ، وبعد فترة توقفت حركة السير تماما ، وعندما سألوا عن السبب قيل لهم أن هناك حريق حدث في نفس الشارع الذي هم فيه ، وقد تم إغلاقه أمام السيارات حتى تتمكن عربات الإطفاء من الوصول إلى مكان الحريق .
انتظروا قليلا في سيارة الأجرة ، ومحمد عبدالعزيز ينظر إلى ساعته وهو قلق جدا من تأخرهم عن الموعد المحدد . . ، ثم لم يجد حرجا بعد ذلك .
حين طلب من احمد شقمان أن يدفع الحساب ، ويترجل معه من السيارة ، ويركضان معا في نفس اتجاه الشارع المزدحم بالسيارات المتوقفة . . ، ورغم ذلك كله فقد تأخروا عن الموعد المحدد مع الملحق ساعة كاملة .
فور وصولهم إلى مكتب الملحق اعتذروا له عن تأخرهم . . ، وبينما كان محمد عبدالعزيز يستعد لسرد سبب تأخرهم عن الموعد . . ابتسم الملحق ، ولم يدعه يكمل حديثه . . وقال :
_ لقد انتظرتكم حسب الموعد ، وعندما تأخرتم ذهبت أنا إلى مكتب الطيران السوري ، ولم أجد مدير المكتب ، وقد أخذت رقم هاتفه وسوف اتصل به لاحقآ .
في نفس اللحظة التي كان الملحق يتحدث معهم فيها . . اتصل بهم السفير __ حين علم أنهم في مكتب الملحق الثقافي __ وطلب منهم الحضور إلى مكتبه . . ، وفي مكتب السفير أطلعهم على مذكرة تم تحريرها من السفارة إلى الجهات الأمنية المختصة في موسكو لمتابعة الشخص المشتبه به ، ثم كلف __ عبدالوهاب __ أحد موظفي السفارة بالتحرك معهم إلى مكتب الطيران السوري .
تحرك أفراد المجموعة ، ومعهم عبدالوهاب إلى مكتب الطيران السوري ، ولم يكن لدى المكتب أي معلومات واضحة . . سوى أن أحد اليمنيين سافر إلى دمشق قبل ثلاثة أيام . . ، وعند مطابقة الاسم اتضح لهم أنه غير الجاني صالح علي الذي يبحثون عنه . . ، كما أن اسم صالح علي __ الحقيقي أو الذي غادر به من اليمن __ لم يكن ضمن الأسماء المسجلة في مكتب الطيران السوري .
كانت حالة اليأس التي تملكتهم وهم في مكتب الطيران كافية لدفعهم إلى أن يعودوا إلى السكن . . لولا أن محمد عبدالعزيز رفع من معنوياتهم ، حين قال لهم :
_ يجب أن نرجع إلى السفارة لإطلاع السفير على ماتم .
كانت فكرة العودة إلى السفارة صائبة . . حيث أن السفير أصدر توجيهاته لعبد الوهاب موظف السفارة بالتحرك إلى المطار لوحده ، والتأكد من عدم وجود الاسم هناك . . ، وطلب من أفراد المجموعة العودة إلى سكنهم موضحا لهم أن عبدالوهاب سيتولى المهمة لوحده .
عاد أفراد المجموعة إلى السكن ووجدوا أن باسعد ينتظرهم . . ، وحاول محمد عبدالعزيز الاتصال بسوريا فور وصولهم ، ولكنه لم يجد أحد . . ، لقد كان دائما هو وأفراد المجموعة يحاولون أن يفعلوا شيئا ، وبالذات عندما تضيق طرق الأمل أمامهم .
في مساء نفس اليوم اتصل بهم موظف السفارة عبدالوهاب ، وقال لهم أنه ذهب إلى المطار ولم يجد أحد بالاسم المطلوب ، وأنه سيذهب للقاء رائد ياسين
__ وهو من موظفي السفارة __ للإطلاع على ما يكون قد توصل إليه من معلومات حول الشخص المشتبه به .
في صباح اليوم التالي خرج أربعة من أفراد المجموعة من سكنهم مبكرين، واتجهوا للقاء بالملحق الثقافي حسب الموعد المحدد معه من اليوم السابق ، ووصلوا إلى المكتب قبل وصوله ، وهناك التقوا بكل من عبدالحكيم وباسعد . . ، وبعد وصولهم بلحظات وصل الملحق الثقافي . . ، وتم الاتفاق بينهم جميعا على انتظار رائد ياسين الذي كان قد تم إبلاغه مسبقا بالموعد . . ، وكان الانتظار طويلا ومملا . حيث كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة ظهرا ، ورائد لم يصل حسب الموعد .
عندما تنتظر هنا ، وأنت لاتعرف ماذا يجري هناك . فذلك أمر لا يمكن قبوله . . ، وعندما تنتظر شخصا ما . فإن الوقت لا ينتظرك . . أما إذا كان الشخص الذي تنتظره قد تجاوز الموعد المحدد بينكما . فمن العبث أن تظل منتظرا . . ، كان محمد عبدالعزيز ينظر إلى ساعته ، وعلامات القلق بادية عليه ، وجميع أفراد المجموعة ينظرون إليه ، وكأنهم يريدون منه أن يفعل شيئا .
قام محمد عبدالعزيز ، وقام أفراد المجموعة بعده ، وبعد أن استأذنوا من الملحق . . توجهوا إلى مكتب السفير ، وهناك اخبروه أن كل ما توصلوا إليه بواسطة رائد ياسين هو أن الشخص المشتبه به قد غادر العاصمة موسكو إلى مدينة (بتره) . . ، وعلى ضوء ذلك طلبوا من السفير أن يبلغ الجهات الأمنية هناك بمذكرة رسمية ليتم البحث والتحري عن الجاني والقبض عليه .
استدعى السفير أحد موظفي السفارة ، وكلفه بالتحرك لإحضار رائد ياسين إلى السفارة ، وطلب منهم الانتظار لديه حتى يصل رائد . . ، وفي نفس الوقت أصدر السفير توجيهاته للسكرتارية بتحرير مذكرة إلى الجهات الأمنية في مدينة ( بتره ) تتضمن أوصاف الشخص المشتبه به وطلب القبض عليه .
انتظر أفراد المجموعة إلى الساعة الثالثة بعد الظهر ولم يصل لا رائد ياسين ولا الموظف الذي كلفه السفير بالبحث عنه . . ، وخرج السفير مضطرا لتوديع وفد قنصلي __ كما قال لهم معتذرا __ وبعد طول انتظار قرروا العودة إلى السكن ومعهم الملحق الثقافي .
حتى مساء ذلك اليوم لم يكن هناك أي جديد . . ، وكان وجود الملحق الثقافي معهم عاملا مهما في تخفيف حالة الملل التي انتابتهم بعد عودتهم إلى السكن . . ، وتعزز ذلك بالفعل حين اتصل بهم فور خروجه من السكن ، وقال لهم أنه قد تواصل هاتفيا مع رائد ياسين واتفق معه على اللقاء به في صباح اليوم التالي ، وسألهم الملحق بطريقة مؤدبة __ وهو يعرف ردهم مسبقا__ حين قال :
_ هل ستأتون صباح الغد لحضور هذا اللقاء ؟!
وكان الرد من جانبهم مؤدبا أيضا ،وفيه مجاملة . . حين قال له محمد عبدالعزيز :
_ ماهو رأيك . هل من الضروري حضورنا ؟!
_ نعم ! .
_ حسنا . سنكون عندك في الصباح إن شاء الله .
حاول أفراد المجموعة النوم في تلك الليلة فلم يتمكنوا من ذلك . . ، ولم يفكروا في لعب الورق لقطع حالة الملل التي يسببها غالبا انتظار المرء لموعد ما ، وهو يشك في أن تكون نتيجة ذلك الموعد لصالحه . . ، وخلال الليل ما فتئ محمد عبدالعزيز ومحمد بن صالح يثيران العديد من الأسئلة والاحتمالات . . بينما كان موقف الآخرين من أفراد المجموعة أكثر اطمئنانا من أن النتيجة ستكون حتما إيجابية .
نهضوا صباح اليوم التالي ، ولم يتناولوا الشاي كعادتهم ، فقد فوجئوا في الصباح أن كمية السكر التي لديهم قد نفدت . . ، فقرروا الخروج بدون شاي حتى لا يتأخروا عن الموعد . . ، وعند وصولهم إلى منزل الملحق لم يترددوا في شرب الشاي الذي قدم لهم فور وصولهم ، وشرب بعضهم أكثر من كوبين من الشاي لأن رائد تأخر عن الحضور في الموعد المحدد كعادته ، وكان عليهم الانتظار حتى يحضر . . ، وطال انتظارهم حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا . حين وصل رائد ياسين ، وتحدثوا معه حول الشخص المشتبه به ، والمعلومات التي حصلوا عليها حتى الآن ، وحاجتهم الماسة لمساعدته . . ، ومع كل ما سبق فقد لا حظوا أن رائد متردد بعض الشيء في التعاون معهم لسبب ما . . ممادفع محمد عبدالعزيز في تلك اللحظة إلى الاتصال بالسفير ، وتسليم سماعة الهاتف مباشرة لرائد الذي تحدث مع السفير حديثا مطولا حقق نتيجته في إقناع رائد بالتعاون معهم ، ووفق خطة قال لهم أنه سيضعها لنفسه ، دون أن يوضح لهم شيئا عن تفاصيلها .
قرر أفراد المجموعة العودة إلى السكن بعد أن اعتذروا عن دعوة الملحق لهم بتناول طعام الغداء في منزله . . ، وفي مساء نفس اليوم اتصل بهم السفير ، وأخبرهم أنه قد اتصل برائد مرتين وحثه على ضرورة الاهتمام بالموضوع . ، وأن رائد وعده ببذل قصارى جهده لتنفيذ ذلك . . ، وفي نفس الليلة أيضا اتصل بهم الملحق الثقافي ، وقال أنه لا يزال بانتظار ما وعده به رائد ، وأن عليهم الانتظار دون خوف أو قلق .
رغم الاتصالات المتكررة من قبل السفير والملحق الثقافي . . ، ورغم أنهما كانا صادقين بالفعل في اهتمامهما هذا . . . فقد ظل محمد عبدالعزيز يثير العديد من الأسئلة التي بدا من خلال مضمونها أنه لم يثق حتى الآن في مصداقية رائد ياسين واستعداده للتعاون معهم ، وكان بعض أفراد المجموعة يعترضون على حالة الشك تلك التي ما انفك محمد عبدالعزيز يتحدث بها عن رائد ياسين . . ، وحتى يقطع الشك باليقين فقد قرر محمد عبدالعزيز الاتصال مباشرة برائد والتحدث معه حول ما يكون قد وصل إليه حتى الآن . . ، وتم الاتصال بواسطة رقم النداء(البيجر) ، وهو وسيلة الاتصال الوحيدة المسجلة لديهم لرائد . . ، وكرر محمد عبدالعزيز الاتصال مرتين وثلاث . . ، واتصل بهم رائد بعد فترة . . ، ولم يكن في حديثه معهم أي جديد ، سوى أنه قد أضفى عليهم من الهدوء والاطمئنان . . حين قال لهم :
_ لقد اتصلت مرتين إلى سوريا للسؤال عن الشخص المشتبه به ، ولم أجد الشخص الذي سيفيدنا عنه ، وسأعود الاتصال به مرة أخرى . . ، كما أنني سأتصل هذه الليلة إلى مدينة ( بتره ) التي تشير المعلومات أنه فيها ، وسأوافيكم بالنتيجة مباشرة .
أغلق محمد عبدالعزيز سماعة الهاتف ، وأخذ يشرح لأفراد المجموعة أهم ماقاله له رائد وقد بدا عليه الارتياح بعض الشيء .
في اليوم التالي لم يجد أفراد المجموعة مايمكنهم عمله . . إذ أن عليهم الانتظار من جديد لما سيتوصل إليه رائد ياسين . . بالإضافة إلى أنهم بدأوا يشعرون ببعض الإحراج من كثرة اتصالهم بالسفير والملحق الثقافي اللذين يبذلان جهودا مضنية ومتواصلة في سبيل مساعدتهم و التعاون معهم ، وبعد ظهر نفس اليوم وصل إليهم الملحق الثقافي ومعه باسعد وعبدالحكيم ، ومعهم شخص جديد يدعى ابن حبتور . . ، وأدرك أفراد المجموعة أن حضور هؤلاء جميعا يوحي بأن لديهم معلومات جديدة . .
فطلبوا منهم آخر الأخبار . . ، وتحدث ابن حبتور قائلا :
_ ذهبت مساء أمس إلى الكازينو ، ووجدت مجموعة من الأشخاص اليمنيين ، وسألتهم عن صاحب المهرة الذي تشتبهون فيه ، وكانت إجاباتهم جميعا متطابقة . . حيث أكدوا بالفعل أن هناك شخص من محافظة المهرة تقدم للدراسة في أحد معاهد مدينة بتره .
أدرك أفراد المجموعة أن عليهم في هذه اللحظة متابعة رائد ياسين ، وجمع المعلومات عن الشخص المشتبه به . . ، واتصل محمد عبدالعزيز من جديد ، وأفاد بأنه اتصل إلى سوريا ولم يرد عليه أحد ، وأنه سيتصل إلى مدينة بتره في وقت لاحق .
ازدادت الشكوك لدى أفراد المجموعة حول مصداقية رائد ياسين ، وعدم تحقيقه لأي نتيجة حتى الآن . . ، وهمس أحدهم لمحمد عبدالعزيز ، وسأله عن رأيه في رائد . . فكأنه لمس ما كان محمد عبدالعزيز يفكر فيه في تلك اللحظة . . مماجعله يقول ، وبصوت مسموع :
_ الله وحده الذي يعلم بخفاياه ونيته ! !
قرر أفراد المجموعة أن يتحركوا بأنفسهم . لأن الاعتماد على الآخرين لم يعد مجديا ، وعلى هذا الأساس فقد تحركوا في الصباح إلى السفارة وقابلوا السفير ، وطرحوا عليه فكرة تحركهم إلى المطار . حيث لديهم علم مسبق بموعد وصول الطائرة من دمشق . . ، واستحسن السفير الفكرة ، وأجرى بعض الاتصالات لمعرفة موعد وصول الطائرة بالتحديد ، وكان الموعد في التاسعة مساء . . ، ثم استدعى السفير موظف آخر غير الموظف السابق وكلفه بالتحرك بإحدى سيارات السفارة في المساء وأخذ أفراد المجموعة معه والتحرك إلى المطار . . ، وعاد أفراد المجموعة إلى السكن بانتظار حلول المساء للتحرك إلى المطار .
في السكن وصل إليهم رائد ياسين ، وبحضور الملحق الثقافي . طرح عليهم رائد آخر النتائج التي توصل إليها . حيث قال :
__ لقد اتصلت بالسعدي __ وهو طالب يدرس في مدينة بتره ، وقد أكد لي أن الشخص المطلوب قد سافر إلى سوريا بالفعل . . ، وأنه قد سجل للدراسة في أحد معاهد بتره . . ، وبالتالي فلابد أنه سيعود من سوريا خلال هذا الأسبوع .
قال رائد ياسين ذلك . وأخرج مفكرته من جيبه . . وأضاف أن السعدي أعطاه رقم هاتف في سوريا للتأكد من الشخص المشتبه به . . ، وأنه سيتصل بالرقم في وقت لاحق !!
في المساء وصل موظف السفارة محمد عبدالغني بإحدى سيارات السفارة ، وتحرك مع أفراد المجموعة إلى المطار . . ، وهناك كانت النتائج مخيبة لآمالهم من جديد . . فلا يوجد أي بلاغ مسبق عن الشخص المشتبه به رغم مذكرات ومراسلات السفارة إلى أكثر من جهة . . ، والرحلة التي وصلت من دمشق في تلك الليلة لم يكن فيها أي شخص يمني ، والمعلومات الخاصة بالرحلات السابقة التي وصلت من دمشق __ كما قال لهم الموظف المختص __ لا يتم الاحتفاظ بها في المطار ، وإنما ترسل أولا بأول إلى المركز الرئيسي في مكتب بعيد عن المطار .
عادوا جميعا إلى السفارة ، ولم يكن أمامهم من خيار سوى تحديد موعد مع السفير إلى صباح اليوم التالي ، والتعقيب على وزارة الخارجية والجهات الرسمية الأخرى . . ، والعودة إلى المطار في اليوم التالي حيث ستصل رحلة طيران أخرى من دمشق .
شهدت الأيام التالية ازدياد حالة اليأس والقلق لدى أفراد المجموعة . . فجميع الرحلات القادمة من دمشق لايوجد فيها أحد . . ، ومعظم إجراءات السفارة غلب عليها الطابع الرسمي والروتيني . . ، وواجهتهم مشاكل أخرى منها أن إقامة احمد شقمان الممنوحة له من السفارة الروسية بصنعاء لمدة شهر واحد فقط قاربت على الانتهاء . . ، وتم تسليم جواز سفره لأحد موظفي السفارة لإكمال معاملة الإقامة بعد أن حاول ثلاثة من أفراد المجموعة أن يفعلوا شيئا بهذا الخصوص فلم يتمكنوا .
بدأ الإحساس بالمرارة والخيبة ملازما لهم طوال الوقت فرغم أن الشخص المطلوب لهم موجود في إحدى المدن الروسية القريبة من موسكو إلا أن الأمور تسير في الاتجاه المعاكس .
حاول محمد عبدالعزيز الاتصال برائد ياسين . . ، ولم يكن لدي أي جديد __ كعادته __ ووعدهم إلى ظهر يوم الغد . . ، ومرة ثانية حاول محمد عبدالعزيز الاتصال بالملحق العسكري اليمني في دمشق فلم يجده في منزله .
الوقت يمر ببطء شديد ، وحالة اليأس تعاودهم من جديد . . ، وهذه البلاد بصقيعها وثلوجها التي لم يألفوا الحياة فيها تجعلهم في خوف دائم وقلق مستمر ، لأنهم لا يعرفون ما ستسفر عنه الأيام القادمة ؟ . . ولا ما هو المجهول الذي ينتظرهم ؟ . . ، ومع هذا كله فقد كان إيمانهم بالله قويا . . ، وكان محمد عبدالعزيز كثيرا ما يبدد حالة اليأس التي يثيرها أفراد المجموعة بقوله :
_ كل شيء بإرادة الله ، وأملنا فيه كبير .
توجهوا إلى السفارة من جديد ، وطلبوا من السفير استخدام علاقاته الشخصية للاتصال مباشرة بالمعاهد الموجودة في مدينة بتره لأن الإجراءات الرسمية ستتأخر . . ، ووافق السفير على طلبهم ، وكلف الملحق الثقافي بالاتصال بالمعاهد مباشرة . . ، ولم يتمكن الملحق إلا من الاتصال بمعهدين فقط ، ولم يجد فيها أي نتيجة إيجابية . . ، ومن جديد كلف السفير الملحق الثقافي اليمني السابق __ الذي كان حينها لايزال في موسكو __ بمتابعة الموضوع والإفادة بأي نتائج يتوصل إليها .
كان عبدالحكيم قد وعدهم بالبحث عن سكن جديد أفضل من السكن الحالي . . ، ووجدوا شقة سكنية مناسبة مؤجرة للملحق العسكري اليمني في موسكو __ والذي كان حينها في اليمن __ ووافق على أن ينتقلوا للسكن فيها بعد أن اتصلوا به هاتفيا إلى اليمن .
في السكن الجديد لم يكن مناسبا لهم وجود الشغالة التي كانت تسكن في إحدى غرف الشقة . . ، وحاولوا التخلص منها ولكنها رفضت . . ، وبعد حوار طويل تم الاتفاق معها على أن تستقر هي في المطبخ ، وتقوم بأعمال النظافة . . فيما يتولوا هم عملية إعداد الطعام .
شهدت الأيام التالية بعد ذلك إصابة كلا من محمد عبدالعزيز وناصر بن زايد بمرض شديد وحالة من الحمى والزكام . . ، وكأن المصائب بالفعل لاتأتي فرادى . . ، وخلال هذه الأيام كان عليهم الاتصال باليمن وتكليف كلا من محمد بن علي وقائد بن علي لمتابعة وإرسال مذكرة رسمية من فرع الشرطة الدولية باليمن إلى وزارة الخارجية الروسية مباشرة حسب طلبهم .
ظل محمد عبدالعزيز وناصر بن زايد ملازمين للفراش من جراء الحالة المرضية التي ألمت بهم . . ، وكان على أفراد المجموعة الآخرين التحرك يوميا إلى السفارة . . ، وكان لديهم خطة جديدة تتضمن سفر بعضهم إلى مدينة بتره . . ، ولكن السفير أقنعهم بالعدول عن هذه الفكرة لأن هناك من يقوم بذلك حاليآ ، بالإضافة إلى أنهم سيكونون بعيدين عن السفارة فيما لو سافروا إلى هناك ، بعد حوالى أسبوع من انتقالهم إلى السكن الجديد أخبرهم موظف السفارة محمد عبدالغني أن المحكمة في مدينة بتره قد أصدرت أمرآ بالقبض على الشخص المطلوب بناء على الأوليات التي أرسلت إلى هناك ، وأنه سوف يبقى في الحجز لمدة شهر حتى تأتي أوراق إثبات إدانته . . ، وإذا لم تصل هذه الإثباتات خلال المدة المحددة فسيتم الإفراج عنه .
كان أفراد المجموعة مهتمين أولا بالتأكد من وجوده ، وبعدها لن تكون الإثباتات ذات أهمية بالنسبة لهم . إذ أن بمقدورهم إحضار كل مايثبت إدانته في نهاية الأسبوع حدث ما لم يكن متوقعا لا في حسبانهم ، ولا في حسبان السفير وأعضاء السفارة . . إذ أن عبدالحكيم تمكن من الاتصال بالمعهد الذي حصل منه الشخص المشتبه به على المنحة الدراسية ، وطلب منهم إرسال أوراقه وصورة جواز سفره إلى موسكو ، وعندما وصلت إليهم الأوراق اتضح لهم أن الاسم والصورة ليست للشخص المطلوب الذي يبحثون عنه ، وإن كان هناك بعض التشابه في الاسم والصوذة؛ ازدادت التساؤلات والتعقيدات ، وظهر أمامهم سيناريو جديد : هل هذا شخص آخر ؟
هل الجاني يجيد التنكر إلى هذا الحد ؟
اقترح البعض ضرورة السفر إلى مدينة بتره ، والتحقق من معلومات الشخص المشتبه به مباشرة من هناك والبعض الآخر اقترح توجيه مسار البحث والتحري في اتجاهات أخرى كان رأي عبدالحكيم هو التريث لمدة يومين أو ثلاثة أيام وسوف يواصل البحث . ، وبعدها يتم اتخاذ القرار بالسفر إلى مدينة بتره أو عدم السفر .>>



 


الرد باقتباس
قديم 02-03-2013, 02:26 AM   #35


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طشقند



( 25 )
مع ازدياد التعقيدات وتشابك المسائل تتطور قدرات الإنسان ، ويظل عقله يبحث عن المخارج الممكنة . . هذا إذا لم يتملكه اليأس ويقضي عليه .
في السكن قرر أفراد المجموعة بعد وقت طويل من الحوار وتبادل الآراء ، ودارسة جميع الاحتمالات . . العمل في اتجاهين : الأول __ دراسة إمكانية السفر إلى مدينة بتره ، والتحقق من المعلومات الواردة من هناك عن كثب ، والثاني __ سرعة إرسال المعلومات الواردة من المعهد إلى مأرب وتكليف مجموعة من أصحابهم بالتوجه إلى صنعاء والبحث عن صاحب هذه المعلومات ، وجمع أكبر قدر ممكن من الحقائق حوله .
تحركت مجموعة أخرى من الأشراف من مأرب إلى صنعاء ، وتتكون من محمد بن علي وناصر محمد وصالح بن قائد . . ، وقد سجلوا جميع المعلومات التي وصلتهم من موسكو ، وبمجرد وصولهم إلى صنعاء باشروا عملهم . . ، وخلال يومين فقط اتصلوا بمجموعة موسكو وأخبروهم أن المعلومات جاهزة لديهم ، وطلبوا رقم الفاكس الذي سيتم إرسالها عليه إلى موسكو .
اتصل بهم محمد عبدالعزيز ، وأعطاهم رقم الملحقية الثقافية اليمنية في موسكو ليتم إرسال المعلومات إليها . . ، وفي اليوم التالي تحركوا جميعا إلى الملحقية الثقافية ، وانتظروا حتى وصلت المعلومات من اليمن ، وتتضمن اسم الشخص الملتحق بالمعهد في مدينة بتره . وصورته. . ،وعرضوا المعلومات على السفير والملحق الثقافي . . ، ثم استأذنوهما بالتحرك إلى مبنى الصداقة لعرض الصورة والاسم على الطلاب اليمنيين للتأكد ما إذا كان هذا هو الشخص الذي جاء إليهم من قبل أم لا ؟
. . . كانت الصورة المرسلة من اليمن بالفاكس غير واضحة . . ، وبالتالي فقد قال لهم أحد الطلاب أن الصورة ليست للشخص الذي جاء إليهم . . . . ، ثم قال بعد لحظات أنه ليس متأكدالأن الصورة غير واضحة .
قرر أفراد المجموعة الاتصال بمجموعة صنعاء ، وطلب إرسال الوثائق والمعلومات بالبريد المسجل والسريع وليس بالفاكس .
كان أفراد المجموعة حتى هذه اللحظة يتأرجحون بين الشك واليقين ، ولم يمتلك أحدهم __ بما في ذلك محمدعبدالعزيز __
الجرأة أو القدرة على قطع حالة الشك هذه بتصرف واضح ينتقل بهم إلى مرحلة اليقين . . ، وكان القرار الوحيد الذي اتخذوه هو تحرك بعضهم إلى مدينة بتره ، وعدم الاعتماد على الاتصالات الرسمية بين السفارة والمعهد الذي التحق به الشخص المطلوب .
في اليوم التالي تحرك محمد بن صالح واحمد شقمان على قطار الساعة السادسة مساء ، __ ومعهما الطالب اليمني طارق الذي قابل الشخص المشتبه به في مبنى الصداقة بموسكو __ متجهين إلى مدينة بتره . . ، ومع أن الرحلة بالقطار كانت خلال الليل . ، فبمجرد وصولهم تحركوا مباشرة للقاء بالملحق الثقافي اليمني السابق الذي كان لايزال مقيما في مدينة بتره ، وكانت مفاجأة بالنسبة لهم حين عرض عليهم صورة الشخص المشتبه به ، وقارنوها بصورة الجاني صالح علي ، ووجدوا الفرق واضحا بين الجاني والشخص الذي يتابعونه منذ فترة .
لم تكن المفاجأة محبطة لهم ، ولم تضعف معنوياتهم . . ربما لأنها أوصلتهم أخيرا إلى مرحلة اليقين التي جاءوا إلى هذه المدينة للبحث عنه .
كان أول عمل قاموا به هو الاتصال بأصحابهم في موسكو لينقلوا لهم النتيجة التي توصلوا إليها ، والتي يدركون أنهم في لهفة شديدة لمعرفتها . ، وبعد عودة محمد بن صالح واحمد شقمان إلى موسكو بعد أن تأكدوا من أن الشخص المشتبه به ، والذي ظلوا يتابعونه فترة طويلة . ليس هو الجاني صالح علي ، وكان لزاما عليهم بعد هذا كله أن يبدأوا في البحث عن اتجاه جديد في عملية البحث والتحري تعوضهم عن الجهد والوقت والمال الذي أنفقوه في متابعة شخص لم يكن هو الشخص المطلوب . . ، وكانت الخطوة الجديدة التي قرروا القيام بها هي سرعة معاملة تأشيرات الدخول إلى جمهورية أوزبكستان . . والسفر إلى هناك في مغامرة جديدة للحاق بالجاني صالح علي .
قبل أن يتحركوا إلى السفارة في صباح اليوم التالي لمعاملة تأشيرات الدخول إلى أوزبكستان . . وصلت إليهم بعض الأخبار المزعجة من اليمن نقلها إليهم أفراد المجموعة التي كانت قد تحركت إلى صنعاء لمتابعة الشخص المشتبه به . . ثم عادت إلى مأرب . . الخبر الأول : تضمن حدوث مشكلة بين أحد أصحابهم وأحد أفراد قبيلة أخرى مجاورة لهم في مأرب . . ، والخبر الثاني : هو أن الأخ الأصغر لطالب شقمان يعاني من حالة مرضية شديدة إثر إصابته بفيروس الكبد . . ، وأن حالته تستلزم ضرورة عودة طالب بأسرع مايمكن لمرافقته إلى الخارج للعلاج .
قرروا أن تتزامن معاملة تأشيرات الدخول إلى أوزبكستان مع استعداد طالب للسفر من موسكو إلى دمشق ، ومن ثم العودة إلى اليمن ، ووجدوا عناء بالغا في إقناع طالب شقمان بالعودة إلى اليمن ، ولم يجد محمد عبدالعزيز بدآ من تهديده بأنه إذا لم يوافق على العودة فإنهم سيعودون جميعا . مما يعني وقف عملية البحث والتحري بسببه .
كان طالب يفكر وهم يحدثونه في الخيارات التي أرادت الأقدار أن تضعها أمامه في هذه المرحلة بالذات . . . فزملاؤه أفراد المجموعة سيتحركون في رحلة جديدة للبحث عن الجاني ، وأخوه الذي يحتضر في مأرب بحاجة إلى أن يكون بجانبه ، وفي هذه اللحظات كان طالب يتمنى لو تكشفت له أسرار الغيب وعرف ماهم قادمون عليه حتى يتخذ القرار المناسب . . ، وكأن ناصر بن زايد __ الذي بدا وجهه شاحبا من آثار الحمى التي أصابته __ قد أدرك في تلك اللحظة ماكان طالب يفكر به . . فقال له :
_ يجب أن تعود إلى اليمن . الحي أبقى من الميت !! .
توجهوا إلى السفارة اليمنية ، وهناك قاموا بتعبئة استمارات طلب التأشيرات ، وسلموا جوازات سفرهم مع الرسوم المطلوبة وهي مبلغ ألفين دولار لأحد موظفي السفارة ليكمل معاملتها . . ، وفي نفس اليوم قطعوا تذكرة سفر إلى دمشق لطالب الذي وافق بعد جهد على العودة إلى اليمن .
غادر طالب في اليوم التالي ، وعاد أفرد المجموعة إلى السكن بعد أن ودعوه . . . لقد كان عليهم الانتظار لمدة ثلاثة أيام ، والبقاء داخل السكن دون القيام بأي عمل ، والسبب في ذلك العطلة الأسبوعية التي جاءت بعدها مباشرة عطلة أخرى بمناسبة عيد المرأة . . ، وكان مزعجا لهم أن طالبآ لم يتصل من دمشق في اليوم الثاني لسفره كما كان مفترضا منه . . ، ومع أنهم لم يفعلوا شيئا بهذا الخصوص . . ، ومع أنه لم يكن بأيديهم أصلا مايمكن أن يفعلوه . . فقد تملكتهم حالة من القلق لعدم اتصاله بهم حتى الآن . . ، وقد ظلوا كذلك طوال النهار ، ولم يهدأ لهم بال إلا حين اتصلوا في المساء إلى مأرب فقيل لهم أن طالب قد وصل إلى هناك .
استمر أفراد المجموعة بعد ذلك في متابعة الحصول على التأشيرات . . ، وفوجئوا عند وصولهم إلى السفارة بخبر إسعاف السفير إلى المستشفى إثر حالة مرضية طارئة ، وقرروا زيارته في المستشفى . . ، وهناك طلبوا منه التوجيه إلى السفارة بتحرير مذكرة لوزارة الداخلية الأوزبكية . . ، ووافق السفير على طلبهم على أن يتم تحرير المذكرة المطلوبة في اليوم التالي ، وخلال يومين فقط من زيارتهم للسفير كانت تأشيرات الدخول جاهزة لديهم . . ، وكانوا سعداء كذلك بتكليف الملحق الثقافي بمرافقتهم خلال رحلتهم إلى أوزبكستان . . ، وخلال الليلة الأخيرة لهم في موسكو كان محمد عبدالعزيز يتفحص بحرص شديد الأوراق والوثائق الخاصة بالقضية ، وأفراد المجموعة يحيطون به وقد بدت على ملامحهم بوضوح علامات القلق من خوض مغامرة جديدة لايعرفون عنها شيئا وكانوا جميعا __ وبدون سابق اتفاق __ يحاولون إخفاء قلقهم أمام بعضهم البعض ، وكان كل واحد منهم في تلك الليلة يعتقد أنه الوحيد الذي لم ينم طوال الليل بانتظار موعد السفر إلى أوزبكستان في الساعة الثالثة صباحا . >>



 


الرد باقتباس
قديم 02-04-2013, 05:24 PM   #36


الصورة الشخصية لـ صدى الوجدان
صدى الوجدان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 03-31-2014 (02:37 AM)
 المشاركات : 10,242 [ + ]
 تقييم العضوية :  570
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
الإفتراضي



ننتظر اللحظات الحاسمه في القصه والاخيره في الراوايه للكاتب الكبير
جلال بن علي الرويشان
كل الشكر والتقدير لشخصك الكريم ذيب الغداري على اتحافنا بوقائع قصه واقعية



 


الرد باقتباس
قديم 02-07-2013, 02:56 AM   #37


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طشقند



( 26 )
أقلعت الطائرة الروسية من مطار موسكو متجهة إلى العاصمة الأوزبكية طشقند . . ، وكان احمد شقمان يؤشر لأفراد المجموعة من مقعده بفك أحزمة الأمان بعد أن استقرت الطائرة في الجو ، والملحق الثقافي يراقبهم بنظراته وهو يبتسم . . ، واندهشوا لأن الرحلة من موسكو إلى طشقند تستلزم منهم تقديم ساعاتهم بمعدل ساعتنين كاملة وهو فارق التوقيت الزمني بين موسكو وطشقند . . ، وهذا يعني أن الرحلة ستكون إلى أرض جديدة تختلف كثيرا عن موسكو . . وهذا يعني أيضا الحاجة إلى المزيد من الاستعداد النفسي ورباطة الجأش ، وخلال الرحلة كان ناصر بن زايد يحاول بين الفينة والأخرى أن يزيل تلك الهالة من الخوف والقلق التي علقت بأذهان بعض أفراد المجموعة . عندما كان يطلق بعض النكات والأحاديث الساخرة . . ، ومنها أنهم ذاهبين إلى نهايتهم المحتومة ، ثم قال معلقا على ذلك __ وهو يشير إلى الملحق :
_ نحن جئنا بمحض اختيارنا . . لكن ماذنب الملحق ؟! !
ضحكوا جميعا . . وضحك الملحق حتى اتجهت نحوهم نظرات ركاب الطائرة جميعا وفيها علامات استغراب .
وصلت الطائرة إلى مطار طشقند ، واستغرقت معاملة الخروج من المطار ما يقرب من ساعتين ، دون أن يتمكن الملحق الثقافي واحمد شقمان من معرفة سبب هذا التأخير المعتمد الذي كان محمد عبدالعزيز وناصر بن زايد يسألونهما عنه بإلحاح . . . فيما كان محمد بن صالح وعلي بن عبود في صالة الانتظار يتجاذبان أطراف الحديث وكأن الأمر لا يعنيهما .
اتجهوا جميعا إلى الفندق بعد إكمال الإجراءات ، ولأن محمد عبدالعزيز كان يدرك أنهم ماجاءوا إلى هذه البلاد للسياحة أو الراحة . . ورغم حالة التعب والإرهاق التي بدت عليهم . فبمجرد وصولهم إلى الفندق تقدم إلى الملحق وسأله في أدب جم :
_ هل يمكن أن نسأل عن الدوام ؟! ونتوجه الآن إلى وزارة الخارجية الأوزبكية لنبدأ في العمل ؟! !
كان الملحق قد انتهى لتوه من إجراء بعض المحادثات الهاتفية من استعلامات الفندق . . وقد ابتسم وهو ينظر إلى محمد عبدالعزيز . . وقال :
_ لسوء الحظ أن هذا اليوم ، ويوم غد عطلة رسمية هنا في طشقند ! !
وهذا يعني أننا لن نتمكن من عمل شئ خلال هذا اليوم وغدا .
استسلم محمد عبدالعزيز للأمر الواقع ، وقرروا تناول طعام الغداء والنوم ، وبعد ساعة فقط وجد نفسه قلقا . . ، وبالتالي فلم يدع أفراد المجموعة ينامون . . ، ودعاهم للقاء في غرفته ، وطرح عليهم عدة خيارات للعمل . . أحدها كان ضرورة البحث عن أحد الطلاب اليمنيين ليتم الاستدلال عن طريقه على عنوان شخص يمني يدعى فؤاد لديه شركة سياحة في طشقند ، وكانوا قد سمعوا عنه وعن شركته وهم في موسكو ، والخيار الثاني طرحه لهم محمد عبدالعزيز على شكل سؤال . . حيث قال :
_ هل نتحرك إلى بخارى مباشرة ؟! أم أنه الضروري أن ننتظر هنا في طشقند حتى إكمال المعاملة في وزارة الخارجية الأوزبكية ؟! !
كانت لديهم معلومات مسبقة من اليمن وسوريا أن صديقة الجاني الأوزبكية تسكن في مدينة بخارى التي تبعد عن العاصمة طشقند مسافة اثنتي عشر ساعة بالقطار . . ، وبدوا جميعا مترددين في الموافقة على التحرك إلى بخارى قبل إكمال الإجراءات المطلوبة في طشقند . خوفا من أن يضطروا إلى العودة إلى طشقند مرة أخرى .
مر عليهم اليوم التالي لوصولهم بصعوبة بالغة لأنهم لم يفعلوا شيئا سوى الانتظار حتى تنتهي العطلة الرسمية . . ، ومع هذا فلم يمنعهم ذلك من التخطيط لما يمكن أن يقوموا به بعدها . . ، وفكروا وقدروا وقرروا __ بعد أن استدعوا الملحق إلى الغرفة التي يجتمعون فيها __ على ألا يتم الإشارة لا من قريب ولا من بعيد بأنهم أقارب المجني عليهما . . ، وبدا الاندهاش واضحا على الملحق من سبب هذه الخطة وهدفها . . ومع هذا فقد ظل صامتابينما واصل محمد عبدالعزيز حديثه . . قائلا :
_ نحن لا نعرف شيئا عن طبيعة الأنظمة الأمنية والقانونية المتبعة في هذه البلاد . . ولا أعتقد أن هناك قانون يسمح بتسليم الجاني لأقارب المجني عليه مباشرة . . ، وأضاف مستدركا وهو يبتسم :
_ هذا فيما لو وجدناه وأمسكنا به ! !
قال الملحق :
_ وماذا تريدون أن يقال عنكم ؟! ومن أنتم إذا ؟! !
قال محمد عبدالعزيز . بعد لحظة قصيرة من الصمت :
_ نحن مسؤولون ، أو مندوبون عن أجهزة الأمن والقضاء في اليمن ، ومكلفون بمتابعة هذه القضية في الخارج ، ولدينا هنا __ وأشار إلى الملف الموضوع أمامه __ مايثبت صحة ما نقول .
تحسس محمد بن صالح جيبه في حركة سريعة . . ، وقال لهم بصوت مرتفع وهو يخرج بطاقته العسكرية ، ويبرزها أمامهم :
_ أنا جاهز . سوف اكون ضابط الأمن المكلف بالقضية .
كانت صدفة تدل على حسن الحظ ، ومفارقة عجيبة أن يحمل شخص بطاقته العسكرية عند سفره خارج بلده . . ، وبالذات في مهمة مثل هذه ، ورغم أنه قد تم تنبيههم قبل مغادرتهم لليمن بأن لا يحملوا معهم أي أوراق أو وثائق قد تسبب لهم المشاكل . . لايعرف محمد بن صالح ما هو الإحساس الذي خامره حينها بضرورة حمل بطاقته العسكرية .
في اليوم الثالث لوصولهم إلى طشقند توجهوا جميعا ، ومعهم الملحق إلى وزارة الخارجية الأوزبكية . . ، ومعهم أيضا جميع الأوراق والوثائق الخاصة بالقضية ومنها الرسالة التي تم إعدادها من السفارة اليمنية في موسكو . . ، وعندما طلبوا مقابلة رئيس الدائرة القنصلية لم يسمح بالدخول إلا للملحق فقط . . ، والذي أخبرهم بعد خروجه أن المسؤول الأوزبكي الذي قابله قد طلب منهم مهلة إلى بعد ظهر اليوم حتى يعود الرأي من وزارة الداخلية الأوزبكية .
كان أفراد المجموعة يكرهون المواعيد التي يفرضها الروتين الوظيفي ، وكان يخامرهم إحساس دائم بأن الأحداث تتسارع وأن الأمور تسير في غير صالحهم إذا طلب منهم الانتظار حتى يأتي الرد من جهة أخرى . . ، وانطلاقا من هذا الإحساس فقد عاد الملحق الثقافي بعد ظهر نفس اليوم ، ومعه كلا من احمد شقمان ومحمد بن صالح . . ، وتحدثوا مع المسؤول الأوزبكي من مكتب استعلامات الوزارة ، وأخبروه أنهم سيتحركون إلى بخارى ، وأن عليه إبلاغ وزارة الداخلية الأوزبكية ، وإدارة الشرطة في بخارى حتى يكون لديهم خبر مسبق عنهم قبل وصولهم إلى هناك .
عاد إليهم سوء الحظ من جديد كما قال ناصر بن زايد . . إذ أنهم وبمجرد عودتهم من وزارة الخارجية الأوزبكية . تلقى الملحق الثقافي محادثة هاتفية من موسكو تتضمن أمرآ بسرعة العودة إلى موسكو حيث وقع حريق مفاجئ في سكن الطلاب اليمنيين في موسكو . . ، ورغم ما يعني لهم ذلك . فقد أظهروا إصرارهم على عودته . . ، وإن كانوا في حقيقة الأمر لا يفضلوا أن يتركهم في هذه الظروف ، وفي هذا المنعطف الخطير من رحلة البحث . >>



 


الرد باقتباس
قديم 02-11-2013, 04:03 AM   #38


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طشقند



( 27 )
في مساء نفس اليوم كان أفراد المجموعة الأربعة في إحدى غرف القطار المتجه من طشقند إلى بخارى في رحلة تستغرق اثنتي عشر ساعة . . ، وكان معهم في نفس الغرفة ثلاثة أوزبكيين بدت عليهم الدهشة من حديث وحركات أفراد المجموعة . . وحتى بعد أن تبادل معهم احمد شقمان بعض عبارات التعارف باللغة الروسية . فلا تزال الدهشة مرتسمة على وجوههم .
كانت الطريق تمر بين الجبال والوديان السحيقة ، وكان منظرها بعد سقوط الأمطار وجريان السيول رهيبا وخلابا في آن واحد . . مما جعل ناصر بن زايد ينطلق في أحاديثه الساخرة ليؤكد لهم أن الأماكن التي يمرون منها هي الأنسب لنهايتهم .
أدرك أحد الأوزبكيين المشاركين لهم في نفس الغرفة . أن حديثهم يدور حول جمال الطبيعة ورهبتها . فقال لأحمد شقمان وهو يشير بيده من نافذة القطار:
_ المكان ضيق في الجبال . . لكنه رحب في القلوب . . ، ثم قال لهم __ بعد أن انتهى أحمد شقمان من ترجمة حديثه السابق لأفراد المجموعة :
_ هذه حكمة مشهورة عندنا . . ، وفي هذه الجبال والوديان السحيقة تنتشر الحكم والقصص والروايات ،وعندنا هنا نهتم بالشعراء والفنانين ، ونحب من يقول الحكمة . . . قال ذلك ثم أورد حكمة أخرى __ لعله كان يعبر فيها عن عودته هو وزميليه من طشقند إلى بخارى . . حيث قال :
_ من خرج يبحث عن الحقيقة . فقد حكم على نفسه أن يبقى دائما في الطريق .
لامست هذه المقولة أحاسيسهم وعقولهم مباشرة . وكأنهم كانوا هم المعنيون بها ، وأخافتهم نبرة التشاؤم الواردة فيها . . مماجعل محمد عبدالعزيز يؤكد للرجل الأوزبكي __ واحمد شقمان يترجم __ أن العزيمة والإصرار تجعل المرء يحقق ما كان غيره يعتقد بأنه مستحيل . . وأن على الإنسان الا يتراجع عما يريده حتى لوكانت فيه نهايته .
ابتسم الرجل الأوزبكي بعد أن استمع إلى ترجمة ماقاله محمدعبدالعزيز . . وقال :
_ النسور على الأرجح لم تخسر المعركة ، لكنها فنيت كلها ، وهذا شئ آخر .
توقف الحديث بينهم وبين الأوزبكيين فور وصولهم إلى بخارى . . ، ولم ينس الثلاثة الأوزبكيين أن يوجهوا لهم الدعوة للنزول لديهم كضيوف. مؤكدين لهم أن الضيف القادم من بعيد هو الأغلى والأهم .
شكرهم احمد شقمان على دعوتهم ، واعتذر لهم بعد أن همس له محمد بن صالح . قائلا :
_ اعتذر لهم فهم لا يعرفون ماجئنا من أجله .
خرج أفراد المجموعة من محطة القطار ، واستقلوا سيارة اجره . . ، وبدأت عملية البحث عن سكن مناسب أو فندق ، ولم يوافق المسؤول المالي للمجموعة على أي فندق من الفنادق التي مروا بها لأنها كانت غالية جدا . . ، وكان على احمد شقمان أن يتولى البحث عن سكن بسؤال جميع أصحاب مكاتب الخدمات العقارية التي وجدوها . . ، والتي انتهت بالعثور على شقة مفروشة ، وجدوا أنها أفضل وسعرها مناسب وإن كانت ضيقة بعض الشيء . . ، وفور وصولهم إلى الشقة ووضع الأمتعة و الحقائب . . ، ورغم حالة التعب التي سببتها لهم رحلة القطار الطويلة فقد قام محمد عبدالعزيز باستدعاء أفراد المجموعة ، وبدأوا في إعداد الخطة الخاصة بتحركهم في مدينة بخارى ، وتم أولا فرز الأوراق والوثائق ، واستخراج عنوان ورقم هاتف الفتاة الأوزبكية التي هي صديقة الجاني صالح علي من بين الأوراق التي جاءوا بها من اليمن ، والتي كانت المجموعة الأولى قد حصلت عليها في محافظة لحج خلال عملية البحث والتحري التي تمت داخل اليمن . . ، ثم تم توزيع الأدوار التي سيتم التحرك تحت غطائها . . فمحمد بن صالح ضابط الأمن المكلف بالقضية ومحمد عبدالعزيز ممثل القضاء والنيابة العامة ، ولديه ما يثبت ذلك فاسمه في بطاقته الشخصية يبدأ باللقب __ الشريف محمد عبدالعزيز __ والشريف هنا في أوزبكستان هو لقب الحاكم أو رجل القضاء . . وعلي بن عبود عنصر الأمن المرافق للضابط . . ، وأما ناصر بن زايد فقد اتخذت المجموعة بشأنه قرار آخر . فهو الوحيد من أفراد المجموعة الذي كان قد التقى بالجاني صالح علي عندما جاء هذا الأخير إلى مأرب قبل فترة من ارتكابه لجريمته . . ، وبالتالي فإن ظهور ناصر بن زايد أمام الجاني يشكل خطورة كبيرة على مسار عملية البحث . . ، ومن هنا فقد تقرر أن يبقى ناصر بن زايد في الشقة تحت الإقامة الجبرية معظم الوقت . . ، وقد وافق هو على هذا القرار مكرها .
بعد ذلك قرر محمدعبدالعزيز ومعه محمدبن صالح واحمد شقمان التحرك إلى الإدارة العامة للشرطة في مدينة بخارى ، وهناك طلبوا مقابلة المدير العام بعد أن عرضوا الأوراق والمذكرات التي معهم على موظف الاستعلامات . . ، وبعد فترة انتظار سمح لهم بمقابلة النائب الأول الذي استمع إليهم ، ثم طلب منهم الوثائق التي معهم . . بما في ذلك عنوان شقة الفتاة التي يعتقدون أن الجاني يختبئ لديها . . ، وبعد أن اطلع على بعض الأوراق . رد عليهم ردا سلبيا لم يعجبهم __ وهو يشير إلى إحدى المذكرات __ حين قال :
هذه الرسالة ليست موجهة لنا إنما لوزارة الخارجية في طشقند . . ، وعليكم العودة إلى هناك لتسليمها . !!
بدا على كل من محمد عبدالعزيز ومحمد بن صالح الانفعال . . فيما بدا احمد شقمان هادئا ، وأخذ يحدث نائب المدير العام بهدوء . مما جعل هذا الأخير يطلب منهم الانتظار حتى يذهب إلى مكتب المدير العام لعرض الموضوع عليه وإقناعه .
عاد إليهم الأمل والتفاؤل . عندما عاد إليهم النائب ، واصطحبهم إلى أحد المكاتب ، وأجرى بعض الاتصالات الهاتفية . . ، ثم قال لهم :
_ سوف نراقب الشقة أولا . . ، وإذا كان الشخص المطلوب فيها فسيتم إلقاء القبض عليه .
استدعى النائب بعد ذلك أحد الضباط لمرافقتهم ، وزودهم بعنوان إدارة التحريات التابعة للشرطة ، وطلب منهم التحرك مع الضابط إلى هناك . . . مشيرا إلى أن التوجيهات بالبدء في عملية المراقبة قد صدرت إلى مدير التحريات . . ، وسوف يشرح لهم التفاصيل فور وصولهم إلى هناك .
توجه أفراد المجموعة __ ومعهم مندوب إدارة الشرطة __ إلى إدارة التحريات . . ، وهناك استقبلهم مدير التحريات ، وأخبرهم أن مراقبة الشقة سوف تبدأ فورا . . ، وأنه سيبلغهم بالنتائج التي يتم التوصل إليها فورا عن طريق الاتصال بهم هاتفيا إلى سكنهم .
لم يكن مناسبا لهم العودة إلى السكن دون أن يكون قد اتضح لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ولو بشكل مبدئي __ كما قال محمد عبدالعزيز
__ الذي أصر على اصطحاب مدير التحريات معهم لتناول طعام الغداء في أحد المطاعم القريبة من الإدارة . . أملا منهم في وصول أي نتائج عن عملية المراقبة وهو معهم .
تناولوا طعام الغداء دون أن تصل أي نتيجة . . ، ومع أن مدير التحريات أكد لهم أن ضباطه ينفذون مهمتهم في تلك اللحظة على أكمل وجه . . فقد قرروا العودة إلى السكن والانتظار هناك لأي نتائج ، وغادروا بعد أن أكدوا لمدير التحريات __ وبشكل ملفت للنظر __ ضرورة الاتصال بهم مهما كانت أهمية النتائج التي تصل إليه . >>



 


الرد باقتباس
قديم 02-21-2013, 02:25 AM   #39


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طشقند



( 28 )
بعد ظهر نفس اليوم ، وبين الساعة الرابعة والخامسة تقريبا . . رن جرس الهاتف لديهم في السكن . . ، وكان هذا أول اتصال هاتفي يصل إلى سكنهم الجديد في مدينة بخارى . . استدعي احمد شقمان على عجل ليتولى الرد . . ، وبعد برهة قصيرة وهو يتحدث مع الطرف الآخر . . أشار لهم بيده إشارة فهموا منها أن الأمور تسير بصورة ممتازة . . ، وما إن انتهى من الحديث حتى هرع إليه جميع أفراد المجموعة وسألوه بصوت واحد :
_ هل وجدوه ؟!!
_ نعم . إن مدير التحريات يقول أنه موجود !
قال محمدعبدالعزيز :
_ مارأيكم الآن ؟ هل نتحرك إلى هناك ؟
قال احمد شقمان . . قبل أن يدلي أحد برأيه :
_ لا . لقد عرضت ذلك على مدير التحريات عندما تحدثت معه الآن ، ولكنه رفض ، وطلب منا البقاء هنا في السكن حتى لا نسبب لهم أي مشاكل بوجودنا هناك.
بدا الاستياء واضحا على أفراد المجموعة من تقييد حركتهم ، ومنعهم من الحضور ومتابعة أعمال التحريات عن كثب . . ، ولكن لم تكن لديهم خيارات أخرى . . ، واكتفى محمد عبدالعزيز بالنظر إلى السماء وتمتم بكلمات غير مسموعة .
الوقت يمر عليهم ببطء شديد ، وأعينهم مركزة على الهاتف __ الذي شارك هو أيضا في حرق أعصابهم بصمته المطبق __ بعد المكالمة الأولى . . ، وحتى لايكونوا مدعاة للسخرية في نظر أنفسهم عندما يكونوا قاب قوسين أو أدنى من هدفهم . . ثم لا يفعلوا شيئا . . فقد قرروا التحرك إلى إدارة التحريات من جديد ، ومعرفة ما يجري هناك على أرض الواقع ، وتحركوا إلى إدارة التحريات بالفعل بعد أن تركوا ناصربن زايد وعلي بن عبود في السكن ، وفي إدارة التحريات شرح لهم المدير ما تم عملة حتى الآن حيث قال :
_ لقد تحركت مجموعة من الضباط لمداهمة الشقة . . ، ولم يجدوا فيها سوى الفتاة ووالدها . .
بينما تمكن الجاني على ما يبدو من الفرار من الباب الخلفي للعمارة . . ، وقد تم توجيه الضباط بإحضار الفتاة ووالدها إلى هنا للتحقيق معهم ، ولاتزال الشقة تحت المراقبة .
ما إن انتهى احمد شقمان من ترجمة ماقاله مدير التحريات . . حتى قطب محمد عبدالعزيز حاجبه ، وضرب كفا بكف . . ، وتغير لون وجهه ، ثم قال :
_ إذن لقد هرب . . هذا ما كنا نخشاه .
أدرك مدير التحريات مضمون حركات وانفعالات محمد عبدالعزيز فأخرج من درج مكتبه مجموعة من الصور الفوتوغرافية للجاني . قال لهم أنهم وجدوها في شقة الفتاة . . ، ثم طلب منهم الحضور معه أثناء التحقيق الذي يتم في تلك اللحظة مع الفتاة ووالدها .
كانت الفتاة مصرة في بداية التحقيق على أن الجاني قد غادرهم قبل حوالي شهر ونصف ، وأنها لا تعلم أين هو الآن . . ، ومع استمرار التحقيق من قبل ضباط التحريات ، _ وبحضور أفراد المجموعة _ اعترفت الفتاة بأنه كان موجود لديهم بالفعل في نفس اليوم . . ، وأنه غادر الشقة بسبب خلاف بينهما وبينه .
حتى وقت متأخر من الليل لم تدل الفتاة أو والدها بأي معلومات عن مكان تواجد الجاني . . ، واضطر أفراد المجموعة للعودة إلى السكن بعد أن وعدهم مدير التحريات باستمرار حجز الفتاة ووالدها والتحقيق معهما ، وعلى أفراد المجموعة العودة إلى الإدارة في صباح اليوم التالي . . ، وفي الصباح وصلوا مبكرين إلى إدارة التحريات . . ، ووجدوا هناك مدير التحريات ، ومعه مسؤول الحدود والمنافذ الذي أوضح لهم __قبل كل شئ __ أنه قد تم التعميم باسم الجاني وصورته في جميع المنافذ والمطارات المؤدية من والى جمهورية أوزبكستان . . ، وأن عليهم أن يطمئنوا إلى أنه لن يتمكن من مغادرة الأراضي الأوزبكية تحت أي ظرف كان .
أظهر أفراد المجموعة للمسؤولين الأوزبكيين أنهم مطمئنين ، وأنهم يدركون جيدا ويقدرون الإجراءات المتخذة من قبل السلطات الأمنية في بخارى حيال هذا . . موضحين أنهم من خلال تجاربهم العملية في الأمن والقضاء في بلدهم اليمن قد مروا بمثل هذه الإجراءات . . ، وبالغ محمد بن صالح قليلا في تمثيل دوره كضابط أمن عندما حاول شرح بعض المهام التي أوكلت إليه ، ونفذها بجدارة . . ، ثم ما لبث أن فزع من اقتراب أحد الكلاب البوليسية منه وهو يتحدث . . مما جعل محمد عبدالعزيز يهمس في أذنه قائلا :
_ لا تخف من الكلب لأنه يفترض أن لديك في اليمن فرقة كاملة من هذه الكلاب تساعدك في تنفيذ مهامك .
طلب أفراد المجموعة من المسؤولين الأوزبكيين إحضار الفتاة ووالدها لاستجوابهما من قبلهم . . ، ووافق مدير التحريات ، وأرسلهم إلى أحد المكاتب مع الضابط المكلف بالتحقيق . . ، وحاول أفراد المجموعة إغراء الفتاة بالمال ، والتفاوض معها لتدلهم على مكان الجاني . . ، ولكنها رفضت . . ، وأوردت ضمن أقوالها أن الجاني كان قد أنقذها من مشكلة حدثت لها في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة . . ، ورفضت الإفصاح عن تلك المشكلة . . ، وأنها من باب رد الجميل لايمكن أن تخونه ، وظلت مصرة على أنه قد غادر شقتها بعد ظهر الأمس ، ولا تعرف شيئا عن الجهة التي اتجه إليها .
اقتنع أفراد المجموعة بعدم جدوى استمرار التحقيق معها في تلك الليلة ، وطلبوا مقابلة النائب الأول للشرطة من جديد . . ، وأخبروه بما أوردته الفتاة . . مؤكدين له بأنها تكذب ، وطلبوا منه اتخاذ مايراه مناسبآ معها حتى لايضيع الوقت ويتمكن الجاني من مغادرة أراضي الجمهورية . . ، وطمأنهم النائب الأول إلى أنه قد اتخذ جميع التدابير والاحتياطات اللازمة ، وأنه سوف يشرف بنفسه على مسار التحقيقات مع الفتاة ووالدها . . طالب منهم أن يمنحوه فرصة لمدة يومين أو ثلاثة أيام ، وهو يضمن لهم نتيجة إيجابية .
توجه أفراد المجموعة في اليوم التالي إلى إدارة الشرطة من جديد . . ، وهناك أخبرهم الضابط المكلف بالتحقيق أن هناك معلومات جديدة عن القضية . . حيث تمكن أحد الضباط من الاتفاق مع الفتاة على أن يتعاون معها في تهريب الجاني مقابل مبلغ من المال . . ، وأن الفتاة قد وافقت ، وأخبرته أنها قد خبأته في منزل أحد أقاربها . . . كان الضابط خلال حديثه معهم يشير بشكل دائم إلى ضرورة عودتهم إلى السكن ، وسوف تصل إليهم النتائج أولا بأول . . ، وكان ذلك صعبا على أفراد المجموعة لولا أن الضابط أقنعهم بأن وجودهم في المكان الذي يختبئ فيه الجاني أو بالقرب منه قد يفسد خطة القبض عليه .
عاد أفراد المجموعة إلى السكن ، وهم مكسوري الجناح لعدم معرفتهم بما يحدث ، وعدم السماح لهم بالبقاء في إدارة الشرطة . . ، وتناولوا طعام الغداء ، ولم يتمكن محمد عبدالعزيز من النوم __ كما هي عادته دائما __ وربما أن حجم القلق الذي أصابه كان أكبر بكثير من قدرته على النوم .
كان صعبا عليهم للغاية أن يظلوا في السكن إلى ما لا نهاية . . ،
وتصارعت المشاعر في أعماقهم وارتسمت بوضوح على وجوههم . . مما دفع محمد عبدالعزيز إلى القول :
_ ليس بيننا من يعلم ماقد تحمله الأيام القادمة . . ولامانع أن نتوقع أسوأ الاحتمالات . . ، ولكن يجب أن يظل إيماننا بالله قويا في أنها ستكون لمصلحتنا .
قرروا بعد ذلك العودة إلى إدارة الشرطة من جديد . . ، وهناك لم يكن لدى الضابط المكلف بالقضية أي جديد سوى أنهم قد أعادوا تفتيش الشقة مرة أخرى ، وبصورة مفاجئة . . ولكن دون جدوى . . ، ثم عاد الضابط ليؤكد لهم من جديد ضرورة عودتهم إلى السكن وسوف يتصل بهم الساعة الثامنة مساء ليوافيهم بأخبار قال عنها أنها جيدة .
لم يكلف أحد أفراد المجموعة عناء السؤال عن ماهية تلك الأخبار الجيدة التي وعدهم بها الضابط . . ، وربما لم تكن لديهم أدنى قناعة بأن هناك أخبار جيدة سوف تصل إليهم في المساء ما دام هذا الضابط يطلب منهم العودة إلى السكن كلما وصلوا إليه . . وكان هذا هو ما فاتحوا به بعضهم البعض فور خروجهم من إدارة الشرطة .
كانت عادة ناصربن زايد __ المحكوم عليه بالبقاء في السكن طيلة الوقت نظرا لأن الجاني يعرفه __ هي سؤال أفراد المجموعة في كل مرة يعودون فيها إلى السكن عن الجديد الذي عادوا به . . ، وفي هذه المرة لم يجد بينهم من لديه الاستعداد للحديث معه . . لولا أن محمدعبدالعزيز لاحظ ذلك . . فقال له حفاظا على مشاعره :
_ ليس هناك أي جديد . . لقد طلبوا منا العودة إلى السكن حتى يتصلوا بنا .
مرعليهم الوقت ببطء شديد . . ، ولم تفلح محاولات علي بن عبود وناصربن زايد في خلق جو من المرح والتسلية في تحقيق أي نتيجة .
تجاوزت الساعة الثامنة مساء __ وهو الموعد المحدد لاتصال الضابط بهم __ ونظر محمد عبدالعزيز إلى جهاز الهاتف . . ونظر بعد ذلك إلى سقف الغرفة ، وأخذ يتمتم بكلمات غير مسموعة .>>



 


الرد باقتباس
قديم 02-28-2013, 01:39 AM   #40


ذيب الغداري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1401
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 02-11-2015 (07:57 PM)
 المشاركات : 58 [ + ]
 تقييم العضوية :  10
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
الإفتراضي من مأرب إلى طشقند



( 29 )
في تمام الساعة التاسعة إلاربع من مساء نفس الليلة . . رن جرس الهاتف __ على غير عادته__
وتولى الرد محمدبن صالح لأنه كان الأقرب إلى الهاتف . . ، ثم مالبث أن نادى احمد شقمان بعدذلك عندما أدرك أن المتحدث على الطرف الآخر لايجيد اللغة العربية . . ، وتناول احمد شقمان سماعة الهاتف . . ، ولم يتحدث طويلا حتى تغيرت ملامح وقسمات وجهه . . ، ثم صاح بأعلى صوته بكلمات لم يفهم منها أفراد المجموعة سوى :
_ الله أكبر ! !
تحلق الجميع حوله . . ، وما أن أنهى حديثه . . حتى قال لهم __ وقبل أن يضع سماعة الهاتف :
_ مبروك . لقد تم إلقاء القبض على صالح علي .
قال محمد عبدالعزيز ، وهو يبتسم فرحا :
_ من هوالذي تحدث معك ؟
_ مدير التحريات في إدارة الشرطة.
_ الحمد لله .
قرروا التوجه بأسرع مايمكن إلى إدارة الشرطة ، وهناك كان أول من استقبلهم هو مدير التحريات الذي عانقهم بحرارة ، وتبادل معهم التهاني بنجاح مهمة القبض على الجاني . . ، ثم استدعاهم النائب الأول للشرطة إلى مكتبه ، وهنأهم بنجاح المهمة . . ، ولم يحدثهم بما كانوا في رغبة شديدة لمعرفته . . وإنما اكتفى بالقول :
_ لقد القينا القبض عليه وهو يرتدي ملابس امرأة .
بعد ذلك طلب النائب الأول من الجهة التي تحدث معها هاتفيا أن يحضروا الجاني إلى مكتبه . . ، وبعد لحظات دخل الجاني صالح علي بصحبة اثنين من أفراد الشرطة ، وهو لايزال بالملابس النسائية ، وفي يد أحد الشرطيين جوز سفره ومبلغ من المال كان بحوزته حين ألقي القبض عليه .
كانت هذه هي أول مرة تتم فيها المواجهة بين الجاني صالح علي وأفراد المجموعة منذ أن وصل إليهم خبر مقتل أصحابهم وهم في مأرب . . ، وكانوا في تلك اللحظة يتعمدون إخفاء مشاعرهم التي كانت حقيقتها هي رغبتهم جميعا في الانفضاض عليه وتقطيعه إربا . . لولا إداركهم أن وجودهم هنا يأتي باعتبارهم ممثلين للأمن والقضاء اليمني ، وليس باعتبارهم أصحاب حق أو أولياء دم . . . ، ومع هذا فقد كان صعبا عليهم الاستمرار مع الجاني تحت سقف واحد أكثر من هذا . . ، وبالتالي فقد طلبوا من النائب إخراجه من المكتب بحجة أنهم يريدون التحدث معه على انفراد .
سألوا النائب حول الإجراءات التي ستتخذ بشأنهم . . ، وقال لهم النائب أنه سيتم إرسالهم إلى طشقند ، ومن هناك سيتم ترحيلهم مع الجاني إلى اليمن . . ، ثم وجه لهم دعوة رسمية لحضور الاحتفال الذي سيقام في اليوم التالي بمناسبة الأعياد الوطنية . . معتبرا ذلك فرصة مناسبة للاحتفال بنجاح المهمة .
عاد أفراد المجموعة إلى السكن ، وحاولوا الاتصال بأصحابهم في مأرب فلم يتمكنوا من ذلك بسبب ازدحام الخطوط في تلك اللحظة ، وقرروا الاتصال بالملحق الثقافي في موسكو ، وهو بدوره يتصل بأصحابهم في مأرب ، وإبلاغهم بأن عليهم الاتصال بأفراد المجموعة في بخارى .
في اليوم التالي توجه أفراد المجموعة إلى إدارة الشرطة بعد ارتداء أفضل ما لديهم من الملابس ، وكانت عملية إعادة ربط العنق إلى مكانها ووضعها الصحيح مشكلة حقيقية بالنسبة لأفراد المجموعة . . ، وفور وصولهم إلى الإدارة كان في استقبالهم عدد من الضباط الأوزبكيين المكلفين بالقضية ، وقد بدت على وجوههم علامات الزهو والانتصار بالنجاح الذي تحقق لهم ، وكان موعد الاحتفال سيحين بعد ساعتين من وصولهم ، وفضل أفراد المجموعة استغلال الوقت في ما كانوا يفكرون به في تلك اللحظة وهو مغادرة هذه البلاد والعودة بالجاني إلى اليمن . . طلبوا من الضابط الأوزبكي مرافقتهم إلى مكتب الطيران للسؤال عن أقرب رحلة طيران ستغادر إلى طشقند . . إذ كان معلوما لديهم أنه لا توجد رحلات طيران من مدينة بخارى مباشرة إلى خارج الجمهورية . . ، وفي مكتب الطيران زودهم الموظف المختص ببرنامج الرحلات ، ثم توجهوا بعد ذلك إلى المتحف الخاص بالبوليس . بناء على عرض ومقترح الضابط المرافق لهم ، وقد كان لزاما عليهم أن يوافقوا على ذلك بعد أن أشار محمد عبدالعزيز بعدم الاعتراض على المقترح انطلاقا من كونهم يمثلون الأمن والقضاء . . ، وبالتالي فإن زيارة مثل هذا المتحف هامة بالنسبة لهم ، وبعد الانتهاء من زيارة المتحف ، وإظهار إعجابهم بما يحتويه . . قرروا القيام بجولة في المدينة مع الضابط الأوزبكي . حتى يحين الموعد المقرر للاحتفال .
لقد كان ملفتا لهم منذ وصولهم إلى هذه المدينة الأوزبكية كثرة المعالم الإسلامية والمساجد فيها . . ، والتي منها مسجد الإمام البخاري __ الذي زودهم الضابط الأوزبكي بمعلومات عنه __ مشيرا إلى أنه ولد في بخارى ، ونشأ فيها يتيما ، وقام برحلة طويلة عام 210هجرية لطلب الحديث في العديد من البلدان ، وسمع نحو ألف شيخ ، وجمع مايقرب من ستمائة ألف حديث . . .
قطع علي بن عبود حديث الضابط الأوزبكي ليسأله حول نفس الموضوع . . حين قال :
_ وأين قبره الآن ؟!
أشار الضابط بيده إلى الاتجاه الآخر . . وقال :
_ في سمرقند .
أراد محمدبن صالح أن يظهر للضابط الأوزبكي عمق ثقافته ومعلوماته عن هذا الموضوع . . فقال :
_ لقد قرأت أن الإمام البخاري من أصول يمنية .
بدا الضابط مندهشا ، وهو يستمع لترجمة ما قاله محمد بن صالح . . وقال :
_ من اليمن ؟!!
نظر أحمد شقمان إلى صاحبه محمد بن صالح ، وكأنه يحمله مسؤولية إثبات صحة ما أورده . . ، ولم يتأخر هذا الأخير عن الرد . . حيث قال :
_ نعم من اليمن . ، واسمه هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي . . وجعف قبيلة يمنية من سعد العشيرة . . من قبيلة مذحج القحطانية اليمنية . . ، ولكنه سمي بالبخاري نسبة إلى مدينتكم هذه .
هز الضابط الأوزبكي رأسه ، وعلامات الدهشة لاتزال بادية عليه ، وكأنه لم يصدق ماسمعه منهم عن الإمام البخاري .
عاد أفراد المجموعة والضابط المرافق لهم إلى قاعة الاحتفالات بإدارة الشرطة . . ، وهناك فوجئوا بوجود حشد كبير من الضباط والجنود ، وليس هذا فحسب . . بل كان مفاجئا لهم أيضا وبشكل أكبر وصل نائب وزير الداخلية الأوزبكي ، وحاكم مدينة بخارى لحضور هذا الاحتفال .
تبادل أفراد المجموعة النظرات بسرعة خاطفة فيما بينهم . . بما يوحي بضرورة الثبات وعدم الارتباك ، وتمثيل الأدوار المطلوبة منهم بشكل دقيق ، وتمكن محمد عبدالعزيز __ بعد أن طلب الكلمة__
من إلقاء كلمة رسمية شاملة باسم الحكومة اليمنية . هنأ فيها الحكومة والشعب الأوربكي بمناسبة الأعياد الوطنية __ التي تزامنت مع وجودهم __ . . ، وفي ختام كلمته توجه بالشكر للأجهزة الأمنية الأوزبكية على تعاونها معهم في تنفيذ مهمة إلقاء القبض على الجاني . . متمنيا أن يشكل هذا بداية طيبة لاستمرار علاقات التعاون الأمني والقضائي بين البلدين . . . ، وحين لاحظ إشارة ناصر بن زايد تعني أنه قد أبدع حتى الآن ، ويكفي إلى هنا . . أنهى كلمته التي قوبلت بالتصفيق من قبل الحضور .
كان برنامج الاحتفال يتضمن تناول وجبة الغداء التي اعتذر فيها نائب وزير الداخلية عن الحضور . . ، وطلب من أفراد المجموعة السماح له بالمغادرة بحجة أن لديه مواعيد أخرى .
ما إن انتهى برنامج الاحتفال . . حتى سارع أفراد المجموعة إلى التفكير حول مايجب عليهم لسرعة العودة بالجاني إلى اليمن . . ، وتحركوا مباشرة إلى الإدارة ، والتقوا بمدير التحريات الذي أرسل أحد الضباط من إدارته ، وضابط آخر من إدارة الجوازات للتحرك معهم إلى شقة الفتاة ، وهناك أخذوا الفتاة وأختها إلى المحكمة . . ، وكان لابد من حضور الجاني أيضا إلى المحكمة . . ، وذلك يعني ضرورة اختفاء ناصربن زايد وعودته إلى السكن حتى لايشاهده الجاني .
في المحكمة تم التوقيع على بعض الأوراق الرسمية من قبل الجاني وصديقته الأوزبكية . . ، ثم تحركوا جميعا إلى شقة الفتاة من جديد ، وأخذ الجاني من هناك كل مايخصه من أدوات وملابس . . ، وعند مغادرتهم للشقة كان الضابط يقود السيارة ومحمد عبدالعزيز بجواره . . وبينما كان الجاني في المقعد الخلفي بين محمد بن صالح وأحمد شقمان . . كانت الفتاة تبكي وتصرخ وتومئ بيدها إليهم . . وأفراد المجموعة لايفهمون ما تقول . . ، وحين سألوا الضابط عن ماتقوله الفتاة بدا عليه التحفظ والحياء بعض الشيء . . ، ثم قال وهو يبتسم :
_ إنها تسب وتشتم لأنكم أخذتم صديقها ! !
أعيد الجاني إلى سجن إدارة الشرطة ، وسلم جواز سفره وملابسه لأفراد المجموعة الذين أخذوها وعادوا إلى السكن . . ، وفور وصولهم لم يمهلهم الهاتف لحظة واحدة . . حيث كان أصحابهم يتصلون بهم من اليمن بعد أن وصل إليهم الخبر من الملحق الثقافي اليمني في موسكو .
كان كل من يتصل بهم من أصحابهم يطلب منهم أن يشرحوا له بالتفصيل كيف تمت عملية القبض ؟!
وأين هو الجاني الآن ؟!
وكيف ستكون عودتهم إلى اليمن ؟!
ومتى ؟! . . . وهكذا .
أسئلة كثيرة . . بعضها ليس لديهم الوقت الكافي حاليا للرد عليها . . ،
وبعضها الآخر لايعلمون حتى الآن كيف ستكون نتيجتها ؟!! . . ، وحلا لهذه الإشكالية قرر محمد عبدالعزيز شغل الهاتف حين طلب من محمدبن صالح الاتصال بأصحابهم من الأشراف ، وغيرهم من قبائل مأرب والمحافظات المجاورة لها المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث قيل لهم في مكتب الطيران أن الرحلات الجوية المتوفرة خلال الأيام القليلة القادمة ستكون من طشقند إلى إمارة الشارقة بدولة الإمارات .
أكد لهم عوض بن صالح المقيم في الإمارات أن أقرب رحلة طيران ستكون بالفعل بعد أسبوع . . ، وهذا الموعد المتأخر بعض الشيء سوف يساعدهم على قطع المرحلة الأولي من رحلة العودة ، والتي ستكون من بخارى إلى طشقند .
قرر أفراد المجموعة
_ بعدالتشاور _ على ضرورة استمرار التواصل مع الضباط الأوزبكيين بشكل يومي . . ، وكان هدفهم من ذلك هو الإشراف المباشر على الجاني ، والتأكد من ضمان السجن المحتجز فيه ، وليس هذا فحسب . بل إنهم كانوا يؤملون أن بمقدور الضباط الأوزبكيين مد يد العون ، وتقديم المساعدة لهم في إنجاز الأمور المتعلقة بسفرهم وعودتهم مع الجاني إلى اليمن . . ، وترددوا أكثر من مرة على مكتب الطيران الذي كان مغلقا بسبب العطلة الأسبوعية التي تستمر يومين . . ، وتحول موقف الهاتف في سكنهم . فبعد أن كان صامتا معظم الوقت . . هاهو لا يهدأ أبدا . . ، وجميع الاتصالات من اليمن ، والأسئلة هي نفس الأسئلة التي ضاقوا بها ذرعا من قبل ، ولم يكن ضيقهم هذا منطلقا من أنهم لايريدون التحدث مع أحد . . ، ولكنهم __ كما
قال محمد عبدالعزيز __ لايضمنون أن الأمور ستسير على مايرام خلال الأيام القادمة . . ، وكانت قاعدة أسوأ الاحتمالات لاتزال عالقة في أذهانهم جميعا . . ، ورغم إيمانهم المطلق والعميق بعدالة السماء . . إلا أنهم كانوا حريصين على أن يعودوا أنفسهم على توقع كل شئ حتى يظلوا في درجة عالية من الاستعداد النفسي والمبادرة للخروج من أي مأزق يقعون فيه .
في اليوم الثاني ازدادت الأمور سوء عندما أصيب محمدعبدالعزيز بوعكة صحية الزمته الفراش ، ولعل جزءا كبير من مرضه __ حسب تعليق أحمد شقمان __ هو تلك الأسئلة التي ما فتيئ ناصربن زايد يثيرها بين الحين والآخر . . ومنها :
هل الجاني في مكان مضمون يمنع هروبه ؟!
هل تم إنجاز جميع المعاملات المتعلقة بعودتهم مع الجاني إلى اليمن ؟!
هل ستتم الموافقة على مرافقة أحد الضباط لهم إلى طشقند على الأقل ؟!
وغيرها من الأسئلة التي كان محمد عبدالعزيز يكره تكرارها عليه . . ربما بسبب حالته الصحية المتدهورة ، وقرر ناصر بن زايد واحمد شقمان التحرك للاطمئنان على بعض الجوانب المتعلقة بهذه الأسئلة . . ، ودخل ناصربن زايد إلى السجن ، وفحص المداخل والأسوار دون أن يراه الجاني أو يلاحظه .
ما أن انتهت العطلة حتى تحرك أفراد المجموعة إلى إدارة الشرطة ، وتمكن محمد عبدالعزيز إن يحمل نفسه فوق طاقتها . عندما خرج معهم وعلامات المرض لاتزال بادية على وجهه بوضوح ، وفي إدارة الشرطة انحصرت طلباتهم في تكليف أحد الضباط بالتحرك معهم فيما لو غادروا بخارى ، وتوفير سيارة لنقل الجاني من السجن إلى المطار ، وأخيرا توفير قيد يدوي حديدي ( كلبشة ) لضمان عدم هروب الجاني خلال عملية نقله . . ، وكان النائب الذي طرحت عليه هذه الطلبات متجاوبا معهم بالنسبة للضابط المرافق لهم والسيارة ، وأما القيد اليدوي فقد فوجئوا بأن النائب اعتذر لهم بحجة أن القوانين تمنع تسليمه مباشرة لأنه من الأدوات الخاصة المقيدة عهدة على إدارة الشرطة في بخارى . . ، ثم عاد وأخبرهم بأنه سيتم تسليمها للضابط الذي سيرافقهم ، وسيكون مضطرا لسحبها منهم في مطار طشقند .
أظهروا للنائب عدم استغرابهم لمثل هذه الإجراءات . انطلاقا من أنهم يدركوا جيدا مامعنى أنها عهدة رسمية . . ، وكاد ناصربن زايد يوقعهم في مأزق عندما همس لاحمد شقمان بأن يعرض على النائب إمكانية شرائها .
غادروا إدارة الشرطة مباشرة واتجهوا إلى مكتب الطيران ، وهناك تم التأكيد على الحجز ، ووعدهم باستلام التذاكر في اليوم التالي .
كانت هذه الأيام السبعة هي أطول الفترات التي مرت بهم ، وأكثرها توترا وقلقا وحرقا لأعصابهم . . ، ولم ترحمهم حتى اتصالات أصحابهم من اليمن الذين كانوا يريدون أن يسمعوا في كل ساعة شيئا جديدا .
لقد كان أفراد المجموعة يتمنون جميعا أن يزج بهم مع الجاني في السجن حتى يكونوا قريبين منه ، وملاصقين له بشكل دائم لتطمئن نفوسهم . . ، ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد . بل إن ما كانوا يخشون وقوعة قد وقع بالفعل . . ففور عودتهم إلى السكن اتصل بهم أحد موظفي السفارة اليمنية في موسكو ، ونقل إليهم ماكان يعتقد أنه سيسعدهم . . حين قال :
_ لقد وصلت اليوم رسالة من الأنتربول في صنعاء إلى السفارة اليمنية في موسكو تتضمن توجية الشكر للحكومة الأوزبكية ، مع طلب الاحتفاظ بالجاني حتى يتم ترحيله إلى اليمن بالتنسيق مع السفارة . كانت الرسالة في شقها الأول مناسبة . . ، ولكنها في الشق الثاني منها قد أحدثت حالة من الخوف والقلق لدى أفراد المجموعة . . ، وتعددت الآراء والأفكار حول مايجب عليهم عمله .
البعض يرى الاتصال بموظف السفارة والاتفاق معه على إخفاء الرسالة وعدم إظهارها .
والبعض يرى الاتصال بالسفير وطرح الموضوع عليه والأخذ برأيه .
والرأي الثالث يرى أن الرسالة لن تعيق مغادرتهم بالجاني إلى اليمن . . ، وبالتالي فيستحسن عدم الاهتمام بها .
وهكذا . . كانت الآراء تطرح ، ومحمدعبدالعزيز صامتا وكأنه غير موجود معهم ، وقد بدا عليه الإعياء الشديد من تدهور حالته الصحية مرة أخرى . . ، وبجهد ملحوظ رفع رأسه . حتى جلس ، وقال لهم :
_ نسأل الله ألا يحدث ما يعرقل خطتنا فهو المرجو في كل ما نريد ، ولن يحدث إلا ما أراده هو . . ، ثم نظر إلى سقف الغرفة يتأمل شيئا ما وهو صامتا .
كان عليهم في اليوم التالي سرعة التحرك إلى مكتب الطيران ، ورافقهم في هذه المرة صاحب الشقة التي استأجروها في بخارى . كانوا قد طلبوا منه التحرك معهم كدليل فوافق على ذلك .
قطعوا تذاكر السفر ، ثم عادوا إلى إدارة الشرطة ، وهناك سألوا عن اسم الضابط الذي سيرافقهم إلى طشقند . . وعادوا مرة أخرى إلى مكتب الطيران وقطعوا تذكرة باسمه ، ثم عادوا من جديد إلى إدارة الشرطة . . ، وهناك طمأنهم الضابط المكلف بالقضية أن سيتولى نقل الجاني من السجن إلى المطار بسيارته الخاصة ، ولن يتركهم حتى يكونوا جميعا __ أفراد المجموعة والجاني والضابط المرافق لهم في الطائرة __ وكأنه أراد بذلك إزالة حالة القلق والخوف التي كانت بادية على ملامحهم وحركاتهم بوضوح .
كان بينهم وبين موعد مغادرة بخارى ست وثلاثون ساعة فقط . . ، ومع هذا فقد بدوا مطمئنين بشكل أفضل بعد اللقاء بالضابط الذي وعدهم بالتعاون معهم . . ، وخلال هذه الساعات المتبقية عاد إليهم الملل من جديد ، وكانت أمنيتهم الوحيدة هي أن يختصر لهم الزمن ، وأن تتسارع عقارب الساعة لقطع هذه المدة المتبقية حتى حين موعد مغادرتهم ، وفي جانب آخر كان الجاني صالح علي يقبع في زنزانته الإنفرادية بسجن إدارة الشرطة ، ويتمنى أن تتوقف عجلة الزمن عن الدوران حتى يجد الوقت الكافي للتفكير في ما حدث له بعد أن وجد نفسه غير مصدق لما حدث له حتى الآن . >>

بقية القصه على هذا الرابط
http://www.hreeb-bihan.com/vb/showth...t=18110&page=5


 

آخر تعديل بواسطة بيحان ، 01-26-2014 الساعة 04:58 AM

الرد باقتباس
الرد على الموضوع

Bookmarks

الكلمات الدلالية (Tags)
مأرب , من , إلى , طشقند


Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 

قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح



شات تعب قلبي تعب قلبي شات الرياض شات بنات الرياض شات الغلا الغلا شات الود شات خليجي شات الشله الشله شات حفر الباطن حفر الباطن شات الامارات سعودي انحراف شات دردشة دردشة الرياض شات الخليج سعودي انحراف180 مسوق شات صوتي شات عرب توك دردشة عرب توك عرب توك


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 02:13 PM.


.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
.

Search Engine Friendly URLs by vBSEO