منتدى الآصالةوالتاريخ حريب بيحان
ينتهي : 30-04-2025
عدد مرات النقر : 1,284
عدد  مرات الظهور : 29,360,010

عدد مرات النقر : 4,129
عدد  مرات الظهور : 73,380,367
عدد  مرات الظهور : 69,096,336
قناة حريب بيحان " يوتيوب "
عدد مرات النقر : 2,311
عدد  مرات الظهور : 73,381,169مركز تحميل منتديات حريب بيحان
ينتهي : 19-12-2025
عدد مرات النقر : 3,948
عدد  مرات الظهور : 69,597,096
آخر 10 مشاركات
تحدي المليوووون رد ،، (الكاتـب : - المشاركات : 2050 - المشاهدات : 123575 - الوقت: 07:27 PM - التاريخ: 04-25-2024)           »          صـبـــاحكم سكــر // مســـاؤكم ورد معطر (الكاتـب : - المشاركات : 2386 - المشاهدات : 169768 - الوقت: 06:40 AM - التاريخ: 04-24-2024)           »          تعزية للاخ يمني بوفاة اخيه (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 6 - المشاهدات : 109 - الوقت: 09:46 PM - التاريخ: 04-22-2024)           »          قراءة في سورة البقرة (الكاتـب : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 71 - الوقت: 05:34 AM - التاريخ: 04-20-2024)           »          الاذكار اليوميه في الصباح والمساء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 542 - المشاهدات : 33711 - الوقت: 08:30 PM - التاريخ: 04-19-2024)           »          عيدكم مبارك ،، (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1 - المشاهدات : 85 - الوقت: 08:45 AM - التاريخ: 04-10-2024)           »          ماذا ستكتب على جدران (منتديات حريب بيحان) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3179 - المشاهدات : 233784 - الوقت: 05:26 PM - التاريخ: 04-08-2024)           »          ورد يومي صفحه من القرآن الكريم (الكاتـب : - المشاركات : 93 - المشاهدات : 986 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-23-2024)           »          شهرمبارك كل عام وأنتم بخير (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3 - المشاهدات : 80 - الوقت: 04:06 AM - التاريخ: 03-18-2024)           »          تدمير دبابة ميركافا الإسرائيلية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 141 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-17-2024)


الإهداءات




شـاعر وقصيده


الرد على الموضوع
 
LinkBack خيارات الموضوع
قديم 01-13-2017, 12:07 AM   #11
[" مشرف سابقاً "]


صديق الكل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1394
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 07-29-2018 (11:06 PM)
 المشاركات : 1,765 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي رد : شـاعر وقصيده



.
شاعر وقصيدة..
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

��الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد (1 تموز 1930- 8 تشرين الثاني 2015):

شاعر عراقي ولد في بغداد، وانتقلت عائلته من بعد ولادته إلى محافظة ميسان جنوب العراق حيث عاش طفولته هناك، ولُقب بشاعر أم المعارك، وشاعر القادسية، وشاعر القرنين، والنهر الثالث، وأمير الشعراء العرب، والمتنبي الأخير.

تخرج من دار المعلمين العالية (كلية التربية حاليا) عام 1952م، وعمل مدرساً للغة العربية في المدارس الثانوية وكانت زوجته طبيبة، وله ابنة وثلاثة أولاد، وشارك في معظم جلسات المربد الشعري العراقي. وتوفي صباح يوم 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 عن عمر ناهز 85 عاما في باريس.

��سيرته المهنية والعملية:

عمل مدرساً لمادة اللغة العربية، ومعاوناً للعميد في معهد الفنون الجميلة في بغداد.

وفي عام 1970 نقلت خدماته من وزارة التربية والتعليم الى وزارة الثقافة والإعلام، فعمل فيها سكرتيراً لتحرير مجلة الأقلام، وبعدها رئيساً للتحرير في المجلة. ثم مديراً للمركز الفولكلوري العراقي، ثم أصبح مديراً لمعهد الدراسات النغمية، فعميدا لمعهد الوثائقيين العرب، ثم مدير عام المكتبة الوطنية العراقية، ثم كان المدير العام لدار ثقافة الاطفال، ثم مستشارا لوزير الثقافة والإعلام.

��الصابئة ومجلة صروح السورية:

يعتنق الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد الديانة الصابئية المندائية وهو الذي أعد إلى اللغة العربية الكتاب المقدس للدين الصابئي المندائي كنز ربا. وكتب في العدد الرابع من مجلة صروح السورية بحثاً مطولاً عن هذه الديانة إذ شرح فيهِ أصولها والجواهر اللاهوتية التي تعتبر أساسيات هذه الديانة، وتاريخها. كما شرح في البحث العقائد التي يستند عليها هذا الدين : كالعقيدة في الله، والعقيدة في الروحانيات والعقيدة في النبوة وأخيراً العقيدة في الموت والحياة الأخرى والجنة والنار. وهو أحد مؤسسي نادي التعارف للطائفة المنادئية في بداية السبعينيات.

شغل مناصب مرموقة في وزارة الثقافة والإعلام العراقية وكان رئيس تحرير مجلة أقلام ومعاون عميد معهد الفنون الجميلة والمدير العام للمكتبة الوطنية العراقية والمدير العام لدار ثقافة الاطفال و عميد معهد الدراسات النغمية ومستشار وزير الثقافة والإعلام. ولقد كتب عنه مؤخرا الباحث صباح نجم عبد الله رسالة ماجستير في مدينة عمان.

��خصائص شعره:

يذكر ان عبد الرزاق عبد الواحد كان زميلاً لرواد الشعر الحر بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وشاذل طاقة عندما كانوا طلاباً في دار المعلمين نهاية الاربعينات من القرن الماضي، وقد أبدع في الشعر الحر ولكنه يميل إلى كتابة القصيدة العمودية العربية بضوابطها.

��أعمالة الشعرية:

لعبد الرزاق عبد الواحد 59 ديوانا شعريا منشورا، حيث نشرت أول قصائده عام 1945 ونشر أول ديوان له عام 1950، ومن دواوينه:

- لعنة الشيطان.

- طيبة.

- قصائد كانت ممنوعة.

- أوراق على رصيف الذاكرة.

- خيمة على مشارف الاربعين.

- الخيمة الثانية.

- في لهيب القادسية.

- أنسوكلوبيديا الحب.

- قمر في شواطئ العمارة.

- في مواسم التعب.

- 120 قصيدة حب.

وغيرها العديد من الدواوين بالإضافة إلى 10 مسرحيات شعرية من ضمنها "الحر الرياحي" و"الصوت" و"الملكات" بالاضافة إلى ما كتب إلى دار الأزياء العراقية و22 رواية شعرية للأطفال والعديد من الأناشيد الوطنية.

كما ترجمت قصائده إلى لغات مختلفة منها الإنكليزية والفنلندية والروسية والألمانية والرومانية واليوغسلافية.

��حصل على العديد من الجوائز منها:

- وسام بوشكين في مهرجان الشعر العالمي في بطرسبرغ 1976.

- درع جامعة كامبردج وشهادة الاستحقاق منها 1979.

- ميدالية "القصيدة الذهبية" في مهرجان ستروكا الشعري العالمي في يوغوسلافيا 1986.

- جائزة صدام حسين للآداب في دورتها الأولى - بغداد 1987.

- الجائزة الأولى في مهرجان الشعر العالمي في يوغوسلافيا 1999.

- وسام "الآس"، وهو أعلى وسام تمنحه طائفة الصابئة المندائيين للمتميزين من أبنائها 2001.

- نوطي "الاستحقاق العالي" من رئاسة الجمهورية العراقية 1990.

- جرى تكريمه ومنحه درع دمشق برعاية وزير ثقافة الجمهورية العربية السورية، في 24 و25 تشرين الثاني 2008 بمناسبة اختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية، وحضر التكريم عدد من كبار الأدباء العرب، وألقي فيه عدد كبير من البحوث والدراسات.

*شعره قبل الغزو :

لقب عبد الرزاق عبد الواحد بشاعر القادسية تارة وشاعر أم المعارك تارة أخرى ومن أشهر قصائده الحماسية أثناء الحرب العراقية الإيرانية روعتم الموت ومنها:

وهؤلاء الذين استنفروا دمهم
كأنما هم إلى اعراسهم نفروا

السابقون هبوب النار ما عصفت
والراكضون إليها حيثُ تنفجر
ُ
الواقفون عماليقا تحيط بهم
خيل المنايا ولا ورد ولا صدر
ُ
وكان صدام يسعى بينهم اسداً
عن عارضيه مهب النار ينحسرُ

*شعره بعد الغزو:

من قصائده التي كتبها بعد احتلال العراق هي قصيدة يا نائي الدار التي كتبها في باريس بتاريخ 14 تموز 2004.

لا هُم يَلوحـُون.. لا أصواتـُهُم تـَصِلُ
لا الدار، لا الجار، لا السُّمّار، لا الأهَل
ُ
وأنتَ تـَنأى، وَتـَبكي حولـَكَ السـُّبـُلُ
ضاقـَتْ عليكَ فـِجاجُ الأرض ِيا رَجُـلُ!

سـَـبعـينَ عاما ًمَلأتَ الكـَونَ أجنِحَـة
خـَفـْقَ الشـَّرارِ تـَلاشـَتْ وهيَ تـَشـتـَعِـل
ُ
لا دَفــَّأتـْـكَ، ولا ضاءَ الـظـَّلامُ بـِهـا
طارَتْ بـِعُـمرِكَ بَـيْـنـا أنتَ مُـنـْذهـِل
ُ
تـَرنـُو إلـَيهـِنَّ مَبهـُورا.. مُعـَلـَّقـَـة ً
بـِهـِنَّ روحُـكَ، والأوجـاعُ، والأمَل
ُ
وَكـُلــَّما انـطـَفـَأتْ منهـُنَّ واحـِـدَة ٌ
أشـاحَ طـَرفـُكَ عـَنهـا وهوَ يـَنهـَمِلُ!

سـَبعـونَ عـاماً.. وهذا أنتَ مُرتـَحِـلٌ
ولـَسـتَ تـَدري لأيِّ الأرض ِتـَرتـَحِـلُ!

يا نـائيَ الـدّار.. كلُّ الأرض ِمُوحِـشـَة ٌ
إنْ جـِئتـَهـا لاجـِئـا ًضاقـَتْ بـِهِ الحِـيَـلُ!

وكـنـتَ تـَملـِكُ في بغـــدادَ مَملـَكـَة ً
وَدارَ عـِزٍّ عـَلـَيـهـا تـَلـتـَقي المُقـَـل
ُ
وَالـيَومَ ها أنتَ.. لا زَهـوٌ، ولا رَفـَلُ
وَلا طموحٌ، وَلا شـِعـرٌ، وَلا زَجَـل
ُ
لكـنْ هـمومُ كـَسـيرٍ صـارَ أكبـَرَهـا
أنْ أيـنَ يَمضي غـَدا.. أو كيفَ يـَنتـَقـِلُ!

يا لـَيـلَ بغـداد.. هـَلْ نـَجـمٌ فـَيـَتـبـَعُـهُ
مِن لـَيـل ِباريس سـَكرانُ الخُطى ثـَمِل
ُ
الحـُزنُ والـدَّمعُ سـاقـيـهِ وَخـَمـرَتـُهُ
وَخـَيـلـُهُ شـَوقـُهُ.. لـَو أنـَّهـا تـَصِـل
ُ
إذَنْ وَقـَفـتُ على الشـُّـطآن ِأسـألـُهـا
يا دَجلـَة َالخـَير، أهلُ الخـَيرِ ما فـَعَـلوا؟

أما يَـزالـونَ في عـالي مَرابـِضِهـِم
أم مِن ذ ُراهـا إلى قـِيعـانِها نـَزَلـوا؟

هَل استـُفـِزُّوا فـَهـِيضُوا فاستـُهـِينَ بهـِم
عـَهـِدتُ واحـِدَ أهـلي صَبـرُهُ جـَمَـلُ!

فـَأيُّ صائح ِمَوتٍ صـاحَ في وَطـَني
بـِحَيثُ زُلـزِلَ فيـهِ السـَّهـلُ والجـَبـَلُ؟

وأيُّ غـائـِلـَة ٍ غـالـَتْ مَحــارِمـَهُ
وما لـَدَيـهِ عـلى إقـصـائِهـا قـِبـَـلُ؟

يا دَجلـَة َالخَيرِ بَعضُ الشـَّرِّ مُحتـَمَلٌ
وَبـَعـضُه ُليسَ يُدرَى كيفَ يُحـتـَمَلُ!

خـَيرُ الأنـام ِالعـراقـيـُّونَ يا وَطني
وَخـَيرُهُم أنَّ أقـسى مُرِّهـِم عـَسـَلُ!

وَخـَيرُهُم أنـَّهـُم سـَيفٌ.. مروءَتـُهُم
غـِمْدٌ لـَهُ.. والتـُّقى، والحِلـْمُ، والخَجَل
ُ
وهُم كـِبارٌ.. مَهـيـبـاتٌ بَـيـارِقـُهـُم
شـُمٌّ خـَلائـِقـُهُم.. خـَيـَّالـُهُـم بَـطـَل
ُ
لا يَخفِضونَ لـِغـَيرِ اللهِ أرؤسـَهـُم
ولا يـَنامونَ لو أطفـالـُهـُم جَفـَلـُوا

فـَكيفَ أعراضُهُم صارَتْ مُهَتـَّكـَة ً
وَحـَولـَهـُنَّ سـتـورُ اللهِ تـَنـسـَدِلُ؟

وكيفَ أبوابـُهُم صارَتْ مُشـَرَّعَة ً
لـِكلِّ واغـِل ِسُـوء ٍبـَيـنـَهـا يَغـِلُ؟

وكيفَ يا وَطنَ الثـُّـوّارِ داسَ على
كلِّ المَحـارِم ِفيكَ الـدُّونُ والسـَّفـِلُ؟

أهؤلاء ِالذيـنَ الـكـَونُ ضاءَ بـِهـِم
وَعَلـَّموا الأرضَ طـُرّا ًكيفَ تـَعتـَدِل
ُ
وَمَنْ أعانـُوا،وَمَن صانـُوا، وَمَن بَذ َلوا
وَمَن جَميعُ الوَرى مِِن مائِهـِم نـَهَـلوا

دِماؤهُم هذهِ التـَّجـري؟.. هَـياكِـلـُهُم
هـذي؟.. أقـَتـلى بأيْدي أهـلِهـِم قـُتِـلوا؟

تـَعـاوَنَ الكـُفـْرُ والكـُفـّارُ يا وَطني
عـَلـَيهـِمو.. ثمَّ جـاءَ الأهـلُ فاكتـَمَلـُوا!

يا ضَوءَ روحي العـراقيـُّين.. يا وَجَعي
وكبـريائي.. ويا عـَيني التي سـَمَلـُوا

أنتـُم أضالـِعُ صَدري.. كلـَّما كـَسـَروا
ضلعـاً أحِـسُّ شـِغـافي وهوَ يَنبـَزِل
ُ
فـَكيفَ تـَجـرؤ ُ يا أهـلي بَـنـادِقـُكـُم
على بـَنـيكـُم ولا تـَندى لـَكـُم مَقـَلُ؟

وكيفَ تـَسـفـَحُ يا أهلي خـَنـاجـِرُكُم
دِما بَـنـيـكـُم ولا يَـنـتـابُهـا شـَلـَلُ؟

وكيفَ يا أهـلـَنـا نالـُوا مروءَتـَكـُم
فأوقـَعـُوا بـَينـَكـُم مِن بَعدِ ما انخـَذلـُوا؟

يا أهلـَنـا.. ليسَ في حَـربِ العـِدا خـَلـَلٌ
بـَلْ قـَتـلـُكـُم بَعضُكـُم بَعضا ًهوَ الخـَلـَل
ُ
لا تـَكسِروا ضِلعـَكـُم أهلي فـَما عُرِفـَتْ
أضلاعُ صَـدر ٍلـِكي تـَحميـه ِتـَقـتـَتـِل
ُ
فـَدَيـتـُكـُم أنـتـُم الـبـاقـُون.. راحـِلـَةٌ
هـذي المُسـوخُ كـَما آبـاؤهـُم رَحـَلـُوا

فـَلا تـُعـينـُوا عـليكـُم سـافِحي دَمِكـُم
كي لا يـُقـالَ أهـالـيـهـِم بـِهـِم ثـُكِـلـُوا

صُونـُوا دِماكـُم ، فـَيَوما ًمِن قـَذارَتـِهـِم
كلُّ العــراق ِبـِهـذا الـدَّمِّ يَغـتـَسـِلُ!

��من أشعاره:

قال الشاعر عبد الرزاق عام 2006 في ذكرى مرور 3 سنوات على فراقه للعراق:

«بعد فراق ثلاثة أعوام.. وقفت على شاطيء الفرات في الرقة، وبين جريان موجه ودموعي، كتبت هذه الأبيات.. وبها بدأت قراءتي الشعرية هناك».

* بعد ثلاث سنوات

وقفتُ على نهرِ الفراتِ بأرضِكم
وعينـايَ فـَرط َالوَجدِ تـَنهَـمِلان
ِ
فـقـلـتُ لهُ يـا ماءُ أبلـِغْ تـَحـيـَّتي
إلى كلِّ نـَفس ٍفي العراق ِتـُعاني

وخُـذ دَمعَة ًمنـِّي إلى كلِّ نـَخـلـَةٍ
تـَمُرُّ بها.. وانْحَـبْ بـِألفِ لـِسـان
ِ
على كلِّ غـُصن ٍفي العراق ِمُهَدَّل ٍ
وكلِّ عـزيزٍ في العراق ِ مُهـان
ِ
وَمُرَّ بأحفادي، وقـُلْ قلبُ جَدِّكم
يَـظـَلُّ عـلـيـكم داميَ الـخـَفـَقـان
ِ
وسـَلـِّمْ على أهلي، ونـَثـِّرْ مَدامِعي
على وطني يا مُسـرِع َالجـَرَيان
ِ
سَلاما.. سَلاما.ً. بعدَ يوم ٍوليلـَةٍِ
سَتشتاقُ حَدَّ الموتِ للفيَضان!

��قيل فيه:

قال الشيخ احمد الكبيسي: إن عبد الرزاق عبد الواحد مبدع أفسدته السياسة إذ لا يجوز للشاعر المبدع أن يبيع نفسه لأحد، إذ كان يشير إلى أن عبد الرزاق كان شاعر بلاط، ولكن عبد الرزاق قال في مقابلة مع وكالة أنباء الشعر:

«لست شاعر بلاط وإنما كنت أمجد العراق وجنوده وليس شخص واحد والدليل على ذلك إني لا أزال أكتب لصدام كرمز للعراق»، وأشار إلى أن الشاعر المتنبي كان يمدح سيف الدولة كشخص وإنه لم يكن يمدح صدام حسين كشخص وإنما كرمز للعراق.

ويقول الشاعر العراقي فالح نصيف الحجية في كتابهِ الموجز في الشعر العربي الجزء الرابع:

«إن الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد يتميز بأسلوبهِ القريب من شعر المتنبي في فخرهِ ومدحهِ ذو حنكة شعرية فذة وأسلوب شعري يميل إلى قوة الشاعرية والبلاغة غير المقصودة بحيث تجعله من أوائل الشعراء المعاصرين في قصيدة عمود الشعر في العربية».

��وفاته:

توفى في العاصمة الفرنسية باريس صباح يوم الأحد 26 محرم 1437 هـ الموافق 8 تشرين الثاني 2015م، عن عمر ناهز 85 عاما ودفن في باريس بحسب رغبة عائلته بانتظار أن يعم السلام في بغداد ثم ينقل جثمانه إليها.
___________________________________
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني



 


الرد باقتباس
قديم 01-14-2017, 11:42 PM   #12
[" مشرف سابقاً "]


صديق الكل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1394
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 07-29-2018 (11:06 PM)
 المشاركات : 1,765 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي رد : شـاعر وقصيده



.
شاعر وقصيدة..
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

🔻علي محمود طه (1902-1949):

شاعر مصري من أعلام الرومانسية العربية بجانب جبران خليل جبران، البياتي، السياب وأمل دنقل وأحمد زكي أبو شادي.

🔸مولده:

ولد الشاعر "علي محمود طه" بمدينة المنصورة بمصر في 3 أغسطس سنة 1902 و ذلك بمنزل يقع بجوار مسجد النجار الاثري بسوق الخواجات بالمنصورة و قد اطلق علي الشارع الذي يقع فيه البيت اسم شاعرنا الكبير،و لا يزال البيت علي حاله حتي اليوم و قد التحق بمدرسة الفنون التطبيقية يدرس فيها الهندسة وتخرج منها سنة 1924 حاملاً شهادة تؤهله لمزاولة مهنة هندسة المباني واشتغل مهندساً في الحكومة لسنوات طويلة، عين آخر الأمر وكيلا لدار الكتب عام 1949 ليتفرغ للشعر و الابداع.

🔸تاثير جمال الطبيعه على اشعاره:

أتيح له بعد صدور ديوانه الأول " الملاح التائه " عام 1934 فرصة قضاء الصيف في السياحة في أوروبا يستمتع بمباهج الرحلة في البحر ويصقل ذوقه الفني بما تقع عليه عيناه من مناظر جميلة. احتل علي محمود طه مكانة مرموقة بين شعراء الأربعينيات في مصر منذ صدر ديوانه الأول "الملاح التائه"، وفي هذا الديوان نلمح أثر الشعراء الرومانسيين الفرنسيين واضحاً لا سيما شاعرهم لامارتين. وإلى جانب تلك القصائد التي تعبر عن فلسفة رومانسية غالبة كانت قصائده التي استوحاها من مشاهد صباه بمدينة المنصورة و خاصة نهر النيل العظيم من أمتع قصائد الديوان وأبرزها.

🔸أشعاره كانت مثار إعجاب الشعراء:

وعلي محمود طه من أعلام مدرسة أبولو التي أرست أسس الرومانسية في الشعر العربي كما ذكر. يقول عنه أحمد حسن الزيات: «كان شابًّا منضور الطلعة، مسجور العاطفة، مسحور المخيلة، لا يبصر غير الجمال، ولا ينشد غير الحب، ولا يحسب الوجود إلا قصيدة من الغزل السماوي ينشدها الدهر ويرقص عليها الفلك».

كان التغني بالجمال أوضح في شعره من تصوير العواطف، وكان الذوق فيه أغلب من الثقافة . وكان انسجام الأنغام الموسيقية أظهر من اهتمامه بالتعبير. قال صلاح عبد الصبور في كتابه "على مشارف الخمسين ": قلت لأنور المعداوي: أريد أن أجلس إلى علي محمود طه. فقال لي أنور : إنه لا يأتي إلى هذا المقهى ولكنه يجلس في محل "جروبي" بميدان سليمان باشا. وذهبت إلى جروبي عدة مرات، واختلست النظر حتى رأيته.. هيئته ليست هيئة شاعر ولكنها هيئة عين من الأعيان. وخفت رهبة المكان فخرجت دون أن ألقاه، ولم يسعف الزمان فقد مات علي محمود طه في 17 نوفمبرسنة 1949 إثر مرض قصير لم يمهله كثيراً وهو في قمة عطائه وقمة شبابه، ودفن بمسقط رأسه بمدينة المنصورة. ورغم افتتانه الشديد بالمرأَة وسعيه وراءها إلا أنه لم يتزوج.

يرى د. سمير سرحان ود. محمد عناني أن «المفتاح لشعر هذا الشاعر [علي طه] هو فكرة الفردية الرومانسية والحرية التي لا تتأتى بطبيعة الحال إلا بتوافر الموارد المادية التي تحرر الفرد من الحاجة ولا تشعره بضغوطها.. بحيث لم يستطع أن يرى سوى الجمال وأن يخصص قراءاته في الآداب الأوروبية للمشكلات الشعرية التي شغلت الرومانسية عن الإنسان والوجود والفن، وما يرتبط بذلك كله من إعمال للخيال الذي هو سلاح الرومانسية الماضي.. كان علي محمود طه أول من ثاروا على وحدة القافية ووحدة البحر، مؤكداً على الوحدة النفسية للقصيدة، فقد كان يسعى - كما يقول الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه ثورة الأدب - أن تكون القصيدة بمثابة "فكرة أو صورة أو عاطفة يفيض بها القلب في صيغة متسقة من اللفظ تخاطب النفس وتصل إلى أعماقها من غير حاجة إلى كلفة ومشقة.. كان على محمود طه في شعره ينشد للإنسان ويسعى للسلم والحرية؛ رافعاً من قيمة الجمال كقيمة إنسانية عليا..».

لحن وغنى له الموسيقار محمد عبد الوهاب عددا من قصائده مثل الجندول، وكليوباتره، فلسطين. تأثر طه بشعراء الرمزية أمثال بودلير، ألفريد دي فيني، شيللي، وجون مانسفيلد.

🔸الكتب التي صدرت عنه:

• كتاب أنور المعداوي (علي محمود طه: الشاعر والإنسان).

• كتاب للسيد تقي الدين (علي محمود طه، حياته وشعره).

• كتاب محمد رضوان (الملاح التائه علي محمود طه).

🔸 أشهر أعماله:

• الملاح التائه ، عام 1934.

• ميلاد الشاعر.

• الوحي الخالد.

• ليالي الملاح التائه (1940).

• أرواح وأشباح (1942).

• شرق وغرب (1942).

• زهر وخمر (1943).

• أغنية الرياح الأربع (1943).

• الشوق العائد (1945).

• طبع ديوانه كاملاًََ في بيروت.

🔸رثائيات للشاعر:

• سيد درويش.

• الملك فيصل الأول.

• حافظ إبراهيم.

• أحمد شوقي.

• عدلي يكن.

• أمين المعلوف - بقصيدة "قبر شاعر"

🔸وفاته:

كان قضاء الله أسبق علي شاعرنا العظيم فما كاد يفرغ نفسه للشعر حتي عاجله القدر فيرحل عن الدنيا في 17/11/1949 و هو في السابعة و الأربعين من عمرة.

من روائعه قصيدة:

(فلسطين)

أخي جاوز الظالمون المدى

فحَقَّ الجهاد وحَقَّ الفدا

أنتركهم يغصبون العروبةَ

مجد الأبوة والسؤددا

وليسوا بغير صليل السيوفِ

يجيبون صوتاً لنا أو صدى

فجرد حسامك من غمده

فليس له بعد ان يغمدا

أخي أيها العربي الأبيُّ

أرى اليومَ موعدنا لا الغدا

أخي اقبل الشرق في أمة

تردّ الضلالَ وتحيي الهدى

صبرنا على غدرهم قادرينَ

وكنا لهم قدراً مُرصَدا

طلعنا عليهم طلوعَ المنونِ

فطاروا هباءً وصاروا سُدى

اخي قم إلى قبلة المشرقين

لنحمي (فلسطين) والمسجدا

أخي ان جرى في ثراها دمي

واطبقت فوق حصاها اليدا

ففتش على مهجة حرةٍ

ابت ان يمرّ عليها العِدا

وقبلّ شهيداً على أرضها

دعا باسمها اللهَ واستشهدا

فلسطين يحمي حماك الشباب

وجلّ الفدائي والمفتدى

فلسطين تفديك منا النفوس

فإما الحياة وإما الردى
___________________________________
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني



 


الرد باقتباس
قديم 01-20-2017, 02:09 AM   #13
[" مشرف سابقاً "]


صديق الكل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1394
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 07-29-2018 (11:06 PM)
 المشاركات : 1,765 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي رد : شـاعر وقصيده



.
شاعر وقصيدة..
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

🔻ولاّدة بنت المستكفي (994 - 26 مارس 1091م):

أميرة أندلسية وشاعرة عربية من بيت الخلافة الأموية في الأندلس، ابنة الخليفة المستكفي بالله. اشتهرت بالفصاحة والشعر، وكان لها مجلس مشهود في قرطبة يؤمه الأعيان والشعراء ليتحدثوا في شؤون الشعر والأدب بعد زوال الخلافة الأموية في الأندلس.

تشتهر ببيتين شهيرين من الشعر قيل أنها كانت تكتب كل واحد منهما على جهة من ثوبها:

أنا والله أصلح للمعالي
وأمشي مشيتي وأتيه تيها
ً
أمكن عاشقي من صحن خدي
وأعطي قبلتي من يشتهيها

🔸نسبها:

هي: ولاّدة بنت محمد المستكفي بالله بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الرحمن الناصر لدين الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم الربضي بن هشام الرضا بن عبد الرحمن الداخل الأموية القرشية.

أمها هي جارية إسبانية اسمها سكرى و قد ورثت منها بشرتها البيضاء وشعرها الأصهب وعينيها الزرقاوين وكانت تخالط الشعراء في زمانها وتجالسهم بل وتنافسهم.

🔸علاقتها بابن زيدون:

بعد مقتل أبيها الخليفة المستكفي جعلت ولاّدة دارها منتدى لرجال الأدب وانصرفت إلى اللهو. وفي تلك الفترة اتصلت ولّادة بابن زيدون واشتهرا بقصة حب إلا أن هذا الغرام لم يدم طويلاً قيل لأسباب كثيرة إلا أن أرجحها هو أن ابن زيدون تعلق بجارية سوداء بارعة في الغناء ليثير غيرة ولاّدة فتعُود إليه بعد أن انصرفت عنه وقد عاتبت ولاّدة ابن زيدون قائلة:

لَو كنت تنصفُ في الهوى ما بيننا
لم تهوَ جاريتي ولم تتخيّر
ِ
وَتركتَ غصناً مثمراً بجماله
وجنحتَ للغصنِ الذي لم يثمر
ِ
ولقد علمت بأنّني بدر السما
لَكن دهيت لشقوتي بالمشتري

وهي التي خاطبته في ايام الصفاء بقولها:

ترقب إذا جن الظلام زيارتي
فإني رايتا ليل اكتم للسر

وبي منك ما لو كان بالبرد ما بدا
وبالليل ما أدجى وبالنجم لم يسر

وحاول ابن زيدون إستدرار عطفها ببراعته الشعرية فاهداها نونيته الشهيرة والتي مطلعها:

أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا
وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا

إلا أن ولاّدة لم تأبه به و أرادت ان تجازيه غيظاً فألقت شباكها على رجل قليل الذكاء وواسع الثراء هو الوزير أبو عامر بن عبدوس ثم قطعت علاقتها بابن زيدون.

🔸وفاتها:

كانت ولاّدة من أروع الشعراء والأدباء في زمانها، و كانت لها مكانة مميزة في الشعر، وقد تركت وفاتها فراغاً كبيراً في نفوس محبيها وقد عمرت عمراً طويلاً، ولم تتزوج وماتت لليلتين خلتا من صفر سنة 484هـ (الموافق لـ 26 مارس 1091).
___________________________________
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني



 


الرد باقتباس
قديم 01-20-2017, 02:55 AM   #14



الصورة الشخصية لـ نبضي أهلاوي
نبضي أهلاوي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3574
 تاريخ التسجيل :  Jun 2016
 أخر زيارة : 05-29-2023 (10:00 PM)
 المشاركات : 3,299 [ + ]
 تقييم العضوية :  500
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
شكراً: 2
تم شكره 14 مرة في 13 مشاركة
الإفتراضي رد : شـاعر وقصيده



موضوع أكثر من رآآآئع
يعطيك ألف عافية صديق الكل

صراحةً موضوع يستحق التثبيت
والرأي يرجع للأدارة .



 


الرد باقتباس
قديم 01-20-2017, 09:03 AM   #15

" شاكر الشريف "



الصورة الشخصية لـ الكمكازي
الكمكازي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 04-08-2021 (04:45 AM)
 المشاركات : 11,184 [ + ]
 تقييم العضوية :  26016
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkred
شكراً: 3,080
تم شكره 2,389 مرة في 1,629 مشاركة
الإفتراضي رد : شـاعر وقصيده



صديق الكل
الله يعطيك العافية على
ما تنقل لنا هنا من الجمال الشعري
والتعريف بشعرائه.

متابعين الله يقويك.



 
  مـواضـيـعـي


الرد باقتباس
قديم 01-20-2017, 10:03 PM   #16
[" مشرف سابقاً "]


صديق الكل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1394
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 07-29-2018 (11:06 PM)
 المشاركات : 1,765 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي رد : شـاعر وقصيده



.
شاعر وقصيدة..
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

🔻قيس بن الملوح والملقب بمجنون ليلى (24هـ - 645م/ 68 هـ - 688):

شاعر غزل عربي، من المتيمين، من أهل نجد. عاش في فترة خلافة مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان في القرن الأول من الهجرة في بادية العرب.

لم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى العامرية التي نشأ معها وعشقها فرفض أهلها ان يزوجوها به، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش ويتغنى بحبه العذري، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز.

وهو أحد القيسين الشاعرين المتيمين والآخر هو قيس بن ذريح "مجنون لبنى". توفي سنة 68 هـ الموافق 688م، وقد وجد ملقى بين أحجار وهو ميت، فحُمل إلى أهله

🔸نسبه:

هو: قيس بن الملوّح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، العامري الهوازني.

🔸حكايته مع ليلى:

من الواضح أن معظم التراجم والسير أجمعت على أن قيس بن الملوح هو في الحقيقة ابن عم ليلى، وقد تربيا معا في الصغر وكانا يرعيان مواشي أهلهما ورفيقا لعب في أيام الصبا، كما يظهر في شعره حين قال:

تعلَقت ليلى وهي ذات تمائم
ولم يبد للأتراب من ثديها حجم

صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا
إلى اليوم لم نكبر، ولم تكبر البهم

ومما يذكره السيد فالح الحجية في كتابه (الغزل في الشعرالعربي) من قصتهما: "أحب ليلى بنت سعد العامري ابنة عمه حيث نشأ معها وتربيا وكبرا سويًا حيث كانا يرعيان مواشي والديهما فأحب أحدهما الآخر فكانا بحق رفيقين في الطفولة والصبا فعشقها وهام بها. وكما هي العادة في البادية، عندما كبرت ليلى حجبت عنه، وهكذا نجد قيس وقد اشتد به الوجد يتذكر أيام الصبا البريئة ويتمنى لها أن تعود كما كانت لينعم بالحياة جوارها. وهكذا هام قيس على وجهه ينشد الأشعار المؤثرة التي خلدتها ذاكرة الأدب له في حب ابنة عمه ويتغزل بها في أشعاره، ثم تقدم قيس لعمه طالبا يد ليلى بعد أن جمع لها مهراً كبيراً وبذل لها خمسين ناقة حمراء، فرفض أهلها أن يزوجوها إليه، حيث كانت العادة عند العرب تأبى تزويج من ذاع صيتهم بالحب وقد تشبب بها (أي تغزل بها في شعره)"، لأن العرب قديماً كانت ترى أن تزويج المحب المعلن عن حبه بين الناس عار وفضيحة، وهذه عادة عربية جاهلية ولا تزال هذه العادة موجودة في بعض القرى والبوادي. وقيل: بل رفض الزواج بسبب خلاف وقع بين والد قيس ووالد ليلى حول أموال وميراث، وأن والد ليلى ظن خطأ أن عائلة قيس سرقت أمواله منه ولم يبق معه شيء ليطعم أهله. وإن كان الرأي الأول أرجح وأثبت.

وفي نفس الوقت تقدم لليلى خاطب آخر من ثقيف يدعى ورد بن محمد العُقيلي، وبذل لها عشرًا من الإبل وراعيها، فاغتنم والد ليلى الفرصة وزوجها لهذ الرجل رغمًا عنها. ورحلت ليلى مع زوجها إلى الطائف بعيدا عن حبيبها ومجنونها قيس. ويقال أنه حين تقدم لها الخطيبان قال أهلها: نحن مخيّروها بينكما، فمن اختارت تزوجته، ثم دخلوا إليها فقالوا: والله لئن لم تختار وردًا لنمثلنّ بك، فاختارت وردًا وتزوجته رغماً عنها.

فهام قيس على وجهه في البراري والقفار ينشد الشعر والقصيد ويأنس بالوحوش ويتغنّى بحبه العذريّ، فيُرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في أطراف الحجاز، إلى أن وُجد ملقًى بين أحجار وهو ميت.

🔸صور من حب قيس وجنونه بليلى:

قيل في قصة حبه: إنه مر يومًا على ناقة له بامرأة من قومه وعليه حلّتان من حلل الملوك، وعندها نسوة يتحدثن، فأعجبهن، فاستنزلنه للمحادثة، فنزل وعقر لهن ناقته وأقام معهن بياض اليوم، وجاءته ليلى لتمسك معه اللحم، فجعل يجزّ بالمدية في كفه وهو شاخص فيها حتى أعرق كفه، فجذبتها من يده ولم يدرِ، ثم قال لها: ألا تأكلين الشواء؟ قالت : نعم. فطرح من اللحم شيئا على الغضى، وأقبل يحادثها، فقالت له: انظر إلى اللحم، هل استوى أم لا؟ فمد يده إلى الجمر، وجعل يقلب بها اللحم، فاحترقت، ولم يشعر، فلما علمت ما داخله صرفته عن ذلك، ثم شدت يده بهدب قناعها.

وروي أن أبا قيس ذهب به إلى الحج لكي يدعو الله أن يشفيه مما ألمّ به من حب ليلي، وقال له: تعلّق بأستار الكعبة وادعُ الله أن يشفيك من حبها، فذهب قيس وتعلق بأستار الكعبة وقال: "اللهم زدني لليلي حبًا وبها كلفًا ولا تنسني ذكرها أبدًا".

وحكي أن قيس قد ذهب إلى ورد زوج ليلى في يوم شاتٍ شديد البرودة وكان جالسًا مع كبار قومه حيث أوقدوا النار للتدفئة، فأنشده قيس قائلاً:

بربّك هل ضممت إليك ليلى
قبيل الصبح أو قبلت فاها

وهل رفّت عليك قرون ليلى
رفيف الأقحوانة في نداها

كأن قرنفلاً وسحيقَ مِسك
وصوب الغانيات قد شملن فاها

فقال له ورد: أما إذ حلّفتني فنعم.

فقبض المجنون بكلتا يديه على النار ولم يتركها حتى سقط مغشيًا عليه.

🔸تأثيره في الأدب:

لقيس بن الملوح ديوان شعري في عشقه لليلى حيث كان لقصة مجنون ليلى التأثير الكبير في الأدب العربي بشكل خاص كما كان له تأثير في الأدب الفارسي حيث كانت قصة قيس بن الملوح إحدى القصص الخمسة ل بنج غنج أي كتاب الكنوز الخمسة للشاعر الفارسي نظامي كنجوي. كما أنها أثرت في الأدبين التركي والهندي ومنه إلى الأدب الأردوي.

من أبياته في حبيبته ليلى:

تذكرت ليلى والسنين الخواليا
وأيام لا أعدي على الدهر عاديا

أعد الليالي ليلة بعد ليلة
وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا

أمر على الديار ديار ليلي
أقبل ذا الجدارَ وذا الجدار
َ
وما حب الديار شغفن قلبي
ولكن حب من سكن الديار
َ
وقال:

ألست وعدتني ياقلبُ أنّي
اذا ماتُبتُ عن ليلى تتوب
ُ
فها أنا تائبٌ عن حُبِ ليلى
فما لك كلما ذُكرت تذوب
ُ
ومنها أيضا:

فياليت إذ حان وقت حمامها
احكم في عمري لقاسمتها عمري

فحل بنا الفراق في ساعه معا
فمت ولا تدري وماتت ولا ادري

وقد كانت ليلى تبادله العشق

فقالت فيه:

كلانا مظهر للناس بغضا
وكل عند صاحبه مكين

تحدثنا العيون بما أردنا
وفي القلبين ثم هوى دفين

من أشهر قصائده قصيده المؤنسه وقيل سميت بذلك لأنه كثيرا ما كان يرددها ويأنس بها وأول هذه القصيدة:

تذكرت ليلى والسنين الخواليا
وأياما لا نخشى علي الحب ناهيا

وآخرها:

خليليا إن ضنو بليلى فقربا ليا
النعش والاكفان واستغفرا ليا

🔸وفاته:

توفي سنة 68 هـ الموافق 688م، وقد وجد ملقى بين أحجار وهو ميت، فحُمل إلى أهله. وروي أن امراه من قبيلته كانت تحمل له الطعام إلى البادية كل يوم وتتركه فاذا عادت في اليوم التالي لم تجد الطعام فتعلم انه ما زال حيا وفي أحد الأيام وجدته لم يمس الطعام فابلغت أهله بذلك فذهبوا يبحثونَ عنه حتي وجدوه في وادي كثير الحصي وقد توفي ووجدوا بيتين من الشعر عند راسه خطهما بإصبعه هما:

تَوَسَّدَ أحجارَ المهامِهِ والقفرِ
وماتَ جريح القلبِ مندملَ الصدر
ِ
فياليت هذا الحِبَّ يعشقُ مرةً
فيعلمَ ما يلقى المُحِبُّ من الهجر

ومن روائعه قصيدته: (المؤنسة).. يقول فيها:

تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا
وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَهوِ ناهِيا

وَيَومٍ كَظِلِّ الرُمحِ قَصَّرتُ ظِلَّهُ
بِلَيلى فَلَهّاني وَما كُنتُ لاهِيا

بِثَمدينَ لاحَت نارُ لَيلى وَصُحبَتي
بِذاتِ الغَضى تُزجي المَطِيَّ النَواجِيا

فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً
بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً يَمانِيا

فَقُلتُ لَهُ بَل نارُ لَيلى تَوَقَّدَت
بِعَليا تَسامى ضَوءُها فَبَدا لِيا

فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الغَضى
وَلَيتَ الغَضى ماشى الرِكابَ لَيالِيا

فَيا لَيلَ كَم مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٍ
إِذا جِئتُكُم بِاللَيلِ لَم أَدرِ ماهِيا

خَليلَيَّ إِن تَبكِيانِيَ أَلتَمِس
خَليلاً إِذا أَنزَفتُ دَمعي بَكى لِيا

فَما أُشرِفُ الأَيفاعَ إِلّا صَبابَةً
وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا

وَقَد يَجمَعُ اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَما
يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَن لا تَلاقِيا

لَحى اللَهُ أَقواماً يَقولونَ إِنَّنا
وَجَدنا طَوالَ الدَهرِ لِلحُبِّ شافِيا

وَعَهدي بِلَيلى وَهيَ ذاتُ مُؤَصِّدٍ
تَرُدُّ عَلَينا بِالعَشِيِّ المَواشِيا

فَشَبَّ بَنو لَيلى وَشَبَّ بَنو اِبنِها
وَأَعلاقُ لَيلى في فُؤادي كَما هِيا

إِذا ما جَلَسنا مَجلِساً نَستَلِذُّهُ
تَواشَوا بِنا حَتّى أَمَلَّ مَكانِيا

سَقى اللَهُ جاراتٍ لِلَيلى تَباعَدَت
بِهِنَّ النَوى حَيثُ اِحتَلَلنَ المَطالِيا

وَلَم يُنسِني لَيلى اِفتِقارٌ وَلا غِنىً
وَلا تَوبَةٌ حَتّى اِحتَضَنتُ السَوارِيا

وَلا نِسوَةٌ صَبِّغنَ كَبداءَ جَلعَداً
لِتُشبِهَ لَيلى ثُمَّ عَرَّضنَها لِيا

خَليلَيَّ لا وَاللَهِ لا أَملِكُ الَّذي
قَضى اللَهُ في لَيلى وَلا ما قَضى لِيا

قَضاها لِغَيري وَاِبتَلاني بِحُبِّها
فَهَلّا بِشَيءٍ غَيرِ لَيلى اِبتَلانِيا

وَخَبَّرتُماني أَنَّ تَيماءَ مَنزِلٌ
لِلَيلى إِذا ما الصَيفُ أَلقى المَراسِيا

فَهَذي شُهورُ الصَيفِ عَنّا قَدِ اِنقَضَت
فَما لِلنَوى تَرمي بِلَيلى المَرامِيا

فَلَو أَنَّ واشٍ بِاليَمامَةِ دارُهُ
وَداري بِأَعلى حَضرَمَوتَ اِهتَدى لِيا

وَماذا لَهُم لا أَحسَنَ اللَهُ حالُهُم
مِنَ الحَظِّ في تَصريمِ لَيلى حَبالِيا

وَقَد كُنتُ أَعلو حُبَّ لَيلى فَلَم يَزَل
بِيَ النَقضُ وَالإِبرامُ حَتّى عَلانِيا

فَيا رَبِّ سَوّي الحُبَّ بَيني وَبَينَها
يَكونُ كَفافاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا

فَما طَلَعَ النَجمُ الَّذي يُهتَدى بِه
ِ وَلا الصُبحُ إِلّا هَيَّجا ذِكرَها لِيا

وَلا سِرتُ ميلاً مِن دِمَشقَ وَلا بَدا
سُهَيلٌ لِأَهلِ الشامِ إِلّا بَدا لِيا

وَلا سُمِّيَت عِندي لَها مِن سَمِيَّةٍ
مِنَ الناسِ إِلّا بَلَّ دَمعي رِدائِيا

وَلا هَبَّتِ الريحُ الجُنوبُ لِأَرضِها
مِنَ اللَيلِ إِلّا بِتُّ لِلريحِ حانِيا

فَإِن تَمنَعوا لَيلى وَتَحموا بِلادَها
عَلَيَّ فَلَن تَحموا عَلَيَّ القَوافِيا

فَأَشهَدُ عِندَ اللَهِ أَنّي أُحِبُّها
فَهَذا لَها عِندي فَما عِندَها لِيا

قَضى اللَهُ بِالمَعروفِ مِنها لِغَيرِنا
وَبِالشَوقِ مِنّي وَالغَرامِ قَضى لَيا

وَإِنَّ الَّذي أَمَّلتُ يا أُمَّ مالِكٍ
أَشابَ فُوَيدي وَاِستَهامَ فُؤادَيا

أَعُدُّ اللَيالي لَيلَةً بَعدَ لَيلَةٍ
وَقَد عِشتُ دَهراً لا أَعُدُّ اللَيالِيا

وَأَخرُجُ مِن بَينِ البُيوتِ لَعَلَّني
أُحَدِّثُ عَنكِ النَفسَ بِاللَيلِ خالِيا

أَراني إِذا صَلَّيتُ يَمَّمتُ نَحوَها
بِوَجهي وَإِن كانَ المُصَلّى وَرائِيا

وَما بِيَ إِشراكٌ وَلَكِنَّ حُبَّها
وَعُظمَ الجَوى أَعيا الطَبيبَ المُداوِيا

أُحِبُّ مِنَ الأَسماءِ ما وافَقَ اِسمَها
أَوَ اِشبَهَهُ أَو كانَ مِنهُ مُدانِيا

خَليلَيَّ لَيلى أَكبَرُ الحاجِ وَالمُنى
فَمَن لي بِلَيلى أَو فَمَن ذا لَها بِيا

لَعَمري لَقَد أَبكَيتِني يا حَمامَةَ
العَقيقِ وَأَبكَيتِ العُيونَ البَواكِيا

خَليلَيَّ ما أَرجو مِنَ العَيشِ بَعدَما
أَرى حاجَتي تُشرى وَلا تُشتَرى لِيا

وَتُجرِمُ لَيلى ثُمَّ تَزعُمُ أَنَّني
سَلوتُ وَلا يَخفى عَلى الناسِ ما بِيا

فَلَم أَرَ مِثلَينا خَليلَي صَبابَةٍ
أَشَدَّ عَلى رَغمِ الأَعادي تَصافِيا

خَليلانِ لا نَرجو اللِقاءَ وَلا نَرى
خَليلَينِ إِلّا يَرجُوانِ تَلاقِيا

وَإِنّي لَأَستَحيِيكِ أَن تَعرِضِ المُنى
بِوَصلِكِ أَو أَن تَعرِضي في المُنى لِيا

يَقولُ أُناسٌ عَلَّ مَجنونَ عامِرٍ
يَرومُ سُلوّاً قُلتُ أَنّى لِما بِيا

بِيَ اليَأسُ أَو داءُ الهُيامِ أَصابَني
فَإِيّاكَ عَنّي لا يَكُن بِكَ ما بِيا

إِذا ما اِستَطالَ الدَهرُ يا أُمَّ مالِكٍ
فَشَأنُ المَنايا القاضِياتِ وَشانِيا

إِذا اِكتَحَلَت عَيني بِعَينِكِ لَم تَزَل
بِخَيرٍ وَجَلَّت غَمرَةً عَن فُؤادِيا

فَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَشقَيتِ عِيشَتي
وَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَنعَمتِ بالِيا

وَأَنتِ الَّتي ما مِن صَديقٍ وَلا عِداً
يَرى نِضوَ ما أَبقَيتِ إِلّا رَثى لِيا

أَمَضروبَةٌ لَيلى عَلى أَن أَزورَها
وَمُتَّخَذٌ ذَنباً لَها أَن تَرانِيا

إِذا سِرتُ في الأَرضِ الفَضاءِ رَأَيتُني
أُصانِعُ رَحلي أَن يَميلَ حِيالِيا

يَميناً إِذا كانَت يَميناًوَإِن تَكُن
شِمالاً يُنازِعنِ الهَوى عَن شِمالِيا

وَإِنّي لَأَستَغشي وَما بِيَ نَعسَةٌ
لَعَلَّ خَيالاً مِنكِ يَلقى خَيالِيا

هِيَ السِحرُ إِلّا أَنَّ لِلسِحرِ رُقيَةً
وَأَنِّيَ لا أُلفي لَها الدَهرَ راقَيا

إِذا نَحنُ أَدلَجنا وَأَنتِ أَمامَنا
كَفا لِمَطايانا بِذِكراكِ هادِيا

ذَكَت نارُ شَوقي في فُؤادي فَأَصبَحَت
لَها وَهَجٌ مُستَضرَمٌ في فُؤادِيا

أَلا أَيُّها الرَكبُ اليَمانونَ عَرَّجوا
عَلَينا فَقَد أَمسى هَواناً يَمانِيا

أُسائِلُكُم هَل سالَ نَعمانُ بَعدَنا
وَحُبَّ إِلَينا بَطنُ نَعمانَ وادِيا

أَلا يا حَمامَي بَطنِ نَعمانَ هِجتُما
عَلَيَّ الهَوى لَمّا تَغَنَّيتُما لِيا

وَأَبكَيتُماني وَسطَ صَحبي وَلَم أَكُن
أُبالي دُموعَ العَينِ لَو كُنتُ خالِيا

وَيا أَيُّها القُمرِيَّتانِ تَجاوَبا
بِلَحنَيكُما ثُمَّ اِسجَعا عَلَّلانِيا

فَإِن أَنتُما اِسطَترَبتُما أَو أَرَدتُما
لَحاقاً بِأَطلالِ الغَضى فَاِتبَعانِيا

أَلا لَيتَ شِعري ما لِلَيلى وَمالِيا
وَما لِلصِبا مِن بَعدِ شَيبٍ عَلانِيا

أَلا أَيُّها الواشي بِلَيلى أَلا تَرى
إِلى مَن تَشيها أَو بِمَن جِئتُ واشِيا

لَئِن ظَعَنَ الأَحبابُ يا أُمَّ مالِكٍ فَما
ظَعَنَ الحُبُّ الَّذي في فُؤادِيا

فَيا رَبِّ إِذ صَيَّرتَ لَيلى هِيَ المُنى
فَزِنّي بِعَينَيها كَما زِنتَها لِيا

وَإِلّا فَبَغِّضها إِلَيَّ وَأَهلَها
فَإِنّي بِلَيلى قَد لَقيتُ الدَواهِيا

عَلى مِثلِ لَيلى يَقتُلُ المَرءُ نَفسَه
ُ وَإِن كُنتُ مِن لَيلى عَلى اليَأسِ طاوِيا

خَليلَيَّ إِن ضَنّوا بِلَيلى فَقَرِّبا لِي
َ النَعشَ وَالأَكفانَ وَاِستَغفِرا لِيا

وإن مت من داءالصبابة فأبلغا
شبيهةضوء الشمس مني سلاميا

ِ __________________________________



 


الرد باقتباس
قديم 01-25-2017, 11:56 PM   #17
[" مشرف سابقاً "]


صديق الكل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1394
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 07-29-2018 (11:06 PM)
 المشاركات : 1,765 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي رد : شـاعر وقصيده



.
شاعر وقصيدة..
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

��أبو فراس الحمداني:

هو أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الرَّبَعي،(320 -357هـ/ 932 - 968م. هو شاعر من قبيلة الحمدانيين، وهي قبيلة عربية حكمت شمال سوريا والعراق وكانت عاصمتهم حلب في القرن العاشر للميلاد.

��حياته:

كان ظهور الحمدانيين في فترة ضعف العنصر العربي في جسم الخلافة العباسية وهزيمة الفرس والترك. فباشر الحمدانيون الحروب لدعم حكمهم وترسيخ سلطتهم، فاحتل عبد الله، والد سيف الدولة الحمداني وعم شاعرنا، بلاد الموصل وبسط سلطة بني حمدان على شمال سوريا بما فيها عاصمة الشمال حلب وما حولها وتملك سيف الدولة حمص ثم حلب حيث أنشأ بلاطاً جمع فيه الكتاب والشعراء واللغويين في دولة عاصمتها حلب.

ترعرع أبو فراس في كنف ابن عمه سيف الدولة في حلب، بعد موت والده باكراً، فشب فارساً شاعراً، وراح يدافع عن إمارة ابن عمه ضد هجمات الروم ويحارب الدمستق قائدهم. وفي أوقات السلم كان يشارك في مجالس الأدب فيذاكر الشعراء وينافسهم، ثم ولاه سيف الدولة مقاطعة منبج فأحسن حكمها والذود عنها.

��أبو فراس في الأسر:

كانت المواجهات والحروب كثيرة بين الحمدانيين والروم في أيام أبي فراس، وفي إحدى المعارك خانه الحظ يوماً فوقع أسيراً سنة 347هـ/ 959م في مكانٍ يُعرف باسم "مغارة الكحل". فحمله الروم إلى منطقة تسمى خَرْشَنة على الفرات، وكان فيها للروم حصنٌ منيع، ولم يمكث في الأسر طويلاً، واختُلف في كيفية نجاته، فمنهم من قال إن سيف الدولة افتداه ومنهم من قال إنه استطاع الهرب. فابن خلكان يروي أن الشاعر ركب جواده وأهوى به من أعلى الحصن إلى الفرات، والأرجح أنه أمضى في الأسر بين ثلاث وأربع سنوات.

انتصر الحمدانيون أكثر من مرة في معارك كرٍ وفرٍ، وبعد توقف لفترة من الزمن عاد القتال بينهم (بين الحمدانين وبين الروم) الذين أعدوا جيشاً كبيراً وحاصروا أبا فراس في منبج وبعد مواجهات وجولات كر وفر سقطت قلعته سنة 350هـ/962م ووقع أسيراً وحُمل إلى القسطنطينية حيث أقام بين ثلاث وأربع سنوات، وقد وجه الشاعر جملة رسائل إلى ابن عمه في حلب، فيها يتذمر من طول الأسر وقسوته، ويلومه على المماطلة في افتدائه.

ويبدو أن إمارة حلب كانت في تلك الحقبة تمر بمرحلةٍ صعبة لفترة مؤقتة فقد قويت شوكة الروم وتقدم جيشهم الضخم بقيادة نقفور فاكتسح الإمارة واقتحم عاصمتها حلب، فتراجع سيف الدولة إلى ميافارقين، واعاد سيف الدولة قوته ترتيب وتجهيز وهاجم الروم في سنة 354هـ/ 966م وهزمهم وانتصر عليهم واستعاد إمارته وملكه في حلب، واسر اعدادا يسيرة من الروم وأسرع إلى افتداء أسراه ومنهم ابن عمه أبو فراس الحمداني بعد انتصاره على الروم، ولم يكن أبو فراس ٍ يتبلغ أخبار ابن عمه، فكان يتذمر من نسيانه له، ويشكو الدهر ويرسل القصائد المليئة بمشاعر الألم والحنين إلى الوطن، فتتلقاها أمه باللوعة حتى توفيت قبل عودة وحيدها.

��تحريره من الأسر:

تم افتداء وتحرير أبي فراس وبعد مضي سنةٍ على خروجه من الأسر، توفي سيف الدولة 355هـ/967م وكان لسيف الدولة مولى اسمه قرغويه طمع في التسلط، فنادى بابن سيده أبي المعالي، أميراً على حلب آملاً أن يبسط يده باسم أميره على الإمارة بأسرها، وأبو المعالي هو ابن أخت أبي فراس. أدرك أبو فراسٍ نوايا قرغويه فدخل مدينة حمص، فأوفد أبو المعالي جيشاً بقيادة قرغويه، فدارت معركةٌ قُتل فيها أبو فراس. وكان ذلك في ربيع الأول سنة 357هـ/ 968م في بلدة صدد جنوب شرق حمص.

��أشعاره:

قال الصاحب بن عباد: بُدئ الشعر بملك، وخُتم بملك، ويعني امرأ القيس وأبو فراس.

لم يجمع أبو فراس شعره وقصائده، إلا أن ابن خالوية وقد عاصره جمع قصائده فيما بعد، ثم اهتم الثعالبي بجمع الروميات من شعره في يتيمته، وقد طبع ديوانه في بيروت سنة 1873م، ثم في مطبعة قلفاط سنة 1900م، وتعتمد الطبعتان على ما جمعه ابن خالويه. وقد نقل وترجم بعض شعر أبو فراس إلى اللغة الألمانية على يد المستشرق بن الورد، وأول طبعةٍ للديوان كاملاً كانت للمعهد الفرنسي بدمشق سنة 1944م ويؤكد الشاعرالعراقي فالح الحجية في كتابه في الأدب والفن يكاد يتفق النقاد ان أجمل قصيدة للشاعر هي قصيدة اراك عصي الدمع التي اخذت مكانها في الشهرة بين قصائد الغزل العربية.

يقول:

لم أعدُ فيه مفاخري
ومديح آبائي النُّجُب
ْ
لا في المديح ولا الهجاءِ
ولا المجونِ ولا اللعب
ْ
هو صاحب البيت الشهير:

الشعر ديوان العرب
أبداً وعنوان الأدب

وفي قصيدة "أراك عصيّ الدمع" الشهيرة يقول:

أراك عصيّ الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمر؟

نعم أنا مشتاق وعنـديَ لوعةٌ
ولكنّ مثلي لا يُذاع له سـرُ
ّ
إذا الليل أضواني بسطتُ يدَ الهوى
وأذللتُ دمعاً من خلائقهِ الكِبْر
ُ
وفي بيت آخر من نفس القصيدة يقول:

فان عشت فالإنسان لا بد ميتاً
وإن طالت الأيام وانفسح العمر

ولا خير في دفع الردى بمذلة
كما ردها يوماً بسوءته عمرو

ومن روائع شعره ما كتبه لأمه وهو في الأسر:

لولا العجوز بـمنبجٍ
ما خفت أسباب المنيّـه
ْ
ولكان لي عمّا سألت
من فدا نفـس أبيّه
ْ
وفي قصيدة أخرى إلى والدته وهو يئن من الجراح والأسر، يقول:

مصابي جليل والعزاء جميلُ
وظني بأنّ الله سوف يديل
ُ
جراح وأسر واشتياقٌ وغربةٌ
أهمّكَ؟ أنّـي بعدها لحمول
ُ
وأثناء أسره في القسطنطينية بعث إلى سيف الدولة يقول:

بمن يثق الإنسان فيما ينوبه؟
ومن أين للحرّ الكريم صحاب؟

وقبل وفاته رثى نفسه بأبيات مشهورة موجهة إلى ابنته. القافية تنتهي بالكسر وليس السكون يامن تقرأ هذه المقطوعة الصغيرة:

أبنيّتـي لا تحزني
كل الأنام إلى ذهاب
ْ
أبنيّتـي صبراً جميلاً
للجليل مـن الـمـصاب
ْ
نوحي علـيّ بحسـرةٍ
من خلفِ ستركِ والحجاب
ْ
قولـي إذا ناديتني
وعييتُ عـن ردِّ الجواب
ْ
زين الشباب أبو فراسٍ
لم يمتَّعْ بالشبـاب
ْ
فإلى رائعته: (أراك عصي الدمع):

أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ،
أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ؟

بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ
ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ!

إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى
وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبر
ُ
تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي
إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَة ُ والفِكْر
ُ
معللتي بالوصلِ، والموتُ دونهُ،
إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ!

حفظتُ وضيعتِ المودة َ بيننا
وأحسنَ، منْ بعضِ الوفاءِ لكِ، العذر
ُ
وما هذهِ الأيامُ إلا صحائفٌ
لأحرفها، من كفِّ كاتبها بشر
ُ
بنَفسي مِنَ الغَادِينَ في الحَيّ غَادَة ً
هوايَ لها ذنبٌ، وبهجتها عذر
ُ
تَرُوغُ إلى الوَاشِينَ فيّ، وإنّ لي
لأذْناً بهَا، عَنْ كُلّ وَاشِيَة ٍ، وَقر
ُ
بدوتُ، وأهلي حاضرونَ، لأنني
أرى أنَّ داراً، لستِ من أهلها، قفر
ُ
وَحَارَبْتُ قَوْمي في هَوَاكِ، وإنّهُمْ
وإيايَ، لولا حبكِ، الماءُ والخمر
ُ
فإنْ كانَ ما قالَ الوشاة ُ ولمْ يكنْ
فَقَديَهدِمُ الإيمانُ مَا شَيّدَ الكُفر
ُ
وفيتُ، وفي بعضِ الوفاءِ مذلة ٌ
لآنسة ٍفي الحي شيمتها الغدر
ُ
وَقُورٌ، وَرَيْعَانُ الصِّبَا يَسْتَفِزّها،
فتأرنُ، أحياناً، كما يأرنُ المهر
ُ
تسائلني: "منْ أنتَ؟ "، وهي عليمة،
وَهَلْ بِفَتى ً مِثْلي عَلى حَالِهِ نُكرُ؟

فقلتُ، كما شاءتْ، وشاءَ لها الهوى:
قَتِيلُكِ! قالَتْ: أيّهُمْ؟ فهُمُ كُثر
ُ
فقلتُ لها: "لو شئتِ لمْ تتعنتي،
وَلمْ تَسألي عَني وَعِنْدَكِ بي خُبرُ!

فقالتْ: "لقد أزرى بكَ الدهرُ بعدنا!
فقلتُ: "معاذَ اللهِ! بلْ أنت لاِ الدهرُ

وَما كانَ للأحزَانِ، لَوْلاكِ، مَسلَكٌ
إلى القلبِ؛ لكنَّ الهوى للبلى جسر
ُ
وَتَهْلِكُ بَينَ الهَزْلِ والجِدّ مُهجَة ٌ
إذا مَا عَداها البَينُ عَذّبَها الهَجْر
ُ
فأيقنتُ أنْ لا عزَّ، بعدي، لعاشقٍ؛
وَأنُّ يَدِي مِمّا عَلِقْتُ بِهِ صِفْر
ُ
وقلبتُ أمري لا أرى لي راحة،
إذا البَينُ أنْسَاني ألَحّ بيَ الهَجْر
ُ
فَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمانِ وَحكمِها،
لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى به وَليَ العُذْر
ُ
كَأني أُنَادي دُونَ مَيْثَاءَ ظَبْيَة ً
على شرفٍ ظمياءَ جللها الذعر
ُ
تجفَّلُ حيناً، ثم تدنو كأنما
تنادي طلا، بالوادِ، أعجزهُ الحضر
ُ
فلا تنكريني، يابنة َالعمِّ، إنهُ
ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِ البَدْوُ وَالحَضْر
ُ
ولا تنكريني، إنني غيرُ منكرٍ
إذا زلتِ الأقدامِ؛ واستنزلَ النضر
ُ
وإني لجرارٌ لكلِّ كتيبة ٍ
معودة ٍ أنْ لا يخلَّ بها النصر
ُ
وإني لنزالٌ بكلِّ مخوفة ٍ
كثيرٌ إلى نزالها النظرُ الشزر
ُ
فَأَظمأُ حتى تَرْتَوي البِيضُ وَالقَنَا
وَأسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذّئبُ وَالنّسر
ُ
وَلا أُصْبِحُ الحَيَّ الخَلُوفَ بِغَارَة،
وَلا الجَيشَ مَا لمْ تأتِه قَبليَ النُّذْر
ُ
وَيا رُبّ دَارٍ، لمْ تَخَفْني، مَنِيعَة ٍ
طلعتُ عليها بالردى، أنا والفجر
ُ
وحيّ ٍرددتُ الخيلَ حتى ملكتهُ
هزيماً وردتني البراقعُ والخمر
ُ
وَسَاحِبَة ِالأذْيالِ نَحوي، لَقِيتُهَا
فلمْ يلقها جهمُ اللقاءِ، ولا وعر
ُ
وَهَبْتُ لهَا مَا حَازَهُ الجَيشُ كُلَّهُ
ورحتُ، ولمْ يكشفْ لأثوابها ستر
ُ
ولا راحَ يطغيني بأثوابهِ الغنى
ولا باتَ يثنيني عن الكرمِ الفقر

وما حاجتي بالمالِ أبغي وفورهُ؟
إذا لم أفِرْ عِرْضِي فَلا وَفَرَ الوَفْر
ُ
أسرتُ وما صحبي بعزلٍ، لدى الوغى
ولا فرسي مهرٌ، ولا ربهُ غمرُ!

ولكنْ إذا حمَّ القضاءُ على أمرىء ٍ
فليسَ لهُ برٌّ يقيهِ، ولا بحرُ!

وقالَ أصيحابي: "الفرارُ أوالردى؟"
فقُلتُ: هُمَا أمرَانِ، أحلاهُما مُر
ّ
وَلَكِنّني أمْضِي لِمَا لا يَعِيبُني،
وَحَسبُكَ من أمرَينِ خَيرُهما الأسْر
ُ
يقولونَ لي: "بعتَ السلامة َبالردى"
فَقُلْتُ: أمَا وَالله، مَا نَالَني خُسْر
ُ
وهلْ يتجافى عني الموتُ ساعة
إذَا مَا تَجَافَى عَنيَ الأسْرُ وَالضّرّ؟

هُوَ المَوْتُ، فاختَرْ ما عَلا لكذِكْرُه،
فلمْ يمتِ الإنسانُ ما حييَ الذكر
ُ
ولا خيرَ في دفعِ الردى بمذلة ٍ
كما ردها، يوماً بسوءتهِ "عمرو"

يمنونَ أنْ خلوا ثيابي، وإنما
عليَّ ثيابٌ، من دمائهمُ حمر
ُ
وقائم سيفي، فيهمُ، اندقَّ نصلهُ
وَأعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطّمَ الصّدر
ُ
سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّ جدّهُمْ،
"وفي الليلة الظلماءِ، يفتقدُ البدرُ"

فإنْ عِشْتُ فَالطّعْنُ الذي يَعْرِفُونَه
وتلكَ القنا، والبيضُ والضمرُ الشقر
ُ
وَإنْ مُتّ فالإنْسَانُ لا بُدّ مَيّتٌ
وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ، وَانْفَسَحَ العمر
ُ
ولوْ سدَّ غيري، ما سددتُ، اكتفوا
بهِ؛ وما كانَ يغلو التبرُ، لو نفقَ الصفر
ُ
وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا
لَنَا الصّدرُ، دُونَ العالَمينَ، أو القَبر
ُ
تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالي نُفُوسُنَا
ومنْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلها المهر
ُ
أعزُّ بني الدنيا ، وأعلى ذوي العلا
وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِ وَلا فَخْرُ
___________________________________
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني



 


الرد باقتباس
قديم 01-29-2017, 06:19 AM   #18
[" مشرف سابقاً "]


صديق الكل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1394
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 07-29-2018 (11:06 PM)
 المشاركات : 1,765 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي رد : شـاعر وقصيده



.
شاعر وقصيدة..
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

🔻ليلى بنت المهلهل:

ليلى بنت عدي بن ربيعة شَاعِرة من شَواعر العرب وسيدة مِن سيِدات العرب الفاضلات في الجاهلية وتُعد من أعز نساء العرب، وذات آنفة وكرامة وشمم.

والِدها الفارس المهلهل عدي بن ربيعة وعمها الملِك كليب بن ربيعة وَزوجها سَيِد تغلب كلثوم بن مالك وإبنها شَاعر المُعَلَقة والفارس المُلقب بأعز العرب عمرو بن كلثوم وحَفيدها سيد قومه الأسود بن عمرو بن كلثوم.

🔸نسبها:

ليلى بنت المهلهل بن عدي بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. هند بنت بعج بن عُتيبة.

🔸حياتها.. (ولادتها):

قيل أن المهلهل لما تزوج هنداً فولدت له بنتاً حار في أمره وفكر في وأدها على عادة العرب في الجاهلية وقال لزوجته: يا بنت عُتيبة، إقتلي هذه الوليدة لئلا نفتضح بين العربَ، فأشارت هند بإنها ستفعل ذلك، ولكن عاطفة الأمومة وصرخات الوليدة منعتها فدعت بخادمة أمينة لها وأمرتها أن تُغيب الوليدة عنها وتبعدها عن أنظار المهلهل حتى لا يكون نصيبها الوأد، وأطمأن المهلهل إلى أن العار الذي لحقه سيتلاشى ويدفن في رمال الصحراء، فلما نام المهلهل هتف به هاتف يقول:

كم من فتى مؤمل وسيد شمردل
وعدة لا تجهل في بطن بنت المُهلهل

فإستيقظ مذعوراً وقال: يا هند أين إبنتي، قالت وأدتها كما أشرت آنفاً، قال: كلا وإله ربيعة، فأصدقيني، فأخبرته فقصت عليه قصتها مع الخادمة فقال لها: حسناً فعلت أحسني غذائها وأطلقي عليها إسم ليلى.

🔸زواجها وإنجابها:

كبرت ليلى فأصبحت فتاة ذات جمال ودلال وبهاء ودهاء فَتزوجت كلثوم بن مالك أحد أسياد وأشراف بني تغلب فَحملت وإذا بِها في المنام وقد اقترب موعد ولادتها، تسمع من يقول لها:

يا لك من ليلى من ولد

يقدم إقدام الأسد

من جشم فيه العدد

أقول قيلاً لا فند.

فولدت ليلى عمرو بن كلثوم سَيد بني تغلب وفارسهُم وشاعرهُم وقد سادهُم وهو صاحب خمسة عشر عاماً فَقَط.

🔸ليلى بنت المهلهل وهند بنت الحارث بن حجر بن آكل المرار الكندي:

قيل أن ملك الحيرة عمرو بن المنذر قال ذات يوم لجلسائه :

هل تعلمون أن أحداً من أهل مملكتي يأنف أن تخدم أُمه أُمي.
وأمه هيَ هند بنت الحارث بن حجر بن الملك آكل المرار الكندي وزوجها الملك المنذر بن ماء السماء وبنت أخ الملك والشاعِر أمرؤ القيس بن حجر وإبنها ملِك أيضاً وإدعت إنها أشرف نساء العرب لِذا قال إبنها ما قاله عندئذ فقالوا:

لا ما خلا عمرو بن كلثوم يأنف ذَلِكَ.

فقال:

فَلِم ذلك؟

قالوا:

لإن أُمه ليلى بنت المهلهل عدي بن ربيعة شَاعِر العرب وعَمها كليب بن ربيعة ملِك العرب , وزوجها كلثوم بن مالك أفرس العرب وإبنها عمرو بن كلثوم سيد وأعز العرب.

فسكت عمرو بن المُنذر على ما في نفسه, ثم بعث إلى عمرو بن كلثوم يستزيره وأن تزور ليلى هنداً. فقدم عمرو في فرسان تغلب ، ومعه أمه ليلى ، فنزل شاطيء الفرات وبلغ عمرو بن هند قدومه. فأمر بِخيمة فضربت بين الحيرة والفرات وأرسل إلى وجوه مملكته فصنع لهم طعاماً ثم دعا الناس إليه فقرب إليهم الطعام على باب السرادق وهو وعمرو بن كلثوم وخواص من الناس في السرادق، ولأمه هند في جانب السرادق قبة وليلى بنت المهلهل مَعها في القبة.

وقد قال عمرو بن هند لأمه هند:

إذا فرغ الناس من الطعام فلم يبق إلا الطُرَف فنحّي خدمك عنك، فإذا دعوت بالطرف، فإستخدمي ليلى ومريها فلتناولك الشيء بعد الشيء.

ففعلت هند ما أمرها إبنها حتى إذا دعا بالطرف قالت هند لليلى:

ناوليني ذلك الطبق.

وقد اشتهرت ليلى بالأنفة وعظم النفس فقالت:

لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها.

فقالت:

ناوليني.

وألحت هند عليها. فقالت ليلى:

وا ذلاه! يا لتغلب!

فما آن سمع عمرو بن كلثوم ذلك ثار الدم في وجهه والقوم يشربون الخمر.. ونَظَرَ عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم، فعرف الشر في وجهه، وقد سمع قول أمه: واذلاه! يا لتغلب! ، ونظر إلى سيف عمرو بن هند، وهو مُعلق بالسُّرادق ولم يكن بالسرادق سيفٍ غيره فثار إلى السيف مُصلتاً فضرب به رأس عمرو بن هند فقتله ثم خرج فنادى:

يا لتغلب.

فقامَ الفرسان فإنتهبوا ماله وخيله وسبوا النساء وعادوا إلى الجزيرة العربية.

وقد كان المهلهل بن ربيعة وكلثوم بن مالك أبو عمرو بن كلثوم في أحد الأيام اجتمعوا في بيت كلثوم على شراب، قال وعمرو يومئذ غلام وليلى أم عمرو تَسقيهم فبدأت بأبيها المُهلهل ثم سقت زوجها كلثوم بن مالك ثم ردت الكأس على أبيها وإبنها عمرو عن يمينها فغضب عمرو من صنيعها وقال:

صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْرٍو
وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَا

وَمَا شَرُّ الثَّلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو
بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَا

فلطمه أبوه وقال: يا لكع (أي يا أحمق)، بلى والله شر الثلاثةِ. أتجتري أن تتكلم بِهذا الكلام بين يديّ. فلما قتل عمرو بن هند قالت له أمه بأبي أنت وأمي، أنت والله خيرُ الثلاثةِ اليوم).

___________________________________
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني



 


الرد باقتباس
قديم 02-01-2017, 02:21 PM   #19
[" مشرف سابقاً "]


صديق الكل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1394
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 07-29-2018 (11:06 PM)
 المشاركات : 1,765 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي رد : شـاعر وقصيده



.
شاعر وقصيدة..
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

🔻 الخنساء:

اسمها تماضر بنت عمرو السّلمية (575م - 24هـ/ 645م)، صحابيّة وشاعرة مُخضرمة من أهل نجد، أدركت الجاهلية والإسلام وأسلمت، اشتهرت برثائها لأخويها صخر ومعاوية اللذين قتلُا في الجاهلية، لُقّبت بالخنساء بسبب ارتفاع أرنبتي أنفها.

كشف التّاريخ لنا جانب من حياة الخنساء، ونرى على ضوئها علاقتها بأخويها؛ فلا تكاد تنتهي حادثة حتّى تبدأ حادثة أخرى، وكأنّما استعان التّاريح بتلك الأحداث في حياتها للرّصد والتّدوين، وليس بعيداً عنّا موقف صخر منها حين حاول معاوية أن يُكرهها على الزّواج من صديقه دُريد، فلجأت إليه ليكون لها عوناً، وتحقّق به ما رغبت. وليس بعيداً عن ذلك الموقف أيضاً موقفه منها حين أوقعها زوجها عبد العُزّى في ورطة مالية، فلم تجد غيره ملجأً تسعى إليه، وكان كريماً معها بكل ما تحمل تلك الكلمة من معانٍ؛ فقد شطر ماله نصفين وخيّرها بين أحدهما، حتّى ملّت زوجته واعترضت فقالت: (أما كفاك أن تقسم مالك حتّى تخيرها؟).

فقال قاطعاً عليها كلّ اعتراض: (والله لا أمنحها شرارها وهي حصان قد كفتني عارها، ولو هلكت مزّقت خمارها واتّخذت من شعرها صدارها). كان يوماً من أيّام عكاظ، تمنّت الخنساء لو توقف الزّمن عنده، أو اجتازة من غير أنّ يمرّ به، فما في حياتها أشأم من ذلك اليوم، إذا وقعت عينا معاوية بن عمرو على أسماء المريّة، فأعجبه جمالها ودعادها لنفسه، فامتنعت عليه قائلة: أما علمت أنّي عند سيد العرب (هاشم بن حرملة الغطفاني؟) قال وقد أثارته بردها: أما والله لا قار عنه عنك. فهزّت كتفيها قائلة في تحدٍّ: (شأنك وشأنه) ومضت إلى هاشم، فحدّثته بما كان، فانطلق مُغضباً حتّى أتى معاوية يسأله عن الخبر، فقال معاوية: لوددت والله أنّي قد سمعت بظعائن ندبنك، وبعدها انتهى الموسم، وصدى الحوار مازال يرنّ في أُذن معاوية، فتهيأ لغزو بني مُرّة قوم هاشم، ونهاه صخر أخوه، لكن دون جدوى. انطلق في فرسان من بني سليم، حتّى إذا دنا من ديار بني مُرّة دومت عليه طير، وسنح طبي، فتطير منهما أصحابه، ومازالوا به حتّى رجع. وبلغ هاشم ذلك فقال: ما منعه من الإقدام إلّا الجُبن! فاستثارت الكلمة معاوية لما بلغته فخرج في العام التّالي مُصِرّاً على الغزو، لكن أصحابه تطيّروا من ظبي سانح، فرجعوا، وتخلّف تسعة عشر فارساً منهم: عبد العُزّى الواحي السّلمي. وورد معاوية وأصحابه ماءً، فعرفتهم امرأة من جُهينة - أحلاف بني سهم بن مُرّة - فانسلّت حتّى أتت هاشم بن حرملة فاخبرته أنّ معاوية في تسعة عشر رجلاً من صَحبة غير بعيد. خرج هاشم مع أخيه دريد وجمع من قومه، وأصابوا من معاوية مقتلاً، وشدَّ فرسان بني سليم على عدوّهم، فقتل مالك بن الحارث معاوية، وعادوا إلى صخر وهم يظنّون أنهم عوّضوه بما أدركوا من ثأر عاجل، ولكن صخر لم يرضَ، وإنّما انطلق ليأتي بني مُرّة يسألهم: من قتل معاوية؟ فسكتوا طويلاً، ثم قال هاشم: اعلم يا أبا حسّان أنّه إذا أصبتني أو أصبت دريداً أخي فقد أصبت ثأرك، قال صخر: فهل كفّنتموه؟ أجابوا: نعم، في بُردين، قال: فأروني قبره. فمضوا به حتّى إذا رأى القبر جزع، غير أنّه ما لبث أن تمالك نفسه، وقال: (كأنّكم قد أنكرتم ما رأيتم من جزعي، فوالله مابِتُّ منذ عقلت إلا باتراً أو مبترواً، طالباً أو مطلوباً، حتّى قُتِل معاوية، فما ذقت طعم نوم بعده). وسأل عن الشّماء فرس معاوية، فجاؤه بها، ثم انصرف وقد توعّدهم أن يأتيهم في العام المقبل، وأنجز صخر وعيده؛ غزاهم على الشّماء فنال منهم، وقتل عدداً فيهم (دريد). ولم تكن بنو غطفان بالتي تترك صخراً هكذا، فخرجوا في إثره يطلبونه، ووقف دونه ابن اخته العباس بن مرداس، حتّى فات طالبيه، وعاد صخر إلى ديار بني سليم، وهو يقول مُجيباً من طلب منه هجوهم:

تقول ألا تهجو فوارس هاشم
ومالي إذ أهجوهم ثمّ ماليا!

أبى الشّتم أنّي قد أصابوا كريمتي
وأن ليس إهداء الخنا من شماليا

إذا ما امرؤ أهدى لميت تحيّة
فحيّاك ربّ النّاس عنّي معاويا

وهون وجدي أنّني لم أقل له
كذبت، ولم أبخل عليه بماليا

الخنساء وأخواها كثير من الدّارسين - وقد التقوا مع مراثيها في صخر - أخذوا عليها قلّة شعرها في رثاء معاوية. والحقيقة أنّ شعرها في معاوية ليس قليلاً في حدّ ذاته، ولكنّه قليلٌ إذا قيس بشعرها في صخر، فهل كان ذلك بسبب الصّدمة المفاجئة، والتي تنضمّ إلى صدماتها السّابقات، فتلجم لسانها وتُجمّد عَبَراتها؟ أم هو الخوف على أخيها صخر من أن تهيّجه أشعارها، فيندفع - وهو الذي لا يبخل في سبيلها- إلى حتفه، وعندئذ تفقد الإخوة، مثلما فقدت الزّوح والأب؟

لو رجعنا إلى عادات العرب وأخلاقهم في الرّثاء لبدا لنا الأمر في معاوية طبيعيّاً لا شذوذ فيه، ولا حاجة تستدعي تلك الافتراضات أو بعضها، فقد كان من اخلاق العرب أن يأنفوا من بكاء من مات في المعركة؛ لأنّهم يعتبرون ندبهم وبكاءهم هجاءً أو في حكم الهجاء، فهم ما خرجوا إلّا ليُقتَلوا، ولذا يجيء رثاؤهم - والحالة هذه - تأبيناً يذكرون فيه فضائل المقتول، ومركزه في قبيلته، ولذا عاب بعضهم عليها في مراثي معاوية ذلك النّهج - وما تنبّهوا إلى الخلق الملتزم - فقالوا: إنّ مراثيها فيه خلت من البكاء، ومنه قولها:

ألا لا أرى في النَّاسِ مثلَ معاويهْ
إذا طَرَقَتْ إحْدَى اللّيالي بِداهِيَهْ

بداهِيَة ٍ يَصْغَى الكِلابُ حَسيسَها
وتخرُجُ منْ سِرّ النّجيّ عَلانِيَهْ

ألا لا أرى كالفارسِ الوردِ فارساً
إذا ما عَلَتْهُ جُرْأة ٌ وعَلانِيَهْ

وكانَ لِزازَ الحَرْبِ عندَ شُبوبِها
إذا شمَّرتْ عنْ ساقها وهي ذاكيهْ

وقوَّادُ خيلٍ نحو أُخرى كانَّها
سَعالٍ وعِقْبانٌ عَلَيْها زَبانِيَهْ

بُلينا وما تبلى تعارٌ وما ترى
على حدثِ الايَّامِ إلاَّ كماهيهْ

فأقسَمْتُ لا يَنفَكّ دمعي وعَوْلَتي
عليكَ بحزنٍ ما دعا اللهَ داعيهْ

بلينا وما تبلى تعار وما ترى
على حدث الأيام إلّا كما هيه

وأيّاً كان الأمر فلن يقبل عاقل مرور تلك الحادثة على الخنساء دون أن تتناوشها الأحزان، فقد استطاعت أن تكبت أحزانها وتسكت خوفاً على صخر، أو أجبرتها أخلاق قومها على السّكوت، فما كان صخر الحليم الجواد العطوف ليسكت، وما كان ليرضيه أن يثأر لمعاوية من (دريد) صديقه بينما هو على قيد الحياة، ولم يقتنع صخر بهذا الثأر المزدوج لأخيه، فتابع غاراته على مرة، حتّى أُصيب بجرح قتال على يدر رجل من فقعس وهي بطن من أسد كانت مُتحالفة مع بني مُرّة، وكان جرحه من طعنة طَعَنَهُ بها ثور بن ربيعة الأسدي فمرض منها حولاً، وأصبحت حياته مُملّة، حتّى أنّ امرأته سألت عن حاله، فقالت: بشرٌ حال، لا حيّ فيرجى، ولا ميت فيُنعى، ولقد لقينا منها الأمرين. وتجيب الأم: " بأحسن حال، ما كان منذ اشتكى خيراً منه اليوم، ولا نزال بخير ما رأينا سواده فينا، فقال صخر:

أَرى أمَّ صخرٍ لَا تمَلُّ عيادتي
ومَلَّتْ سُلَيمى مِضْجَعي ومَكاني

وَما كنتُ أخشَى أَن أكونَ جَنَازَة
عليكِ وَمن يَغترُّ بالحَدَثان

(أهُمُّ بِأَمْر الحزم لَو أستطيعه
وَقد حيلَ بينَ العْيرِ والنَّزَوان

لعمري لقد نَبُهْتَ من كَانَ نَائِما
وأسمعت من كَانَت لَهُ أذُنان

وللموتُ خيرٌ من حَيَاة كَأَنَّهَا
محلّة يَعسوبٍ بِرَأْس سِنان

وأيُّ امْرِئ سَاوَى بأمٍّ حَلِيلَة
فَلَا عَاشَ إِلَّا فِي شقا وهوان

فلمّا طال عليه البلاء قالوا له: لو قطعت تلك القطعة لوجدناه قد تبرّأ، وكانت قطعة قماش في جوف الجرح، فقال: شأنكم وهي! فاشفق عليه بعضهم، وقال: الموت أهون عليّ ممّا أنا فيه، فاحموا له شفرة، ثم قطعوها فبَئِس من نفسه. وجاءت تماضر - وفي يدها قلبها - تسأل: كيف كان؟ أَصَبَر؟ فما كانت لتستطيع أن ترى ذلك المشهد، وسمع صخر البائس سؤال تماضر الوالهة فأجابها يُطمئِنها وهو يعلم ألا شيء يُطمئن:

أجارتنا إِن الخطوب تنوب
على النَّاس كلِّ المخطئين تُصيبُ

فَإِن تسأليني هَل صَبرتُ فإنني
صبورٌ على ريب الزَّمَان أريبُ

كَأَنِّي وَقد أدْنَوْا إلىَّ شِفارهم
من الصَّبْر دامي الصفحتين ركُوب

أجارتنا لستُ الغداةَ بظاعنٍ
وَلَكِن مقيمٌ مَا أَقَامَ عسيب

ومكث صخر في مرضه بعد أن لاقى منه الأمرّين، وتجرّعت أمّه وأخته الآلام في كل لحظة مدّة عام أو يزيد، ومات في يوم كلاب سنة 615 م، ومن قبل مات معاوية في يوم حوزة الأول 612م، ومن قبلهما قابلت تماضر الموت في أسرتها يوم اقتلع أباها عمرو بن الشّريد، ومرداس زوجها الكريم، وما كانت الأنثى لتستسيغ الصّمود أمام ذلك التّيار الجارف، مهما تشبّثت بالجمود، ومهما تعقلّت بصلابة الرّأي، ومهما لجأت إلى العزّة والأَنَفة والعقل.

انهارت الخنساء، بعد أن تمالكت نفسها، وكانت موشكة على الانهيار إثر مقتل معاوية لولا وجود صخر، ومنعتها أخلاق قومها، ولكنّها لم تجد سنداً، ولم تجد مانعاً، وما استطاعت أن تتمالك نفسها بعد موت صخر، فقد مات عزّها ومؤنسها وحاميها، ولذا وجدت به أعظم الوجد، وولهت أشدّ الوَلَه، وأقامت على قبره زماناً تبكيه وتندبه وترثيه. وكما كان صخر في حياتها ملجأ الخنساء، يزيل عنها شكايتها، ويمسح عنها آلامها، كان بعد موتها ملجأً لها كذلك، خفّف عنها ما كبتت في نفسها من أحزان، وما ابتلعت من مُنغّصات طالما أقلقتها وقضّت مضجعها، فلما مات صخر انفجرت باكية من غير مسلك، فهو أسىً مُجمّع، وشجىً أثمر مع الأحداث. الخنساء والرّثاء في يوم من الأيام طلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر، فقالت: إن صخرًا كان الزّمان الأغبر، وذعاف الخميس الأحمر، وكان معاوية القائل الفاعل.

فقيل لها: أيّ منهما كان أسنى وأفخر؟

فأجابتهم: بأن صخر حرّ الشتاء، ومعاوية برد الهواء.

قيل: أيهما أوجع وأفجع؟

فقالت: أمّا صخر فجمر الكبد، وأما معاوية فسقام الجسد.

ولذا قيل: كان موت صخر بن عمرو بن الشّريد تاريخ ميلاد شاعرة العرب، نظراً لكثرة ما قالت فيه. والواقع أنّه كان تنفسياً لذلك الحزن المكبوت، ولذا كانت تسوم هودحها في الموسم، وتعاظم العرب بمصيبتها بأبيها وأخويها، وتقول: أنا أعظم العرب مصيبةً، فيقرّ لها النّاس في ذلك وليس هذا جديد، فقد سبقوا أن أقرّوا لأبيها حين فاخر بابنيه، ثمّ لمّا كانت وقعة بدر، وقت عتبة وشيبة أبناء ربيعة، والوليد بن عتبة، أقبلت هند بنت عتبة ترثيهم، وبلغها تسويم الخنساء ودجّها في الموسم، ومعاظمتها العرب بمصيبتها بأبيها وأخويها، فقالت هند: بل أنا أعظم العرب مُصيبة، فامرت بهودجها فسوم براية أيضا، وشهدت الموسم بعكاظ، وكانت عكاظ سوق تتجمّع فيه العرب. هكذا لا ترى الخنساء الأخت إلى هائمة على وجهها في حياة إخوتها، تهيم على وجهها إلى الأخ الرّقيق، فيمسح عليها بيده الحنون ليزيل عنها متاعبها ويخفّف عنها آلامها، وبعد موت إخوتها تهيم على وجهها إلى اللّا شيء، وتبكي وتنوح، ولا يعترض طريقها أحد. فلم يكن بُدٌّ من أن يعلن في الملأ صدق حزنها، واليأس من تغيير حالها، إلى أن تترك لدمعها تناجيه ويناجيها، وفي ذلك السّلوى لها والرّاحة، وكان ذلك بلسان عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - عندما قال: (دعوها، فإنّها لا تزال حزينة أبداً).

وقد اجتمعت للخنساء في مراثيها أنواع الرّثاء الثّلاثة تلك، نسمعها نادية باكية، يرتفع نشيجها فيثير الأشجان، ويُجري الدّموع من المآقي، وذلك إذ تقول:

أبنت صخر تلكم الباكية
لا باكي اللّيلة إلا هيه

* وتقول:

يا عينِ جودي بالدّموعِ الغِزَارْ
وأبكي على أروعَ حامِي الذّمارْ

فرعٍ منَ القومِ الجدى أنْماهُ
منهُمْ كلُّ محضِ النِّجارْ

أقولُ لمّا جاءَني هُلْكُهُ
وصرَّحَ النَّاسُ بنجوى السّرارْ

أُخَيّ! إمّا تَكُ وَدّعْتَنَا
فَرْعٍ منَ القَوْمِ كريمِ الجَدار

فرُبّ عُرْفٍ كنْتَ أسْدَيتَهُ
إلى عيالٍ ويتامى صغارْ

وربَّ نعمى منكَ أنعمتها
على عُناة ٍغُلَّقٍ في الإسارْ

أهْلي فِداءٌ للّذي غُودِرَتْ
أعْظُمُهُ تَلْمَعُ بَينَ الخَبارْ

صَريعِ أرْماحٍ ومَشْحوذَة
كالبرقِ يلمعنَ خلالَ الدّيارْ

مَنْ كانَ يَوْماً باكياً سَيّداً
فليبكهِ بالعبراتِ الحرارْ

ولتبكهِ الخيلُ إذا غودرتْ
بساحة ِالموتِ غداة َالعثارْ

وليبكهِ كلُّ أخي كربة
ضاقتْ عليهِ ساحة ُالمستجارْ

رَبيعُ هُلاّكٍ ومأوى نَدًى
حينَ يخافُ النَّاسُ قحطَ القطارْ

أسْقَى بِلاداً ضُمّنَتْ قَبْرَهُ
صَوْبُ مَرابيعِ الغُيوثِ السَّوارْ

وما سؤالي ذاكَ الاَّ لكي
يسقاهُ هامٍ بالرَّوي في القفارْ

قُلْ للّذي أضْحَى بهِ شامِتاً
إنّكَ والموْتَ، مَعاً، في شِعارْ

* وتقول:

بَكَت عَيني وَعاوَدَها قَذاها
بِعُوّارٍ فَما تَقضي كَراها

على صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ
إِذا ما النّابُ لَم تَرأَم طِلاها

فَتى الفِتيانِ ما بَلَغوا مَداهُ
وَلا يَكدى إِذا بَلَغَت كُداها

حَلَفتُ بِرَبِّ صُهبٍ مُعمِلاتٍ
إِلى البَيتِ المُحَرَّمِ مُنتَهاها

لَئِن جَزِعَت بَنو عَمروٍ عَلَيهِ
لَقَد رُزِئَت بَنو عَمروٍ فَتاها

لَهُ كَفٌّ يُشَدُّ بِها وَكَفٌّ
تَحَلَّبُ ما يَجِفُّ ثَرى نَداها

تَرى الشُمَّ الجَحاجِحَ مِن سُلَيمٍ
يَبُلُّ نَدى مَدامِعِها لِحاها

عَلى رَجُلٍ كَريمِ الخيمِ أَضحى
بِبَطنِ حَفيرَةٍ صَخِبٍ صَداها

لِيَبكِ الخَيرَ صَخراً مِن مَعَدٍّ
ذَوُو أَحلامِها وَذَوُو نُهاها

وقد أجمع أهل العلم بالشّعر أنّه لم تكن امرأة قلبها ولا بعدها أشعر منها.

أنشدت في سوق عكاظ بين يدي النّابغة الذّبياني، وحسّان بن ثابت رائيّتها التي رثت بها صخر:

قذى بعينكِ أمْ بالعينِ عوَّارُ
أمْ ذرَّفتْ أخلتْ منْ أهلهَا الدَّارُ

كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ
فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ

تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ
وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ استارُ

تبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَا عمرتْ
لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتارُ

تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا
إذْ رابهَا الدَّهرُ أنَّ الدَّهرَ ضرَّارُ

لاَ بدَّ منْ ميتة ٍ في صرفهَا عبرٌ
وَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وَأطوارُ

قدْ كانَ فيكمْ أبو عمرٍو يسودكمُ
نِعْمَ المُعَمَّمُ للدّاعينَ نَصّارُ

صلبُ النَّحيزة ِ وَهَّابٌ اذَا منعُوا
وفي الحروبِ جريءُ الصّدْرِ مِهصَارُ

يا صَخْرُ وَرّادَ ماءٍ قد تَناذرَهُ
أهلُ الموارِدِ ما في وِرْدِهِ عارُ

مشَى السّبَنْتى إلى هيجاءَ مُعْضِلَة
لهُ سلاحانِ: أنيابٌ وأظفارُ

وما عَجُولٌ على بَوٍّ تُطيفُ بِهِ
لها حَنينانِ: إعْلانٌ وإسْرارُ

تَرْتَعُ ما رَتَعَتْ، حتّى إذا ادّكرَتْ
فانَّما هيَ إقبالٌ وَإدبارُ

لاَ تسمنُ الدَّهرَ في أرضٍ وَانْ، رتعتْ
فإنَّما هيَ تحنانٌ وَتسجارُ

يوْماً بأوْجَدَ منّي يوْمَ فارَقني
صخرٌ وَللدَّهرِ أحلاءٌ وَأمرارُ

وإنّ صَخراً لَوالِينا وسيّدُنا
وإنّ صَخْراً إذا نَشْتو لَنَحّارُ
___________________________________
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني



 


الرد باقتباس
قديم 02-02-2017, 01:11 AM   #20
[" مشرف سابقاً "]


صديق الكل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1394
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 07-29-2018 (11:06 PM)
 المشاركات : 1,765 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي رد : شـاعر وقصيده



.
شاعر وقصيدة..
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

🔻كثير عزة:

شاعر عربي متيم من أهل المدينة المنورة وشعراء الدولة الأموية واسمه كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر بن عويمر الخزاعي وعرف بعشقه عزة بنت جميل بن حفص بن إياس الغفارية الكنانية.

🔸حياته:

ولد في آخر خلافة يزيد بن معاوية، وتوفي والده وهو صغير السن، وأمه جمعة بنت الأشيم الخزاعية. وكان منذ صغره سليط اللسان وكفله عمه بعد موت أبيه وكلفه رعي قطيع له من الإبل حتى يحميه من طيشه وملازمته سفهاء المدينة. عاش في تربان وفرش ملل والفريش في غرب المدينة المنورة، وذكر تلك المواقع في كثير من قصائده، ومنها:

ألم يحزنك يوم غدت حدوج
لعزّه، قد أجدّ بها الخروج

تضاهي النقب حين ظهرن منه،
وخلف متون ساقيها الخليج

رأيت جمالها تعلو الثنايا،
كأنّ ذرى هوادجها البروج

وقد مرّت على تربان، يحدي
بها بالجزع من ملل وسيج

🔸أن تسمع بالمعيدى خير من أن تراه.

يقال ان الشاعر كُثير عزة دخل على عبد الملك بن مروان رحمه الله، وكان كُثير قصير القامة نحيل الجسم، فقال عبد الملك بن مروان: أأنت كثير عزة؟ قال: نعم؛ قال: أن تسمع بالمعيدى خير من أن تراه!! قال: يا أمير المؤمنين، كلّ عند محله رحب الفناء، شامخ البناء عالى السناء؛ ثم أنشأ يقول:

ترى الرجل النحيف فتزدريه
وفـى أثـوابـه أســد هـصـور
ُ
ويعجـبـكَ الطـريـرُ اذا تـــراهُ
ويخلفُ ظنكَ الرجـلُ الطريـر
ُ
بغـاث الطيـر أكثرهـا فراخـاً
وام الصـقـر مـقــلاة نـــزور
ُ
ضعاف الطير اطولهـا رقابـا
ولم تطل البزاة ولا الصقـور

لقـد عَظُـمَ البعيـر بغـيـرِ لــبٍ
فلـم يستغـن بالعظـم البعـيـر
ُ
ينـوَّخ ثـم يضـرب بالهـراوى
فــلا غِـيَـر لـديــه ولا نـكـيـر
ُ
فما عظم الرجال لهـم بفخـرٍ
ولكـن فخـرهـم كــرم وخـيـر
ُ
فـإن أكُ فـي شراركـم قلـيـلاً
فـإنـي فـــي خـيـاركـم كـثـيـر.

فقال عبد الملك بن مروان: لله دره، ما أفصح لسانه، وأطول عنانه! والله إني لأظنه كما وصف نفسه.

🔸حبه لعزة:

اشتهر بحبه لعزة الكنانية، فعرف بها وعرفت به وكناها كثير في شعره بأم عمرو ويسميها تارة الضميريّة وابنة الضمري نسبة إلى بني ضمرة بن بكر من كنانة. سافر إلى مصر حيث دار عزة بعد زواجها وفيها صديقه عبد العزيز بن مروان الذي وجد عنده المكانة ويسر العيش.

🔸وفاته:

توفي في المدينة المنورة هو وعكرمة مولى ابن عباس في نفس اليوم فقيل: مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس.


🔸ومن روائعه الشعرية هذه القصيدة:

خليليَّ هذا ربعُ عُزَّة َفاعقلا
قلوصيكُما ثمّ ابكيا حيثُ حلَّت
ِ
ومُسّا تراباً كَانَ قَدْ مَسَّ جِلدها
وبِيتاً وَظِلاَّ حَيْثُ باتتْ وظلّت
ِ
ولا تيأسا أنْ يَمْحُوَ الله عنكُما
ذنوباً إذا صَلَّيْتما حَيْثُ صَلّت
ِ
وما كنتُ أدري قبلَ عَزَّة َما البُكا
ولا مُوجِعَاتِ القَلبِ حتَّى تَوَلَّت
ِ
وما أنصفتْ أمّا النساءَ فبغضَّتْ
إلينا وأمّا بالنوالِ فضنَّت
ِ
فَقَدْ حَلَفَتْ جَهْداً بما نحرَتْ له
قريشٌ غداة َ المأزمينِ وصلّت
ِ
أُناديكَ ما حجَّ الحجيجُ وكبَّرتْ
بفيفاءِ آلٍ رُفقة ٌ وأهلَّت
ِ
وما كبَّرتْ من فوقِ رُكبة َرُفقة ٌ
ومِنْ ذي غَزَالٍ أشعرَتْ واسْتَهَلَّت
ِ
وكانت لقطع الحبل بيني وبينها
كناذرة ٍنذراً وفتْ فأحلّت
ِ
فقلتُ لها: يا عزُّ كلُّ مصيبة ٍ
إذا وُطِّنت يوماً لها النّفسُ ذلّت
ِ
ولم يلقَ إنسانٌ من الحبِّ ميعة ً
تَعُمُّ ولا عَمياءَ إلاّ تجلّت
ِ
فإن سأَلَ الوَاشُونَ فيمَ صرمْتَها
فقُل نفسُ حرٍّ سُلِّيت فَتَسلَّت
ِ
كأَنّي أُنادي صَخْرَة ًحِينَ أَعْرَضَتْ من الصُمِّ لو تمشي بها العصمُ زلَّت
ِ
فَلَيْتَ قَلُوصي عِنْدَ عَزَّة َقُيّدَتْ
بحبلٍ ضَعيفٍ غُرَّ منها فضَلّت
ِ
وَغُدِرَ في الحَيِّ المُقِيمينَ رَحْلُها
وَكَانَ لَها باغٍ سِوَايَ فبلّت
ِ
وَكُنْتُ كَذِي رِجْلَيْنِ رِجلٍ صحيحة ٍ
وَرِجْلٍ رَمى فيها الزَّمانُ فشَلَّت
ِ
وَكُنْتُ كَذَاتِ الظَّلعِ لمّا تَحَامَلَتْ
على ظَلْعها بَعْدَ العثَارِ اسْتقلَّت
ِ
أُريدُ الثَّوَاءَ عِنْدَها وأظُنّها
إذا ما أطلنا عندَها المُكثَ ملَّت
ِ
يُكلّفُها الخنزِيرُ شَتْمِي وَمَا بِهَا
هواني ولكنْ للمليكِ استزَلّت
ِ
هنيئاً مريئاً غيرَ داءٍ مخامرٍ
لعزَّة َ من أعراضنا ما استحلَّت
ِ
وَواللهِ ما قاربتُ إلاّ تباعدتْ
بصَرمٍ ولا أكثرتُ إلاّ أقلَّت
ِ
ولي زَفراتٌ لو يدُمْنَ قَتَلْنَنِي
توالي التي تأتي المُنى قَدْ تَوَلَّت
ِ
وكنّا سلكنا في صعودٍ من الهوى
فلمّا توافينا ثبتُّ وزلَّت
ِ
وكنّا عقدنا عقدة الوصلِ بيننا
فلمّا تواثقنا شددتُ وحلَّت
ِ
فإن تكنِ العتبى فأهلاً ومرحباً
وحُقَّتْ لها العتبى لدينا وقلَّت
ِ
وإن تكنِ الأُخْرَى فإنَّ وَرَاءَنا
بِلاداً إذا كَلَّفْتُها العِيسَ كَلَّت
ِ
خليليَّ إنَّ الحاجبيّة ََطلَّحتْ
قلوصيكُما وناقتي قد أكلَّت
ِ
فَلاَ يَبْعُدَنْ وَصلٌ لِعَزَّة أَصْبَحَتْ
بعاقبة ٍ أسبابهُ قد تولَّت
ِ
أَسِيئي بِنا أَو أحْسِني لا مَلُومَة ً
لدينا ولا مَقْلِيّة ًإنْ تَقَلَّت
ِ
ولكنْ أنيلي واذكري من مودّة ٍ
لنا خُلَّة ًكانتْ لديكمْ فضلَّت
ِ
وإنّي وإنْ صَدَّتْ لمُثنٍ وَصَادِقٌ
عليها بما كانتْ إلينا أزلَّت
ِ
فما أنا بالدّاعي لعزَّة َ بالرَّدى
ولا شامتٍ إن نَعْلُ عَزَّة َ زلَّت
ِ
فلا يَحْسَبِ الواشُونَ أنَّ صَبَابتي
بعزّة كانتْ غمرة ً فتجلَّت
ِ
فأصبحتُ قدْ أبللتُ مِنْ دنفٍ بها
كما أُدنفتْ هيماءُ ثمَّ اسْتَبَلَّت
ِ
فواللهِ ثم اللهِ لا حلَّ بعدَها
ولا قبلَها من خُلَّة ٍحيث حلَّت
ِ
وما مرَّ مِن يومٍ عليَّ كيومِها
وإن عَظُمَتْ أيامُ أُخرى وَجَلَّت
ِ
وحلَّتْ بأعلى شاهقٍ من فؤادِهِ
فلا القلبُ يسلاها ولا النّفسُ ملَّت
ِ
فَوَا عَجَباً للقلبِ كَيْفَ اعتِرَافُهُ
وَلِلنّفْسِ لمّا وُطنِّت فاطْمَأنَّت
ِ
وإني وَتَهيامي بِعَزَّة بعْدما
تخلّيتُ مِمّا بيْننا وتخلَّت
ِ
لكالمُرتجي ظلَّ الغمامة ِ
كُلَّما تبوَّأَ منها للمقيلِ اضمحلَّت
ِ
كأنّي وإيّاها سحابة ُ ممحلٍ
رَجَاها فَلَمّا جَاوَزَتْهُ استَهَلَّتِ ___________________________________
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني


 


الرد باقتباس
الرد على الموضوع

Bookmarks

الكلمات الدلالية (Tags)
شـاعر , وقصيده


Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 

قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح


مواضيع مشابهة
الموضوع الكاتب المنتدى المشاركات آخر مشاركة
زفـرة شـاعر سهير الطرف حريب بيحان الشعر والموروث الشعبي 33 02-24-2023 12:28 AM
قصه وقصيده اعجبتني صديق الكل التراث والاجداد 2 01-11-2017 11:53 PM
قصة ام وقصيده مبكيه عيون الليل التراث والاجداد 5 11-20-2013 12:07 AM
قصه وقصيده للنفس حد حريب بيحان للشعر المنقول 1 09-01-2013 12:11 AM
الـمـكّـي الـهمّـامي – شـاعر تُـونُـسي حريب مارب حريب بيحان للشعر المنقول 5 05-19-2013 03:04 AM


شات تعب قلبي تعب قلبي شات الرياض شات بنات الرياض شات الغلا الغلا شات الود شات خليجي شات الشله الشله شات حفر الباطن حفر الباطن شات الامارات سعودي انحراف شات دردشة دردشة الرياض شات الخليج سعودي انحراف180 مسوق شات صوتي شات عرب توك دردشة عرب توك عرب توك


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 03:05 PM.


.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
.

Search Engine Friendly URLs by vBSEO