منتدى الآصالةوالتاريخ حريب بيحان
ينتهي : 30-04-2025
عدد مرات النقر : 1,283
عدد  مرات الظهور : 29,320,711

عدد مرات النقر : 4,128
عدد  مرات الظهور : 73,341,068
عدد  مرات الظهور : 69,057,037
قناة حريب بيحان " يوتيوب "
عدد مرات النقر : 2,309
عدد  مرات الظهور : 73,341,870مركز تحميل منتديات حريب بيحان
ينتهي : 19-12-2025
عدد مرات النقر : 3,947
عدد  مرات الظهور : 69,557,797
آخر 10 مشاركات
تحدي المليوووون رد ،، (الكاتـب : - المشاركات : 2050 - المشاهدات : 123544 - الوقت: 07:27 PM - التاريخ: 04-25-2024)           »          صـبـــاحكم سكــر // مســـاؤكم ورد معطر (الكاتـب : - المشاركات : 2386 - المشاهدات : 169679 - الوقت: 06:40 AM - التاريخ: 04-24-2024)           »          تعزية للاخ يمني بوفاة اخيه (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 6 - المشاهدات : 108 - الوقت: 09:46 PM - التاريخ: 04-22-2024)           »          قراءة في سورة البقرة (الكاتـب : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 70 - الوقت: 05:34 AM - التاريخ: 04-20-2024)           »          الاذكار اليوميه في الصباح والمساء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 542 - المشاهدات : 33708 - الوقت: 08:30 PM - التاريخ: 04-19-2024)           »          عيدكم مبارك ،، (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1 - المشاهدات : 84 - الوقت: 08:45 AM - التاريخ: 04-10-2024)           »          ماذا ستكتب على جدران (منتديات حريب بيحان) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3179 - المشاهدات : 233713 - الوقت: 05:26 PM - التاريخ: 04-08-2024)           »          ورد يومي صفحه من القرآن الكريم (الكاتـب : - المشاركات : 93 - المشاهدات : 984 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-23-2024)           »          شهرمبارك كل عام وأنتم بخير (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3 - المشاهدات : 80 - الوقت: 04:06 AM - التاريخ: 03-18-2024)           »          تدمير دبابة ميركافا الإسرائيلية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 141 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-17-2024)


الإهداءات




شـاعر وقصيده


الرد على الموضوع
 
LinkBack خيارات الموضوع
قديم 02-02-2017, 11:28 PM   #21
[" مشرف سابقاً "]


صديق الكل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1394
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 07-29-2018 (11:06 PM)
 المشاركات : 1,765 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي رد : شـاعر وقصيده



.
شاعر وقصيدة..
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

�� عروة وعفراء:

جمع الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان - رضي الله عنه - القرآن الكريم سنة 30هـ/ 650م، وشَهِدَتْ تلك السنةُ وفاةَ الشاعرِ الْمُتَيَّمِ: عُروة بن حِزام بن مُهاصِر بن مالك أحدَ بني حزام بن ضبة بن عبد بن كبير بن عذرة، وقد أحبَّ ابنةَ عَمِّهِ عَفراءَ بِنتَ عقال مُهاصِر بنِ مالك الضَّبّيّ؛ وقد اشتهَرَ بَنُوْ عُذْرَةَ بِشدَّةِ الْعِشْقِ والْعِفَّةِ فِيه؛ ويعتبر عروة أحد المتيمين الذين قتلهم الهوى، ولا يعرف له شعر إلا تشبيبه في عفراء بنت عمه. وقَدْ قِيْلَ لأَحَدِ العذريين: مَا بَالُ الرَّجُلِ مِنْكُم يَمُوْتُ في هَوَى امرَأَةٍ؟ فَأجابَ: لأنَّ فِينا جَمَالاً وَعِفَّةً.

��طفولة عروة وعفراء:

رُوي من حديث عروة بن حزام وعفراء بنت عقال: أن حزاماً بن مهاصر هلك وترك ابنه عروة صغيراً في حجر عمه عقال بن مهاصر. وكانت عفراء تِرباً لعروة، يلعبان جميعاً، ويكونان معاً، حتى ألف كل واحد منهما صاحبه إلفاً شديداً. وكان عقال يقول لعروة، لما يرى من إلفهما: أبشر، فإن عفراء امرأتك، إن شاء الله. فكانا كذلك حتى بلغا سِنَّ الرُّشد، ولحقت عفراء بالنساء، ولحق عروة بالرجال، وحُجب بينهما، فثارت لوعة الحب والغرام في صدريهما جراء الفراق.

��شكوى عروة:

عصفت لوعة العشق، فأتى عروة بن حزام عمته هند بنت مهاصر، وشكا إليها ما به من حُب عفراء، وقال لها: يا عمة، إني لأكلِّمُك وأنا منك مُستحٍ، ولكن لم أفعل هذا حتى ضقت ذرعاً بما أنا فيه، ثم أخبرها بحبه ومُعاناته، فذهبت عمته إلى أخيها فقالت له: يا أخي، قد أتيتك في حاجةٍ أحب أن تحسن فيها الردّ، فإن الله يأجرك بصِلة رحمك فيما أسألك.

فقال لها: قولي، فلن تسألي حاجة إلا رددتك بها.

قالت: تُزوِّج عروة ابن أخيك بابنتك عفراء، فقال: ما عنه مذهب، ولا هو دون رجل يرغب فيه، ولا بنا عنه رغبة، ولكنه ليس بذي مال، وليست عليه عجلة. فطابت نفس عروة، وسكن بعض السكون إلى حين.

��كيد العواذل:

كانت أمُّ عفراء سيئة الرأي بعروة بن حزام، وكانت تريد لابنتها زوجاً ذا مال ووفر، وكانت عفراء ذات كمال وجمال، فطلبت أمها مهراً مبالغا فيه، وليس في مقدور عروة أن يؤمنه، وحينذاك عروة عرف أن رجلاً من قومه ذا يسار ومال كثير بدأ يخطب عفراء، فأتى عمه، فقال: يا عمّ، قد عرفت حقي وقرابتي، وإني ولدك وربيت في حجرك، وقد بلغني أن رجلاً يخطب عفراء، فإن أسعفته بطلبته قتلتني، وسفكت دمي، فأنشدك الله ورحمي وحقي، فرَقَّ له وقال له: يا بُنَيّ، أنت مُعدَمٌ، وحالنا قريبة من حالك، ولست مُخرِجُها إلى سواك، وأمها قد أبت أن تزوجها إلا بمهر غال، فاضطرب واسترزق الله تعالى.

فجاء عروة إلى أمِّ عفراء فلاطفها وداراها، وطلب منها أن تسهّل أمور زواجهما، فأبت أمُّها الماكِرة أن تجيبه إلا بما تحتكمه هي من المهر، وبعد أن يسوق شطره إليها، فوعدها بذلك.

��السفر في طلب المهر:

يئس عروة من مساعدة امرأة عمه الماديّة، فجاء إلى عمه وامرأته فأخبرهما بعزمه على قَصْدِ ابن عمٍّ له موسِر كان مقيماً في اليمن، فصوَّباه ووعداه ألا يُحْدِثا حدثاً حتى يعود، فشكرهما ووثق بعهدهما، وصار في ليلة رحيله إلى عفراء، فجلس عندها هو وجواري الحي، وكانوا يتحدثون بأسمار الغرام حتى أصبحوا، ثم ودَّعها وودّع الحيّ، وشدَّ على راحلته، وصَحِبَه في طريقه فتيان من بني هلال بن عامر كانا يألفانه، وتابعوا المسير حتى قدموا على ابن عمه في اليمن، فوصله وكساه، وأعطاه مائة من الإبل، فانصرف عائدا بها إلى منازل قبيلته، وهو يعلل نفسه بالزواج من عفراء بنت عمه.

��وصية عروة للهلاليين:

بينما كان عروة ورفيقاه الهلاليان يجدّون المسير التفت إليها، وقال يخاطبهما، ويروي لهما قصته، وما يعانيه من لواعج العشق والغرام:

خليلي مِن عليا هلال بن عامرٍ
بصنعاء عوجاء اليوم وانتظراني

ولا تزهدا في الذخر عندي وأجْمِلا
فإنكما بي اليوم مُبتليانِ

ألِمّا على عفراء إنكما غداً
بوشك النوى والبين معترفانِ

أحبُّ ابنة العذري حُباًّ وإنْ نأَتْ
ودانيت فيها غير ما مُتداني

إذا قلتُ: لا، قالا: بلى، ثم أصبحا
جميعاً على الرأي الذي يريان

تحملت من عفراء ما ليس لي به
ولا للجبال الراسيات يدان

فيا ربِّ أنت الْمُستعان على الذي
تحمَّلت مِن عفراء مُنذ زمانِ

كأن قطاة علقت بجناحِها
على كبدي من شدَّة الخفقانِ

��غدر العواذل:

حينما غاب عروة في طلب المهر نزلَ في حيّ عفراء رجل ثريٌّ من أثرياء البلقاء الشامية، فنحر الجزور ووهب وأطعم، ورأى عفراء، وكان منزله قريباً من منزل أهلها، فأعجبته وخطبها إلى أبيها فرفض طلبه، فعدل الرجلُ الثريّ إلى أمّ عفراء، فوافق عندها قبولاً وجاءت إلى زوجها عقال، ولم تزل تهذر حتى قال لها زوجها: فإن عاد لي الرجل خاطباً أجبته، فوجهت إليه أن عُدْ إليه خاطباً، فأعاد الرجلُ القول في الخطبة، فأجابه أبوها وزوجه بعفراء، فقالت قبل أن يدخل بها:

يا عُرْوَ إنّ الحيَّ قد نقضوا
عهدَ الإله وحاولوا الغدرا

ثم رحلت مع زوجها إلى البلقاء في الشام، وأرشدت أمُّ عفراء والدَها إلى حيلة لتضليل عروة وخِداعه، فعمَد بناءً على طلبها إلى قبرٍ عتيق، فجدَّد وسوّاه، وسأل سكان الحي كتمان أمر زواج عفراء، وطلب منهم أن يقولوا لعروة: إنها ماتت وهذا قبرها.

��عودة ورحيل:

قال الرواة: عاد عروة، وأخبره عمه والقوم بموت عفراء الموهوم، فضلقت عليه الأرض بما رحبت، وتوجَّه إلى ابن عم له بالشام، وفي طريقه شاهد عفراء صدفةً، ووقف مندهشاً، ثم قال:

فما هي إلا أن أراها فُجاءةً
فأبْهت حتّى ما أكاد أُجيب
ُ
وأصدفُ عن رأيي الذي كنت أرتئي
وأنسى الذي أزمعتُ حين تغيب
ُ
ويُظهر قلبي عذرَها ويُعينها
عَلَيَّ فما لي في الفؤاد نَصِيب
ُ
وقد علِمت نفسي مكان شفائها
قريباً، وهل ما لا يُنالُ قريبُ؟

وروى الرواةُ روايةً أُخرى فقالوا: عاد عروة بن حزام إلى مضارب قومه، فنعاها أبوها إليه، وذهب به إلى ذلك القبر، فمكث يختلف إليه أياماً وهو مضنىً هالك، حتى جاءته جارية من الحي فأخبرته الخبر، فتركهم، ورحل إلى البلقاء في الشام فقدمها، ونزل ضيفاً على زوج عفراء، ثم قال لجارية لهم: "هل لك في يد تولينيها؟ قالت: نعم، قال: تدفعين خاتمي هذا إلى مولاتك. فقالت: سَوءة لك، أما تستحي لهذا القول؟ فقال لها: ويحك! هي والله بنت عمي، فاطرحي هذا الخاتم في صبوحها، فإذا أنكرت عليك فقولي لها: اصطبح ضيفك قبلك، ولعله سقط منه. فرَقّت لحالهِ الأمَة، وفعلت ما أمرها به.

فلما شربت عفراء اللبن رأت الخاتم فعرفته، فشهقت، ثم قالت: اصدقيني عن الخبر، فصدقتها. فلما جاء زوجها قالت له: أتدري من ضيفك هذا؟ قال: فلان بن فلان، فقالت: كلا والله يا هذا، بل هو عروة بن حزام ابن عمي، وقد كتم نفسه حياءً منك.

��كشف الأسرار:

دعا زوج عفراء عروة، وعاتبه على كتمانه نفسه إياه، وقال له: على الرحب والسعة، نشدتك الله إن رُمت هذا المكان أبداً، وخرج وتركه مع عفراء يتحدثان. وأوصى خادماً له بالاستماع عليهما، وإعادة ما تسمعه منهما عليه، فلما خلوا تشاكيا ما وجدا بعد الفراق، فطالت الشكوى، وهو يبكي أحرَّ بُكاء، وقال عروة والله لا أقيم بعد علمه بمكاني هذا، وإني عالم أني أرحل إلى منيتي. فبكت وبكى، وقال: لي أمور، ولا بدَّ لي من رجوعي إليها، فإن وجدت من نفسي قوّة على ذلك، وإلا رجعت إليكم وزرتكم، حتى يقضي الله من أمري ما يشاء. فزودوه وأكرموه وودّعوه وانصرف حزيناً.

��الفراق القاتل:

رحل عروة من مضارب زوج عفراء، وانتكس بعد صلاحه وتماثله، وأصابه غشيان وخفقان؛ فكان كلما أُغمي عليه أُلقِي على وجهه خِمار لعفراء زوّدته إياه؛ فيفيق، وبينما هو راحلٌ لقيه في الطريق ابن مكحول عراف اليمامة، وجلس عنده؛ وسأله عمّا به؛ وهل هو خبل أو جنون؟ فقال له عروة: ألك علم بالأوجاع؟ قال: نعم؛ فقال عروة:

وما بي من خبل ولا بي جنة
ولكن عمي يا أُخيّ كَذوبُ

أقول لعراف اليمامة: داوني
فإنك إن داويتني لطبيب
ُ
وإني لتغشاني لذكراكِ رعشةٌ
لها بين جلدي والعظام دبيبُ

��وفاة عروة بن حزام:

قال الرواة: تابع عروة المسير في طريقه قاصدا ديار قومه، ولكنه مات قبل أن يصل إلى حيهم بثلاث ليال، ودُفِنَ في وادِي القرى قُرْبَ الْمَدِيْنَةِ الْمُنوَّرةِ؛ وقيل: بل وصل إلى خيمة أمه وعاش فترة ثم وافته المنية، وروي عن النعمان بن بشير الأنصاري - رضي الله عنه - قال: ولاني عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ صدقات سعد هذيم، وهم: بلي، وسلامان عذرة، وضبة بن الحارث، ووائل: بنو زيد، فلما قبضت الصدقة قسمتها في أهلها، وانصرفت، فإذا أنا ببيت منفرد عن الحي، فمِلتُ إليه، فإذا أنا بفتى راقد في فناء البيت، وإذا بعجوز وراءه في كسر البيت، فسلمت عليه، فرد علي بصوت ضعيف، فسألته: ما لك؟ فقال:

كأن قطاة علقت بجناحها
على كبدي من شدة الخفقان

قال النعمان: ثم شهق شهقة خفيفة كانت نفسه فيها، فنظرتُ إلى وجهه فإذا هو قد قضى فقلت: أيتها العجوز، مَن هذا الفتى منك؟ قالت: ابني، فقلت: إني أراه قد قضى. يا أماه، من هو؟ فقالت: ولدي عروة بن حزام، فقال لها: ما بلغ به ما أرى؟ قالت: الحبُّ، والله ما سمعت له منذ سنة كلمة ولا أنّة إلا اليوم، فإنه أقبل عليّ ثم قال لَمَّا نَزلَ بهِ الْمَوْتُ:

مَنْ كانَ مِنْ أَخَواتِيْ باكياً أبداً
فَاليَوْمَ؛ إِنِّي أُرَاْنِي اليَوْمَ مَقْبُوْضَا
ْ
يُسْمِّعْنَنِيْهِ فإنِّيْ غيرُ سَامعِهِ
إذا عَلَوْتُ رِقَابَ القَومِ مَعْرُوْضَا
ْ
وقال الرواة: بلغ عفراء خبر وفاة عروة، فقالت ترثيه:

ألا أيها الرَّكبُ الْمُخِبُّون وَيَحْكُمْ
بحقٍّ نعَيْتُم عُروةَ بنَ حِزام
ِ
فلا تهنأ الفتيان بعدك لذة
ولا رجعوا من غيبة بسلامِ

وقلْ للحبالى: لا ترجَّيْنَ غائباً
ولا فرحات بعده بغلامِ

ثم قامت إلى زوجها فقالت: يا هناء، قد مات ابن عمي فيَّ وبسببي، ولابدَّ لي من أن أندبه وأقيم مأتماً عليه. قال: افعلي. فما زالت تندبه وترثيه حتى توفيت.

ويقال في رواية أُخرى: إن عفراء عاشت حزينة على عروة حتى لَحِقَتْ سنةُ 50هـ/ 670م فَنُقِلَتْ جَنازَتُهَا، ودُفِنَتْ في قبر إلى جانب قبر عُروةَ؛ فَنَبَتَتْ فَوْقَ كُلِّ قَبْرٍ مِنْ قَبْرَيْهِمَاْ شَجَرَةٌ فَلَمَّا صَارَ سَاقَا الشَّجَرَتَيْنِ على ارْتِفاعِ قَامَةٍ؛ التَفَّت الشَّجَرَتَاْنِ وَتَعَانَقَتَاْ في عِناقٍ أَبديّ، فَقالَ الذينَ شَاهَدُوْا الشَّجَرَتَيْنِ: تَآلَفَاْ فِيْ الْحَيَاةِ وَفِيْ الْمَمَاْتِ.

وَبَلَغَ خَبَرُ عُروةَ و عَفراءَ الخليفةَ مُعاويَةَ بنَ أَبي سُفيانَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما - فَقالَ: "لَوْ عَلِمْتُ بِحَاْلِ هَذَيْنِ الْحُرَّيْنِ الْكَرِيْمَيْنِ لَجَمَعْتُ بَيْنَهُمَاْ".

وها هو ذا عروة يُطلعنا في قصيدته هذه على أوجاعه وآلامه، وما أصابه من آلام وقروح، ومنزلة عفراء ومكانتها في قلبه ووجدانه، مُطالبًا صاحبيْه بأن يكونا رسوليه إليها:

خليليَّ من عُليا هلال بن عامرٍ
بصنعاءَ عوجا اليوم وانتظراني

ولا تزهدا في الأجر عندي وأجملا
فإنكما بي اليومَ مُبتليانِ

أفي كلِّ يومٍ أنت رامٍ بلادَها
بعينيْن إنساناهما غَرِقانِ

ألا فاحملاني بارك الله فيكما
إلى حاضر البلقاء ثم دعاني

ألِمَّا على عفراءَ إنكما غدًا
بِشحْطِ النّوى والبيْن مُفترقانِ

فيا واشيْ عفراءَ، ويحكما بمنْ؟
وما؟ وإلى من جئتما تَشيانِ؟

بمن لو أراهُ عانيا لفديْتهُ
ومن لو رآني عانيًا لَفَداني

متى تكشفا عنِّي القميص تَبيَّنا
بيَ الضُّرَّ من عفراءَ يا فَتيَان
ِ
إذن تريا لحمًا قليلاً، وأعظُما
بَلِين، وقلبًا دائم الرجفانِ

___________________________________
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني



 


الرد باقتباس
قديم 02-04-2017, 11:05 PM   #22
[" مشرف سابقاً "]


صديق الكل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1394
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 07-29-2018 (11:06 PM)
 المشاركات : 1,765 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي رد : شـاعر وقصيده



.
شاعر وقصيدة..
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

🔻 خليل مُطران: (1 يوليو 1872- 1 يونيو 1949):

هو خليل بن عبده بن يوسف مطران "شاعر القطرين".. شاعر لبناني شهير عاش معظم حياته في مصر. عرف بغوصه في المعاني وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، كما كان من كبار الكتاب عمل بالتاريخ والترجمة، يشبّه بالأخطل بين حافظ وشوقي، كما شبهه المنفلوطي بابن الرومي. عرف مطران بغزارة علمه وإلمامه بالأدب الفرنسي والعربي، هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي انعكس على أشعاره، أُطلق عليه لقب "شاعر القطرين" ويقصد بهما مصر ولبنان، وبعد وفاة حافظ وشوقي أطلقوا عليه لقب "شاعر الأقطار العربية".

دعا مطران إلى التجديد في الأدب والشعر العربي فكان أحد الرواد الذين اخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما ادخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي.

* * *

🔸حياته:

هو خليل بن عبده بن يوسف مطران ولد في الأول من يوليو عام 1872م في بعلبك بلبنان، وتلقى تعليمه بالمدرسة البطريريكية ببيروت. تلقى توجيهاته في البيان العربي على يد أستاذاه الأخوان خليل وإبراهيم اليازجي، كما أطلع على أشعار فكتور هوغو وغيره من أدباء ومفكري أوروبا، هاجر مطران إلى باريس وهناك انكب على دراسة الأدب الغربي.

كان مطران صاحب حس وطني فقد شارك في بعض الحركات الوطنية التي أسهمت في تحرير الوطن العربي، ومن باريس انتقل مطران إلى محطة أخرى في حياته فانتقل إلى مصر، حيث عمل كمحرر بجريدة الأهرام لعدد من السنوات، ثم قام بإنشاء "المجلة المصرية" ومن بعدها جريدة "الجوانب المصرية" اليومية والتي عمل فيها على مناصرة مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمر إصدارها على مدار أربع سنوات، وقام بترجمة عدة كتب.

* * *

🔸وفاته:

جاءت وفاة مطران بالقاهرة في الأول من يونيو العام 1949م بعد أن اشتد عليه المرض، لتشهد مصر وفاته كما شهدت انطلاقته الأدبية.

* * *

🔸أسلوبه الشعري:

عرف مطران كواحد من رواد حركة التجديد، وصاحب مدرسة في كل من الشعر والنثر، تميز أسلوبه الشعري بالصدق الوجداني والأصالة والرنة الموسيقية، وكما يعد مطران من مجددي الشعر العربي الحديث، فهو أيضاً من مجددي النثر فأخرجه من الأساليب الأدبية القديمة.

على الرغم من محاكاة مطران في بداياته لشعراء عصره في أغراض الشعر الشائعة من مدح ورثاء، لكنه ما لبث أن أستقر على المدرسة الرومانسية والتي تأثر فيها بثقافته الفرنسية، فكما عني شوقي بالموسيقى وحافظ باللفظ الرنان، عنى مطران بالخيال، وأثرت مدرسته الرومانسية الجديدة على العديد من الشعراء في عصره مثل إبراهيم ناجي وأبو شادي وشعراء المهجر وغيرهم.

شهدت حياة مطران العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية الهامة وكان بالغ التأثر بها وعبر عن الكثير منها من خلال قصائده، وعرف برقة مشاعره وإحساسه العالي وهو الأمر الذي انعكس على قصائده، والتي تميزت بنزعة إنسانية، وكان للطبيعة نصيب من شعره فعبر عنها في الكثير منه، كما عني في شعره بالوصف، وقدم القصائد الرومانسية، من أبيات الشعر الرومانسية التي قالها عندما سئل عن محبوبته قال:

يَا مُنَ الْقَلْبِ وَنُورَ
العَيْنِ مُذْ كُنْتُ وَكُنْتِ

لَمْ أَشَأْ أَنْ يَعْلَمَ
النَّاسُ بِمَا صُنْتُ وَصُنْتِ

وَلِـمَـا حَـاذَرْتُ مِـنْ
فِـطْـنَـتِـهِمْ فِينَا فَطِنْتِ

إِنَّ لَـيْـلاَيَ وَهِـنْـدِي
وَسُـعَادِي مَنْ ظَنَنْتِ

تَـكْـثُـرُ الأَسْـمَـاءُ لَـكِنَّ
المُسَمَّى هُوَ أَنْتِ

اهتم مطران بالشعر القصصي والتصويري والذي تمكن من استخدامه للتعبير عن التاريخ والحياة الاجتماعية العادية التي يعيشها الناس، فاستعان بقصص التاريخ وقام بعرض أحداثها بخياله الخاص، بالإضافة لتعبيره عن الحياة الاجتماعية، وكان مطران متفوقاً في هذا النوع من الشعر عن غيره فكان يصور الحياة البشرية من خلال خياله الخاص مراعياً جميع أجزاء القصة.

* من قصائده الثائرة:

شـرِّدُوا أَخْـيَـارَهَـا بَحْراً وَبَرا
وَاقْـتُلوا أَحْرَارهَا حُرّاً فَحُرَّا

إِنَّما الصَّالِـحُ يَـبْقَى صَالِحاً
آخِـرَ الدَّهْرِ وَيَبْقَى الشَّرُّ شَرَّا

كَـسرُوا الأَقْلامَ هَلْ تَكْسِيرُهَا
يمْنَعُ الأَيْدي أَنْ تَنْقُشَ صَخْرَا

قَـطِّـعُوا الأَيْديَ هَـلْ تَقْطِيعُها
يَـمنَعُ الأَعْينَ أَنْ تَنْظُرَ شَزْرَا

أَطْـفِئُوا الأَعْيُنَ هَلْ إِطْفَاؤُهَا
يمْنَعُ الأَنْفَاسَ أَنْ تصْعَدَ زَفْرَا

أَخمِـدُوا الأَنْفَاسَ هَذَا جُهْدُكمْ
وَبِـه مَـنْجـاتُنَا مِـنْكُمْ فَشكْرَا

وخلال فترة إقامته في مصر عهدت إليه وزارة المعارف المصرية بترجمة كتاب الموجز في علم الاقتصاد مع الشاعر حافظ إبراهيم، وصدر له ديوان شعر مطبوع في أربعة أجزاء عام 1908، عمل مطران على ترجمة مسرحيات شكسبير وغيرها من الأعمال الأجنبية، كما كان له دور فعال في النهوض بالمسرح القومي بمصر.

ونظراً لجهوده الأدبية المميزة قامت الحكومة المصرية بعقد مهرجان لتكريمه حضره جمع كبير من الأدباء والمفكرين ومن بينهم الأديب الكبير طه حسين.

* من قصائده التاريخية: نذكر قصيدة "بزرجمهر":

سَجَدُوا لِكِسْرَى إِذْ بَدَا إِجْلاَلاَ
كَسُجُودِهِمْ لِلشَّمْسِ إِذْ تَتَلاَلاَ

يَا أُمَّةَ الْفُرْسِ الْعَرِيقَةَ فِي الْعُلَى
مَإذَا أَحَالَ بِكِ الأسُوُدَ سِخَالاَ

كنْتُمْ كِبَاراً في الحُرُوبِ أَعِزَّةً
وَالْيوْمَ بِتُّمْ صَاغِرِينَ ضِئَالاَ

عُبَّاد كِسْرَى مانحِيهِ نُفُوسَكُمْ
وَرِقَابَكُمْ وَالعِرْضَ وَالأَمْوَالاَ

تَسْتَقْبِلُونَ نِعَالَهُ بِوُجَوهِكُمْ
وَتُعَفِّرُونَ أَذِلَّةً أَوْكَالاَ

أَلتِّبْرُ كِسْرَى وَحْدَهَ فِي فَارِسٍ
وَيَعُدُّ أُمَّةَ فَارِسٍ أَرْذَالاَ

شَرُّ الْعِيَالِ عَلَيْهِمُ وَأَعَقُّهُمْ
لَهُمُ وَيَزَعُمُهمْ عَلَيْهِ عِيَالاَ

إِنْ يُؤْتِهِمْ فَضلاً يَمُنَّ وِإِنْ يَرُمْ
ثَأَراً يُبِدْهُمْ بِالْعَدُوِّ قِتَالاَ

* من قصائده الرومانسية:

إِنْ كانَ صَبْرِي قَلِيلاً
فَإِنَّ وَجْدِي كَثِيرُ

لَيْسَ المُحِبُّ صَدُوقاً
فِي الحُبِّ وَهْوَ صَبُورُ

يا بَدْرُ سُمِّيت بدْراً
وَأَيْنَ مِنْكَ البُدُورُ

أَيْنَ الجَمَادُ مُنِيراً
مِنْ ذِي حَيَاةٍ يُنِيرُ

أَيْنَ الصَّبَاحَةُ فِيهِ
وَأَيْنَ مِنْهُ الشُّعُورُ

أَيْنَ السَّنَى وَهْوَ شَيْبٌ
مِنَ الصِّبَا وَهْوَ نُورُ

لمْ أَنْسَ حِينَ التَقيْنَا
وَالرَّوْضُ زاهٍ نَضِيرُ

إِذِ الْعُيُون نِيَامٌ
وَاللَّيْلُ رَاءٍ حَسِيرُ

نَشْكو الغَرَامَ دِعَأباً
وَرُبَّ شَاكِ شَكُورُ

وَفِي الهَوَاءِ حَنِينٌ
مِنَ الهَوَى وَزَفِيرُ

* من قصائده:

المساء، موت عزيز، الأسد الباكي، وفاء، الجنين الشهيد، المنتحر، الطفل الظاهر، نيرون، فتاة الجبل الأسود، شيخ أثينة، بين القلب والدمع، الزنبقة وغيرها الكثير من القصائد المميزة لمطران.

وقدم للمكتبة العربية كتب من ينابيع الحكمة والأمثال، ديوان الخليل، إلى الشباب والعديد من المترجمات لكل من شكسبير، وفيكتور هوجو.

تفوق مطران على كل من حافظ إبراهيم وأحمد شوقي في قصائده الاجتماعية والتي تناول فيها العديد من المواضيع، محارباً فيها الفساد الاجتماعي والخلقي.

* * *

🔸قالوا عنه:

أشار الدكتور ميشال جحا الأديب اللبناني والذي قام بنشر دراسة عن خليل مطران: "إلى أن شوقي وحافظ ومطران، يمثلون الثالوث الشعري المعاصر الذي يذكرنا بالثالوث الأموي: الأخطل وجرير والفرزدق الذي سبقه بأكثر من اثني عشر قرناً من الزمن، كما عاش هؤلاء الشعراء في فترة زمنيـة متقاربة، وفي كثـير من الأحيـان نظمـوا الشعر في مناسبـات واحدة، إنما خلـيل مطران يبقى رائـد الشعر الحديث".

قال الباحث اللبناني قاسم محمد عثمان: ان ما صنعه خليل مطران في الأدب لم يصنعه أدباء عصره.

كما قال عنه الشاعر صالح جودت: "أنه اصدق شعراء العرب تمثيلاً للقومية العربية".

وعبر طه حسين عن رأيه في شعر مطران وهو يخاطبه قائلاً: "إنك زعيم الشعر العربي المعاصر، وأستاذ الشعراء العرب المعاصرين، وأنت حميت "حافظاً" من أن يسرف في المحافظة حتى يصيح شعره كحديث النائمين، وأنت حميت "شوقي" من أن يسرف في التجديد حتى يصبح شعره كهذيان المحمومين".

وقال عنه الشاعر العراقي المعروف فالح الحجية الكيلاني في موقعه إسلام سيفلايزيشن - الشعراء: (عرف مطران كواحد من رواد حركة التجديد، وصاحب مدرسة متجددة في الشعر والنثر، وتميز أسلوبه الشعري بالصدق الوجداني الحي والأصالة العربية والنغمة الموسيقية، ويعد مطران من مجددي الشعر العربي الحديث، ومن مجددي النثر إذ أخرجه من الأساليب الأدبية القديمة).

كما قال عنه محمد حسين هيكل: "عاش مطران للحاضر في الحاضر وجذب جيله ليجعله حاضراً كذلك، فشعره وأسلوبه وتفكيره كلها حياة جلت فيها الذكرى وعظمت فيها الحيوية، ولهذا تراهم حين يتحدثون عن مطران يتحدثون عن الشعر والتجديد فيه".

* * *

🔸رائعته الشعرية (المساء):

تعد قصيدة (المساء) من أشهر قصائد مطران والتي قال فيها:

دَاءٌ أَلَمَّ فخِلْتُ فيهِ شِفَائي
من صَبْوَتي، فتَضَاعَفَتْ بُرَحَائي

يَا لَلضَّعيفَينِ! اسْتَبَدَّا بي، ومَا
في الظُّلْمِ مثلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ

قَلْبٌ أَذَابَتْهُ الصَّبَابَةُ وَالجَوَى،
وَغِلاَلَةٌ رَثَّتْ مِنَ الأَدْوَاءِ

وَالرُّوحُ بَيْنَهُمَا نَسِيمُ تَنَهُّدٍ
في حَالَيِ التَّصْوِيبِ وَالصُّعَدَاءِ

وَالعَقْلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَهُ
كَدَرِي، وَيُضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائي

* * *

هذا الذي أَبْقَيْتِهِ يَا مُنْيَتِي
مِنْ أَضْلُعِي وَحُشَاشَتِي وَذَكَائي

عُمْرَيْنِ فِيكِ أَضَعْتُ، لَوْ أَنْصَفْتِني
لَمْ يَجْدُرَا بتَأَسُّفِي وَبُكَائي

عُمْرَ الفَتَى الفَانِي، وَعُمْرَ مُخَلَّدٍ
ببَيَانِهِ، لَوْلاَكِ، في الأَحْيَاءِ

فَغَدَوْتُ لَمْ أَنْعَمْ، كَذِي جَهْلٍ، وَلَمْ
أَغْنَمْ، كَذِي عَقْلٍ، ضَمَانَ بَقَائي

* * *

يَا كَوْكَبَاً مَنْ يَهْتَدِي بضِيَائِهِ
يَهْدِيهِ طَالِعُ ضِلَّةٍ وَرِيَاءِ

يَا مَوْرِدَاً يَسْقِي الوُرُودَ سَرَابُهُ
ظَمَأً إِلَى أَنْ يَهْلِكُوا بظَمَاءِ

يَا زَهْرَةً تُحْيي رَوَاعِيَ حُسْنِهَا
وَتُمِيتُ نَاشِقَهَا بلاَ إِرْعَاءِ

هَذَا عِتَابُكِ، غَيْرَ أَنِّي مُخْطِىءٌ
أَيُرَامُ سَعْدٌ في هَوَى حَسْنَاءِ؟

حَاشَاكِ، بَلْ كُتِبَ الشَّقَاءُ عَلَى الوَرَى
وَالحُبُّ لَمْ يَبْرَحْ أَحَبَّ شَقَاءِ

نِعْمَ الضَّلاَلَةُ حَيْثُ تُؤْنِسُ مُقْلَتِي
أَنْوَارُ تِلْكَ الطَّلْعَةِ الزَّهْرَاءِ

نِعْمَ الشّفَاءُ إذَا رَوِيتُ برَشْفَةٍ
مَكْذُوبَةٍ مِنْ وَهْمِ ذَاكَ المَاءِ

نِعْمَ الحَيَاةُ إذَا قَضَيْتُ بنَشْقَةٍ
مِنْ طِيبِ تِلْكَ الرَّوْضَةِ الغَنَّاءِ

* * *

إِنِّي أَقَمْتُ عَلَى التَّعِلَّةِ بالمُنَى
في غُرْبَةٍ قَالُوا: تَكُونُ دَوَائي

إِنْ يَشْفِ هَذَا الجسْمَ طِيبُ هَوَائِهَا
أَيُلَطِّفُ النِّيرَانَ طِيبُ هَوَاءِ؟

أَوْ يُمْسِكِ الحَوْبَاءَ حُسْنُ مُقَامِهَا،
هَلْ مَسْكَةٌ في البُعْدِ لِلْحَوْبَاءِ؟

عَبَثٌ طَوَافِي في البلاَدِ، وَعِلَّةٌ
في عِلَّةٍ مَنْفَايَ لاسْتِشْفَاءِ

مُتَفَرِّدٌ بصَبَابَتي، مُتَفَرِّدٌ
بكَآبَتي، مُتَفَرِّدٌ بعَنَائِي

شَاكٍ إِلَى البَحْرِ اضْطِرَابَ خَوَاطِرِي
فَيُجيبُني برِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ

ثَاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمََّ، وَلَيْتَ لي
قَلْبَاً كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ!

يَنْتَابُهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ مَكَارِهِي،
وَيَفتُّهَا كَالسُّقْمِ في أَعْضَائي

وَالبَحْرُ خَفَّاقُ الجَوَانِبِ ضَائِقٌ
كَمَدَاً كَصَدْرِي سَاعَةَ الإمْسَاءِ

تَغْشَى البَرِيَّةَ كُدْرَةٌ، وَكَأَنَّهَا
صَعِدَتْ إلَى عَيْنَيَّ مِنْ أَحْشَائي

وَالأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَرِيحٌ جَفْنُهُ،
يُغْضِي عَلَى الغَمَرَاتِ وَالأَقْذَاءِ

يَا لَلْغُرُوبِ وَمَا بهِ مِنْ عِبْرَةٍ
لِلْمُسْتَهَامِ ! وَعِبْرَةٍ لِلرَّائي!

أَوَلَيْسَ نَزْعَاً لِلنَّهَارِ، وَصَرْعَةً
لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِمِ الأَضْوَاءِ؟

أَوَلَيْسَ طَمْسَاً لِلْيَقِينِ، وَمَبْعَثَاً
لِلشَّكِّ بَيْنَ غَلائِلِ الظّلْمَاءِ؟

أَوَلَيْسَ مَحْوَاً لِلوُجُودِ إلَى مَدَىً،
وَإِبَادَةً لِمَعَالِمِ الأَشْيَاءِ؟

حَتَّى يَكُونَ النُّورُ تَجْدِيدَاً لَهَا،
وَيَكُونَ شِبْهَ البَعْثِ عَوْدُ ذُكَاءِ

* * *

وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالنَّهَارُ مُوَدِّعٌ،
وَالقَلْبُ بَيْنَ مَهَابَةٍ وَرَجَاءِ

وَخَوَاطِرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِرِي
كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائي

وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْني يَسِيلُ مُشَعْشَعَاً
بسَنَى الشُّعَاعِ الغَارِبِ المُتَرَائي

وَالشَّمْسُ في شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ
فَوْقَ العَقِيقِ عَلَى ذُرَىً سَوْدَاءِ

مَرَّتْ خِلاَلَ غَمَامَتَيْنِ تَحَدُّرَاً،
وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ

فَكَأَنَّ آخِرُ دَمْعَةٍ لِلْكَوْن ِقَدْ
مُزِجَتْ بآخِرِ أَدْمُعِي لرِثَائي

وَكَأَنَّني آنَسْتُ يَوْمِي زَائِلاً،
فَرَأَيْتُ في المِرْآةِ كَيْفَ مَسَائي
___________________________________
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني



 


الرد باقتباس
قديم 02-07-2017, 10:25 PM   #23
[" مشرف سابقاً "]


صديق الكل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1394
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 07-29-2018 (11:06 PM)
 المشاركات : 1,765 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي رد : شـاعر وقصيده



.
شاعر وقصيدة..
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

��هاجر البريكي:

مواليد 5 نوفمبر 1983.. شاعرة من سلطنة عمان، تكتب الشعر الفصيح و الشعر النبطي (الشعبي)، ولها مشاركات دولية كثيرة.

��السيرة المهنية:

شاركت ببرنامج أمير الشعراء وهو برنامج أدبي يأخذ شكل مسابقة في مجال الشعر العربي بأنواعه تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، حيث شاركت الشاعرة هاجر البريكي في أول مواسمه ووصلت إلى المراحل النهائية.

شاركت هاجر البريكي في مهرجان الشعر العماني الثاني في مدينة صحار في مجال الشعر الفصيح بقصيدة "أوراق لها تاريخ " عام 2001م، حيث كان هذا أول ظهور لها وكانت أصغر المشاركين آنذاك عن سبعة عشرة عاماً، ثم توالت مشاركاتها في مهرجانات الشعر والأمسيات المختلفة في سلطنة عمان.

كذلك تلقت دعوة للمشاركة في مهرجان المربد الشعري في جمهورية العراق، وشاركت في تمثيل سلطنة عمان في الأسبوع الثقافي العماني في الجزائر سنة 2007، وكانت لها صفحة خاصة للقصائد (شعر فصيح) كل شهر في مجلة بنت الخليج/ تصدر عن دار الصدى_دبي. للشاعرة حضور ملفت على شبكة الإنترنت في قنوات التواصل الإجتماعي والمنتديات الأدبية.

شاركت في مهرجان الثريا الأول للشعر العالمي في الأردن 2008.

شاركت في عكاظية الشعر العربي في الجزائر 2008.

حصلت على الميدالية الذهبية ببرنامج درب الليوان للشعر في قطر 2008م في مجال الشعر الشعبي.

وشاركت في حفل دار الأوبرا المصرية عام 2010 والمشاركة في حفل تخريج الطلبة العمانيين الدارسين في جمهورية مصر العربية 2010 على مسرح الجمهورية.

تضمن نصوص الشاعرة هاجر البريكي العديد من المجلدات الأدبية والكتب منها كتاب التوقيعات الأدبية وكتاب القلائد الأدبية التي أهديت إلى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم بمناسبة العيد الوطني الحادي والأربعين.

ترجمت العديد من نصوص الشاعرة هاجر البريكي إلى عدة لغات عالمية منها الإسبانية والإنجليزية والفرنسية، وتضمن اسمها في العديد من الكتب والموسوعات الشعرية العربية والعالمية منها:

- الموسوعة الكبرى للشعراء العرب.

- قائمة شعراء العالم وهو موقع باللغة الإسبانية للشاعر التشيلي أرياس مانثو.

مؤخراً المشاركة ضمن كتاب يضم خمسين شاعر من العالم العربي والمهجر باللغة الفرنسية يصدرها المكتب الدولي للترجمة ومقره باريس. وكانت لها مشاركة في كتاب: "ملائح المدائح" للخبير الثقافي الكاتب الأديب عبدالسلام البسيوني بقصيدة "قم للحبيب" في حب الرسول الكريم (ص) سنة 2012.

مؤخراً شاركت الشاعرة هاجر البريكي ضمن كوكبة جميلة من الشعراء العمانيين الذين اشتركوا في رسم لوحة ولاء شعرية للسلطان قابوس بن سعيد المعظم حيث أقيمت الأمسية الشعرية في جمعية المرأة العمانية في القرم/مسقط بتاريخ 2014\8\31.

هناك مشاركة للشاعرة في مهرجان الألف شاعر وشاعرة 2015 في جمهورية مصر العربية.

لها ديوان شعري مطبوع اسمه (مسير) عن دار الإنتشار العربي، بيروت (شعر فصيح).


___________________________________
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني



 


الرد باقتباس
قديم 02-08-2017, 01:12 AM   #24



الصورة الشخصية لـ عذب المعاني
عذب المعاني غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1958
 تاريخ التسجيل :  Jul 2013
 أخر زيارة : 04-03-2024 (01:04 PM)
 المشاركات : 13,010 [ + ]
 تقييم العضوية :  21212
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 508
تم شكره 1,450 مرة في 990 مشاركة
الإفتراضي رد : شـاعر وقصيده



روعة تسلم أيها المميز



 


الرد باقتباس
قديم 02-08-2017, 09:04 PM   #25
[" مشرف سابقاً "]


صديق الكل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1394
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 07-29-2018 (11:06 PM)
 المشاركات : 1,765 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي رد : شـاعر وقصيده



.
شاعر وقصيدة..
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

🔻البردوني:

هو عبدالله بن صالح بن عبدالله بن حسين البردوني.

- ولد في قرية البردون.. شرق مدينة ذمار.. اليمن عام 1929م.

- أصيب بالجدري وهو في الخامسة أو السادسة من عمره وعلى إثره فقد بصره.

- بدأ تلقي تعليمه الأولي في قريته وهو في السابعة من العمر، وبعد عامين انتقل إلى قرية (الملة عنس)، ثم انتقل إلى مدينة ذمار وهناك التحق بالمدرسة الشمسية.

- حين بلغ الثالثة عشرة من عمرة بدأ يغرم بالشعر وأخذ من كل الفنون إذ لا يمر مقدار يومين ولا يتعهد الشعر قراءة أو تأليفاً، قرأ ما وقعت عليه يده من الدواوين القديمة.

- انتقل إلى صنعاء قبل أن يتم العقد الثاني من عمره حيث درس في جامعها الكبير، ثم انتقل إلى دار العلوم في مطلع الأربعينيات وتعلم كل ما أحاط به منهجها حتى حصل على إجازة من الدار في (العلوم الشرعية والتفوق اللغوي) وتخرج فيها عام 1953م.

- عين مدرساً للأدب العربي شعراً ونثراً في دار العلوم.

- أدخل السجن في عهد الإمام أحمد حميد الدين وصور ذلك في قصائده فكانوا أربعة في واحد حسب تعبيره، العمى والقيد والجرح.

- رأس لجنة النصوص في إذاعة صنعاء، ثم عين مديراً للبرامج في الإذاعة إلى عام 1980م.

- استمر في إعداد أغنى برنامج إذاعي ثقافي في إذاعة صنعاء (مجلة الفكر والأدب) بصورة أسبوعية طيلة الفترة من عام 1964م حتى وفاته.

- عمل مشرفاً ثقافياً على مجلة الجيش من 1969م إلى 1975م، كما كان له مقال أسبوعي في صحيفة 26 سبتمبر بعنوان (قضايا الفكر والأدب) ومقال أسبوعي في صحيفة الثورة بعنوان (شؤون ثقافية).

- من أوائل من سعوا لتأسيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، وقد انتخب رئيساً للاتحاد في المؤتمر الأول.

وكانت وفاته في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الاثنين 30 أغسطس 1999م وفي آخر سفرات الشاعر إلى الأردن للعلاج توقف قلبه عن الخفقان بعد أن خلد اسمه كواحد من شعراء العربية في القرن العشرين.

🔸أعماله الشعرية:

صدرت له 12 مجموعة شعرية، هي:

- من أرض بلقيس

- في طريق الفجر

- مدينة الغد

- لعيني أم بلقيس

- السفر إلى الأيام الخضراء

- وجوه دخانية في مرايا الليل

- زمان بلا نوعية

- ترجمة رملية.. لأعراس الغبار

- كائنات الشوق الآخر

- رواغ المصابيح

- جواب العصور

- رجعة الحكيم بن زائد.

🔸الكتب والدراسات:

- رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه.

- قضايا يمنية

- فنون الأدب الشعبي في اليمن.

- اليمن الجمهوري.

- الثقافة الشعبية تجارب وأقاويل يمنية.

- الثقافة والثورة في اليمن.

- من أول قصيدة إلى آخر طلقة.. (دراسة في شعر الزبيري وحياته).

- أشتات.

🔸وله مخطوطات لم تطبع:

- رحلة ابن من شاب قرناها (ديوان شعر).

- العشق على مرافئ القمر (ديوان شعر).

- العم ميمون (رواية).

- الجمهورية اليمنية (كتاب).

- الجديد والمتجدد في النقد الأدبي (دراسة).

🔸نال العديد من الجوائز:

- جائزة أبي تمام بالموصل عام 1391هـ - 1971م.

- جائزة شوقي بالقاهرة عام 1401هـ - 1981م.

- جائزة الأمم المتحدة (اليونسكو) والتي أصدرت عملة فضية عليها صورته في عام 1402هـ - 1982م كمعوق تجاوز العجز.

- جائزة مهرجان جرش الرابع بالأردن عام 1404هـ - 1984م.

- جائزة سلطان العويس بالإمارات 1414هـ - 1993م

🔸كتبت عنه العديد من الكتب والدراسات التي تناولت حياته وشعره منها:

- البردوني شاعراً وكاتباً لطه أحمد إسماعيل رسالة دكتوراه - القاهرة.

- الصورة في شعر عبدالله البردوني د. وليد مشوح - سوريا.

- شعر البردوني، محمد أحمد القضاة رسالة دكتوراه - الاردن.

- قصائد من شعر البردوني ناجح جميل العراقي.

🔸أعمال مترجمة إلى اللغات العالمية:

- عشرون قصيدة مترجمة إلى الإنجليزية في جامعة ديانا في أمريكا.

- الثقافة الشعبية مترجمة إلى الانجليزية.

- ديوان مدينة الغد مترجم إلى الفرنسية.

- اليمن الجمهوري مترجم إلى الفرنسية.

- كتاب بعنوان الخاص والمشترك في ثقافة الجزيرة والخليج مجموعة محاضرات بالعربية لطلاب الجزيرة والخليج ترجم إلى الفرنسية.

🔸ومن روائعه الشعرية قصيدة:

(الحبل العقيم)

قيل جاءوا، وغيرهم جاء حيناً
جد شيء... فما الذي جد فينا؟

السراب القديم، صار جديداً
الخواء البديد، أمسى متيناً

الجلود التي علينا طلاء
كاذب يركب الفراغ الحزينا

نبطن العقم كالحنين، ليرقى
فوقنا كي نعود فيه الجنينا

فترى البؤس آكلا وأكيلا
وترى العقم ساجناً وسجينا

أي فرق ما بين ذاك وهذا؟
ذا هزيل وذاك يبدو سمينا

والذي كان، كالذي امتد منه
نزرع الورد، شوكه يجتنينا

كيف شئنا زهراً فأعشب شوكاً؟
كان فينا غش البذور دفينا

ذاك ولى، هذا أتى فأرانا
ما أرتنا عِصيُّ ذاك يقينا

وعلينا نحسو الشظايا، نصلي
لشموخ لم يلق فينا جبينا

ونداجي بلا اقتدار المداجي
ونغني ولا نجيد الرنينا

إننا نبتغي... هل الأمر فوضى؟
ننطوي كي ينال من يبتغينا

من يرى مبدأ التعقل جبناً؟
من أراد الحياة مات رصينا

من يذبُ النقود يا أم عنا؟
أصبحت فوقنا الرؤوس عجينا

أمُّ، هذا الذباب يدعى نقوداً
فلتذبي هذا الوباء الثمينا

أنت في عريك الحقيقي أبهى
من حلى تمتطيك جوعاً بطينا

لن تكوني (باريس) من دون (روسو)
لن تكوني بلا (أرسطو) (أثينا)

هل ذكرنا بعد الأوان؟ اطمئني
ما ذكرنا، لأننا ما نسينا

مشترو البايعيك يدرون أنا
نقبل الكسر، خيفة أن نلينا

ما انتحرنا لغير عينيك عشقاً
دون أن نجتديك أن تعشقينا

منك جئنا، فينا كبرت ومنا
جئت صرنا لك المكان المكينا

فانتصبنا على (الطويل) طويلاً
والتحمنا للحصن، سوراً حصينا

والتحفنا الردى ب( ميدي) سليماً
وانتعلناه في (حريب) طعينا

وانزرعنا في قلب (سنوان) قمحاً
وانتثرنا في ريح (صنعا) طحينا

هل لمحت الأظافر الحمر تبدو
دون أيد، تخفي ذراعاً كمينا؟

كان يأتي العدو، ندعو أخانا
صار ينسل من جفون أخينا

أسكتوا... إنما حفيد (النجاشي)
يلبس اليوم (حميراً) و (معينا)

باسم من تنطقون؟ تخشون ماذا؟
من يغذي نبوءة الكاذبينا؟

كيف عادت ( أزاد) بالحب تردي
وتسن الطلاق بالموت: دينا؟

يسكن المخبرون صوت المضحي
يستعير الجنون وجها رزينا

أسكتوا... إنما تنوب الزوايا
باسمنا تطبخ السقوف أنينا

ما الذي جد؟ تسميات تعاني
من فراغاتها، فتعلي الطنينا

مالها أي ساعدين، ولكن
تستعير اليسار تشري اليمينا

وبهذا يبيدنا كل عاد
ويبيد القرين منا القرينا

ولكي لا يقال، ندعو خؤونا
وطنيا، ونستخين الأمينا

وبأيد مقطوعة نتصدى
وبأيدي العدا نشيد العرينا

ويخون المنظرون وننسى
كي يعيدوا ما كرروه سنينا

إننا ما نزال طينا محمى
يحمل الباردين: صخراً وطينا

لا سوى الطين بعضه فوق بعض
لا نرى تحته سوى ما يرينا

وعلينا نرى السباع، حماماً
ونسمي سود الحصى، ياسمينا

وعلينا أن نستكين ونوصي
كل خفق في القلب أن يستكينا

ولنا أن نموت كيف أردنا
إنما من يميت فينا الحنينا؟

لا تخافي يا أم.. للشوق أيدٍ
تنتقي أخطر اللغى، كي تبينا

ولكي تنجبي البنين عظاماً
حان أن تأكلي أبرّ البنينا

___________________________________
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني



 


الرد باقتباس
قديم 02-09-2017, 10:11 PM   #26
[" مشرف سابقاً "]


صديق الكل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1394
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 07-29-2018 (11:06 PM)
 المشاركات : 1,765 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي رد : شـاعر وقصيده



.
شاعر وقصيدة..
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

��إيليا أبو ماضي (1889[3] أو 1890[4] - 23 نوفمبر 1957):

شاعر عربي لبناني يعتبر من أهم شعراء المهجر في أوائل القرن العشرين.

نشأ أبو ماضي في عائلة بسيطة الحال لذلك لم يستطع أن يدرس في قريته سوى الدروس الابتدائية البسيطة؛ فدخل مدرسة المحيدثة القائمة في جوار الكنيسة.

عندما اشتد به الفقر في لبنان، رحل إيليا إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة مع عمه الذي كان يمتهن تجارة التبغ، وهناك التقى بأنطون الجميل، الذي كان قد أنشأ مع أمين تقي الدين مجلة "الزهور" فاُعجب بذكائه وعصاميته إعجابا شديدا ودعاه إلى الكتابة بالمجلة، فنشرأولى قصائده بالمجلة، وتوالى نشر أعماله، إلى أن جمع بواكير شعره في ديوان أطلق عليه إسم " تذكار الماضي " وقد صدر في عام 1911م عن المطبعة المصرية، وكان أبو ماضي إذ ذاك يبلغ من العمر اثنان وعشرين عاما.

اتجه أبو ماضي إلى نظم الشعر في الموضوعات الوطنية والسياسية، فلم يسلم من مطاردة السلطات، فاضطر للهجرة إلى الولايات المتحدة عام 1912 حيث استقر أولا في سينسيناتي بولاية أوهايو حيث أقام فيها مدة أربع سنوات عمل فيها بالتجارة مع أخيه البكر مراد، ثم رحل إلى نيويورك وفي بروكلين، شارك في تأسيس الرابطة القلمية في الولايات المتحدة الأمريكية مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة.

أصدر مجلة " السمير" عام 1929م، التي تعد مصدراً أولياً لأدب إيليا أبي ماضي، كما تعد مصدراً أساسياً من مصادر الأدب المهجري، حيث نشر فيها معظم أدباء المهجر، وبخاصة أدباء المهجر الشمالي كثيراً من إنتاجهم الأدبي شعراً ونثراً.

واستمرت في الصدور حتى وفاة الشاعر عام 1957م.

يعتبر إيليا من الشعراء المهجريين الذين تفرغوا للأدب والصحافة، ويلاحظ غلبة الاتجاه الإنساني على سائر أشعاره، ولاسيما الشعر الذي قاله في ظل الرابطة القلمية وتأثر فيه بمدرسة جبران.

��أهم الأعمال:

* ديوان تذكار الماضي

* ديوان تبر وتراب.

* ديوان الجداول

* ديوان الخمائل.

* ديوان إيليا أبو ماضي

��الحياة الشخصية:

تزوج دوروتي دياب إبنة نجيب دياب الذي أصدر مجلة "مرآة الغرب" في الولايات المتحدة وله ثلاث أولاد هم ريتشارد وإدوارد وروبرت (بوب).

��ومن روائعه الشعرية قصيدة:

(الـــــطــِّــيــــن)

نسي الطين ساعة أنه طين
حقير فصال تيها وعربد

وكسى الخزّ جسمه فتباهى،
وحوى المال كيسه فتمرّد

يا أخي لا تمل بوجهك عنّي،
ما أنا فحمة ولا أنت فرقد

أنت لم تصنع الحرير الذي
تلبس واللؤلؤ الذي تتقلّد

أنت لا تأكل النضار إذا جعت
ولا تشرب الجمان المنضّد

أنت في البردة الموشّاة مثلي
في كسائي الرديم تشقى وتسعد

لك في عالم النهار أماني،
ورؤى والظلام فوقك ممتد

ولقلبي كما لقلبك أحلام
حسان فإنّه غير جلمد

* * *

أأماني كلّها من تراب
وأمانيك كلّها من عسجد؟

وأمانيّ كلّها للتلاشي
وأمانيك للخلود المؤكّد؟!

لا. فهذي وتلك تأتي وتمضي
كذويها. و أيّ شيء يؤبد؟

أيّها المزدهي.. إذا مسّك الضرّ
ألا تشتكي؟ ألا تتنهد؟

وإذا راعك الحبيب بهجر
ودعتك الذكرى ألا تتوحّد؟

أنت مثلي يبش وجهك للنعمى
وفي حالة المصيبة يكمد

أدموعي خلّ ودمعك شهد؟
وبكائي ذلّ ونوحك سؤدد؟

وابتسامي السراب لا ريّ فيه؟
وابتسامتك اللآلي الخرّد؟

فلك واحد يظلّ كلينا
حار طرفي به و طرفك أرمد

قمر واحد يطلّ علينا
وعلى الكوخ والبناء الموطّد

إن يكن مشرقا لعينيك إنّي
لا أراه من كوّة الكوخ أسود

النجوم الني تراها أراها
حين تخفي وعندما تتوقّد

لست أدنى على غناك إليها
وأنا مع خصاصتي لست أبعد

* * *

أنت مثلي من الثرى وإليه
فلماذا، يا صاحبي، التيه والصّد

كنت طفلا إذ كنت طفلا وتغدو
حين أغدو شيخا كبيرا أدرد

لست أدري من أين جئت، ولا ما
كنت، أو ما أكون، يا صاح، في غد

أفتدري؟ إذن فخبّر و إلاّ
فلماذا تظنّ أنّك أوحد؟

* * *

ألك القصر دونه الحرس الشا
كي ومن حوله الجدار المشيّد

فامنع اللّيل أن يمدّ رواقا
فوقه ، والضباب أن يتلبّد

وانظر النور كيف يدخل لا
يطلب أذنا، فما له ليس يطرد؟

مرقد واحد نصيبك منه
أفتدري كم فيك للذرّ مرقد؟

ذدتني عنه، والعواصف تعدو
في طلابي، والجوّ أقتم أربد

بينما الكلب واجد فيه مأوى
وطعاما، والهرّ كالكلب يرفد

فسمعت الحياة تضحك منّي
أترجى، ومنك تأبى وتجحد

* * *

ألك الروضة الجميلة فيها
الماء والطير و الأزاهر و النّد؟

فازجر الريح أن تهزّ وتلوي
شجر الروض – إنّه يتأوّد

والجم الماء في الغدير ومره
لا يصفق إلاّ وأنت بمشهد

إنّ طير الأراك ليس يبالي
أنت أصغيت أم أنا إن غرّد

والأزاهير ليس تسخر من فقري،
ولا فيك للغنى تتودّد

* * *

ألك النهر؟ إنّه للنسيم الرطب
درب وللعصافير مورد

وهو للشهب تستحمّ به في
الصيف ليلا كأنّها تتبرّد

تدعيه فهل بأمرك يجري
في عروق الأشجار أو يتجعّد؟

كان من قبل أن تجيء؛ وتمضي
وهو باق في الأرض للجزر والمد

* * *

ألك الحقل؟ هذه النحل تجي
الشهد من زهرة و لا تتردّد

وأرى للنمال ملكا كبيرا
قد بنته بالكدح فيه وبالكد

أنت في شرعها دخيل على الحقل
ولصّ جنى عليها فأفسد

لو ملكت الحقول في الأرض طرّا
لم تكن من فراشة الحقل أسعد

أجميل؟ ما أنت أبهى من الور دة
ذات الشذى ولا أنت أجود

أم عزيز؟ و للبعوضة من
خدّيك قوت وفي يديك المهند

أم غنيّ؟ هيهات تختال لولا
دودة القز بالحباء المبجد

أم قويّ؟ إذن مر النوم إذ يغشاك
والليل عن جفونك يرتد

وامنع الشيب أن يلمّ بفوديك
ومر تلبث النضارة في الخد

أعليم؟ فما الخيال الذي
يطرق ليلا؟ في أيّ دنيا يولد؟

ما الحياة التي تبين و تخفى؟
ما الزمان الذي يذمّ و يحمد؟

أيّها الطين لست أنقى وأسمى
من تراب تدوس أو تتوسّد

سدت أو لم تسد فما أنت إلاّ
حيوان مسيّر مستعبد

إنّ قصرا سمكته سوف يندكّ،
وثوبا حبكته سوف ينقد

لايكن للخصام قلبك مأوى
إنّ قلبي للحبّ أصبح معبد

أنا أولى بالحب منك و أحرى
من كساء يبلى و مال ينفد
___________________________________
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني



 


الرد باقتباس
قديم 02-14-2017, 06:03 AM   #27
[" مشرف سابقاً "]


صديق الكل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1394
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 07-29-2018 (11:06 PM)
 المشاركات : 1,765 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي رد : شـاعر وقصيده



.
شاعر وقصيدة..
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

��ديك الجن الحمصي:

هو عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب بن عبد الله بن رغبان بن مزيد بن تميم الكلبي الحمصي شاعر عباسي، مولود عام (161 هجري) في مدينة حمص في ما يطلق عليه اليوم سوريا، وتوفى عام (236 هجري). وصل شعره مفرّقاً في كتب الأدب والنقد والتراجم، وقد تتبع الناقد (ابن وَكِيع التَنيسي) عندما ألف كتابه (المنصف في نقد الشعر) الذي درس فيه شعر المتنبي، وتتبع سرقاته الشعرية وأعادها إلى مواطنها، فرأى أن ديك الجن من أهم المواطن التي سطا عليها المتنبي. وما ينطبق على ابن وكيع، ينطبق على (السريّ الرفّاء) في كتابه (المحبّ والمحبوبّ) الذي تناول فيه الخمر وأوصافها في الشعر.

��اسمه ومولده:

ولد ديك الجن بمدينة حمص على نهر العاصي وفي واحد من أحيائها القديمة الذي يسمى اليوم (باب الدُريب)، واسمه عبد السلام بن رغبان لقب بديك الجن بسبب لون عينيه الأخضر وعاش في هذه مدينتة حمص حياته الحافلة التي امتدت قرابة خمسة وسبعين عاماً. ونستطيع أن نميز في حياته مراحل ثلاثاً، مع الانتباه إلى أن الحياة كل واحد يصعب فصله.

عاش ديك الجن في طفولته حياة عادية، لم يأبه بها أحد، وليس هناك ما يميزه من أترابه، كما أن كتب التراث لا تذكر شيئاً عن طفولته. لقد أصاب هذه الطفولة من النسيان والتجاهل ما يصيب طفولة معظم المبدعين الذين لا يُلتفت إليهم إلا بعد ظهور مواهبهم وتأكُّدها. وما نستطيع الجزم به أن ديك الجن دُفع في طفولته إلى المساجد حيث المعلمون والعلماء، وحيث حلقات الدرس والبحث. ولقد انسحبت هذه الفترة على طفولته ومراهقته وصدر شبابه، لأن آراءه وشعره ينطقان بتحصيل كم وافر من مختلف علوم عصره.

ولقد سارت حياة عبد السلام، في مرحلة شبابه، على صورة واحدة لا تتخطاها ولا تحيد عنها، وكانت اللذة المادية في شتى أشكالها وألوانها هي المكوّن الأساسي لهذه الصورة. لقد انكب على اللذات انكباباً مطلقاً فأدمن معاقرة الخمر ومطاردة الفتيات والنساء والغلمان، جرياً وراء اللذة المادية الجسدية، ولم يعرف الحب الإنساني الذي ينهض على أساس من العواطف النبيلة والمشاعر الرقيقة. كان لقاء ديك الجن بورد حادثة معترضة في مسيرة حياته اللاهية العابثة، ولكن هذه الحادثة لم تـنقض بسلام، بل مرت في حياته مرور العاصفة العنيفة التي انقشعت بعد حين مخلّفة وراءها خراباً لا يُعَمَّر، وكسراً لم تجبره يد الأُساة. لقد أحدثت شرخاً عميقاً في قلب ديك الجن، واستمر هذا الشرخ المتفجّع ينـزف مرارة وفجيعة، صابغاً أيامه بلون الدم المُراق، فكان لا يرى إلا الحُمرة، وكان لا يحسّ إلا بالوجع المرّ، ولا ندري كم امتدّت آثار هذه العاصفة في حياة الشاعر، وإلى أيّ مدى بقيت طريّة مُعْوِلَةً في ذاكرته، ولكن من المؤكّد أنه لم ينسها بقية أيامه, وأرجح الظن، في رأيي، أن ورداً واحدةٌ من جاراته النصرانيات أحبها ديك الجن، وأحبته، فأسلمت على يديه، وتزوجها. ولا غرابة في ذلك، ومثل هذه الحادثة يقع كثيراً في مجتمعاتنا المتسامحة، ولكن الغرابة تنبع من النهاية المأساوية الفاجعة لهذا الزواج. لقد انتهى بمصرع (ورد) بسيف زوجها، العاشق الغيور، فكان هذا الزواج وما رافقه من قصة حب فوّارة بالعواطف الإنسانية، ثم ما استتبعه من قتل مأساويّ، حدثاً فريداً في تاريخنا الأدبي.)، ويضيف المؤلف (عاش ديك الجن في أوساط أسرة متعلمة معروفة، تقلّب بعض رجالها في أعمال الدولة، كما أسلفت، فكان من الطبيعي أن يُدفع الصبي إلى المسجد، حيث حلقاتُ الدرس ومجالسُ العلماء. وفي المسجد تَلَقَّى علوم عصره، فوعى علوم اللغة والأدب والدين والتاريخ، وحصّل كَمّاً جيّداً من المعارف، كان موضع فخره، فهو يقول:

ما الذّنْبُ إلاّ لجدّي حين وَرَّثني
علماً وورَّثَهُ مِن قبلِ ذاكَ أبي

ولقد انصبّ اهتمام ديك الجن على اللغة والأدب والتاريخ، وكان له منها مكوّناتٌ ثقافية ممتازة، ظهرت بوضوح في شعره. فوعيه لعلوم اللغة جعله مالكاً لناصيتها، قادراً على التصرّف بها، واستيعاب مفرداتها، وتوظيف دلالاتها المعنوية لإبراز أفكاره ومعانيه، مع سلامة من اللحن، وقدرة على ترتيب المفردات في أنساق لغوية سليمة، تجري على سنن العرب. كما قرأ ما وصل إلى عصره من آداب العرب السالفين، ووقف طويلاً عند الشعر الجاهلي عامّة، وشعر الصعاليك خاصة. وقد أعجب بالصعاليك وفلسفتهم القائِمة على التمرّد والرفض، بل لقد فاق صعاليك الجاهلية في تمرّده ورفضه، فرأى فيهم أطفالاً رُضّعا إذا ما قيسوا به. فهو القائل يصف نفسه:

وَخَوْضُ ليلٍ تخافُ الجِنُّ لُجَّتَهُ
ويَنْطوي جيشُها عن جيشه اللَّجِبِ

ما الشَنْفَرَى وسُلَيْكٌ في مُغَيَّبَةٍ
إلا رَضِيـعا لَبـانٍ في حِمىً أَشِبِ

لقد عاش ديك الجن قمة الثقافة والازدهار الحضاري في العصر العباسي، وكان على الشاعر أن يكون مثقفاً، مُلِمّاً بفنون عصره وعلومه، ليتمكن من السير في زحمة حركات الإبداع والتجديد، وقد استطاع أن يكون واحداً من شعراء عصره المثقّفين المبدعين والمجدّدين. ولا يخفى على العارفين التطوّرُ الكبير الذي وصل إليه فنّ الموسيقى في زمنه، وما استتبعه من تطور في فنّ الغناء، وانتشار المغنيّن والمغنيّات من كلّ لون وجنس.لقد خطّ هذا الفن لنفسه طرقاً واضحة المعالم، وكان له علماؤه ومجيدوه، وكان لـه عشاقه ومؤيدوه.

وديك الجن واحد من عشاق الغناء والموسيقى، فالشعر والموسيقى فنّان متواشجان، وهما جناحا الغناء، وبهما ينهض، كما أنّ موسيقى الشعر عنصر هام من عناصر بنائه الفنيّ. أقبل ديك الجن على الغناء إقبال المشارِك المبدع، فتعلم العزف، وأتقن قواعد الغناء، ولقد غدا ما تعلمّه في هذا الباب، جزءاً من مكوّناته الثقافية والفنية. كان حسن الصوت، مجيداً للضرب (بالطُّنْبُور)، وكان يتغنّى بشعره، لنفسه، أو لندمائه الذين كانوا يتحلّقون حوله في مجالس الشراب، فيلتذّ بشعره وغنائه، ويلتذّ بما يحدثه من إعجاب في نفوس سامعيه).

إن تشيّع ديك الجن لا يعني أنه كان إنساناً متديّناً، مطبقاً لما أمر به الإسلام أو نهى عنه، لقد كان هناك انفصال تامّ بين انتمائه السياسي ومواقفه الدينية.

يقول أبو الفرج على لسان ابن أخي ديك الجن: " كان عمّي خَليعاً ماجناً". (أما (تشكّكه) بوجود اليوم الآخر والحساب، فقد اتّخذ طابعاً أكثر حدّة، وصل به إلى الانفجار والتصريح بعدم إيمانه بالقيامة والبعث. وربما كانت هذه الحدّة نابعة من التمرّد والتحدّي، والتصدي للوعّاظ الذين يلاحقونه في كل مكان، مذكّرين بالموت والحساب، والجنة والنار. إنه في البداية يجنح إلى مناقشتهم مناقشة تنطوي على الكثير من الاضطراب والقلق والتردّد والشك، فإذا كانوا كاذبين في ادّعائهم بوجود الحياة الآخرة، فقد أَمِنَ ونجا من العقاب عمّا اقترفه من آثام، أما إذا صدقوا فإنه سينجو أيضاً، لأن الله هو الذي ابتلاه بهذه الآثام، وهو الذي سيسامح ويعفو، وما ذنبه فيما قدّر الله لـه ؟! ثم ينفجر بغتة، معلناً عدم إيمانه بالقيامة، قائلاً:

هيَ الدُّنيا وقد نَعِموا بأُخرى
وتسويفُ النّفوسِ من السَّوافِ

فإنْ كذبوا أمنتَ، وإنْ أصابوا
فإنّ المبتليـكَ هو المعافـي

وأصدقُ ما أبثُّك أنَّ قلبـي
بتصديقِ القيامةِ غيرُ صافي

إن هذا التصريح وأمثاله دفع الناس إلى اتهامه بالإلحاد (على أنّ من أطرف المواقف من ديك الجن ومعتقده، موقفَ أبي العلاء المعري الذي كان متعاطفاً مع أخيه في الشعر، ولذلك فقد منحه البراءة من تهمة الإلحاد. يقول في (رسالة الغفران): "ورأى بعضهم عبدَ السَّلامِ بنَ رغبانَ المعروف بديك الجن في النوم، وهو بحُسن حال، فذكر له الأبيات الفائية التي فيها:

هي الدُّنيا وقد نَعموا بأخرى
وتسويفُ النفوسِ من السَّوافِ

أيْ الهَلاك.

فقال: كنت أتلاعبُ بذلك ولم أكن أعتقدُه).

وعندي ملاحظة لغوية هنا: إن كان السواف جمع سافٍ فالمعنى هو الغبار مع الرياح القوية وهو السافِ، ومن معاني السوافِ الحوادث والهلاك. من المنطق المفهوم أن ندرك خوف الشاعر من الحكومة لأنه ناصرَ المعارضة الشيعية، لكن خوفه المرأة والشك فيها! (ولكن الاستغراب ينتفي، والدهشة تزول إذا عرفنا أن خوفه نابع من هذه المعرفة الكثيرة للنساء.

إن هذه المعرفة وَلَّدت في نفسه الشَّكَ بوفاء المرأة أو قدرتها على الوفاء) كما كتب الحجي. يبدوا لي أنه بسبب عصيانه وإدمانه لم يعرف الفاضلات. وعرف الكثير من الساقطات وبنات الهوى والمال والموال، وأهل مجالس المجون والخمر، وما إلى ذلك. (لم تكن لديك الجن علاقات واسعة برجالات عصره، فهو لم يبرح بلاد الشام قطّ، كما تقول معظم كتب التراث، وأغلب الظنّ أنه قضى معظم أيام حياته في مدينة حمص وسط سورية، ولم يَفِدْ على بلاطات خلفاء الدولة أو وزرائه وأمرائه، لأنه لم يكن شاعراً مدّاحاً متكسّباً بشعره) ربما لتوجهه السياسي ومزاجه النفسي وظروفه.

ورغم ذلك كان معروفا بالشعر ومشهورا بالمجون. ومن شعره المقتطفات التالية:

بكاكَ أَخٌ لَمْ تَحْـوهِ بِقَرابَة
ٍبَلَى إنَّ إِخْوانَ الصَّفَاءِ أَقَارِبُ

وأَظْلَمَتِ الدُّنْيا التي كُـنْتَ جَارَهَا
كأنَّكَ للـدُّنْيا أَخٌ ومُنَاسِبُ

يُبَرِّدُ نِـيْرانَ المَصَائِبِ أَنَّني
أَرَى زَمَناً لَمْ تَبْقَ فيهِ مَصَائِب

وأيضا:

أَمَالِيْ عَلى الشَّوْقِ اللَّجُوجِ مُعِينُ
إذا نَزَحَتْ دَارٌ وَخَفَّ قَطِينُ

إذا ذَكَرُوا عَهْدَ الشَّآمِ اسْتَعَادَنِي
إلى مَنْ بِأَكْنَافِ الشَّآمِ حَنِينُ

تَطَــاوَلَ هَذا اللَّيْلُ حَتَّى كأَنَّما
على نَجْمِهِ أَلاَّ يَعُودَ يَمـِينُ

وأيضا:

طَلَبُ المَعَاشِ مُفــرِّقٌ
بينَ الأَحِبَّةِ والوَطَنْ

ومُصَيِّـرٌ جَلْدَ الرِّجَالِ
إلى الضَّراعَةِ والوَهَنْ

حتّى يُقَادَ كَما يُـقاد
النِّضْوُ في ثِنْيِ الشَّطَنْ

ثــمَّ المَنِيَّةُ بعــدَهُ
فكأنَّهُ مالَمْ يَكُـنْ

إذا شَجَرُ المودَّةِ لَمْ تَجُدْهُ
سَماءُ البِرِّ أَسْرَعَ في الجَفَافِ

وقبل ختم هذه المقالة أود أن أضيف لما كتبه الحجي ما كتبه بعض القدماء مثل ياقوت الحموي صاحب معجم الأدباء من قول (أبو تمام:

من كل أزرق نظارٍ بلا نظرٍ
إلى المقاتل مافي متنـه أود

كأنه كان ترب الحب مذ زمنٍ
فليس يعجزه قلـب ولاكـبد

وعليه وقع المتنبي وسبق إلى ذلك ديك الجن أيضاً في قوله:

قناً تنصب في ثغر التراقـي
كما ينصب في المقل الرقاد

وأبيات المتنبي أمثل من الجميع إذا تركت العصبية).

وذكر النويري صاحب نهاية الأرب في فنون الأدب (ومما قيل في الخمر إذا مزجت بالماء، قول أبي نواس:

وصفراء قبل المزج بيضاء بعده
كأن شعاع الشمس يلقاك دونها

ترى العين تستعفيك من لمعانها
وتحسر حتى ما تقل جفونـهـا

ومنه أخذ ديك الجن فقال:

وحمراء قبل المزج صفراء بعـده
بدت بين ثوبي نرجـس وشـقـائق

حكت وجنة المعشوق صرفاً فسلطوا
عليها مزاجاً فاكتست لون عاشـق

و بغض النظر عن من سبق فشعر ديك الجن في رائي أفضل ووصفه أجمل. وأورد الدميري صاحب حياة الحيوان الكبرى (وديك الجن لقب لأبي محمد بن عبد السلام الحمصي الشاعر المشهور من شعراء الدولة العباسية، كان يتشيع تشيعاً حسناً وله مراث في الحسين، وكان ماجناً خليعاً عاكفاً على القصف واللهو متلافاً لما ورثه. مولده سنة إحدى وستين ومائة وعاش بضعاً وسبعين سنة، وتوفي في أيام المتوكل سنة خمس أو ست وثلاثين ومائتين.

ولما اجتاز أبو نواس بمدينة حمص في الشام قاصداً مصر لامتداح الخصيب، جاءه إلى بيته فاختفى منه، فقال لامته:

قولي له: اخرج فقد فتنت أهل العراق بقولك:

موردة من كف ظبي كأنما
تناولها من خده فأدارهـا

فلما سمع ذلك ديك الجن خرج إليه واجتمع به وأضافه.

وكتب ابن وكيع التنيسي صاحب المنصف للسارق والمسروق منه وقال المتنبي:

وبسمْنَ عن بَرَدٍ خشيتُ أذيبُهُ
منْ حَرّ أنفاسي فكنتُ الذَّائِبا

أخذه من قول ديك الجن:

تضاحكَ عَنْ بردٍ مُشْرقٍ
ناجيتهُ من بَيْن جُلاَّسي

فكلَّما قبُلتهُ خِـفْـتُ أنْ
يَذُوبَ من نيرانِ أنْفاسِي

فالمعنى المعنى ولكن لأبي الطيب زيادة وهي من تمام الكلام، وهي قوله: (فكنت الذّائبا) وهي مليحة يستحق بها الجزالة ما أخذ).

��ومن روائعه الشعرية في رثاء حبيبته التي قتلها:

يا طَلْعَة ً طَلَعَ الحِمامُ عليها
وجنى لها ثَمَرَ الرَّدى بيدَيها

رويُت من دمِها الثَّرى ولطالما
رَوَّى الهوى شَفَتيَّ من شَفَتيْها

قد باتَ سيفي في مجالِ وشاحِها
ومدامعي تَجْري على خَدَّيْها

فوحقِّ نعليها وما وطيء الحصى
شيءٌ أعزُّ عليَّ من نعليها

ماكانَ قتيلها لأنّي لم أكنُْ
أَبْكِي إذا سَقَطَ الغُبارُ عليها

لكن ضَنَنْتُ على العُيُونِ بِحُسْنها
وأَنِفْتُ من نَظَرِ الحَسودِ إلَيها

___________________________________
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني



 


الرد باقتباس
قديم 02-16-2017, 02:06 AM   #28
[" مشرف سابقاً "]


صديق الكل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1394
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 07-29-2018 (11:06 PM)
 المشاركات : 1,765 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي رد : شـاعر وقصيده



.
شاعر وقصيدة..
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

🔻محمد أحمد سعيد طويلب:

ظهر إلى الدنيا وأبصر النور تحت سماء أكمة العاظف قرية السعيد عزلة المراتبة مديرية جبل حبشي محافظة تعز عام 1972م لأبوين من أوسط الناس مكانةً ويُسرا.

توفيت أمه وهو في الرابعة من العمر ففقد نبع الحنان المتدفق وشكل موتها أحد أهم المؤثرات في تكوين الحس الأدبي لديه وغلبة عاطفة الحزن على كثير من قصائده كما أنه حاول تجسيد شخصية أمه في روايته الوحيدة التي لم تطبع والتي أسماها (الغريب).

في السادسة من عمره وتحديدا سنة 1978م اندرج في سلك التعليم النظامي بداية في مدرسة الشرف السعيد وتلقى فيها التعليم الابتدائي ثم انتقل إلى مدرسة النور بني بكاري وفيها أتم المرحلة الاعدادية والصف الأول والثاني من المرحلة الثانوية.. وكان دائما من أوائل الطلاب.. ثم انتقل الى مدينة تعز والتحق بثانوية تعز الكبرى فدرس الصف الثالث الثانوي.. وكان والده حريصا على أن يراجع له دروسه..

وخلال هذه الفترة كان حريصا على قرأة كل كتاب يقع في يده وشغف كثيرا بكتب السير وقصص الأبطال.. ويذكر أنه وهو في الصف الخامس الابتدائي كان يتودد الى ابيه كي يشتري له أحد اجزاء حمزة البهلوان أو سيف بن ذي يزن كلما ذهب إلى تعز لاحضار بضاعة لدكانه.. وكان يصطحب الكتاب معه في كل مكان فيقرأه في يومين ثم يطلب الكتاب الذي بعده.

ونادرا ما كان يذهب إلى مدينة تعز وهو صغير فإذا ذهب فإن أول وجهة له مكتبة في باب موسى وأخرى جوار مكتب التربية والتعليم في شارع المصلى.وقد احب تعز كثيرا وهذا واضح في كثير من قصائده ومنها رائعته التي يقول فيها:

روائع الشعر تُروى في معانيك
كم يطرب القلب والحادي يغنيك

ما كل من حزنت إن شدها فرحٌ
تنسى مصائبها إلا نواحيك

لكنني وقصيد الشعر من ألمٍ
عانيتِ يا تعزٌ بتنا نعانيك

والتي سننشرها كاملةً لاحقاً إن شاء الله.

وكان جده لأمه الشيخ علي محمد العصعص.. وهو أشهر خطاطي المنطفة ومن اشهر كُتاب الوثائق والمعاملات ومن اكثر الناس ملازمة للشيخ محمدشمس الدبن والعلامة الحاج محمدحزام.الجندي. كان يشجعه ويوصي به غير أنه توفي أيضا بعد عامين من موت أمه فعوضه الله بجدته لأبيه - رحمها الله - والتي كانت له الأم الرؤوم حيث أخذته للعيش معها في بيت أمه بعدما تزوج أبوه وكانت تدفع عنه كل سوء وتحكي له قصص الصالحين والابطال والحكايات الشعبية وقد تأثر كثيرا بصلاحها وصلاتها وذكرها لله تعالى في كل وقت والناس يذكرون لها هذا ويثنون عليها خيرا.

وفي فترة الثانوية بدأ يعتلي المنابر كخطيب شجعه الناس كثيرا ربما لرغبتهم في التجديد ومللهم من الخطب المقرؤة من الكتب.

وبعد ذلك في الثانوية أيضا التقى بالشيخ عوض البكاري العائد من دماج وأخذ منه كثيرا من فوائد الفقه والنحو والمصطلح مع استمرار شغفه بقراءة كتب الأدب ويذكر أنه بدأ يقرض الشعر وهو في الصف الأول الثانوي..

وفي سنة 1992م التحق بجامعة تعز كلية التربية قسم الفيزياء بعد أن انصرف كل زملائه إلى الوظيفة في التدريس بعد الثانوية رغم أن معظمهم أيسر حالا منه وكان يطمح لأن يكون مهندس بترول أو طبيبا غير أن ضيق ذات اليد حال دون ذلك فدخل كلية التربية لأنها كانت تمنح راتبا شهريا قدره تسعمائة وخمسين ريالا تكفي مع مثلها من أبيه لتغطية مصروفة الشهري.

تخرج من التربية في شهر نوفمبر 1995م وتوظف في نفس الشهر وأرسل بحسب رغبته إلى مدرسة النور بني بكاري والتي عمل فيها في التدريس وما زال رغم أنه في التوجيه والذي حصل على قراره في سنة 2003م إلا أنه تركه حتى 2013م حيث قام بتفعيل القرار وعمل في التوجيه رغم استمراره في التدريس.

وخلال فترة الجامعة وما بعدها كتب معظم القصائد والقصص القصيرة والمقالات الأدبية والتربوية والخطب ورواية وحيدة لم تطبع أسماها (الغريب).

كما أنه انتهى من إعداد ثلاثة كتب هي:

- منهج الأنبياء في التغيير.

- أسباب حدوث الفتن في العالم الإسلامي اليوم.

- مقامات رمضان ومسابقات القرأن.

وله مشاريع كتب كثيرة بعضها أوشك أن ينتهي منه مثل:

- حتى يتضح منهج السلف.

- قبسات تربوية من القرأن الكريم.

- المنتدى التربوي.. وغيرهما.

ولم ينشر من ذلك إلا بعض المقالات والقصائد وربما نتف على شكل حلقات من منهج الأنبياء في التغيير.

ومقالاته غنية عن التعريف وفي شتى المجالات الأدبية والاجتماعية والسياسية ووجدت شريحة عريضة من المعجبين والمتابعين لها في مواقع التواصل.

له العديد من المشاركات الاجتماعية والتنموية وأقام العديد من الدورات الصيفية والدروس التوعوية.

تزوج أواخر سنة 1992م وله سبعة أولاد أربعة ذكور وثلاثة إناث أكبرهم ابتهال تحفظ القرأن وتدرس في السنة الثانية علوم قرأن تربية.

وعبد العزيز يحفظ القرآن تقريبا ويدرس في السنة الأولى هندسة بترول ومعادن في جامعة الحديدة.

ومن شعره هذه القصيدة.. وهي بعنوان:

(رمضان عدت)

رمضان للتاريخ زهوٌ يشرقُ
وقلادة الإسلام إذ يترتّق
ُ
فيك المثاني الفارقات تنزلت
وبك الفتوح بكل مجد تنطق
ُ
يكفيك فخرا بعث خير معلمٍ
نجّى البرية من ضلال يوبِق

من كان يدرك أن طعمك زائلٌ
ولذيذ ذكراك الجميلة يُسرق

رمضان فاسمع حالة العصر التي
أقبلت ترعاها كأنك تنْمُق
ُ
رمضان عدت وكوننا يتمزق
أشلاؤه تبكي وحينا تصعق

إسأل زمانك حين يُسرع جوره
ما للمطالع بالمآسي تبرق

لا طعم للأفراح عندي إنني
سكران ظلم بِتّ لا أتشوق

الشعب يرضخ بالطهارة حالمٌ
والكذب باكٍ كم به يتصدقوا

والتائبون على صيامك أقبلوا
هربا اليك فمن غلاءٍ أُحرِقوا

والصائمون على المجاعة أفطروا
لو كان خيرا في وصالك أصدقوا

والباذلون إلى التفاخر أمموا
ذاعت أساميهم بما قد أنفقوا

فيك التقت أُصرُ المحبة والإخا
عبر الأثير فبالدعايا يتقوا

رمضان كفكف لليتامى أدمعا
وارأف بحالهمُ لئلا ينفَقوا

والمبتلون بضيق حالٍ من لهم
إن أنت لم تشفق ولم تترفق

أيقظ قلوب الراحمين وقل لهم
يفنى الجميع وخالدٌ من يخلق

ذكرهمُ جوع الفقير وحاله
حين الصغار على البقايا حلّقوا

🔸ومن روائعه الشعرية هذه القصيدة

منذ سنوات.. كانت مجلة مساء الملحق الفصلي لمجلة الأسرة تنزل مسابقة للشعراء تحت عنوان: (آفاق صورة).. فتنشر صورة وتطلب من قرائها أن يشحذوا أقلامهم ويكتبوا ما تجود به قرائحهم حول موضوع الصورة كأجمل تعبير عنها..

وفي إحدى هذه المسابقات كانت الصورة لنسر يحوم حول جثة طفل هزيل وشاحب ملقىً على الأرض في وضعية السجود لا حول له ولا قوة.. وكأن النسر يريد أن ينقض عليه ويفترسه.. فكتب القصيدة الآتية دون أن يرسلها للمجلة..

(أويت أبكي)

أويت أبكي والجوارح شاردة
قلبي يئن ولوعتي متصاعدة

العجز ينخر في عباب حشاشتي
والذل أطبق والمطارف واقدة

تالله هذا مشهد تبكي له
وبحرقةٍ حتى العيون الجامدة!!

الطفل يطويه الخواء وخلفه
نسرُ يحدث نفسه بالمائدة

والشمس حطت بالحرور كأنها
صارت على العريان نعم مساعدة

والبِيدُ لا ترجى ولا أملا بها
هي للحِمام معينة ومساندة

يا أيها الطفل الذي أودت به
بين المهالك غفلةُ متبالدة

أين الرفاه وأين دار حضانة؟!!
أين السعادة والحياة الراغدة؟!!

هل تسأل الأرض المريضة راجيا
منها الطعام بعبرة متزايدة؟!!

أم أنت تشرح للمخالب واقعا
فلعل فيها رحمة متوالدة؟!!

أم أن نفسك بالمصائب فكرت
فرأت أياد النسر أفضل صائدة؟!!

أم تطلب الفرج الذي لا غيره
يُرجى إذا تدعو الجباه الساجدة؟!!

أطرِقْ وسبح إن جهلت فملهمُ
واذكر الهك في الكروب الزائدة

واصبر فكم هبت نسائم فرجة
بعد المضيق تُرى السعاتِ مطاردة

اليأس يقتلنا جميعا.. صاحبي
مهما اختلفنا فالمقاتل واحدة

هذي بلادي لا فلسطينٌ بقت
كلا ولا أرض العراق مُشَاهدة

مليون طفلٍ بالقنابل قد قضوا
بدمائهم سُطِرت ملاحم خالدة

قد أطرق الباقون مثلك عندما
رأوا الدمار صنوفه وموارده

مليار مسلم صامتون لأنهم
باعوا الضمير بسوق بخسٍ كاسدة

أنا واحدٌ منهم ولكن أن لي
قلبٌ يؤنب كل يومٍ ساعده

قلبٌ يصيح بشعره في أمةٍ
هي في الحقيقة ليس إلا هامدة

في عالمٍ فيه الحضارة امخضت
جورا وبطشا للتراحم فاقده

يا ليت من ولدت رجالا يفخروا
في عصرنا للعقم كانت والدة

* * *

يا نسر لا تبطش ففي (شارون) ما
يغني البرية عن بلايا زائدة

يا نسر يكفي من بني الإنسان ما
يُبقي التعاسة للحضارة شاهدة

إضرب لنا في العفو أروع قصةٍ
ولك الجوارح سوف تغدوا حامدة

يا رب هاجرَ مد يد العون التي
مدت ليونسَ في كروب سائدة

والطف إذا حل القضاء وكن لنا
عونا إذا قامت مصائب قاعدة

___________________________________
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني



 


الرد باقتباس
قديم 02-16-2017, 10:50 PM   #29
[" مشرف سابقاً "]


صديق الكل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1394
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 07-29-2018 (11:06 PM)
 المشاركات : 1,765 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي رد : شـاعر وقصيده



.
شاعر وقصيدة..
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

�� فدوى طوقان (1917- 2003):

أهم شاعرات فلسطين في القرن العشرين من مدينة نابلس وهي من إحدى أعرق عائلات فلسطين، ولقبت بشاعرة فلسطين، حيث مثّل شعرها أساسًا قويًا للتجارب الأنثوية في الحب والثورة واحتجاج المرأة على المجتمع.

��السيرة الشخصية:

ولدت فدوى طوقان في مدينة نابلس، وتلقت تعليمها حتى المرحلة الإبتدائية، حيث اعتبرت عائلتها مشاركة المرأة في الحياة العامة أمرًا غير مقبول، فتركت مقاعد الدراسة واستمرت في تثقيف نفسها بنفسها، ثم درست على يد أخيها شاعر فلسطين الكبير إبراهيم طوقان، الذي نمى مواهبها ووجهها نحو كتابة الشعر، كما شجعها على نشره في العديد من الصحف العربية، وأسماها "أم تمّام". ثم أسماها محمود درويش لاحقاً "أم الشعر الفلسطيني".

ومع أنها وقّعت قصائدها الأولى باسم "دنانير"، وهو اسم جارية، إلا أن أحب أسمائها المستعارة إلى قلبها كان "المطوّقة" لأنه يتضمن إشارة مزدوجة، بل تورية فصيحة إلى حال الشاعرة بالتحديد. فالمطوقة تعني انتسابها إلى عائلة طوقان المعروفة، وترمز، في الوقت نفسه، إلى أحوالها في مجتمع تقليدي غير رحيم.

وقد توالت النكبات في حياة فدوى طوقان بعدما توفي والدها ثم أخوها ومعلمها إبراهيم، وأعقب ذلك إحتلال فلسطين إبان نكبة 1948، وقد تركت تلك المآسي المتلاحقة أثرها الواضح في نفسية فدوى طوقان كما يتبين من شعرها في ديوانها الأول وحدي مع الأيام. وفي الوقت نفسه فان ذلك دفع فدوى طوقان إلى المشاركة في الحياة السياسية خلال الخمسينيات من القرن الماضي.

سافرت فدوى طوقان إلى لندن في بداية الستينيات من القرن الماضي، وأقامت هناك سنتين، وفتحت لها هذه الإقامة آفاقًا معرفية وإنسانية حيث جعلتها على تماسٍّ مع منجزات الحضارة الأوروبيّة الحديثة.

وبعد نكسة حزيران 1967، خرجت من قوقعتها لتشارك في الحياة العامة في نابلس، فبدأت بحضور المؤتمرات واللقاءات والندوات التي كان يعقدها الشعراء الفلسطينيون البارزون من أمثال محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وسالم جبران وإميل حبيبي وغيرهم.

وفي مساء السبت الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 2003 ودعت فدوى طوقان الدنيا عن عمر يناهز السادسة والثمانين عامًا قضتها مناضلة بكلماتها وأشعارها في سبيل حرية فلسطين، وكُتب على قبرها قصيدتها المشهورة:

كفاني أموت عليها وأدفن فيها

وتحت ثراها أذوب وأفنى

وأبعث عشبًا على أرضها

وأبعث زهرة إليها

تعبث بها كف طفل نمته بلادي

كفاني أظل بحضن بلادي

ترابًا، وعشبًا، وزهرة. ...

ولعلَّ فرادة فدوى طوقان إنها كانت الأكثر جرأة على الذات، والأكثر إندفاعًا في البوح والإعتراف، ويكاد لا يجاريها في هذا المضمار إلا الأديبة السورية غادة السمان. وقد اقتحمت فدوى هذا الحقل المزروع بالألغام بجرأة مدهشة في مجتمع ذكوري محافظ. ولم تتورع عن كتابة سيرة حياتها الخلابة في جزءين: «رحلة جبلية رحلة صعبة» و «الرحلة الأصعب». ولعلَّ هذه السيرة تُعد من أجمل كتب البوح والإعتراف التي نُشرت في العقدين الأخيرين، ولا ينافسها في ذلك إلا «الخبز الحافي» لمحمد شكري و«خارج المكان» لإدوارد سعيد. ولعلَّ جرأتها تكمن هنا بالتحديد، أي في مصادمتها ذكورية المجتمع النابلسي من خلال اعترافاتها التي كشفت فيها حياتها الغرامية على الرغم من انها أخفت الكثير من الجوانب المهمة والحيوية في رحلتها الصعبة، فقد وثق الناقد الناقد المصري رجاء النقاش في كتاب ظهر في أواسط السبعينات قصة حب قال أنها جمعت بين فدوى طوقان والناقد المصري أنور المعداوي ولكن عن طريق الرسائل فقط، ما يعيد إلى الذاكرة قصة مي زيادة وحبها لجبران خليل جبران.

��الآثار والمؤلفات النثرية والشعرية:

▪صدرت للشاعرة عدة مجموعات شعرية نذكر منها:

* وحدي مع الأيام، دار النشر للجامعيين، القاهرة، 1952م.

* وجدتها، دار الآداب،بيروت، 1957م.

* أمام الباب المغلق.

* الليل والفرسان، دار الآداب، بيروت، 1969م.

* على قمة الدنيا وحيدا.

* تموز والشئ الآخر.

* اللحن الأخير، دار الشروق، عمان، 2000م.

▪ومن آثارها النثرية أيضا:

* أخي إبراهيم، المكتبة العصرية، يافا، 1946م.

* رحلة جبلية رحلة صعبة (سيرة ذاتية) دار الشروق، 1985م.

* الرحلة الأصعب (سيرة ذاتية) دار الشروق، عمان، (1993) ترجم إلى الفرنسية.

��مجالات ومواضيع الكتابات:

حزنها على فقدها لأخيها إبراهيم طوقان.. فقد كان إبراهيم معلمها الأول الذي أخرجها بتدريسه إياها مما كانت تعانيه من انعدام تقدير المجتمع لإبداعاتها ومواهبها، ويظهر أثر موت أخوها إبراهيم جليا عندما نراها تهدي أغلب دواوينها إلى "روح أخي إبراهيم" ويظهر أيضا من خلال كتابها "أخي إبراهيم" والذي صدر سنة 1946 إضافة إلى القصائد العديدة التي رثته فيها خاصة في ديوانها الأول "وحدي مع الأيام".

��قضية فلسطين:

فقد تأثرت فدوى طوقان باحتلال فلسطين بعد نكبة 1948 وزاد تأثرها بعد احتلال مدينتها نابلس خلال حرب 1967 فذاقت طعم الاحتلال وطعم الظلم والقهر وانعدام الحرية.

يقول عنها عبد الحكيم الوائلي: "كانت قضية فلسطين تصبغ شعرها بلون أحمر قان ففلسطين كانت دائما وجدانا داميا في أعماق شاعرتنا فيأتي لذلك شعرها الوطني صادقا متماسكا أصيلا لا مكان فيه للتعسف والافتعال".

��تجربتها الأنثوية:

لقد مثلت فدوى طوقان في قصائدها الفتاة التي تعيش في مجتمع تحكمه التقاليد والعادات الظالمة، فقد منعت من إكمال تعليمها ومن إبراز مواهبها الأدبية ومن المشاركة في الحياة العامة للشعراء والمثقفين ومنعت من الزواج، كل ذلك ترك أثره الواضح في شعر فدوى طوقان بلا شك وجعلها تدعو في كثير من قصائدها إلى تحرر المرأة وإعطائها حقوقها واحترام مواهبها وإبداعاتها، مما جعلها محط احترام وتقدير غيرها من الأديبات اللاتي شاركنها نفس الفكر، فتقول عنها وداد السكاكيني: "لقد حملت فدوى طوقان رسالة الشعر النسوي في جيلنا المعاصر يمكنها من ذلك تضلعها في الفصحى وتمرسها بالبيان وهي لا تردد شعرا مصنوعا تفوح منه رائحة الترجمة والاقتباس وإن لها لأمداً بعيداً هي منطلقة نحوه وقد انشق أمامها الطريق".

��الجوائز:

كرست فدوى طوقان حياتها للشعر والأدب حيث أصدرت العديد من الدواوين والمؤلفات وشغلت عدة مناصب جامعية بل وكانت محور الكثير من الدراسات الأدبية العربية إضافة إلى ذلك فقد حصلت فدوى طوقان على العديد من الأوسمة والجوائز منها:

* جائزة الزيتونة الفضية الثقافية لحوض البحر الأبيض المتوسط، باليرمو، إيطاليا 1978م.

* جائزة سلطان العويس، الإمارات العربية المتحدة، 1989م.

* وسام القدس، منظمة التحرير الفلسطينية، 1990.

* جائزة المهرجان العالمي للكتابات المعاصرة، ساليرنو، إيطاليا.

* جائزة المهرجان العالمي للكتابات المعاصرة، إيطاليا 1992.

* وسام الاستحقاق الثقافي، تونس، 1996م.

* وسام أفضل شاعرة للعالم العربي، الخليل .

��ومن روائعها الشعرية قصيدة:

(كلما نادتني)

كلما نادتني

يا حبيبي كلما ناديتني

هاتفاً عبر المسافات: تعالي

عبقت في خاطري يا جنتي

جنّة، وانهلّ ضوءٌ في خيالي

وبدا لي

عالم ريّان، وردي الظلال

من شباب و فتون وغوى

أسكرت آفاقه خمر الهوى

وتعرت فيه أطياف الجمال

كلما صوتك ناداني إلى

موعد يحضنه صدر الأمان

عانقت روحي روءى أمسية

كم تساقى الحب فيها والحنان

عاشقان

نسيا الدنيا عليها و الزمان

ليلة فيها حصرنا العمر، ليله

أخذت ألوانها من ألف ليله

من أساطير جواريها الحسان

كلما صوتك نادى من بعيد

دافىء الغنّة منغوم الصدى

فتح الفردوس لي محرابه

و الأماني فرشت لي مرقداً

من عبير وبدا

لي فجرٌ هلّ رطباً مسعدا

ناعم الأنفاس مفترّ الضياء

لفّنـا حلماً على مهد لقاء

واحتوانا فيه دفئاً وندى

نادني من آخر الدنيا ألبّي

كل درب لك يفضي فهو دربي

يا حبيبي أنت تحيا لتنادي

يا حبيبي أنا أحيا لألبّي

صوت حبي

أنت حبّي

أنت دنيا دنيا ملء قلبي

كلما ناديتني جئت إليك

بكنوزي كلها ملك يديك

بينابيعي، بأثماري، بخصبي

يا حبيبي

___________________________________



 


الرد باقتباس
قديم 02-26-2017, 10:25 PM   #30
[" مشرف سابقاً "]


صديق الكل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1394
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 07-29-2018 (11:06 PM)
 المشاركات : 1,765 [ + ]
 تقييم العضوية :  30
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الإفتراضي رد : شـاعر وقصيده



.
شاعر وقصيدة..
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

�� نشوان بن سعيد الحميري:

عالم، سياسي، لغوي، مؤرخ وأديب يمني، من أشهر رجال اليمن وعظمائه وعلمائه ومؤرخيه ومفكريه وأدبائه عبر التاريخ، اقترب في فكره من فكر المعتزلة وكتب في تاريخ ملوك حمير والدين واللغة، كان له طموح سياسي وحكم في بعض سنين عمره، اشتهر بفخره بيمنيته وإنكار حصر الإمامة في البطنين أو في قريش والرد عليها وله في ذلك الكثير من النقاشات مع الأئمة الزيدية في عهده.

▪النسب والنشأة:

��النسب:

هو نشوان بن سعيد بن سعد بن أبي حمير بن عُبَيْد بن القاسم بن عبد الرحمن بن مفضل بن إِبراهيم بن سلامة بن أبي حمير الحميري، ينتهي نسبه إِلى القيل الحميري حسان ذي مراثد، قال في قصيدته الحميرية المشهورة بالقصيدة النشوانية:

أو ذو مَرَاثِدَ جدُّنا القيلُ بن ذي
سَحَرٍ، أبو الأذواءِ رحبُ الساحِ

وبنوهُ ذوقَينٍ وذو شَقَرٍ وذو
عمران، أهلُ مكارمٍ وسماحِ

وللأقيال من بني ذي مراثد ذكر في نقوش المسند،وذكر الهمداني القيل حسان ذا مراثد في الإكليل 2/ 274، 286.

��النشأة:

ولد في بلدة (حوث) من عمران ،لا يُعرف تماما تاريخ ولادته إلا أنه على الأغلب في سنين نهاية القرن الخامس أو سنين بداية القرن السادس الهجري ،بدأ دراسته في حوث وعلى يد علمائها درس علوم الدين واللغة والتاريخ والأنساب والفلك والنبات.

��الحياة السياسية اليمنية في زمنه:

في وسطه الاجتماعي الممتد من صنعاء إلى صعدة كان هناك خمس كتل وتيارات سياسية رئيسية متفاوتة في العلم والفكر الديني والسياسي هي:

- أولا: التيار الزيدي الهادوي:

والإمام في عهد بداية شبابه هو الإمام أحمد بن سليمان، وهو تيار يعتمد على فكر إِسلامي عميق، وغني، يجمع بين أصول المعتزلة، وفروع الحنفية، ويقول بوجوب الاجتهاد، ويجيز إِمامة المفضول مع وجود الأفضل، وذلك ليتجنَّب أتباعُه سب الصحابة، وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان من ناحية، وليسهلوا أمور الأئمة في اليمن من ناحية ثانية، إِذ قد يكون الأفضل علماً في مرحلة ما، ليس هو الأقدر قيادة وحكماً وبطشاً، ومع ذلك فإِن هذا التيار يحصر حق الإِمامة في أحد أبناء البطنين الحسن والحسين، وقد لقي هذا الحصر معارضة فكرية وسياسية وقبلية منذ البداية، أما معارضته فكرياً بالعودة إِلى التاريخ، وتمجيد اليمن وأهله، وإِثارة حمية أبنائه، فإِن بدايتها كانت على يد لسان اليمن أبي محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني المتوفى بين 350 - 360هـ الذي تأثر به نشوان في هذا المجال إِلى حد كبير.

- ثانيا: التيار الزيدي الهادوي المطرفي:

(المطرفية) فرْقة ولدت من رحم الزيدية الهادوية ولها ما لهذه من الفكر العميق والغني، إِلا أنها اختلفت مع الهادوية في نفي حصر الإِمامة في أحد أبناء البطنين، كما أنهم مالوا في علم الكلام المعتزلي إِلى المدرسة البغدادية، وشيخها أبي القاسم البلخي،ولهم مذهب في سب صحابة لرسول الله، ولم يؤمنوا بالعنف، ولم يخوضوا غمار الصراع السياسي الحربي، بل عمدوا إِلى أسلوب الدعوة ونشر التعليم حتى بين الفلاحين والجهلة ،وكان لهم، ولكنهم تعرضوا فيما بعد إِلى أسوأ عملية قتل وتنكيل على يد الإِمام عبد الله بن حمزة المتوفى سنة 614هـ‍...

- ثالثا: التيار الإسماعيلي:

على الرغم من أن الدولة الصليحية الإسماعيلية الفاطمية كانت قد انتهت في اليمن، فإِن هذا الاتجاه كان لا يزال مُمَثَّلًا بين الناس بجماعاتٍ تدين له بالولاء في نواحٍ كثيرة من اليمن، كما كان لا يزال ممثلًا في الحكم بالسلطان حاتم بن أحمد اليامي الذي استولى على صنعاء بسبع مئة فارسٍ من همدان سنة 533 هـ‍ وحكمها وحكم مناطق واسعة من اليمن كان الاتجاه الإِسماعيلي الصليحي لا يزال سائداً فيها، واستمر حتى عام 556 هـ‍ ممثلًا لهذا الفريق السياسي، ثم جاء من بعده ابنه السلطان علي بن حاتم، واستمر في تمثيل هذا الاتجاه إِلى ما بعد وفاة نشوان بن سعيد عام 573هـ.

- رابعا: تيار الحسينية أو القاسمية:

لم يكن لهذا الاتجاه فريق سياسي في عهد نشوان، وإِنما هم فرقة منشقة عن الزيدية الهادوية، مغالية في أفكارها، لأنها كانت تقول بغيبة الإِمام الحسين بن القاسم العِياني قتيل همدان في ذي عرار - قرية شمال صنعاء بالقرب من ريدة - عام 404هـ، وأنه المهدي المنتظر، واستمر هذا الاتجاه المنحرف إِلى عهد نشوان، ولم تكن هذه الفرقة تقول بغيبة الحسين بن القاسم العِياني فحسب، بل كانوا يقولون أنه أفضل من الرسول صَلى الله عَليه وسلم، وأن كلامه أبهر - تعني باللهجة اليمنية الأجود والأحسن - من القرآن، قال شاعرهم فُلَيتَة بن القاسم:

أنا شاهدٌ بالله فاشهد يا فتى
بفضائل المهدي على فضل النبيّ

بل إِن هذه المقولة الكفرية كانت من كلام الحسين بن القاسم نفسه، كان يرددها في حياته، فيقول عن نفسه: إِنه أفضل من النبي صَلى الله عَليه وسلم وإِن كلامه (أبهر) من القرآن، وظل أتباعه يرددونها بعد مماته، وبسبب هذا الغلو الشنيع، خاض معهم نشوان صراعاً شعرياً عنيفاً، وردوا عليه بأعنف منه.

- خامسا: تيار سلالة وشيعة الهادي بن الحسين:

لم يكن لهذا الاتجاه فريق سياسي، فقد انتهت دولة الهادي، مؤسس الفكر والإِمامة الزيدية الهادوية في اليمن بعد وفاته، ولكن ظل له شيعة من سلالته وغيرهم، يدعون إِلى أنفسهم باسمه، ويعارضون الإِمام أحمد بن سليمان على الرغم من انتهاء نسبه إِلى الهادي، ويُغالون في تقديس الهادي يحيى بن الحسين، وبسبب هذا الغلو تصدى لهم نشوان، ومما قاله فيهم:

إِذا جادلت بالقرآن خصمي
أجاب مجادلًا بكلام يحيى

فقلت له: كلام الله وحيٌ
أتجعل قول يحيى عنه وحيا؟!

وقد رد الشعراء من أنصار هذا الاتجاه على نشوان في حياته وبعد موته ردوداً قاسية، لا تدل إِلا على المغالاة في تقديس الأشخاص، على الرغم من أنه كان لعلم الهادي مكانة عند نشوان، خاصة في الفروع والأحكام الشرعية، وكان قضاؤه يعتمد كتاب (الأحكام) للهادي.

أما خارج وسطه الاجتماعي في اليمن فكان هناك أيضا دول وتيارات ففي الجنوب والجنوب الغربي دولة علي بن مهدي الحميري المتوفى سنة 554هـ، وهي دولة تقوم على فكر سلفي متشدد حتى أن بعض المؤرخين يدرجونها في الاتجاه الخارجي، ويعتبرون علي بن مهدي وابنه عبد النبي من الخوارج وفي عدن دولة الزريعيين التي كانت امتدادا للدولة الصليحية الإسماعيلية وفي الشرق والجنوب الشرقي دولة للخوارج الإباضية وعاصمتهاتريم.

في هذا المحيط الاجتماعي المحتدم بالجدل وعلم الكلام، والمقارعة بالألسنة وأسنة الأقلام، والمضطرم بالصراع بالسيوف وأسنة الرماح ونصال السهام، نشأ نشوان وترعرع، حتى بلغ في العلم مكان رفيعا بين أهل عصره وعلماء زمانه، وأصبح عالماً مجتهداً حائزاً على مؤهلات الاجتهاد وشروطه.

��الفخر بيمانيته:

درس في تاريخ اليمن ولخلفيته التاريخية التي تعرف منها على ما كان لليمن في تاريخ العالم القديم من الحضارات الراقية، وما له وللمنتمين إِليه من دور في نصرة الإسلام، ورفع رايته ونشر رسالته، وقد رفض كل الآراء بتفضيل نسب على نسب وافتخر باليمن وأنسابها ولم ير غيرها أفضل منها ،له في ذلك القصيدة النشوانية أو القصيدة الحميرية والمطبوعة تحت اسم ملوك حمير وأقيال اليمن. من شعر تفاخره باليمن:

مِنّا التبَّايِعةُ اليمانون الأُلى
ملكوا البسيطة سَلْ بذلك تُخْبرِ

مِن كلِّ مَرْهوبِ اللقاء مُعصَّبٍ
بالتاج غازٍ بالجيوش مُظَفَّرِ

تعنو الوجوهُ لسيفهِ ولرُمحهِ
بعدَ السُّجود لتاجِه والمِغْفَرِ

يا رُبَّ مفتخرٍ ولولا سَعيُنا
وقيامُنا مع جَدّه لم يَفْخَر

وخلافةُ الخُلفاء نحنُ عِمادُها
فمتىنَهُمّ بِعَزْل والٍ نَقْدِرِ

وبكُرَهْنِا ما كان من جُهّالنا
في قتلِ عُثمانٍ ومَصرعِ حَيْدَرِ

وإِذا غَضِبنا غَضبةً يَمنّيةً
قَطَرت صوارمُنا بموْتٍ أَحمرِ

فَغدتْ وهادُ الأَرضِ مُترعَةً دماً
وغَدتْ شِباعاً جائعاتُ الأَنْسُر

وغدا لنا بالقهر كُلُّ قبيلةٍ
خَوَلاً بمعروف يَزينُ ومُنكَر

وإِناخَةُ الضِيفان فرضٌ عندنا
يلقى به الولْدِانُ كلَّ مُبَشرِ

��رأيه بشروط الإمامة:

مضمون رأيه في هذه المسألة هو،أنه لا يجوز حصر الإِمامة في قريش، ومن ثم وبالأولى لا يجوز حصرها في بني هاشم، لا في الفرع العباسي منهم، ولا في الفرع العلوي، وكان لتجربة نشوان الذاتية، في محيطه اليمني الذي عاش فيه، أثرها في تكوين رأيه القائل بأن الإِمامة تكون في الأفضل من خلق الله كائناً من كان،ومن هذا المنطلق عارض نشوان مبدأ الحصر السلالي لا في أبناء البطنين خاصة، بل ومبدأ حصرها في قريش عامة، وهو بهذه المعارضة، لا يخالف المذهب الزيدي الهادوي فحسب، بل يخالف أيضاً مذاهب إِسلامية أساسية التي تحصر هذا الحق في قريش بكل بطونها أو فروعها، ويتفق نشوان بهذا المبدأ مع فريق كبير من المعتزلة وبعض المرجئة ومع الخوارج بصفة عامة،وقد أبان عن ذلك في كتابه (الحور العين) الذي استعرض فيه آراء مختلف المذاهب والفرق الإِسلامية وآراءها فيمن يتولى منصب الإِمامة، ويتقلد سلطة حكم الناس دينياً ودنيوياً، ثم إِنه اختار رأي إِبراهيم بن سيّار النظّام أحد أكبر العلماء من المعتزلة، ومؤسس الفرقة (النظامية) من فرقها، فجاء في كتابه هذا قوله: «قال بعض المعتزلة، وبعض المرجئة، وجميع الخوارج، وقوم من سائر الفرق: إِن الإِمامة جائزة في جميع الناس، لا يختص بها قوم دون قوم، وإِنما تُسْتَحَقُّ بالفضل والطلب، وإِجماع كلمة أهل الشورى. وقال إِبراهيم بن سيّار النظّام.. وهو أحد الفرسان المتكلمين، ومن قال بقوله من المعتزلة: الإِمامة لأكرم الخلق وخيرهم عند الله، واحتجوا بقوله تعالى: يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى، وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ [الحجرات: 49/ 13]. قال - النظّام-: فنادى جميع خلقه، الأحمر منهم والأسود، والعربي والعجمي، ولم يخص أحداً منهم دون أحد، فقال: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ، فمن كان أتقى الناس للّه، وأكرمهم عند اللّه، وأعلمهم باللّه، وأعملهم بطاعته، كان أولاهم بالإِمامة، والقيام في خلقه، كائناً من كان منهم، عربياً كان أو عجمياً». وعلق نشوان على كلام النظّام بقوله: «قال مصنف الكتاب: وهذا المذهب الذي ذهب إِليه النظّام، هو أقرب الوجوه إِلى العدل، وأبعدها عن المحاباة، وأكد نشوان رأيه هذا في بحثه عن الإِمامة في هذا الكتاب. وقد قال رأيه شعرا حيث قال:

أيُّها السَّائِلُ عَنِّي إِنّني
مُظهِرٌ منْ مذْهَبي ما أُبِطنُ

مَذْهَبِي التَّوْحِيدُ والعَدْلُ الذي
هُوَ في الأَرضِ الطّريقُ البَيِّنُ

إِنّ أولَى النّاسِ بالأَمْرِ الذي
هُوَ أَتْقَى النّاسِ والْمؤتمنُ

كائنِاً مَنْ كَان لا يجهلُ ما
وَرَدَ الفَرْضُ به والسُّنَن

لم يكد يجهر برأيه حتى شن عليه المتعصبون حرباً شعواء، وهجوه شعراً ونثراً أقذع هجاء، وحكموا بكفره، وأهدروا دمه، وأفتوا بقتله، فزاد تمسكاً برأيه، وعبر عن إِيمانه بهذا المبدأ ببيتين من الشعر فيهما من الحدة ما يكافئ حدة ما شُن عليه من الحملات، فقال:

حَصَرَ الإِمامةَ في قُريشٍ مَعْشَرٌ
هُمْ باليَهُودِ أحَقُّ بالإِلْحاقِ

جَهْلًا كَما حَصَرَ اليَهودُ ضَلالةً
أمَر النُّبُوَّة في بَنِي إِسْحاقِ

وفي رأيه بمن هم آل البيت يقول في رد على الحسن الهبل عندما قال:

آل النبي هم أتباع ملته
من مؤمني رهطه الأدنون بالنسب

وعندنا أنهم أبناءُ فاطمة
وهو الصحيح بلا شك ولا ريب ِ

* فقال نشوان:

آل النبي هم أتباع ملته
من الأعاجم والسودان والعرب

لو لم يكن آله إلا قرابته
صلى المصلي على الطاغي أبي لهب

��الدعوة لنفسه بالحكم وما بعدها:

ولما شاع أمر نشوان، وعُرف رأيه في مسألة الإمامة، التفت حوله جموع من الناس وخاصة من (المطرفية) وبعض زعمائها، ورأوا فيه الرجل الأصلح لتولي مقاليد الحكم، طبقاً للمذهب الزيدي الهادوي المطرفي المتحرر من قيد حصْر حق الإِمامة في سلالة الحسن أو الحسين. وحفزه هذا الالتفاف والتأييد على الدعوة إِلى نفسه، فأعلن دعوته من مقره في وادي صَبَر من أرض قبيلة جماعة في أكناف صعدة.

ولعل نشوان شعر منذ البداية، أنه دعا إِلى نفسه في وسط اجتماعي غير مناسب لهذه الدعوة، وأنه حاول أن يغرس شجرة مبادئه في بيئة طبيعية غير صالحة لنموها وإِيتاءِ ثمارِها، فوادي صَبَر يقع في أكناف صعدة المنشبعة بالمذهب (الزيدي الهادوي) بشرطه الذي يحصر الإِمامة ويقصرها على الداعي بها لنفسه من أبناء البطنين، ولهذا نجد نشوان يبارح المنطقة عبر الجوف ليصل إِلى مأرب ويخطب فيها الجمعة داعياً إِلى نفسه، ثم يتوجه إِلى بيحان فيلقى فيها تأييداً أكبر، قال عمارة اليمني في تاريخه ص (303):

«بلغني أن أهل بيحان ملكوه عليهم»، وعُمَارة مؤرخ وشاعر معاصر لنشوان، ولكنه لم يورد المزيد من التفاصيل حول دعوة نشوان إِلى نفسه لأنه لم يلتق به وإِنما عاش في زبيد وعدن ثم غادر اليمن إِلى مصر،وقد انتهت بعدها دعوته بالفشل، ولم يعرف تماما ظروف دعوته وحكمه ويرجع البعض هذا لأن المؤرخين من المعاصرين لنشوان وممن جاؤوا بعده، أكثرهم كانوا من الموالين للإِمامة بشروطها الهادوية الزيدية المعروفة، ومن بقي منهم كان له ولاء لهذا الكيان السياسي أو ذاك مما كان قائماً على الساحة اليمنية، أو ما قام بعد ذلك من الدول والكيانات، كما يذكر أن نشوان انتقل بعدها إلى تريم في زيارة لها ،ثم عاد لبلاده ولم يدع مرة أخرى للإمامة.

انصرف بعدها للعلم والبحث والتأليف حتى أصبح من أشهر علماء اليمن في علوم مختلفة كاللغة والدين الأنساب والتاريخ وجوانب عديدة.

أشار إليه الإمام عبد الله بن حمزة الذي جاء بعده بنحو عقدين من الزمن في إحدى قصائده:

ما قولكم في مؤمنٍ صوّامِ
مُوحِّدٍ، مجتهدٍ، قوَّامِ

حَبْرٍ بكلّ غامضٍ علّامِ
وذِكرُهُ قد شاع في الأنامِ

بل هو من أرفعِ بيتٍ في اليمنْ
قد استوى السرُّ لديهِ والعلنْ

وما له أصلٌ إِلى آل الحسنْ
ولا إِلى آلِ الحسينِ المؤتمنْ

ثمّ انبرى يدعو إِلى الإِمامهْ
لنفسِهِ المؤمنة القوّامهْ؟

أما الذي عندَ جدودي فيهِ
فيقطعون لسنه من فيهِ

وييتمون جهرةً بنيهِ
إِذ صار حقَّ الغير يدّعيهِ

في هذه الأبيات شهادة ببلوغه أعلى مراتب العلم والكمال، أما ما فيها من حِدَّةِ العصبية وغلوِّها فكان سمة سلبية من سمات ذلك العصر الحافل بالاتجاهات السياسية المتصارعة وما دار بينها من جدل عنيف أدى إِلى الغلوّ بين مختلف الأطراف، ولا أَدَل على ذلك من الخصام والصراع الجدلي والفكري شعراً ونثراً الذي دار بين نشوان وبعض تلاميذه من ناحية وبين الإِمام القائم في عهده المتوكل على الله أحمد بن سليمان وبعض أنصاره من ناحية أخرى، وما في ذلك من الشطط الذي شمل الجانبين.

��من مؤلفاته:

* رسالة الحور العين وشرحها، المطبوع تحت عنوان (الحور العين).

* النشوانية أو القصيدة الحميرية وشرحها، المطبوعة تحت عنوان (ملوك حمير وأقيال اليمن).

* موسوعة شمس العلوم ودواء لغة العرب من الكلوم.

* التبصرة في الدين للمبصرين، في الرد على الظَلَمة المنكرين، جاء ذكره في كتاب طبقات الزيدية الصغرى ليحيى بن الحسين في ترجمته لنشوان.

* التبيان في تفسير القرآن، ومنه أجزاء متفرقة في كل من مكتبة صعدة، وفي مكتبة الأمبروزيانا، وفي مكتبة جامعة توبنجن، وفي المكتبة الوطنية في فيينا، وفي مكتبة برلين الغربية.

* التذكرة في أحكام الجواهر والأعراض، وهو في جزأين.

* صحيح الاعتقاد، وصريح الانتقاد.
الفرائد والقلائد، منه نسخة في مكتبة الأوقاف بجامع صنعاء.

* مسك العدل والميزان في موافقة القرآن.

* بيان مشكل الرويّ، وصراطه السويّ.

* ميزان الشعراء، وتثبيت النظام، منه نسخة في الخزانة التيمورية بدار الكتب المصرية.

��وفاته:

وفاته كانت بعد ظهر يوم الجمعة 24 ذي الحجة من عام (573هـ الموافق 13 يونيه 1178م)، ودفن في حيدان وقبره على جبل يعرف اليوم بجبل أبي زيد من مديرية حيدان، محافظة صعدة. وما زال قائماً يُزار في ساحة بجوار مسجدٍ صغير في أعلى قمة الجبل المذكور. وإِلى جوار قبره أربعة قبور يعتقد بأنها قبور ابنيه سعيد وعلي وأختيهما ولا يُعرف للأسف تواريخ وفياتهم، ولكنا نعرف أن الابن الثالث محمداً، كان قد تولى القضاء في خولان، وتوفي نحو سنة (610هـ‍/ 1213م) واشتهر بمختصر كتاب أبيه المسمى (ضياء الحلوم).

___________________________________
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني


 


الرد باقتباس
الرد على الموضوع

Bookmarks

الكلمات الدلالية (Tags)
شـاعر , وقصيده


Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 

قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح


مواضيع مشابهة
الموضوع الكاتب المنتدى المشاركات آخر مشاركة
زفـرة شـاعر سهير الطرف حريب بيحان الشعر والموروث الشعبي 33 02-24-2023 12:28 AM
قصه وقصيده اعجبتني صديق الكل التراث والاجداد 2 01-11-2017 11:53 PM
قصة ام وقصيده مبكيه عيون الليل التراث والاجداد 5 11-20-2013 12:07 AM
قصه وقصيده للنفس حد حريب بيحان للشعر المنقول 1 09-01-2013 12:11 AM
الـمـكّـي الـهمّـامي – شـاعر تُـونُـسي حريب مارب حريب بيحان للشعر المنقول 5 05-19-2013 03:04 AM


شات تعب قلبي تعب قلبي شات الرياض شات بنات الرياض شات الغلا الغلا شات الود شات خليجي شات الشله الشله شات حفر الباطن حفر الباطن شات الامارات سعودي انحراف شات دردشة دردشة الرياض شات الخليج سعودي انحراف180 مسوق شات صوتي شات عرب توك دردشة عرب توك عرب توك


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 12:46 AM.


.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
.

Search Engine Friendly URLs by vBSEO