منتدى الآصالةوالتاريخ حريب بيحان
ينتهي : 30-04-2025
عدد مرات النقر : 1,280
عدد  مرات الظهور : 29,218,588

عدد مرات النقر : 4,124
عدد  مرات الظهور : 73,238,945
عدد  مرات الظهور : 68,954,914
قناة حريب بيحان " يوتيوب "
عدد مرات النقر : 2,305
عدد  مرات الظهور : 73,239,747مركز تحميل منتديات حريب بيحان
ينتهي : 19-12-2025
عدد مرات النقر : 3,945
عدد  مرات الظهور : 69,455,674
آخر 10 مشاركات
تحدي المليوووون رد ،، (الكاتـب : - المشاركات : 2050 - المشاهدات : 123445 - الوقت: 07:27 PM - التاريخ: 04-25-2024)           »          صـبـــاحكم سكــر // مســـاؤكم ورد معطر (الكاتـب : - المشاركات : 2386 - المشاهدات : 169465 - الوقت: 06:40 AM - التاريخ: 04-24-2024)           »          تعزية للاخ يمني بوفاة اخيه (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 6 - المشاهدات : 104 - الوقت: 09:46 PM - التاريخ: 04-22-2024)           »          قراءة في سورة البقرة (الكاتـب : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 67 - الوقت: 05:34 AM - التاريخ: 04-20-2024)           »          الاذكار اليوميه في الصباح والمساء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 542 - المشاهدات : 33674 - الوقت: 08:30 PM - التاريخ: 04-19-2024)           »          عيدكم مبارك ،، (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 1 - المشاهدات : 81 - الوقت: 08:45 AM - التاريخ: 04-10-2024)           »          ماذا ستكتب على جدران (منتديات حريب بيحان) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3179 - المشاهدات : 233402 - الوقت: 05:26 PM - التاريخ: 04-08-2024)           »          ورد يومي صفحه من القرآن الكريم (الكاتـب : - المشاركات : 93 - المشاهدات : 975 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-23-2024)           »          شهرمبارك كل عام وأنتم بخير (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 3 - المشاهدات : 76 - الوقت: 04:06 AM - التاريخ: 03-18-2024)           »          تدمير دبابة ميركافا الإسرائيلية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - المشاركات : 2 - المشاهدات : 138 - الوقت: 06:53 AM - التاريخ: 03-17-2024)


الإهداءات




ديوان الشاعر مهيار الديلمي


موضوع مغلق
 
LinkBack خيارات الموضوع
قديم 07-06-2013, 09:43 PM   #11


الصورة الشخصية لـ صدى الوجدان
صدى الوجدان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 03-31-2014 (02:37 AM)
 المشاركات : 10,242 [ + ]
 تقييم العضوية :  570
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
الإفتراضي رد : ديوان الشاعر مهيار الديلمي



لكِ الغرامُ وللواشي بكِ التعبُ وكلُّ عذلٍ إذا جَدَّ الهوى لَعِبُ
أما كفاه انصرافُ العين مُعرِضةً عنه وسمعٌ بوقْر الشوق محتجِبُ
وأنقلباً وأحشاء مُدغدَغةً إذا استقامتْ حُمول الحيّ تضطربُ
لاموا عليكِ فما حلُّوا وما عَقدوا عندي وعابوا فما شقُّوا ولا شعَبوا
فكلُّ نارِ هوىً في الصدر كامنةٍ فاللَّوم يُسعرها والعذلُ يحتطبُ
آهاً لوحشةِ ما بيني وبينَكُمُ إذا خَلتْ من دِلاءِ الجيرةِ القُلُبُ
وعَطَّت القُورَ والأجراعَ نوقُكُمُ طُروحَ عيني وحالت بيننا الكثُبُ
مَن أشتكي الشوقَ إذ هَزَّت وسادتَهُ مدامعٌ تَنتَحي أو أضلعٌ تَجِبُ
فما أسفتُ لشيءٍ فائتٍ أسفي من أن أعيشَ وجيرانُ الغضا غَيَبُ
قد كنتُ أسرِقُ دمعي في محاجره تطيُّراً بالبكى فاليومَ أنتحبُ
لا يُبعدِ اللّهُ قلباً ظلَّ عندكُمُ لم يُغنِني عنه نِشدانٌ ولا طلبُ
سلبتموهُ فلم تُفتُوا برجعتهِ وربّما بعدَ الغارةِ السَلبُ
فأين إذمامُكم قبلَ الفراق له أَلاَّ يضامَ ولا تمشي له الرِّيبُ
أسِيرَةٌ لكُمُ في الغدرِ حادثةٌ تَخُصُّ أم رَجعتْ عن دينها العَربُ
يا أهل ودِّي وما أهلاً دعوتُكُمُ بالحقِّ لكنها العاداتُ والدُّرَبُ
كُنَّا بها نَتَسمَّى قبلَ غدركُمُ فاليومَ كلُّ اسمِ ودً بيننا لقبُ
أشبهتم الدهر في تلوين صِبغتهِ فكلُّكم حائلُ الألوان منقلبُ
كنتم عليَّ مع الأيّام إخوتَها وليس إلا عُقوقي بينكم نسبُ
صبراً وإن كان ملبوساً على جَزعٍ ظُلمتُ والصابرُ المظلومُ محتسِبُ
لعلَّ عازبَ هذا الحظِّ يرجِعُ لي يوماً وقاعدَ هذا الجَدِّ بي يثبُ
ولَيتَ أنَّ كمالَ المُلكِ خالصةٌ آراؤه لي ورأيُ الناسِ مؤتَشبُ
بل ليتَ أنَّ قضاياه مواهبُهُ فكان إنصافُه في عَرضِ ما يَهَبُ
فتىً قَنِعتُ به من بين مَنْ حَمَلتْ خُوصُ الركابِ فسارت تُنقَلُ الرُّكُبُ
أحببتهُ حُبَّ عيني أختَها ويدي يدي ولي في مَزيدٍ منهما أربُ
وكان لي حيثُ لا جفنٌ لناظرِهِ حفظاً وصَوناً ولا تحمِي الظُّبا القُرُبُ
عَطفاً لحقيِّ وإسبالاً على ذممي كأنّه وهو مولىً في الحنوّ أبُ
يرعَى شواردَ فيه لم تَسِرْ معَهَا ريحٌ ولا طمعتْ في شأوها السُحبُ
فغالبتني على ذاك المكان يدٌ للدهر كان لها مذ ملَّني الغَلبُ
مَلالةٌ لم تَطِرْ فيها مُطاوَلةٌ وبِغضةٌ كالتجنِّي ما لها سببُ
قَسَا فأصبحَ للواشين بي أُذُناً تَليقُ ما اختلقوا عنِّي وما اجتلبوا
لو قيل إنِّي سرقتُ السمعَ أو صرفوا إليَّ تبديلَ دينِ اللهِ أو نَسَبوا
لَمَا امتَرَى أنَّ رُسْلَ اللّه بي جُبِهوا بالردِّ أو حُرِّفَتْ عن أمرِيَ الكتُبُ
فقل له طيَّب اللّهُ الوفاءَ له والحقُّ يَسفِرُ والبهتانُ يَنتقِبُ
يا ناقدَ الناس كشْفاً عن جواهرهم متى تَغيَّرَ عن أعراقِهِ الذهبُ
وكيف أَفسدَ سوءُ الحظِّ خُبرَك بي حتّى بدا لك أنّ الدرّ يلتهبُ
أبعد أن رضتني عشرينَ أو صَعِدتْ لا الجريُ تُنكره منّي ولا الجَنَبُ
يُروَى لك الخُرْقُ عن حزمِي فتقبلهُ صفحاً ويَجذبُك الواشي فتنجذبُ
حاشاكُمُ أن تكونوا عَونَ حادثةٍ أو ترتميني على أيديكم النُّوَبُ
أذنبيَ الحبُّ والإخلاصُ عندكُمُ فإنّ ذنبي إلى أيّامِيَ الأدبُ
أَمَأ وقَومِكَ والمجدُ التليدُ لهم إذا حلفتُ بهم والدينُ والحسبُ
ما خلتُ والدهر لا تَفنَى عجائبُهُ أنّ العلا نافقٌ في سُوقها الكذبُ
ولا عجبت لدهري كيف يظلمني وإنما ظلمكم أنتم هو العجبُ
يا مَن به صحَّ سُقمُ العيشِ واجتمعتْ على توحدهِ الأحزابُ والشُّعَبُ
ومَن كَفَى المُلكَ ما لم يَكفِ صارمُهُ ورَدَّ عنه الذي ما ردَّه اليَلبُ
ومَن توسَّط أفقَ المجد فاعتدلتْ به البدورُ ولبَّت أمرَهُ الشهُبُ
على بساطِكَ تُقضىَ كلُّ مُبْهِمةٍ يعنو بها الخطْبُ او تعيا بها الخطَبُ
وهالةُ البدرِ دَستٌ أنت راكبه وتارةً هو غابُ الضيغم الأشِبُ
بِشْرٌ وَقورٌ وجَدٌّ ضاحكٌ ورضاً لولا الطلاقةُ خِلْنا أنه غضبُ
جَرَى بك الخُلُقُ الفضفاضُ وانقبضتْ بك المهابةُ فالسَّلسالُ واللهبُ
وأفقرتك العطايا والثناءُ غنىً وأنصبتك العلا والراحةُ النَّصَبُ
مَن عندَهُ نَشبٌ لا مجدَ يعضُدُهُ فإنّ عندك مجداً ما له نشبُ
حَلَلْتُ باسمك عَقْدَ الرزق فاندفعتْ عُراه تُفصَمُ لي عفواً وتَنقضبُ
وكنتَ واسطةَ العِقد الذي انتظمتْ عنه السلوكُ ولم تُخدَشْ به الثُّقَبُ
أنتم رفادةُ ظهرِي إن وَهَى جَلَدِي ودَرَّةُ العيشِ لي والضَّرعُ معتصَبُ
ومَشربي العِدُّ والغدرانُ غائرةٌ منكم لِيَ الحوضُ أو منكم لِيَ القَرَبُ
قدَّمتموني فلي رهنُ السباقِ ومَن يلِزُّني بعدُ مجنوبٌ ومعتقِبُ
عِزِّي بنفسي ولكن زادني شرفاً أني إليكم إذا باهلتُ أنتسبُ
والناسُ غيرَكُمُ من لا يجاوزني ابياته عَمَدٌ تُبنَى ولا طُنُبُ
إذا صفوتم فلا وِرْدي ولا صَدَري منهم وإن أملَحوا يوماً وإن عذُبوا
لي منكم الجبهةُ الغرّاء والعنُقُ ال تلْعاءُ والناس بعدُ الرُّسغُ والذنَبُ
فلا تَنلْني الليالي فيكُمُ بيدٍ إلا التَّبابُ لها والشلُّ والعطبُ
ولا تُصبْكم عيونُ الدهر إنّ لها إلى الكمال لحاظاً سهمُها غَرَبُ
وإن أتَى رائدُ النيروزِ مجتدياً أَيْمانَكم فالروابي الخُضْرُ والعُشُبُ
فمن جباهكُمُ نَورُ الربيع لنا ومن أكفِّكمُ الأنواءُ تنسكبُ
يومٌ يكُرُّ به إقبالُ جَدّكُمُ غداً على ملككم ما كرّت الحِقَبُ
تَجلُونَ من حسنه حظَّ العيونِ فلل أشعار فيكم حظوظُ السمعِ والطربُ
فما بقيتم فأيّامي بعزّكُمُ كما أُحبُّ وأحوالي كما تجبُ



 


قديم 07-06-2013, 09:46 PM   #12


الصورة الشخصية لـ صدى الوجدان
صدى الوجدان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 03-31-2014 (02:37 AM)
 المشاركات : 10,242 [ + ]
 تقييم العضوية :  570
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
الإفتراضي رد : ديوان الشاعر مهيار الديلمي



سَل الركبَ إن أعطاك حاجتَك الرَّكبُ مَن الكاعبُ الحسناءُ تمنعها كعبُ
قضى أنها مغلوبةٌ لِينُ عطفها وحصَّنها أن تُملَك الأُسُدُ الغُلْبُ
حموْها وذابُّوا أن تُرامَ وما حَمَوا قلوبَ الهوى من مقلتيها ولا ذَبُّوا
وهزّوا القنا الخطّار والبيضَ دونها فمَن طالبٌ والمانع الطعنُ والضربُ
يخافون صوتَ العار أن يُصبحوا بها حديثاً وأفواه المواسم تَستَبُّ
وما العارُ إلا أنّ بين بيوتِهم قلوبَ المحبينَ السلائبُ والنَّهبُ
لئن أشحطوها أن تُزارَ فبيننا مواثيقُ بُعدُ الدار إن رُعِيَتْ قربُ
وإن حُجبتْ والريح تَسفِرُ بيننا بنجوَى فؤادَيْنا فما ضَرَّت الحُجْبُ
وفي دارها بالروضتيْن لناظرٍ شفائفُ ضوءِ البدرِ تكفُره السحب
ومنها ومن أترابها في ثرى الحمى عبائقُ تَهديها الصَّبا لِيَ والتربُ
وقفتُ وصَحبي في اللِّوى فأملَّهم وقوفِيَ حتّى وقفتُ ولا صحبُ
أُذاكرُهُ مَرآةَ يَومِي بأهله فيشكو الذي أشكو ويصبو كما أصبو
ولم أحسَب الأطلالَ تُخضعها النّوى ولا أنّ جسم الربع يُنحِلهُ الحبُّ
تحدَّثْ بما أبصرتَ يا بارقَ الحمى فإنك راوٍ لا يُظَنُّ بك الكذِبُ
وقلْ عن حشىً من حَرّها وخفوقها تعلَّمتَ ما تنزو خِطاراً وتشتبُّ
وعن بَدنٍ لم يبرح الشوقُ مُعرِياً وشَائظَهُ حتى التقى الجنبُ والجنبُ
فلو أنه في جِفن ظبيةِ حابلٍ مكانَ القَذى ما كان يَلفظُه الهُدبُ
وهذا ضنا جسمي وقلبي عندها فكيف به لو كان في جسدي قلبُ
فُطرتُ على طينِ الوفاء ودِينهِ فنفسي إليه بالغريزة تنصبُّ
فكم نائمٍ عنّي وثيرٍ مِهادُهُ وجنبي له عن لين مَضجَعه ينبو
أصابرُ فيه الليلَ حتى أغيظَهُ فتحسُدَ أجفاني على السهر الشهبُ
وأعجبُ ما حدِّثتُهُ أنّ ذمّةً وفَتْ فارسٌ فيها وخاسَت بها العُرْبُ
عذيرِي من الأيّام أوخمن مرتعي ورنَّقنَ لي من حيثُ يُستعذبُ الشُّربُ
تُناوبُ قوماً غَضَّها وهشيمَها وكلُّ نصيبي من معيشتها الجدبُ
أُخلِّي عليهم عفوَها وُدرورَها فأرضَى بلا ذلٍّ بما كدَّه العصبُ
وأتركُها تَرْكَ المسالمِ قادراً لأسلمَ منها وهي لي أبداً حربُ
وكم قد شكوتُ الدهرَ لو كان مُشْكِياً وعاتبتُ جَورَ الحظّ لو نفع العتبُ
بلى في يدي لا أكفُرُ اللّهَ جانبٌ من العز لي فيه الوسيعة والرَّحبُ
ومنبعُ جُود لو قَنعتُ كفى الغنى وبلَّ غليلي ماؤه العَلَلُ السَّكْبُ
تعوّد جوِّي غيمَهُ ونسيمَهُ وأرضِيَ أن تزكو عليه وأن تربو
أقِلْني من التغرير يا طالبَ العلا ومن كدِّيَ الآمالَ تنهضُ أو تكبو
فلولا الندَى العِدُّ الرحيميُّ ما جرى إلى أيكتي ماءٌ ولا اخضرَّ لي تربُ
هم الناس ناسي والزمانُ زمانُهم ربيعي وكسبي من رضاهم هو الكسبُ
تملَّحْتُ فيهم والتحفتُ بريشهم فوكرِي بهم حيث استوى الماءُ والعشبُ
وحسْبي غنىً أو سُودَداً أنَّ بحرَهم وسيِّدهم عند الملمات لي حَسْبُ
إلى شَرفِ الدين انتشطنا حبالَها تُعانِقُ في نفض الطريق وتختبُّ
سلائلُ ما صفَّى الغَضينُ وداحِسٌ وحازت كلابٌ رهنَها واعتلت كلبُ
بناتُ الفلا والريحِ كل حسيرة إليها الرياحُ المستقيماتُ والنُّكْبُ
كَسَيرِ العصا المقدودِ لو سُلكتْ بها ثُقوبُ الخروت لم يضق دونها ثَقْبُ
تُخالُ عِناناً في العنان من الطَّوَى وإن شُطِبتْ بالسو قلتَ هي الشَّطبُ
تُحَطُّ إليه وهي قُلْبٌ من الطَّوَى وتُركَبُ عنه وهي مُجفَرَةٌ قُبُّ
إلى مَلِكٍ لا يملِكُ الخوفُ صدرَه خُفوقاً ولا يغشَى على رأيه الخطبُ
ولا يطيَّبه التيهُ في معجزاته إذا هامةُ المفتون أسكرها العُجبُ
مهيبِ الرضا مستصفَحِ السخطِ بالغٍ به القولُ ما لا يبلغ الباتر العضبُ
مُحيطٍ بآفاق الإصابة رأيُهُ بديهاً ورأيُ الناسِ مختمرٌ غِبُّ
إذا رَفَعتْ للإذن سَجْفاً رواقُهُ فللأعين الإشراقُ والآنِف التربُ
مَقامٌ تُلاقِي عنده النِّعمُ السُّطَا ويجتمع الرُّغْبُ المحبَّبُ والرُّعْبُ
إذا أَمَرتهُ مُرَّةً من حفيظةٍ تسوءُ نهاه خُلْقه الباردُ العذبُ
تصوّرَ من حُسنٍ وحلمٍ ونائلٍ ففي الدَّستِ منه البدرُ والبحرُ والعضبُ
من القوم لم تُضرَبْ عليهم إتاوةٌ ولم يَعتبِدْهم غيرَ خالِقهم ربُّ
صدورُ قلوبٍ في المجالسِ والوغَى إذا رشَحوا فاضوا وإن قدَحوا شبُّوا
ومدَّ عميدُ الدولة العِرضَ راسخاً فحدَّثَ عن ضَربِ العلا الرجلُ الضَّربُ
وما علمتْ أمُّ الكواكبِ قبلَه وقبلهُمُ أن الهلالَ لها عَقْبُ
وأنَّ شروقَ الشمس عنهم سينتهِي إلى مَلِكٍ في صدره الشرقُ والغربُ
ارى المُلك بعد المَيْل قامت قناتهُ ولُوحِمَ منه بعد ما انصدعَ الشَّعبُ
لك البُلجة البيضاءُ إن مات فجرُهُ وفي يدك التفريجُ إن غَشِيَ الكربُ
وقد علِمتْ أمّ الوزارة أنها إذا غبتَ ثَكلَى قَصْرُها الدمعُ والندبُ
وتُطمِعُ مخدوعَ المنى في نكاحِها مَطامع كدَّتها وأنت لها خِطْبُ
ودبُّوا لها تحت الظلام عقارباً ولو حسبوا وطء الأخامِص ما دبُّوا
ولمّا رأَوا عنها التفاتَك عاجلوا وُثوباً وقِدْماً طاح بالقَدَمِ الوثْبُ
رَقَيْتَ بفضل الحلم شَوكَةَ لَسْبِهم فقد ماتت الأفعَى وقد برأَ اللَّسبُ
هُمُ عقروها إذ تعاطَوا فعُذِّبوا ورأيُك فيهم صالحٌ وهُم السَّقبُ
وراموا التي يَرضى بها الخُرقُ وحدَهُ خِداعاً وتأباها الحزامةُ واللُّبُّ
ومن دونهاأن يخطبَ الليثُ هُدنةً من الذئب أو يبكي من العطش الضبُّ
تُحدِّثُهم أحلامُهم أنَّ ظهرَها رَكوبٌ ولكن يُكْذَبون إذا هَبُّوا
صِلُوها فما يشقَى من اليوم سعدُها عليكم ولا تَذْوَى وأنتم لها قطبُ
ولا برحتْ فيكم تَجُرُّ عزيزةً سرابيلَ لا يُخفِي ذلاذِلَها السَّحْبُ
ضَممتَ عزيبَ الملك بعد انتشارِهِ وأفرشتَه أمناً وقد ذُعِرَ السِّربُ
وما زلتَ بالتدبير تَركبُ صعبَه إلى سهله حتى استوى السهلُ والصعبُ
أَحَبَّك ودّاً مَن يخافُك طاعةً وأعجبُ شيءٍ خِيفةٌ معَها حُبُّ
ولو نشَزتْ عنك القلوبُ لردَّها لسانُك هذا الحلوُ أو وجهُك الرّطْبُ
فما مُقلةٌ إلا وأنتَ سوادُها ولا كبِدٌ إلا وأنت لها خِلبُ
وأما القوافي فهي منذ رعيتَها بطائنُ وادٍ أعوامِه خِصبُ
يكائفها نبتاً ويعدبُ مَشَرباً فلسّاتُها خَضْمٌ ورشفاتُها عَبُّ
صحائحَ مُلْساً كالدِّهانِ وعهدُنا بها عند قومٍ وهي مُجفِلةٌ جُرْبُ
وكم بَكَْرةٍ منها لمدحك قُدتُها فقرّت ومن أخلاقها الغَشْمُ والشَّغْبُ
تغاديك أيام التهاني بوفدها مكرِّرةً لُبساً وهنّ بها قُشْبُ
بشائرُ ملكٍ صدقهُ فيكَ لا يهى له رُكُنٌ ولا يقصِّرْ له طُنْبُ
وأنَّ يَدَ اللّهِ البسيطةَ جُنَّةٌ تقيكم وأحزاب السعودِ لكم حزبُ
يزوركُمُ قلبي بها مثلَ منطقي فلا الغِشُّ مَخشِيٌّ عليها ولا الخِبُّ
وأمدحُ مَن أعطاكُمُ مِن لسانِهِ وأرضاكُمُ مَن قلبُه بِكُمُ صبُّ
فلا تعدَموا منها عرائسَ عُطَّلاً لها من أياديكم قَلائدُ أو قُلْبُ
إذا مشتِ الأقران حولَ خريدةٍ فَوحدتُها في الحسنِ ليس لها تِربُ
أجُدُّ بها والطبعُ يُجرِي خلالَها طُلاوةَ رَقراقٍ تُرِي أنها لِعْبُ
وغيرُمُ يرتاب بي إن مدحتُه لعرفانه ألاّ يحِلَّ لها الغصبُ
فأرفعهُ بالفعِل لو كان فاعلاً وقد خَفَضَتْهُ من نقيصتِهِ رُبُّ
يُساءُ كأني بالثناء أسبُّهُ لعمرُ أبي إنّ النفاقَ هو السبُّ



 


قديم 07-06-2013, 09:56 PM   #13


الصورة الشخصية لـ صدى الوجدان
صدى الوجدان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 03-31-2014 (02:37 AM)
 المشاركات : 10,242 [ + ]
 تقييم العضوية :  570
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
الإفتراضي رد : ديوان الشاعر مهيار الديلمي



ما أنكرتْ إلا البياضَ فصدّتِ وهي التي جَنَتِ المشيبَ هي التي
غَرّاءُ يَشْعَفُ قلبَها في نحرِها وجَبينِها ما ساءني في لِمَّتي
لولا الخلافُ وأخذُهنّ بدينِه لم تكلَف البيضاءُ بالمُسوَّدةِ
أأنستِ حين سَريتِ في ظَلمائها ونفرتِ أن طلعتْ عليك أهلَّتي
ولقد علمتِ وعهدُ رامةَ عهدُنا فَتيْين أنِّي لم أشبْ من كَبرةِ
وإذا عددتِ سِنيَّ لم أك صاعداً عَددَ الأنابيب التي في صَعدتي
أَجنيتُها من خَلَّةٍ في مَفرِقي مَيلاءَ نادتها الديارُ فلبّتِ
وألام فيكِ وفيكِ شِبتُ على الصِّبا يا جَورَ لائمتي عليك ولِمّتي
وحننتُ نحوكِ حَنَّةً عربيّةً عِيبت وتُعذرُ ناقةٌ إن حنّتِ
ماذا على الغضبانِ ما استرفدتهُ دمعاً ولا استوقفتُهُ من وقفتي
أبغي الشفاءَ بذكره مِن مُسقِمي عجباً لمن هو علّتي وتعلّتي
يا هلْ لليلاتٍ بجَمعٍ عودةٌ أم هل إلى وادي مِنىً من نظرةِ
والحاصباتِ وكلُّ مَوقع جمرةٍ يَنبدْنَها في القلبِ مَوقِدُ جمرةِ
ومِن المحرَّم صيدُهنّ خليعةً طابت لها تلك الدماءُ وحَلَّتِ
حكمتْ عليك بقلبِ ليثٍ مُخدِرٍ ورنتْ إليك بعين ظبيٍ مُفلِتِ
ورأيتُ أمَّ الخشفِ تَنشُد بيتها أفأنتِ تلك سرقتِ عينَ الظبيةِ
نَشطُوا عن الركب الحبالَ فنفَّروا سكناتِ أضلاعي بأوّلِ نفرةِ
رفعوا القبابَ وكلُّ طالبِ فتنةٍ يرنو إليكِ وأنتِ وحدكِ فتنتي
لا استوطأَتْ منّي مكانَكِ خُلَّةٌ كلُّ الفؤاد نصيبُ ذاتِ الكِلّةِ
يا من يلوم على اجتماعي قاعداً والأرضُ واسعةُ الفُروجِ لنهضتي
ويَرَى الرجالَ وكلُّهم متكثِّر بصحابةٍ فيلومني في وَحدتي
اُعذُرْ أخاك فما تهجَّر مُشمِساً حتى تقلَّص عنه ظلُّ الدَّوحةِ
كيف اعترافي بالصديق وكيف لي بالفرق بين محبتي من بِغضتي
وقلوبُ أعدائي الذين أخافُهم مغلولةٌ لِيَ في جسوم أحبَّتي
رَقَص السرابُ فراقني من راقصٍ كَشَرتْ مودّتهُ وراءَ الضَّحكةِ
ورأيتُ فاغرةً ظننتُ كُشورَها طلباً لتقبيلي فكان لنهستي
وَلَدَ الزمانُ الغادرين فما أرى أمَّ الوفاء سوى المقِلِّ المُقلِتِ
وهُزِلتُ أن سَمِنَ اللئامُ وإنما ذلُّ المطامع حزَّ عزَّةَ جَوْعتي
ولكلِّ جسمٍ في النحول بليَّةٌ وبلاءُ جسمي من تفاوتِ همّتي
أمَّا على كذبِ الظنون فإنها صدَقتْ أمانٍ في الحسين وبرَّتِ
المجدُ ألقحَ في السماء سحابةً نَتَجتْ به مطرَ البلاد فعمَّتِ
أَروَى على يَبَس الشفاهِ وبيَّضتْ كفّاه باردةً سوادَ الحِرَّة
متهلِّلاً أعدَى بخُضرة جودِه جدبَ الرُّبَى من أرضها المغبَرَّةِ
بالصاحب انفتقتْ لنا ريحُ الصَّبا خِصباً وغنى الساقُ فوقَ اليكةِ
كُفِلَتْ بأُولَى مجدهِ أيامُهُ ال أخرَى فأحَيا كلَّ فضلٍ ميِّتِ
شَرَفاً بني عبد الرحيم فإنما تُجنَى الثمارُ بقدرِ طِيبِ المنَبِتِ
لكُمُ قُدامَى المجدِ لكن زادكم هذا الجَناحُ تحلُّقاً في الذّروةِ
غدتِ الرياسةُ منكُمُ في واحدٍ كَثُرتْ به الأعدادُ لمّا قلَّتِ
عَطَفتْ لكم يدُهُ وزَمَّتْ آنُفا شُمّاً لغير خِشاشِهِ ما ذلَّتِ
لما تقلَّدها وكانت ناشزاً ألقتْ عَصاها للمقام وقَرَّتِ
موسومة بكُمُ فمَن تَعلَقْ بها دعواهُ يَفضحْهُ عِلاطُ الوسمةِ
نِيطتْ عُراها منه بابنِ نجيبةٍ سهلِ الخُطَا تحتَ الخطوبِ الصعبةِ
يقظانَ يلتقِطُ الكرى من جفنِه نظرُ العواقبِ واتقاءُ العِذرَةِ
لا يطمئنُّ على التواكُلِ قلبُهُ فيما رعى إن نامَ راعي الثَّلَّةِ
تدجُو الأمور وعنده من رأيه شمس إذا ما جَنَّ خطبٌ جلَّتِ
ويُصيبُ مرتجلاً بأوّل خَطْرةٍ أغراضَ كلِّ مخمِّر ومُبيِّتِ
تَدمَى بنانُ النادمين وسِنُّهُ ملساءُ إثرَ ندامةٍ لم تُنكَتِ
ما ضمَّ شملَ المُلكِ إلا رأيُهُ بعد انتشار شَعاعهِ المتشتِّتِ
حَسَر القذَى عن حوضهِ وسقَى على طولِ الصدَى فشفَى بأوّلِ شربةِ
من بعد ما غَمز العدا في عُودِهِ واستضعفوا قَدَماً له لم تثبُتِ
ولربَّ بادئةٍ وكانت جذوةً كُملتْ ضِراماً بالحسينْ وتمَّتِ
حاميتَ عنه بصولةِ المتخمِّطِ ال عادي وهَدْي المستكينِ المُخبِتِ
وإذا عُرَى الحزمِ التقتْ عَلِقَ الفتى بمَدَى السريع على خُطَا المتثبِّتِ
إن الذينَ على مكانِك أجلبوا ضربوا الطُّلى بصوارم ما سُلَّتِ
طلبوا السماءَ فلا هم ارتفعوا لها شُلَّ الأكفِّ ولا السماءُ انحطَّتِ
وبودّ ذي القَدَمِ القطيعةِ ماشياً لو أنّها سلِمتْ عليه وزَلَّتِ
خان السُّرى رَكْبَ القِلاصِ وسُلِّمتْ بُسُطُ الفلاةِ إلى القُرومِ الجِلّةِ
يَفديك مُرتابٌ بغلطَةِ حظِّه سَرَقَ السيادةَ من خِلالِ الفَلتةِ
ما رُدَّ يوماً عازبٌ من عقله إلا رأَى الدنيا به قد جُنَّتِ
قُبِضتْ يداه وما يبالي سائلٌ بخِلتْ عليه يدُ امرىءٍ أو شَلَّتِ
وأرى الوزارةَ لا يُعاصلُ نابَها حاوٍ سواك على اختلاف الرُّقيَةِ
يرجوك ريِّيضُها لمتنٍ مُزلِقٍ قد قُطِّرتْ فُرسانُهُ فتردَّتِ
يشتاق ظهرُك صدرَ مجلسها وكم شكَت الصدورُ من الظهورِ وضَجّتِ
وإذا التلتُّ إلى الأمور رأيتُها مذخورةً لك من خِلالِ تلفُّتي
فأْلٌ متى يامنت سانحَ طيرهِ صدقَتْ عِيافتُها بأوّلِ زجرةِ
فهناك فاذكُرْ لي طريفَ بِشارتي بعلاك واحفَظْ تالداً من صحبتي
لو شافَه الصُّمَّ الجِلادَ محدِّثٌ عنكم بني عبد الرحيم لأصغتِ
أو عُوِّضتْ بكم السماءُ وقد هوتْ أنوارها بَدَلَ النجومِ تسلَّتِ
الباذلون فلو تُصافحُ راحَكم ريحُ الصَّبا وهي الحيا لاستحيتِ
والقائلون بلاغةً فلو احتبَتْ أمُّ الفصاحة بينكم لأَذَمَّتِ
أَنِستْ بفاتحة الكتاب شِفاهُكم ورزقتُمُ ظَفَرَ الكتابِ المُسكِتِ
لكُم انحنَى صَيَدي وأعسلَ حنظلي للمجتني وتولَّدتْ حُوشِيّتي
وسجرتموني منصفين مودّةً ورِفادةً يومَىْ رَخايَ وشدَّتي
أَعشبتُمُ فَبطِنْتُ في مَرعاكُمُ والدهرُ يَقْنَعُ لي بفضلِ الجِرَّةِ
أدعو وغابَ أبي وقَلَّ عشيرتي فيكون نصرُكُمُ إجابةَ دعوتي
ومتى تقيِّدُني الليالي ع مدىً قمتم فأوسعتم إليها خطتي
عجِبَ المديحُ وقد عَمَمتُكُم به من رَجعتي فيه عَقيبَ أَليَّتي
حَرَّمتُه زمناً فكنتم وحدكم من بينِ مَنْ حَملَ الترابُ تحلَّتي
هو جوهرٌ ما كلُّ غائصةٍ له بالفكر تَعلمُ ما مكانُ الدُّرَّةِ
ويَصحُّ معناه ويسلَم لفظُهُ ونظامُهُ وهناك باقي العلَّةِ
كم خاطبٍ بأعزِّ ما تحوِي يدٌ عذراءَ منه وعِرضُهُ دونَ ابنتي
ولقد زففتُ لكم كنائنَ خِدرِهِ فكرمتُمُ صِهراً ووالِيَ عُذْرَةِ
من كلِّ راكبةٍ بفضلِ عَفافِها والحُسنِ عُنْقَ العائبِ المتعنِّتِ
عزَّتْ فما عَثَرتْ بغير معوِّذٍ بِلَعاً ولا عَطَستْ بغير مُشمِّتِ
أَمَةٌ لكم بجزيل ما أوليتُمُ وتُصانُ عندكُمُ صِيانَ الحُرَّةِ
سلِمتْ على غَرَرِ الخلاف وِلادُها في أُمَّةٍ ووِدادُها في أُمَّةِ
مَدَّتْ إلى ساسانَ ناشرَ عِرقِها وقضت لها عَدنانُ بالعربيَّةِ
يُصغي الحسودُ لها فيشكر أُذنَهُ طرباً ووَدَّ لغيظه لو صَمَّتِ
تَسرِي رفيقةَ كلِّ يومٍ مُؤذنٍ بسعادةٍ فإذا ألمَّ ألمَّتِ
تَروِي لكم عن ذي القرون حديثَهُ قِدْماً ويُحيي نشرُها ذا الرُّمَّةِ
أحمدتُمُ ماضيَّ في أمثالها ولئن بقيتُ لتحمَدُنَّ بقيَّتي



 


قديم 07-06-2013, 09:59 PM   #14


الصورة الشخصية لـ صدى الوجدان
صدى الوجدان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 03-31-2014 (02:37 AM)
 المشاركات : 10,242 [ + ]
 تقييم العضوية :  570
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
الإفتراضي رد : ديوان الشاعر مهيار الديلمي



خصيمايَ من ظمياءَ واشٍ وشامتُ وحظَّاي مظنونٌ لديها وفائتُ
وقلبي لها وحشيَّةٌ ضلَّ خشفُها تُطاولُ تَبغيهِ الرُّبا وتُلافتُ
مضت ليلةٌ تقتصُّه بعدَ ليلةٍ ويومٌ تداجيه الشخوصُ الثوابتُ
تناشِدُ عنه النجمَ أين طريقُهُ تحارفهُ طَوراً وطَوراً تسامِتُ
ولا هو منها حيث يُجمَعُ شاردٌ ولا يُرتَجَى للعَودِ إن عاد فالتُ
سوى أنها مرّت بماءِ سُوَيقةٍ سُحَيراً ورامٍ بالشريعةِ بائتُ
على يده للرزق أذلغُ أحرسٌ وضَلعاء فوها ساعةَ النزع صائتُ
يقوت شِعاثاً مقترين بفضلها أطابت له أو جانبته المقَاوِتُ
فما رابها إلا دمٌ ونُوَيرةٌ ومنتقَيَاتٌ من عظامٍ رَفائتُ
فعادت تُماشي اليأسَ موضعَ ظلِّه وللحَيْن لو أغنى الحِذارُ مَواقتُ
وخبّرني السُّفَّارُ أن قد تبدَّلتْ فقلت حديثٌ مضحِكٌ وهو كابتُ
أسدَّ مكاني في الهوى مَنْ تعوّضتْ مدىً وأبيها بيننا متفاوتُ
أمِنْها خيالٌ والجُنوبُ خوافقٌ بجانب خَبْتٍ والجفونُ خوافتُ
طوى الليلَ نجماً وهو يستثقلُ الخُطا بساهلةِ الأردافِ ثم يعانِتُ
فبتنا به في ضَوعةٍ وإنارةٍ وبانُ اللّوى خزيان والبدرُ باهتُ
نرى أَن فأرَ المسك تحتَ رحالنا فتائقُ من أردانه وفتائتُ
سل الخِيمَ بالبيضاء من جانب الحمى أتُجمَعُ أوطاري بكنّ الشتائتُ
وهل لطريدٍ سلّه الدهر مُدرَكٌ فتُعقلَ لي ليلاتكنّ الفَلائتُ
إذ العيشُ حيٌّ والزمانُ مراهق فتيٌّ وريحانُ البطالةِ نابتُ
تَلوَّنَ رأسي سِبغَتين فميّتٌ وذو نبَّةٍ أو لاحقٌ متماوِتُ
وأمست على أيدي الغواني حبائلي وهنّ بأطراف البنان بتائتُ
وما الدهر إلا داءُ همٍّ مماطل مدى العيش أو خطبٌ هَجومٌ مُباغِتُ
عذيري من الإخوان لا أستشِفُّ مِن قلوبهمُ مَنْ وامقٌ لي وماقتُ
خِفافاً إلى ما ساءني فمصالِتٌ به أو مُداجٍ كيف لي لو يصالتُ
جعلتُ الجفاءَ عُوذةً ليَ منهُمُ وفي الناس أجساماً قلوبٌ عَفارتُ
وعلَّمني نَبذِي لهم وتوحُّدي بنفسِيَ أنّي في التكثّر غالتُ
سل السارحَ المخدوعَ أعجف مالَه جَفاءُ السُّمِيّ والسنونَ السوانتُ
توغَّل يرجوها وتُخلفُ ظنَّه مَنابعُ أكدَى ماؤها ومَنابتُ
إلى أين وابن الغاضريّة شاهدٌ يغرُّك نجمٌ أو يدلُّك خارتُ
تلقَّ الحيا من جَوِّهِ وارعَ روضَهُ تَدرّ العجافُ أو تعيش المَوَائتُ
ألا إنما بدرُ السماءِ ابن شمسها وبدرُ بني عوفٍ على الأرض ثابتُ
فتىً لا على الأعذارِ بالعهد ناكثٌ ولا مَعَ فرط الجود للسنِّ ناكتُ
يبيتُ خميصاً جنبُهُ ووسادُه وطارقُهُ خِصباً كما شاء بائتُ
إذا الليلةُ الطُّولَى أمرّتْ وأيبستْ فللضيف منه مُتمِرُ الليلِ رابتُ
تَرَى ملَهُ ما سلَّه الجودُ لا التي تناعرُ حوليها الحداةُ المصَاوتُ
رخيُّ البنانِ في النوائب كلّما أضبَّ على المال الحسيبُ المباكتُ
تَهادَى نساءُ الحيِّ وصفَ حنانه وتأباه في الروع الرجال المصَالتُ
ترى الحلمَ مشحوناً وراء ردائه إذا مرَّ ينزو الطائشُ المتهافتُ
فهل مبلغٌ عني خُزَيمةَ ما وعى حصاها البديدُ أو رباها الثوابتُ
وَفَى لك مجداً ما تَعُدِّين في أبي قَوامٍ إذا خان الفروعَ النوابتُ
ولدتِ وأولدتِ الكبيرَ ومثلُه قليلٌ وأُمَّاتُ الصقور مَقالتُ
سبقتَ فلم يعلَقْ غبارَك جامحٌ وفتَّ فلم يملكْ صِفاتِك ناعتُ
وجرَّبك الأعداءُ غمزاً وهِزّةً فما خدَشتْ في مَروتَيْك النواحتُ
فداك صديقٌ وجهُهُ وفؤاده مُعادٍ على دين المعالي مُعانتُ
يريك الرضا والغلُّ حشو جفونِهِ وقد تنطقُ العينان والفمُ ساكتُ
طوَى بِغضةً في جفنه فهو باسمٌ وفي فيه ليثٌ كاشرٌ لك هارتُ
أهبتُ بشِعري فانبرت لك عيسُهُ بما حملتْ وهي الخُضوعُ الخَوابتُ
فعادت بما أرعيتَها ولِبَانُها طَواعٍ على ليّ الحبالِ ضواغتُ
ونادتك لُغواتُ السؤال فأفصحت يداك وأيدي المانعين صوامتُ
وأوسعتني مالاً أتى لم تُخَضْ له ال دياجي ولم تُنفَضْ عليه السَّبارتُ
وخُلْقاً كما شعشتها ذهبيَّةً ببابلَ أهدتها إليك الحوانتُ
ولم تك حاشا مجدِ نفسك كامرىء تَصامَمَ عنّي وهو للمدح ناصتُ
وقومٍ كأن الشِّعر فيهم بليّةٌ أعرّت وعافتها الأكفُّ الزوافتُ
فكن سامعاً ما امتدّ باعُك في العلا وسُرَّ محبٌّ أو تخيَّبَ شامتُ
ثناءً فمُ الراوي عليك مسلِّمٌ به ومصلِّي الشكر باسمك قانتُ
تزورك منه في أوانِ فروضها قوافٍ لها عند الكرام مَواقتُ
يُفِدْن الغني أضعافَ ما يستفدنَهُ وهن بقايا والعطايا فوائتُ
أقول لأيّامي دعي ليَ أو خذي فما أنتِ إلا المقبلاتُ اللوافتُ
فلستُ أبالي مَن تزيَّل ركبُهُ وثابت لي على المودة ثابتُ



 


قديم 07-06-2013, 10:00 PM   #15


الصورة الشخصية لـ صدى الوجدان
صدى الوجدان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 03-31-2014 (02:37 AM)
 المشاركات : 10,242 [ + ]
 تقييم العضوية :  570
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
الإفتراضي رد : ديوان الشاعر مهيار الديلمي



أشوقاً ومَن تَهوى خليُّ الجوانِح لك اللّهُ مِن وافي الأمانةِ ناصحِ
فما كلّ عهدٍ بالسليم على النوى ولا كلّ ثاوٍ حافظٌ عهدَ نازحِ
حبيبُك من خلَّفتَ بين ضلوعه وسرتَ فؤاداً لا يلين لكاشح
لمَن منزلٌ أنكرتَه فعرفتَه وقد راح أهلوه بطيبِ الروائحِ
خليليَ والواشون حولي عصابةٌ فمن مُسرفٍ في لومه ومُسامِح
أَجِلْ في جناب الركب طرفَك هل ترى أسى بارحاً أو طائراً غيرَ بارحِ
وخلفَ الستور الرُّقمِ من كان بينُهُ على طولِ ما ستّرتُ حبِّيَ فاضحي
وهبتُ له عيني وقلبي وإنما لعزّته هانت عليَّ جوارحي
أفي كل دارٍ صاحبٌ اصلَحتْ له الرعايةُ قلبي وهو لي غير صالحِ
وخاطبُ شكرٍ يُرخِص البخلُ مهرَهُ عليه فيُمسي وهو ألأمُ ناكحِ
أهزُّ بعتبي منه طودأً كأنني أريد لأكسو العَيْرَ جلدةَ سابحِ
إذا ما عليل البخل لم يُبرِ داءَه مهافةُ هاجٍ لم يُثبْ قولَ مادحِ
بلى في فتىً من أسرتي إن شكرتها منائحُ تُعطيه حلالاً مدائحي
هنيئاً لكم يا طالبي سيبِ كفِّه أبيحت قَلِيباً فليفز دلوُ ماتحِ
يُختِّمُ غادٍ للسؤال ورائحٌ بساحةِ غادٍ للسماحةِ رائحِ
صباحُك والنيروز يجلوه فانعمن رأى خيرَ مصبوحٍ رأى خيرَ صابحِ
هو الجَذْع فاستقبل به بَكرَ عامه وإن كان مما كرَّ في سنِّ قارحِ
إذا وجه يومٍ غيره كان عابساً تبسّم عن ساعاتِ أبلجَ واضح
وعش بين جَدٍِّ للخطوب محاربٍ حريٍّ وجدٍّ للسعود مُصالحِ
سليما على الأيام طرّاً طِوالُها رقاقُ العشايا صالحاتُ المفاتحِ



 


قديم 07-06-2013, 10:02 PM   #16


الصورة الشخصية لـ صدى الوجدان
صدى الوجدان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 03-31-2014 (02:37 AM)
 المشاركات : 10,242 [ + ]
 تقييم العضوية :  570
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
الإفتراضي رد : ديوان الشاعر مهيار الديلمي



أُغَشُّ بآمالي كأنّيَ أُنصحُ وأبقَى لأشقىَ بالبقاء وأفرحُ
وأصبو إلى وجهٍ من الدهر مسفرٍ ضحوكٍ ووجهي في الخِمار مكلّحُ
ويعجبني إملاء يومٍ وليلةٍ وما الموتُ إلا غابقٌ أو مصبَّحُ
مَطلتُ بدَيني والغريمُ مصمِّمٌ وأحسنتُ ظنّي والمسيءُ مصرِّحُ
تُدَمِّي المنايا الناسَ حولي وإنما دمي ذاك في أثوابهم يتنضَّحُ
وأسلو إذا أبصرتُ جِلديَ أملساً وما صحّةٌ في الجلدِ والقلبُ يُجرَحُ
إذا مرَّ يتقري مَن الهالكُ الردَى يميِّلُ في أبنائه ويرجِّحُ
تطامنتُ أرجو أن أفوتَ لحاظه فأخفَى وعينُ الموت زرقاءُ تلمحُ
وقد غرّني ليلُ الشباب فأين بي أضلَّ وفجرُ الشيب عُريانُ مصبِحُ
واقرب شيء من قضيبٍ جُفوفُهُ إذا الورقاتُ الخُضرُ ظلَّتْ تَصوَّحُ
تتيَّمَ بالعُمرِ الجِذاعُ وخانهم فما ليَ أرجو ودَّه حين أَنزحُ
وقد كان قدّامي مدىً منه يُرتجَى هو اليومَ مُلقىً من ورائِيَ يُطرَحُ
حسوتُ بمُرِّ الدهر حبّاً لحلوه فطوراً يُصفِّي لي وطوراً يُصبِّحُ
إذا برَّني في صاحبٍ بزَّ صاحباً أغنِّي بشعري تارةً وأنوِّحُ
أبيحُ الترابَ أوجهاً كان مُسخِطي على الشمس منها الساهمُ المتلوِّحُ
وأحثو بكفّي أو أشقُّ حفيرةً يُهال على قلبي ثراها ويُضرَحُ
ترى الحق مطروفاً وتعشى لواحظٌ يراقصها هذا السرابُ الملوِّحُ
يودُّ الفتى أن البسيطةَ دارُهُ وما فوقها مالٌ عليه يروَّحُ
وسيعةُ بطنٍ جلَّ ما هو مُحرِزٌ ومطرحُ جنبٍ جَهدَ ما يَتَفسّحُ
تبايعنا الدنيا مُنىً بنفوسنا فتوكسُ غَبناً والمُبايع مُصلِحُ
فلا نحن من فرط الخسارةِ نرعوي ولا هي ترضى فرطَ ما هي تَربحُ
فما لكِ يا دنيا وأنتِ بطينةٌ ونحن خِماصٌ تبخلين ونسمحُ
ألا طرقتْ لا يملأ الليلُ صدرَها ولا تتحاشى صارخاً حين تَصْبحُ
مغلغِلةً لا طودَ يعصمُ ما ارتقت ولا موئلٌ من حيث تهبِطُ أبطحُ
وَصولاً إلى البيت الذي تستضيفه ولا مُوقدٌ يُورِي ولا كلبَ ينبحُ
لها من قِرىً ما استصلحتْ وتخيَّرتْ حشايا تُوَطَّى أو صفايا تُذَبَّحُ
أصابت صريحَ المجد من حيث ينتمِي وغضّت لحاظَ الفضل من حيث تطمحُ
وحلَّت فحكّت بَرْكَها من محمدٍ بجانب ركنٍ لم يكن قبلُ يُنطَحُ
قويمٍ على عرك الخطوب فما له وقد زحمته زحمةٌ يتطوَّحُ
سلا مُقعصَ الأقران من أيِّ طعنةٍ تَقَطَّر عن ظَهر الكفاية يُطرَحُ
وقاطِعَ مَثْناةِ الحبال حرانُهُ بأيّ زمامٍ قِيدَ يعنو ويُسمِحُ
ومَن هُزَّ من بين الوسائد طودهُ وفي دسته ثهلانُ لا يتزحزحُ
وقولاً وإن لم يخرق التربَ صائحٌ إليه ولم يفهم صدَى الأرضِ موضِحُ
أبا حسنٍ أمّا الرجاءُ فخائب وأما الرجا فيما نعاك فمنجَحُ
حملتُ الرزايا جازعاً ثمّ صابراً على ذاك حسنُ الصبر بعدك يقبُحُ
وواصلتُ من أحببتُ ثم فقدتهُ فما نازلٌ إلا وفقدُك أبرحُ
ذكرتُك إذ غَصّ النديُّ فلم يُشرْ نَصيحٌ ولم ينطق لسانٌ مُفَصِّحُ
ولا أضمرتْ صدقاً مَعاقدُ حبوةٍ جثا بفخارٍ ربُّها يتبجَّحُ
وقد غاض بحرٌ كان فكرك مدَّه وأُرتجَ بابٌ كان في فيك يُفتَحُ
وقد جاء نجمٌ من جُمادَى بلَيلةٍ بلَيلٍ يريك الطولُ أن ليس تُصبحُ
يسائلُ عن أطناب بيتك ضيفُها ردائدَ خطفِ البرقِ فيما تُلوِّحُ
تعيَّفَ طيراً بارحاتٍ يَسَرنَهُ بفقدك قد كانت ميامينَ تَسنحُ
فبات صعيدُ الأرضِ والريحُ زادُهُ شقيّاً بما يَستافُ أو يتنفَّحُ
بليلة بؤسٍ فات مُعتامَها القِرَى كما فاتها منك المصلِّي المسْبِّحُ
وللأمر كنتَ الليثَ إما حفِظتَهُ تَعاوَتْ تَعاطاه ثعالبُ تَضبَحُ
رُعِي بعدك الشِّقُّ الذي كنت حامياً له وعتا الخَرقُ الذي كنت تَنضَحُ
وخُلِّيَ للعجز التنافسُ واستوى على الجهل سَرحٌ سائمٌ ومُسرَّحُ
وقام رجالٌ كان فضلُك مقعِداً لهم فتراءوا للعلا وترشَّحوا
بلا عائبٍ تُزرِي على سيئاتهم محاسنهُ والنقصُ بالفضل يُفضَحُ
لئن حَرَصوا فيما عَمَرت تعافُه فربَّتَ ساعٍ للدنيّة يكدحُ
تمالَوا على ماكنتَ تأباه أوحداً ومَنّوا بما استضعفتَه وتمدَّحوا
وما ازدحموا أن القذى بعدك انجلى عن الماء لكن يشربون وتَقمَحُ
فداكَ وهل حيٌّ فداءٌ لميّتٍ قصيرُ الخطا يكبو بما كنتَ تجمحُ
تعجَّبَ لمّا ساد من حظِّ نفسه وقد يُدرِك الجَدُّ الدنيَّ فيُفلِحُ
ولمّا رأيتَ الدهرَ ضاقت ضلوعُه بحملك وهي للئام تَفَسَّحُ
أنفتَ من الدنيا الذليلةِ عارفاً إذا عيشةٌ ضامتك فالموت أروحُ
وذكّرنيك الودُّ أحليتَ طعمه وأصفيتَ فهو الآن يَقذَى ويَملَحُ
ضَربتُ عن الإخوان صفحاً مؤملاً بأن الردى لي عنك وحْدَك يصفحُ
وأغنيتني ودّاً ورفداً بحاجةٍ من اليوم ما أرتادُ أو أتمنَّحُ
أعلّل نفسي عنك لو أن مُسقَماً يُفيق بنوعٍ من جوىً أو يُصبَّحُ
وأرقَعُ أيّامي أروم صلاحَها وقد فسد العيشُ الذي كنت تُصلِحُ
سألتُ بك الأيّام أرجو مسرّةً فلما أَبت إلا التي هي أترحُ
ضحكتُ إلى ناعيك أحسب أنه وقد جَدَّ إكباراً ليومك يمزحُ
عفا ربعُ أنسي منك ضيقاًن وما عفا بساحةِ قلبي منزلٌ لك أفيحُ
به ساكنٌ من طيبِ عهدك عامرٌ يُريح عَزيبَ الحُزن من حيث يَسرحُ
إذا ذبَلَت فيه على الصبر جمرةٌ خموداً ورَى زندٌ من الذِّكر يَقدَحُ
وذاك اللسانُ الرَّطبُ لا زال في فمي هو اليومَ يرثِي مثلَه أمسِ يَمدحُ
يقول وإن لم يُغنِ عنك وإنما ملأتَ إناءً نعمةً فهو يرشحُ
ولو رُدَّ قبلي الموتُ بالشِّعر أو مضى شَبا لَسِنٍ أو عاش في الدهر مُفصِحُ
نجا لائذاً بالعزّ في غير قومه وقد سبق الناسَ الغريبُ المقرَّحُ
ومستنزلُ النعمان عن سطواته بما يَنتقِي من عِذرةٍ وينقِّحُ
وعُروةُ لم يُصغِ الردى لنسيبه ولم يُعطَ في قَيسٍ مناه الملوَّحُ
وغيّر غيلانُ المهاري بعَنسِهِ فلم تُنجه من عَدوةِ الموتِ صَيدَحُ
ولكنه شَرطُ الوفاء وغمّةٌ على الصدر باستخراجها أتروَّحُ
ذممتُ فؤادي فيك والحزنُ محرقٌ وعاتبتُ جفنَ العين والدمعُ مُقرِحُ
وما عجبٌ للدمع أن ذَلَّ عزُّه فما جَمّ إلا أنه لك يُنزحُ
وأُقسمُ ما جازاك قلبٌ بما طوَى غليلاً ولا قولٌ يطولُ فنشرحُ
ولا كان في حكم الوثيقة أن أرى عليك الثرى كَلاًّ وجسمِيَ رَيِّحُ
وما أنا إلا قاعدٌ عن فضيلةٍ إذا قمتُ فيها مائلاً أترنَّحُ
سقاك وإن كان الثرى بك غانياً عن السحب غادٍ بالحيا متروِّحُ
حَمولٌ لماء المزن تطفو لصوبه فواغرُ أفواهِ الجِواءِ فتَطفَحُ
إذا خار ضعفاً أو تراخَى حَدتْ به مَواقرُ من نوءِ السماكين دُلَّحُ
يُجفِّلُ طردُ الريح فيها كأنها سفينٌ جَوارٍ أو مَراسيلُ جُنَّحُ
شجاعٌ كأنتَ أو جوادٌ بمائه فإن عاقه ضنٌّ فعينيَ تَسفَحُ
ليعلمَ قبرٌ بالمدينة أنني من الغيثِ أَوْفَى أو من الغيثِ أَسمَحُ



 


قديم 07-06-2013, 10:09 PM   #17


الصورة الشخصية لـ صدى الوجدان
صدى الوجدان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 03-31-2014 (02:37 AM)
 المشاركات : 10,242 [ + ]
 تقييم العضوية :  570
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
الإفتراضي رد : ديوان الشاعر مهيار الديلمي



مَن الغادي تَحُطُّ به وتعلو نجائبُ من أزمِتَّها الرياحُ
جوافلُ تَحسَب الظِّلمانُ منها أضاء لوجهِ قانِصها الصَّباحُ
فمرَّتْ كلُّ شائلةٍ زَفوفٍ لها من غيرها اليدُ والجَناحُ
ململَمةٍ لها ظَهرٌ مصونٌ وبطنٌ تحت راكبها مُتاحُ
ترى سوطَ الشَّمال يَشُلّ منها طرائدَ لا يُكَفُّ لها جِماحُ
تُراوح رِجلُ سائقها يديه ولا التعريس منه ولا البَراحُ
تعبُّ الماءَ بين قذٍ وصافٍ إذا ما عافت الإبلُ القِماحُ
لعلّك ترتمي بك أو سيقضِي إلى المجد الغدوُّ أو الرواحُ
فصُلْ وخلوتَ من ولهي ووجدي وقل ولك السلامةُ والفلاحُ
لمقتدِحين في كبدي وساروا لواعجَ ما لقاطنها بَراحُ
أَظنَّاً أنكم بنتم وأبقَى لَبعضُ الظنِّ إثمٌ أو جُناحُ
ويَحسَبُ بدرُ عِجلٍ أنَّ ليلِي له من بعدِ غيبته صباحُ
وأنِّي بعده بمُنىً ولحظٍ ينازعني إلى جذلٍ طِماحُ
إذن ففركتُ بعلَ المجدِ منه وبنتُ من العلاء ولا نِكاحُ
بمَن ولِمَن أريدُ القلبَ عنكم ليذهلَ وهو عندكُمُ يُراحُ
ومَن بدلٌ وهل عِوضٌ وظهري بكم يَعرَى وعزِّي يُستباحُ
حَملتُ فراقَكم أو قيلَ جَلْدٌ وخلفَ حشاي أسنمةٌ طِلاحُ
وكيف تغيضُ لي نزواتُ دمعي وتحت الدمع أجفانٌ قِراحُ
فهل فيكم على العُدَواء آسٍ فإنّ البينَ في كبدي جِراحُ
ألا عَطفاً على عيشٍ فسادٍ يكون له بقربكُمُ صلاحُ
وحُرٍّ قيَّدَته لكم طليقاً من الناس المكارمُ والسماحُ
وقادته لكم خِلاً صريحاً حبائلُ مدَّها المجدُ الصُّاحُ
وأخلاقٌ سقته فأسكرتْهُ وبعض خلائقِ الكرماءِ راحُ
نَكصتُ وقد أحالَ عليَّ قِرنٌ له سيفانِ شوقٌ وارتياحُ
كأنّ دمِي الحرامَ على يديه بُعيدَ البينِ مالُكُم المباحُ
فَمن يكُ في النوى بطلاً فإنّي أنا المقتولُ والبينُ السلاحُ
فُجعتُ بقربكم والعهدُ طِفلٌ وساعةُ وصلنا بِكرٌ رَدَاحُ
وما شبِعت برؤيتكم لحاظٌ سواغبُ لي ولا بَرَد التياحُ
وحتى بعدَ أملسَ لم تَعَلَّقْ له بذيول طِيبِ الوصلِ راحُ
فراقٌ سابقَ اللقيا وعطفٌ من الأيّام زاحمه اطراحُ
ونَهزةُ نهلةٍ لم تَحْلُ حتّى تأجَّن ماؤها الشِبمُ القَراحُ
كأنَّ الدهرَ قامرني عليها معالَجةً فخانتني القِداحُ
لئن قَصُرت مساعيها وضاقت ففي الأشواقِ طولٌ وانفساحُ
فإن كَسرتْ عصا جَلَدِي عصاها فآمالي برجعتها صِحاحُ
وقد يلد السرورُ على عقامٍ ويحيا بعد ما مات المِراحُ
لعلّك يابنَ أكرمهم يميناً وأقدمِهم إذا كُرِهَ الكفاحُ
وأوسعِهم قِرىً وأعمَّ قدراً إذا ما الكلبُ أعجزه النُّبَاحُ
بقربك أن ستُخبِرُ أو سيُقضَى لهذا الخَرِق رَقعٌ وانتصاحُ
فترجِعَ لي ليالٍ صالحاتٌ بكم فاتت وأيّامٌ مِلاحُ
وينبُتُ تحت ظلّكُمُ لحالي جَناحٌ حَصَّه القدَرُ المتاحُ
عَلِقتكُمُ هوىً ومُنىً فما لي على الأيّام غيركم اقتراحُ
وبعتُ بكم بني دهري ودهري فعدت وملء حِضْنَيَّ الرياحُ
أقول وقد تعرَّم جُرح حالي وسُدَّ على مَطالِعيَ السَّراحُ
وكاشفني وكان مجاملاً لي عَبوسُ الوجه من زمني وَقاحُ
وقد مَنعتْ غضارتَها وجفَّتْ على أخلاقها الأيدي الشِّحاحُ
غداً يا نفس فانتظري أناساً هُمُ فَرَحٌ لصدرِك وانشراحُ
ستطلُعُ من بني عيسَى عليكِ ال أكفُّ البيضُ والغُررُ الصِّباحُ
ثقي بغنَى ثراك غداً براحٍ يُطَلُّ بها جُدوبُكِ أو يُراحُ
ولا تتسغَّبي أسفاً ويأساً فعند مَغالق الأمر انفتاحُ
سيُنهِضُ سقطتي منهم غلامٌ عزائمه الأزمَّةُ والصفاحُ
كريمٌ جاره حرمٌ منيعٌ على الأيّام أو حَيٌّ لَقَاحُ
كأنَّ الفضلَ في ناديه صَوناً فتاةُ الحيّ تمنعها الرماحُ
هو ابتدأ الندَى لم أحتسبه وأورَى لي ولم يكن اقتداحُ
ودَرَّتْ راحتاه ولم تُعصَّبْ وكم من مُزنةٍ لا تستماحُ
وظنّي أن سيشفعُها بأخرى يسابِقُ سعيَه فيها النجاحُ
تقومُ بها على مَيَدٍ قناتي وتُلحَمُ من خصاصتِيَ الجِراحُ
وتُنتَجُ من كرئام رأيه لي بجانبِ جاههِ فيها لِقاحُ
وعندي في الجزاء مسومَّاتٌ لها بالشكر مَغدىً أو مَراحُ
حُلَى الأعراضِ تَضحك في تَريبٍ لها عِقدٌ وفي صدرٍ وشاحُ
لها الغرضان من معنىً دقيقٍ تقُوم بنصره كِلمٌ فِصاحُ
أبوها فارسٌ وكأنّ قَومي بها عدنانُ أو داري البِطاحُ
وأفضلُ ما جَزَيت أخاً بودٍّ وإحسانٍ ثناءٌ وامتداحُ



 


قديم 07-06-2013, 10:25 PM   #18


الصورة الشخصية لـ صدى الوجدان
صدى الوجدان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 03-31-2014 (02:37 AM)
 المشاركات : 10,242 [ + ]
 تقييم العضوية :  570
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
الإفتراضي رد : ديوان الشاعر مهيار الديلمي



لمن صاغياتٌ في الحبلِ طلائحُ تسيلُ على نعمانَ منها الأباطحُ
تخابط أيديها الطريقَ كأنها مَوائرُ في بحر الفلاة سوابحُ
دجا ليلُها وهي السهام تقامُصاً فلم ينصرم إلا وهنَّ طَرائحُ
كأنَّ الوجى سرٌّ تخاف انتشارَه فمنها مُرِمٌّ بالتشاكي وبائحُ
حَملْنَ شموساً في الحُدوج غوارباً وليلُ السُّرَى منهنّ أبلجُ واضحُ
ينوء بها أَن القدودَ خفائفٌ ويُظلِعها أَن المتونَ رواجحُ
وفيهنّ منصورُ السهام مسلِّطٌ لعينيه أن تَدوَى القلوبُ الصحائحُ
يطير جُبَاراً ما أراقت لحاظُه إذا وُفِّيتْ حكمَ القصاصِ الجرائحُ
رماني ونسكُ الحجّ بيني وبينه ولم يدر أنّ الصيد في الحجّ قادحُ
طرحْتُ بجَمْعٍ نظرةً ساء كسبُها وتبعثُ شرّاً للعيون المَطارحُ
فإن سَترتْ تلك الثلاثُ على مِنىً هواي فيومُ النَّفرِ لاشكّ فاضحُ
بكيتُ ولامَ العاذلاتُ فلم تغِضْ على رُقيةِ العذلِ الدموعُ السوافحُ
ولم أرَ مثلَ العينِ تُشفَى بدائها ولا كالعذول يُجتوَى وهو ناصحُ
أمنِك ابنةَ الأعراب طيفٌ تبرّعتْ به هَبَّةُ التغويرِ والليلُ جانحُ
طوى الرملَ حتى ضاق بيني وبينه ال عِناقُ وما بيني وبينكِ فاسحُ
فباتَ على ما ترهبينَ ركوبَه هَجوماً وفيما تمنعين يسامحُ
رَعى اللّهُ قلباً ما أبرَّ بمن جفا وأثبتَ عهداً والعهودُ طوائحُ
وأوسعَ ذَرعاً بالوفاء وصونِهِ إذا ضاق ما تُطوَى عليه الجوانحُ
عذيريَ من دهري كأني أريده على الودّ سَلماً وهو قِرنٌ مكافحُ
وصحبةِ خَوّانينَ بائعُهم وإن تَكثَّر منهم بالتوحُّدِ رابحُ
أخوهم أخو الذئب الخبيثِ يَدلُّه على الدمِ ما تُملي عليه الروائحُ
وأيدٍ سِباطٍ وهي بالمنع جَعدةٌ تلاطمني منها اللواتي أصافحُ
يضيء على أبصارهم ضوءُ كوكبي وموضعهُ من مطلِع الفضل لائحُ
قعدتُ مع الحرمانِ بينَ ظهورهم وطائرُ حظّي لو تعيَّفتُ سانحُ
لقد كان لي عن بابلٍ وجُدوبها مذاهبُ يتلوها الغنِي ومَنادحُ
تركتُ عبابَ البحر والبحرُ مُعرضٌ وأمّلتُ ما تَسقي الرَّكايا النوازحُ
ولو نهضتْ بي وثبةُ الجَدِّ زاحمتْ على الماء هذي الآبياتُ القوامحُ
إذاً لسقاها ناصرُ الدين ما استقتْ كُبودٌ حِرارٌ أو شِفاهٌ مَلاوحُ
وقد كانت الزوراءُ دارَ إقامةٍ ومَنْعَمَةٍ فيها المنَى والمَفارحُ
زمانَ العُلا محفوظةٌ في عِراصها ثِقالٌ وميزانُ الفضائلِ راجحُ
فقد حُوِّلتْ تلك المحاسنُ وانتهتْ إلى غيرها في الأرض تلك المَنائحُ
وأضحتْ عمان للمكارمِ رُحلةً تُراحُ عليها المتعَباتُ الروازحُ
بها المُلكُ طَلْقٌ والمغانِي غَنيَّةُ ال رُّبا ومساعي الطالبين مَنَاجحُ
يضوع ثراها بالندى فتخالها رياضاً وكانت قبلُ وهي ضرائحُ
يدبّرها سبط اليدين بنانُه لمقفَل أرزاق العباد مَفاتحُ
صفا جوُّها بعد الكدور بعدله وطابت حساياها الخِباثُ المَوالحُ
فما غيرها فوق البسيطة للعلا مَقرٌّ على أن البلاد فسائحُ
ولا مَلِكٌ إلا وفضلةُ ربّها عليه إذا عُدَّ الملوكُ الجحَاجحُ
بهمّة محيي الأمّة اجتمعت لها ال بدائدُ وانقادت إليها الجوامحُ
بأروعَ وسمُ الملكِ فوق جبينه إذا ارتابت الأبصارُ أبلجُ واضحُ
إذا نُسِبَ الأملاكُ لم يخشَ خجلةَ ال دعاوي ولم تدخل عليه القوادحُ
من النَفر الغرّ الذين ببأسهم ونعمائهم تُلقَى الخطوبُ الفوادحُ
إذا ما دجت عشواءُ أمرٍ فأمرُهم ونهيُهُمُ شهبٌ لها ومَصابحُ
لهم قصباتُ السبق في كلّ دولة هم السرُّ منها والعتاقُ الصرائحُ
ينالون أقصَى ما ابتغَوه بأذرع مَخاصرُها صُمُّ القنا والصفائحُ
أصولُ علاً منصورةٌ بفروعها إذا غاب مُمسٍ منهُمُ هبَّ صابحُ
ورَبَّ يمينُ الدولة المجدَ بعدهم كما ربَّت الروضَ الغيوثُ السوافحُ
جرى جريَهم ثم استتمَ بسبقه وكم وقفتْ دون الجِذاعِ القوارحُ
همامٌ مع الإِصرار مُصطلِمٌ لمن عصَى ومع الإِقرار بالذنب صافحُ
تسنَّم أعوادَ السرير محجَّبٌ لواحظهُ شرقاً وغرباً طوارحُ
تُراصِدُ جَرْيَ الأرضِ رجْعاتُ طَرفه كما ركبَ المَرباةَ أزرقُ لامحُ
ألا أيّها الغادي ليحملَ حاجتي لعلّك إن بُلِّغتَ بالنُّجح رائحُ
أعد في مقرّ العزّ عني تحيّةً يُذَكَي النسيمَ طيبهُا المتفاوحُ
وقل عبدُك المشتاقُ لا عهدهُ عفا ولا وجدُه إن نُقِّلَ الوجدُ نازحُ
ومن لم يُخيَّبْ قطّ عالي ظنونِه لديك ولم تُخدِجْ مناه اللواقح
وأغنيتَه عمّن سواك فلم يُبَلْ جفا مانعٌ أو بَرّ بالرفد مانحُ
قَليبٌ قريبٌ لي ببغدادَ ماؤها ومنبعُها شحطَ النوى متنازحُ
لها كلّ عامٍ من سماحك ناهزٌ ومن عهدك الوافي رِشاءٌ وماتحُ
إذا ما استدرَّ الشكرُ سَلسالَ صَوبِها وجاءك عني تمتريها المدائحُ
أتتني وبطنُ البحر ظهر مطيِّها فروَّتْ غليلي والسفينُ النواضحُ
وما زادها التنقيصُ إلا غَزارةً وإلا صفاءً طولَ ما أنا نازحُ
تُبلُّ ثرى أرضي وجسمِيَ وادعٌ وتُثمرُ لاِبني وهو ساعٍ مُكادحُ
كلانا سُقِي من عفوِها وزُلالها وإن حبستني عُقْلتي وهو بارحُ
فللّهِ مولىً منك ما لِيَ عنده ومَتجَرُ من يُدلِي بجاهيَ رابحُ
وها هو قد كرَّت إليك رجاءَهُ سوائرُ حاجٍ طيرُهنَّ سوانحُ
فأمرَك زاد اللّهُ أمرَك بسطةً بما عَوَّدَت تلك السجايا السحائحُ
أَعنْ جهدَه واعرف له خَوض زاخرٍ يهزُّ الضلوعَ موجُه المتناطحُ
ولم أستزدْ نُعماك إلا ضرورةً وقد تُستزادُ المزنُ وهي دوالحُ
بما ثَقَّلَتْ ظهري الخطوبُ وضاعفتْ تكاليفَ عيشي وانتحتنى الجوائحُ
وما بُثَّ من زُغبٍ حَوالَيَّ كالقطا تَنَزِّي الشِّرارِ أعجلتها المقَادحُ
أمسِّح منهم كلَّ عِطْفٍ أسفتُ إذ أتاني وقد بُيِّضنَ منّي المَسائحُ
نجوتُ على عصرِ الشبيبةِ منهُمُ وأرهقني المقدارُ إذ أنا قارحُ
فدتك ملوكٌ ذكرُ مجدِك بينهم مثالبُ في أعراضهم وجرائحُ
إذا لُعِنوا صَلَّتْ عليك محافلٌ صفاتُك قرآنٌ لها ومَسابحُ
حَمَوا مالهم أن تُنتحَى بنقيصة عقائلهُ والسارياتُ السرائحُ
ومالُكَ في الآفاق شتَّى موزَّعٌ كرائمُهُ والباقياتُ الصوالحُ
سهرتَ ونامَ الناسُ عمّا رأيتَه كأنك للعلياء وحدَك طامحُ
وجاريتَ سيبَ البحرِ ثم فَضَلْتَه وهل يستوي البحرانِ عذبٌ ومالحُ
أعرنِيَ سمعاً لم تزل مطرباً له إذا ما تغنَّته القوافي الفصائحُ
وأَصغِ لها عذراءَ لولاك لم تُجب خطيباً ولم يظفَر بها الدهرَ ناكحُ
من الباهراتِ لم تُحدَّثْ بمثلها ال نفوسُ ولم تُوصَل إليها القرائحُ
ظهرتُ بها وحدي على حين فترةٍ من الشِّعر برهاني بها اليومَ لائحُ
ومِنْ شرفِ الأشعار أنك سامعٌ ومن شرف الإحسان أنِّيَ مادحُ
ومَنْ لِيَ لو أنّي مَثَلْتُ مُشافِها أفاوضُها أسماعَكم وأطارحُ
وأن ينهضَ الجَدُّ العَثورُ بِهجرةٍ تُعالَجُ أشواقي بها والتَّبارِحُ
ويا ليتما ريح الشَّمال تهبُّ لي فتُطلعَني منها عليك البوارحُ
وكيف مَطاري والخطوب تُحصُّني وأخذِيَ شَوطي والليالي كوابحُ
وقد كان جُبن القلب يُقعِدُ عنكُمُ فقد ساعدَتْه بالنكولِ الجوارحُ
وأقسمتِ الستُّونَ ما لخروقها إذا اتسعتْ في جِلدة المرءِ ناصحُ
وإني على أنسي بأهلي وموطني لأَعلمُ أَنَّ العيشَ عندك صالحُ



 


قديم 07-06-2013, 10:27 PM   #19


الصورة الشخصية لـ صدى الوجدان
صدى الوجدان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 03-31-2014 (02:37 AM)
 المشاركات : 10,242 [ + ]
 تقييم العضوية :  570
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
الإفتراضي رد : ديوان الشاعر مهيار الديلمي



أنت على حالتيك محمودُ إن كان بخلٌ لديك أو جودُ
يشقَى ويرضَى بك الفؤادُ كما الطَّ رفُ إذا ما رآك مسعودُ
يا غُصُناً دهرهُ الربيعُ فما يفترقُ الماءُ فيه والعودُ
فات بك الحسنُ أن تُحَدَّ ولل بدر بما انحطّ عنك تحديدُ
قم حدّث الليلَ عن أواخره إن مَقامَ الصبوح مشهودُ
يا ظبيُ لو بتَّ فيه عدتَ وقد عَنَّ ظباءٌ ببابلٍ غيدُ
أما ترى الفِطرَ صائحاً نَوِرزُوا حَلَّ حرامٌ وانحلَّ معقودُ
والبدر يدعو بحاجبٍ حاجبٍ للعيدِ بشرَى هنالك العيدُ
فاسبق بها الشمسَ أختَها لهباً بقاؤها في الزمان تخليدُ
صان اليهوديُّ خِدرَها أن يُفَ ضَّ الخَتمُ أو تؤخذَ المقاليدُ
عَدَّ رجالاً من قومه لَهمُ في فضلها عنده أسانيدُ
سنَّ له اللهوُ أن يعظّمَها فهي له في الدنان معبودُ
حمراءُ ما فازت الأكفُّ به من لونها في الخدود مردودُ
من فمِ إِبريقها إلى شَفة ال كأس عمودُ الصباح ممدودُ
دِينٌ من اللهو أنت عن باب إب ليسَ متى حُدتَ عنه مطرودُ
تغنَّم اليومَ من سرورك والس اعةَ إن الزمان معدودُ
ما دام يدعونك الفتى مَرَحاً والغصنُ فينانُ والصِّبا رُودُ
غدا بياضٌ يا قاتل اللّه ما تنشقّ عنه من بِيضك السودُ
لا تجمعُ الشَّيبَ والسرورَ يدٌ ولا يتمُّ الثراءُ والجودُ
لا أَخلَفَ المالَ غيرُ متلفهِ إن الغنيَّ البخيلَ مكدودُ
يا راكباً لم تُلِحْهُ هاجرةٌ ولا ترامت بشخصه البيدُ
ولم تَقُدْ حظَّه مخاطَرةٌ تُنضَى إليها المهريَّةُ الفُودُ
بين مناه وبينه غرضُ ال رامي سدادٌ منه وتعضيدُ
قل لابن عبد الرحيم عشتَ فما يعدَمُ فضلٌ وأنت موجودُ
مَلَّكك المجدَ أنّ بابَك مف توحٌ وبابَ الأرزاقِ مسدودُ
يزدحم الناس فيه راجين را ضين وحوضُ الكريم مورودُ
وأن عافيك والمكلِّفُ مش نوءٌ مُرادٌ لديك مودودُ
لا هو في الذلّ بالسؤال ولا بالمنِّ فيما مننتَ مكدودُ
يختلفُ الناس من كرامته عندك مَنْ قاصدٌ ومقصودُ
والبشرُ حتى يقالَ بارقةٌ والحلمُ حتى يقالَ جلمودُ
يُلبِسك المدحُ كلَّ ضافيةٍ لها بطول الإخلاق تجديدُ
دُرُّ المعالي فيها بوصفك من ظومٌ ووشيُ الألفاظِ منضودُ
تَخْبرُ منه ما أنت ناقده وأكثر الإنتقادِ تقليدُ
والشعر ما لم توجدك آيتُهُ إلا القوافي والوزنَ مفقودُ
يتعبُ فيه الموفِّرون له وهو مع المُسْهلين موءود
بَقِيتَ منه لزائرتك بالث ناءِ غيداً أكفاؤها الصِّيدُ
كلّ فتاةٍ مَحْدُوُّها يومَ تب غي الحظَّ إمَّا أتتك مجدودُ
صديقُها أنتَن والحسود بها وبي على القرب منك مفؤودُ
في وجهه البشر حين يسمعها خوفاً وفي قلبه الأخاديدُ
يَطرَبُ منها للشيء يُحزِنهُ واسمُ بكاءِ الحَمامِ تغريدُ
لا اجتاز عيدٌ إلا عليك وإن أَجَزْتَ أن تُمطَلَ المواعيدُ



 


قديم 07-06-2013, 10:28 PM   #20


الصورة الشخصية لـ صدى الوجدان
صدى الوجدان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Aug 2011
 أخر زيارة : 03-31-2014 (02:37 AM)
 المشاركات : 10,242 [ + ]
 تقييم العضوية :  570
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
الإفتراضي رد : ديوان الشاعر مهيار الديلمي



إمَّا تقومونَ كذا أو فاقعدوا ما كلّ من رام السماءَ يَصعدُ
نامَ على الهُونِ الذليلُ ودرَى جفنُ العزيزِ لِمَ بات يَسهَدُ
أخفُّكم سعياً إلى سودَدِه أحقُّكم بأن يقالَ سيِّدُ
عن تعبٍ أُورِدَ ساقٌ أوّلاً ومَسحَتْ غرَّةَ سَبَّاقٍ يدُ
لو شرُفَ الإنسان وهو وادعٌ لقطعَ الصمصامُ وهو مغمَدُ
هيهات أبصرتَ العلاءَ وعشَواً عنه فضلُّوا سُبلَه وتَجِدُ
يا عمدةَ الملكِ وأيُّ شرفٍ طالَ ولم ترفعه منكم عَمَدُ
للّه هذا اليومُ يوماً أنجز ال دهرُ به ما كان فيه يَعِدُ
لما طَلعتَ البدرَ من ثَنِيَّةٍ تُجلَى بها عينٌ وعَينٌ تَرمَدُ
من شَفَقِ الشمسِ يُسَدَّى ثوبُها وتُلحَمُ الجوزاءَ أو تُعَمَّدُ
دقَّ وجلَّ فهو إن لامستَهُ سَبْطٌ وإن مارسته مُجَعَّدُ
متوَّجاً عمامةً وإنما عمامةُ الفارس تاجٌ يُعقدُ
ممتطياً أتلعَ لو حبستَهُ تحتك قيل فَدَنٌ مُشَيَّدُ
مناقلاً بأربعٍ كأنّما يلاطم الجليدَ منها جَلْمَدُ
وقَّرها خوفُك فهو مطلَقٌ يَنقُلُها كأنّه مقيَّدُ
خَفَّ بطبع عِتقِه وآده ثِقلُ الحُلَى فمشيهُ تأوُّدُ
مقلَّداً مهنّداً ما ضمَّه قبلَك إلا خافه مقَلَّدُ
أبيض لا يعطيك عهداً مثلُه إذا أخوك حالَ عمّا تَعهَدُ
إذا ادرعتَ في الدجى فقَبَسٌ وإن توسّدتَ الثرى فعضُدُ
ما اعتدتَ كسبَ العزِّ إلا مَعَهُ والمرء مَشَّاءٌ وما يُعَوَّدُ
ما زال فخر المُلك في أمثالها يرشُدُ في آرائه ويسعدُ
فكيف لا وأنت من فؤاده عزّاً وعينيه المكانُ الأسودُ
ولو ركبتُ أرحلاً لكان لي فيك بُراقٌ بالمنى مزوَّدُ
أنت الذي جمعتَني من معشرٍ شملُ العلاء بينهم مبدَّدُ
كأنني آخذُ ما أُعطيهُمُ من مِدَحي إذا نطقتُ أُنشِدُ
أبحتَني مجدَك إذ أرحتني ممّن أذمُّ منهُمُ وأحمَدُ


 


موضوع مغلق

Bookmarks

الكلمات الدلالية (Tags)
مهيار , الديلمي , الشاعر , ديوان


Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 

قوانين المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML مغلق
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح



شات تعب قلبي تعب قلبي شات الرياض شات بنات الرياض شات الغلا الغلا شات الود شات خليجي شات الشله الشله شات حفر الباطن حفر الباطن شات الامارات سعودي انحراف شات دردشة دردشة الرياض شات الخليج سعودي انحراف180 مسوق شات صوتي شات عرب توك دردشة عرب توك عرب توك


جميع الأوقات GMT +3. الساعة الآن 12:17 PM.


.
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
.

Search Engine Friendly URLs by vBSEO